سنغافورة - بدر البلوي
شاهد اضغط هنا
http://video.alarabiya.net/ShowClip....0.55.22.66.531
..........
"تشارلي" أصبح ومنذ نعومة أظفاره هو وأخوه "هارلي" من أشهر الناس في العالم، والسبب أن الأول قام فقط بعض الثاني. ورغم أن العضة ألحقت بعض الألم بالأخ الأكبر "هاري" إلا أنها تهون عندما يدرك غداً أن مقطعهم البسيط هذا هو أحد أكثر المقاطع مشاهدة على اليوتيوب، وأنه قلد حركاتهم كثيرٌٌ من الهواة على نفس الموقع.
فضلاً عن العدد الكبير الذين يتابعون مقاطعهم الجديدة وأخبارهم عبر مواقع الإنترنت الشهيرة كالفيس بوك و تويتر، والأكثر من ذلك أنه قد تحول اسميهما إلى ماركة تجارية بهذا العنوان " تشارلي.. لقد عضضتني" لتوضع على القمصان، والأكواب وغيرها.
قصة المقطع باختصار، أن "هاري" وضع أخاه " تشارلي" في حضنه، علماً بأن الأخير قد نمت أسنانه مؤخراً، فقام هاري بكل إرادته بوضع سبابته في فم تشارلي الذي لم يكذب خبراً فقام بعضها، فصرخ هاري مماجعل تشارلي يطلق سراح إصبعه بعد أن ردد هاري بلكنة إنجليزية صريحة بما فيها من مط وتشدق غير متكلف: " تشارلي، إنها تؤلمني" مذكراً بمقطع شخصية "سرحان" في مسرحية شاهد ما شفش حاجه" أنت ما صدقت يا سيد!!".
إلا أنه كما يقال في المثل الشعبي" القط لا يحب إلا خناقه"، عاد هاري مرة أخرى ليضع إصبعه في فم أخيه الذي أطبق عليه بشيء من حبور تلذذ التسنين الجديد كتمساح صغير ولكن ذا أنياب حادة، مما دفع هاري ليصرخ مرتين وقد بدا على وجهه البريء الوجع وهو يردد تشارلي إنها تؤلمني حقاً، فرأف بحاله وأطلق أسنانه الصغيرة عن إصبع أخيه مرة أخرى، الذي سارع بمعاينة إصبعه وهو يقول بعبوس إنها تؤلم يا تشارلي، وقام بمسح اللعاب الذي لحق بها بقميصه، وهنا أطلق أخوه الصغير ضحكة طفولية جميلة معلنة عن انتصاره.
لم يدر في خلد أكثر المتفائلين بما فيهم أم الولدين أن هذا المقطع والذي قامت بتحميله على موقع "اليوتيوب" في مايو(أيار) 2007 سيشاهده أكثر من مائتين وأربعة عشر مليون شخص حتى الآن، أي حوالي عدد سكان العالم العربي، والسبب أنه لا جديد في الموضوع ويمكن أن يقع في أي مكان في العالم، حتى أنه لا يبدو أن هناك أماً أو أباً لم يجربا أن يضعا إصبعهما (هذا إن كان مغسولاً) في فم طفلهما ليعضها. بل أحياناً الأطفال أنفسهم يقبضون على أيدي إمهاتهم أو أياً كان للقيام بعضها.
إذا كانت الحالة هكذا، فلماذا حقق المقطع كل تلك النسبة العالية من المشاهدة حتى أنه احتل المركز الثالث بعد أغنيتين شهيرتين، على الرغم من أن هناك العديد من المقاطع المبكية والمضحكة والعجيبة التي قد تكون للوهلة الأولى أكثر جاذبية من هذا المقطع؟
يبدو أن السبب في شهرة هذا المقطع، هو أنه تلقائي في تصويره، وفي نشره، وفي البحث عنه على موقع اليوتيوب. فكل شخص في العالم أينما كان مكانه يستطيع أن ينزل أي مقطع، وفي المقابل فإن كل شخص أيضاً يمكن أن يشاهد هذا المقطع، والجهة الراعية لالتقاء المرسل والمتلقي (اليوتيوب) ترى في نفسها أنها مكان رحب للجميع ليعبروا عن آرائهم. وقد يكون شرط الموقع الوحيد للنشر أن لا يتعدى المقطع على حقوق الملكية للآخرين أو ينتهك خصوصياتهم، ودون ذلك فلا بأس من النشر.
