الجامعة الألمانية- السورية بداية عصر جديد للتعليم الجامعي السوري
بداية عهد جديد في مجال العليم الجامعي السوري، فبعد التوقيع على اتفاقية شراكة بين جامعة "الوادي الألمانية- السورية الخاصة" في محافظة حمص وجامعة ماغديبورغ الألمانية دخلت سوريا عصر الجامعات الأجنبية- السورية الخاصة.
جاءت قوانين التعليم الجامعي التي أقُرت مؤخراً في سوريا لتسمح بإنشاء جامعات خاصة، ولتمهد الطريق أمام فكرة إنشاء صرح علمي جديد بشراكة ألمانية يحمل إسم جامعة الوادي السورية- الألمانية. وتعد هذه الجامعة الجديدة من الجامعات الفريدة في سوريا، حيث ستكون الجامعة الخاصة الأولى التي تمنح خريجيها شهادات معترف بها من قبل الجامعات الألمانية والسورية على حد سواء
وقد شهدت العاصمة السورية مؤخراً التوقيع على اتفاقية شراكة أكاديمية بين الجامعة الجديدة وجامعة ماغديبورغ (اوتو فون جيريكيه) الألمانية.
وبعد توقيع الإتفاقية صرح المهندس يوسف عبدلكي، رئيس إدارة مشروع إنشاء الجامعة، أن مشروع يهدف إلى إنشاء مؤسسة تعليمية "خاصة غير ربحية" تكون مستعدة لاستقبال الطلاب، ابتداء من سبتمبر/أيلول 2005 في مقرها بوادي النصارى (محافظة حمص). وستتألف هيئة التدريس بالجامعة من أساتذة ألمان بالدرجة الأولى، إضافة إلى أساتذة أجانب وسوريين. بهذا ستكون هذه الجامعة هي الجامعة العربية الألمانية الثالثة في الوطن العربي،
يروى الإعلامي صفوح الحلبي عضو الجمعية الألمانية – السورية للعلوم والتكنولوجيا أن فكرة إنشاء جامعة الوادي إلى المهندس السوري المقيم في ألمانيا إدموند جبارة. فقد فكر في البداية بإنشاء رابطة للمهندسين السوريين المغتربين في ألمانيا، إلا أن ذلك لم يتحقق لأسباب عديدة أهمها قلة عدد هؤلاء في ألمانيا. فتحولت تلك الفكرة، إلى فكرة إنشاء جمعية ألمانية – سورية تضم أكاديميين من مختلف الاختصاصات العلمية، أطلق عليها اسم "الجمعية الألمانية – السورية للعلوم والتكنولوجيا". ومنذ إنشاءها قبل أربع سنوات قامت الجمعية بتبادل الآراء مع وزارة التعليم العالي السورية ومؤسسة الوادي الخاصة بدمشق إلى أن استتب الأمر على إنشاء الجامعة. جامعة خاصة غير ربحية؟
أوضح البروفسور كلاوس ديتر ياني رئيس الجمعية أن الجامعة الجديدة هي في واقع الأمر شركة مساهمة. وتتألف هذه الشركة من مجموعة كبيرة من المغتربين السوريين المقيمين بالخارج. كما أنها في الوقت نفسه جمعية خيرية هدفها المساهمة في تطوير البنية التحتية التعليمية في سورية. ولكن الهدف الرئيسي من الجامعة هو المساهمة في إثراء المنطقة العربية علمياً وثقافياً" كما يقول الدكتور علي شعبان نائب رئيس الجمعية. وأكد شعبان أنه لن يكون هناك ربح بشكل مباشر بعد أن أجمع أعضاء الجمعية أن ذلك ليس هدفهم في السنوات الـخمسة عشر المقبلة التي سيتم خلالها إنشاء الجامعة وتطويرها وإيصالها إلى المستوى المطلوب من الرقي العلمي.
الجانب المالي
أكد البروفسور ياني أن هناك ما يزيد عن مائتي عائلة قامت بتقديم مساهمات مالية وشراء أسهم في الجامعة الجديدة. وتقدر قيمة الأسهم بـ 500 مليون ليرة سورية. وقبل إنشاء الجامعة قامت الجمعية الألمانية – السورية للعلوم والتكنولوجيا بإجراء دراسة موضوعية لتحديد مدى جدوى إنشائها، وذلك من خلال مراعاة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تمر بها سوريا حالياً. وتم أخذ عدد الطلاب المتخرجين من المرحلة الثانوية وأولئك الذين يدرسون بالجامعات السورية بعين الاعتبار. "وأظهرت كل الدراسات التي أجريت أن الفكرة مناسبة جداً" علي حد قول الدكتور علي شعبان.