قد يكون السبب الآخر في شهرة هذا المقطع أنه يناسب التوجهات الجديدة في الإعلام، وهي الإعلام الواقعي أو العرض الواقعي. فالانتقال مباشرة إلى موقع الحدث، وتصوير الناس وهم لا يدركون أنهم تحت التصوير، أوعمل برامج مسابقات وألعاب حية، وبرامج التلفزيون الواقعي كل هذا يعتبر جزءا من الإعلام الواقعي الحديث الذي معظم أبطاله هم من الناس العاديين وليسوا محترفين ومدربين للظهور على الشاشة أو على صفحات الجرائد.
والفكرة خلف هذه البرامج هو النزول إلى المستوى الحقيقي للحدث ونقله كما هو بعيدا عن التكلف، لأن التصور السائد هو أن الناس غالباً ما يقومون بتغيير سلوكهم متى ما علموا أنهم أمام كاميرات التصوير وتحت معاينة كثير من الناس.
بل إنه في الوقت الحاضر توجهت بعض البرامج التلفزيونية التحليلية الرصينة، بجعل الجمهور هو المقدم الحقيقي للبرامج، وجعل دور مقدم البرنامج دوراً تنظيمياً لإدراة الحلقة. مقطع تشارلي وهاري قد يحفز لإجراء دراسات أكثر لمعرفة إلى أين تتجه رغبات الجمهور، فالجزم بالعبارة الدائمة "أن الجمهورعاوز كده" لممارسة الأستاذية على المجتمع لم تعد تجدي نفعاً في عالم تتسارع وتيرة تقدمه من جهة وتزداد المنافسة بين وسائله الإعلامية للوصول إلى الناس من جهة أخرى.
علاوة على هذا وذاك، وكما يقول الاقتصاديون فإنه ليس من المهم أن يكون لديك كثير من المال لكي تدخل السوق، ولكن من المهم أن يكون لديك فكرة جديدة حتى تستطيع أن تنافس مع المتنافسين، وهكذا على نفس المنوال يمكن النظر إلى مقطع تشارلي على كونه صرعة جديدة تمكنت أن توافق ذوق الجمهور إعلامياً ولتتحول في النهاية إلى فكرة اقتصادية قد تدر على الأخوين الصغيرين المال الوفير عندما يكبران ليشكرا أولاً الله عز وجل على ما وهبهما من براءة الأطفال، ومن ثم يشكران أمهما على تقديمها تلك الهدية الثمينة التي لم تتوقعها هي ولم يدركوها هم عندما كانوا أطفالاً.
فضلاً عن العدد الكبير الذين يتابعون مقاطعهم الجديدة وأخبارهم عبر مواقع الإنترنت الشهيرة كالفيس بوك و تويتر، والأكثر من ذلك أنه قد تحول اسميهما إلى ماركة تجارية بهذا العنوان " تشارلي.. لقد عضضتني" لتوضع على القمصان، والأكواب وغيرها.
قصة المقطع باختصار، أن "هاري" وضع أخاه " تشارلي" في حضنه، علماً بأن الأخير قد نمت أسنانه مؤخراً، فقام هاري بكل إرادته بوضع سبابته في فم تشارلي الذي لم يكذب خبراً فقام بعضها، فصرخ هاري مماجعل تشارلي يطلق سراح إصبعه بعد أن ردد هاري بلكنة إنجليزية صريحة بما فيها من مط وتشدق غير متكلف: " تشارلي، إنها تؤلمني" مذكراً بمقطع شخصية "سرحان" في مسرحية شاهد ما شفش حاجه" أنت ما صدقت يا سيد!!".
إلا أنه كما يقال في المثل الشعبي" القط لا يحب إلا خناقه"، عاد هاري مرة أخرى ليضع إصبعه في فم أخيه الذي أطبق عليه بشيء من حبور تلذذ التسنين الجديد كتمساح صغير ولكن ذا أنياب حادة، مما دفع هاري ليصرخ مرتين وقد بدا على وجهه البريء الوجع وهو يردد تشارلي إنها تؤلمني حقاً، فرأف بحاله وأطلق أسنانه الصغيرة عن إصبع أخيه مرة أخرى، الذي سارع بمعاينة إصبعه وهو يقول بعبوس إنها تؤلم يا تشارلي، وقام بمسح اللعاب الذي لحق بها بقميصه، وهنا أطلق أخوه الصغير ضحكة طفولية جميلة معلنة عن انتصاره.
لم يدر في خلد أكثر المتفائلين بما فيهم أم الولدين أن هذا المقطع والذي قامت بتحميله على موقع "اليوتيوب" في مايو(أيار) 2007 سيشاهده أكثر من مائتين وأربعة عشر مليون شخص حتى الآن، أي حوالي عدد سكان العالم العربي، والسبب أنه لا جديد في الموضوع ويمكن أن يقع في أي مكان في العالم، حتى أنه لا يبدو أن هناك أماً أو أباً لم يجربا أن يضعا إصبعهما (هذا إن كان مغسولاً) في فم طفلهما ليعضها. بل أحياناً الأطفال أنفسهم يقبضون على أيدي إمهاتهم أو أياً كان للقيام بعضها.
إذا كانت الحالة هكذا، فلماذا حقق المقطع كل تلك النسبة العالية من المشاهدة حتى أنه احتل المركز الثالث بعد أغنيتين شهيرتين، على الرغم من أن هناك العديد من المقاطع المبكية والمضحكة والعجيبة التي قد تكون للوهلة الأولى أكثر جاذبية من هذا المقطع؟
يبدو أن السبب في شهرة هذا المقطع، هو أنه تلقائي في تصويره، وفي نشره، وفي البحث عنه على موقع اليوتيوب. فكل شخص في العالم أينما كان مكانه يستطيع أن ينزل أي مقطع، وفي المقابل فإن كل شخص أيضاً يمكن أن يشاهد هذا المقطع، والجهة الراعية لالتقاء المرسل والمتلقي (اليوتيوب) ترى في نفسها أنها مكان رحب للجميع ليعبروا عن آرائهم. وقد يكون شرط الموقع الوحيد للنشر أن لا يتعدى المقطع على حقوق الملكية للآخرين أو ينتهك خصوصياتهم، ودون ذلك فلا بأس من النشر.
قد يكون السبب الآخر في شهرة هذا المقطع أنه يناسب التوجهات الجديدة في الإعلام، وهي الإعلام الواقعي أو العرض الواقعي. فالانتقال مباشرة إلى موقع الحدث، وتصوير الناس وهم لا يدركون أنهم تحت التصوير، أوعمل برامج مسابقات وألعاب حية، وبرامج التلفزيون الواقعي كل هذا يعتبر جزءا من الإعلام الواقعي الحديث الذي معظم أبطاله هم من الناس العاديين وليسوا محترفين ومدربين للظهور على الشاشة أو على صفحات الجرائد.
والفكرة خلف هذه البرامج هو النزول إلى المستوى الحقيقي للحدث ونقله كما هو بعيدا عن التكلف، لأن التصور السائد هو أن الناس غالباً ما يقومون بتغيير سلوكهم متى ما علموا أنهم أمام كاميرات التصوير وتحت معاينة كثير من الناس.
بل إنه في الوقت الحاضر توجهت بعض البرامج التلفزيونية التحليلية الرصينة، بجعل الجمهور هو المقدم الحقيقي للبرامج، وجعل دور مقدم البرنامج دوراً تنظيمياً لإدراة الحلقة. مقطع تشارلي وهاري قد يحفز لإجراء دراسات أكثر لمعرفة إلى أين تتجه رغبات الجمهور، فالجزم بالعبارة الدائمة "أن الجمهورعاوز كده" لممارسة الأستاذية على المجتمع لم تعد تجدي نفعاً في عالم تتسارع وتيرة تقدمه من جهة وتزداد المنافسة بين وسائله الإعلامية للوصول إلى الناس من جهة أخرى.
علاوة على هذا وذاك، وكما يقول الاقتصاديون فإنه ليس من المهم أن يكون لديك كثير من المال لكي تدخل السوق، ولكن من المهم أن يكون لديك فكرة جديدة حتى تستطيع أن تنافس مع المتنافسين، وهكذا على نفس المنوال يمكن النظر إلى مقطع تشارلي على كونه صرعة جديدة تمكنت أن توافق ذوق الجمهور إعلامياً ولتتحول في النهاية إلى فكرة اقتصادية قد تدر على الأخوين الصغيرين المال الوفير عندما يكبران ليشكرا أولاً الله عز وجل على ما وهبهما من براءة الأطفال، ومن ثم يشكران أمهما على تقديمها تلك الهدية الثمينة التي لم تتوقعها هي ولم يدركوها هم عندما كانوا أطفالاً.
شاهد اضغط هنا
http://video.alarabiya.net/ShowClip....0.55.22.66.531
..........
Comment