فرصة الطالب الفقير
تتراوح مصاريف الدراسة في الجامعة الجديدة ما بين 1500 و 3000 يورو في العام الواحد. مما قد يشكل عبئاً على عاتق الأسر الفقيرة أو ذات الدخل المحدود. وهو الأمر الذي وضعته الجامعة في حسبانها، حيث أن هناك فرصة جيدة للطلاب في الحصول على منح دراسية. لذلك قررت الجمعية تخصيص مبالغ مالية كبيرة يتم توظيفها لمساعدة الطلاب الفقراء من خلال تقديم المنح والمساعدات المالية. وهنا يؤكد البروفسور على أن من أهداف الجامعة حصول خريجيها على مؤهل ألماني يدعم مساعيهم من اجل الحصول على وظيفة. كما أكد على أنها ستقدم منحاً دراسية للطلاب النابغين. أما الطلاب الفقراء فسوف يكون لديهم فرصة الحصول على منح دراسية يتم ردها بعد الانتهاء من الدراسة والحصول على عمل. وبالنسبة للطلبة الذين ينحدرون من عائلات ذات دخل محدود فسيتم تخفيض مصاريفهم الدراسية.
بعد جديد للحوار بين الحضارات
الدكتور اوفه غينيتسكيه مدير مكتب التبادل العلمي في جامعة ماغديبورغ، أكد الدكتور غينيتسكيه على أهمية العمل المشترك في مجال التبادل العلمي والطلابي مع الدول العربية.
أما بخصوص الشراكة مع الجامعة الألمانية- السورية فإن جامعة ماغديبورغ تود تقديم خبراتها العلمية والبحثية وخيرة أساتذتها. وهي تطمح أيضاً إلى الاستفادة من خبرات الجانب الآخر والتعرف على منظور علمي مختلف.
ما يساعد جامعة ماغديبورغ على تطوير سياستها التعليمية والنظر من بعد لنظامها الجامعي. بالإضافة إلى أنها فرصة جديدة للتقارب بين الحضارتين العربية والأوربية. "فنحن نقدر الثروة العلمية التي خلفتها الحضارة العربية". أما برفسور ياني فيتمنى أن "تلعب هذه الجامعة دوراً في تقوية الاقتصاد السوري وأن تصبح منارة للعلوم في الشرق الأوسط."
:
عن موقعdw-world.de
بداية عهد جديد في مجال العليم الجامعي السوري، فبعد التوقيع على اتفاقية شراكة بين جامعة "الوادي الألمانية- السورية الخاصة" في محافظة حمص وجامعة ماغديبورغ الألمانية دخلت سوريا عصر الجامعات الأجنبية- السورية الخاصة.
جاءت قوانين التعليم الجامعي التي أقُرت مؤخراً في سوريا لتسمح بإنشاء جامعات خاصة، ولتمهد الطريق أمام فكرة إنشاء صرح علمي جديد بشراكة ألمانية يحمل إسم جامعة الوادي السورية- الألمانية. وتعد هذه الجامعة الجديدة من الجامعات الفريدة في سوريا، حيث ستكون الجامعة الخاصة الأولى التي تمنح خريجيها شهادات معترف بها من قبل الجامعات الألمانية والسورية على حد سواء
وقد شهدت العاصمة السورية مؤخراً التوقيع على اتفاقية شراكة أكاديمية بين الجامعة الجديدة وجامعة ماغديبورغ (اوتو فون جيريكيه) الألمانية.
وبعد توقيع الإتفاقية صرح المهندس يوسف عبدلكي، رئيس إدارة مشروع إنشاء الجامعة، أن مشروع يهدف إلى إنشاء مؤسسة تعليمية "خاصة غير ربحية" تكون مستعدة لاستقبال الطلاب، ابتداء من سبتمبر/أيلول 2005 في مقرها بوادي النصارى (محافظة حمص). وستتألف هيئة التدريس بالجامعة من أساتذة ألمان بالدرجة الأولى، إضافة إلى أساتذة أجانب وسوريين. بهذا ستكون هذه الجامعة هي الجامعة العربية الألمانية الثالثة في الوطن العربي،
يروى الإعلامي صفوح الحلبي عضو الجمعية الألمانية – السورية للعلوم والتكنولوجيا أن فكرة إنشاء جامعة الوادي إلى المهندس السوري المقيم في ألمانيا إدموند جبارة. فقد فكر في البداية بإنشاء رابطة للمهندسين السوريين المغتربين في ألمانيا، إلا أن ذلك لم يتحقق لأسباب عديدة أهمها قلة عدد هؤلاء في ألمانيا. فتحولت تلك الفكرة، إلى فكرة إنشاء جمعية ألمانية – سورية تضم أكاديميين من مختلف الاختصاصات العلمية، أطلق عليها اسم "الجمعية الألمانية – السورية للعلوم والتكنولوجيا". ومنذ إنشاءها قبل أربع سنوات قامت الجمعية بتبادل الآراء مع وزارة التعليم العالي السورية ومؤسسة الوادي الخاصة بدمشق إلى أن استتب الأمر على إنشاء الجامعة. جامعة خاصة غير ربحية؟
أوضح البروفسور كلاوس ديتر ياني رئيس الجمعية أن الجامعة الجديدة هي في واقع الأمر شركة مساهمة. وتتألف هذه الشركة من مجموعة كبيرة من المغتربين السوريين المقيمين بالخارج. كما أنها في الوقت نفسه جمعية خيرية هدفها المساهمة في تطوير البنية التحتية التعليمية في سورية. ولكن الهدف الرئيسي من الجامعة هو المساهمة في إثراء المنطقة العربية علمياً وثقافياً" كما يقول الدكتور علي شعبان نائب رئيس الجمعية. وأكد شعبان أنه لن يكون هناك ربح بشكل مباشر بعد أن أجمع أعضاء الجمعية أن ذلك ليس هدفهم في السنوات الـخمسة عشر المقبلة التي سيتم خلالها إنشاء الجامعة وتطويرها وإيصالها إلى المستوى المطلوب من الرقي العلمي.
الجانب المالي
أكد البروفسور ياني أن هناك ما يزيد عن مائتي عائلة قامت بتقديم مساهمات مالية وشراء أسهم في الجامعة الجديدة. وتقدر قيمة الأسهم بـ 500 مليون ليرة سورية. وقبل إنشاء الجامعة قامت الجمعية الألمانية – السورية للعلوم والتكنولوجيا بإجراء دراسة موضوعية لتحديد مدى جدوى إنشائها، وذلك من خلال مراعاة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تمر بها سوريا حالياً. وتم أخذ عدد الطلاب المتخرجين من المرحلة الثانوية وأولئك الذين يدرسون بالجامعات السورية بعين الاعتبار. "وأظهرت كل الدراسات التي أجريت أن الفكرة مناسبة جداً" علي حد قول الدكتور علي شعبان.
فرصة الطالب الفقير
تتراوح مصاريف الدراسة في الجامعة الجديدة ما بين 1500 و 3000 يورو في العام الواحد. مما قد يشكل عبئاً على عاتق الأسر الفقيرة أو ذات الدخل المحدود. وهو الأمر الذي وضعته الجامعة في حسبانها، حيث أن هناك فرصة جيدة للطلاب في الحصول على منح دراسية. لذلك قررت الجمعية تخصيص مبالغ مالية كبيرة يتم توظيفها لمساعدة الطلاب الفقراء من خلال تقديم المنح والمساعدات المالية. وهنا يؤكد البروفسور على أن من أهداف الجامعة حصول خريجيها على مؤهل ألماني يدعم مساعيهم من اجل الحصول على وظيفة. كما أكد على أنها ستقدم منحاً دراسية للطلاب النابغين. أما الطلاب الفقراء فسوف يكون لديهم فرصة الحصول على منح دراسية يتم ردها بعد الانتهاء من الدراسة والحصول على عمل. وبالنسبة للطلبة الذين ينحدرون من عائلات ذات دخل محدود فسيتم تخفيض مصاريفهم الدراسية.
بعد جديد للحوار بين الحضارات
الدكتور اوفه غينيتسكيه مدير مكتب التبادل العلمي في جامعة ماغديبورغ، أكد الدكتور غينيتسكيه على أهمية العمل المشترك في مجال التبادل العلمي والطلابي مع الدول العربية.
أما بخصوص الشراكة مع الجامعة الألمانية- السورية فإن جامعة ماغديبورغ تود تقديم خبراتها العلمية والبحثية وخيرة أساتذتها. وهي تطمح أيضاً إلى الاستفادة من خبرات الجانب الآخر والتعرف على منظور علمي مختلف.
ما يساعد جامعة ماغديبورغ على تطوير سياستها التعليمية والنظر من بعد لنظامها الجامعي. بالإضافة إلى أنها فرصة جديدة للتقارب بين الحضارتين العربية والأوربية. "فنحن نقدر الثروة العلمية التي خلفتها الحضارة العربية". أما برفسور ياني فيتمنى أن "تلعب هذه الجامعة دوراً في تقوية الاقتصاد السوري وأن تصبح منارة للعلوم في الشرق الأوسط."
:
عن موقعdw-world.de
Comment