عِـلْـم اخترعنـاه
أتدرون..؟؟
نحن عباقرة فعلاً.. أي نعم.. عباقرة رغم أنف من لا يرضى.. تأملوا معي قليلاً وسترون كم نحن متميّزون
*******
نحن ما زلنا نعيش..
أيادينا ما زالت دافئة.. رغم ظنّنا أنّها مشلولة, رئاتنا ما تزال تضجّ بالهواء.. رغم اعتقادنا أنّها مسلولة, أكبادنا ما تزال تفرز الخمائر.. رغم أنّنا ندّعي أنّها مفطورة.. ومراراتنا تصنع الصفراء.. رغم شكاوينا من أنّها مفقوعة.. وأمعاؤنا ما تزال تتحرّك بجديّة.. رغم حالات الإسهال الشائعة بكثرةٍ هذه الأيّام
*******
نحن ما نزال نعيش..
نلتهم جميع أصناف الكائنات الحيّة الجويّة والبريّة والبحرية ونتفنّن في طريقة تحميرها وتقميرها وتشميرها.. وبعد أن ننظّف أسناننا من بقايا لحومها الطريّة نشرب عادةً قليلاً من الأعشاب الهاضمة لتسليك المسالك وفتح المجاري.. بعضنا يفضّل تدخين لفافة تبغ مع كأسٍ ثقيل من الشاي.. ثمّ نذهب مترنّحين إلى أسرّتنا الناعمة لنرتمي عليها متثاقلين ونبدأ فوراً بالشخير مستمتعين
*******
نحن ما نزال نعيش..
نمارس الجنس بنشاطٍ منقطع النظير ونتحدّث عنه بشغفٍ وحماس, يطير صوابنا حينما نلمح ساقاً عارية تمرّ أمامنا وتنتفش شعورنا وتجحظ أعيننا وتتدلّى ألسنتنا إن غمزتنا حسناء عابرة بعيونها الكحلاء.. فنهيم على وجوهنا في براري لندن وقفار بانكوك ننشد الأشعار ونسكب الدموع الغوال, ورغم أنّهم يدّعون أننا شهوانيون بشكلٍ غير لائق إلاّ أنّنا في الحقيقة نحاول وسعنا التناسل والتكاثر لنملأ الأرض أطفالاً يحملون سحننا الوسيمة وقاماتنا المهيبة
*******
نحن ما نزال نعيش..
نحن صارمون جدّاً فيما يتعلّق بأخلاقيّاتنا فلا نقبل الزلل ونتبرّأ من الخطيئة, ورغم أنّنا نصفّق جدّاً لنانسي وساقيها ونهتف لهيفا ونهديها ونتغزّل بأليسا وشفتيها وننثر فوقهن ذهبنا ونريق تحت أقدامهنّ غزلنا وإعجابنا وقلوبنا المتدلّهة, ورغم أنّنا نقدّم على شاشات تلفازنا ما تشيب لهوله الولدان ويتعجّب منه الفسّاق ويُذهَل فيه الفجّار, إلاّ أنّنا رغم ذلك كلّه أخلاقيّون جدّاً ومحافظون للغاية
*******
نحن ما نزال نعيش..
نحن رومانسيّون جدّاً, عاطفيّون من قمّة رؤوسنا إلى أقدامنا.. ورغم أنهم يزعمون أنّا أقلّ شعوب الأرض تأثّراً بما يحدث في الأرض, وأن الصين إن خسفت بأهلها فلن نذرف عليها دمعة وأن أفريقيا إن تبخّرت بناسها فلن تتحرّك منّا أنملة, فهذه أقاويل الأعادي والحسّاد واسألوا الحبّ هل رأى في الكون مثلنا سكارى؟؟
*******
نحن ما نزال نعيش..
نحن فخورون بأنفسنا جدّاً ونعضّ بالنواجذ على (خلفيّاتنا) الثقافية, ورغم أن نصف مجتمعاتنا لا تستطيع أن تميّز بين الألف وكوز الذرة وأننا أكثر شعوب العالَم كرهاً للكِتاب وما يكتبون وللثقافة وما يتثاقفون إلا أنّ ذلك ليس جهلاً كما يزعمون لكنّه عودة إلى أصولنا الحضاريّة الأصيلة حين كنّا.. وما نزال.. أمّة أميّة
*******
نحن ما نزال نعيش..
و رغم أنّنا نحترف الاستهلاك ونستورد كلّ شيء من الإبرة إلى الصاروخ مروراً بمساحيق التجميل وأجهزة نتف الشعر عن السيقان وشامبوهات التخلّص من القشرة التي أصبحت فجأة أفدح مشاكلنا على الإطلاق, ورغم أنّنا أصبحنا (مشتبهاً بهم) في جميع أنحاء الأرض من التشيلي إلى شبه جزيرة كامشاتكا, ورغم أنّنا فنّانون حقيقيون في خسارة أكبر عددٍ ممكن من الأصدقاء والمناصرين واكتساب المزيد والمزيد من الأعداء والحانقين, ورغم أنّ كلّ صباحٍ جديد يحمل لنا أنباءاً تميت القلوب وتدمي العيون وتحيّر الألباب, ومع ذلك كلّه فنحن بحمد الله ما نزال نستطيع أن نبتسم ملء شفاهنا – يصل الحدّ إلى القهقهة الحقيقيّة في بعض الأحيان – ونمارس الجنس بحفاوة ونغمز النساء وننهض إلى أعمالنا متفائلين ولا نموت بسهولة بل نبلغ من العمر عتيّاً أحياناً
*******
ألم أقل لكم.. نحن عباقرة دون أدنى شكّ
و الله.. لو أنّ ما يمرّ بنا مرّ بغيرنا لانقرضوا منذ أمدٍ بعيد وذهبوا إلى أسفل سافلين
أتدرون ما هو السرّ وراء تلك المعجزة؟؟
هو عِلم اخترعناه وحدنا ولم نجد – بحمد الله – أي منافسٍ لنا حتّى اليوم
هو علم التطنيش
أتدرون..؟؟
نحن عباقرة فعلاً.. أي نعم.. عباقرة رغم أنف من لا يرضى.. تأملوا معي قليلاً وسترون كم نحن متميّزون
*******
نحن ما زلنا نعيش..
أيادينا ما زالت دافئة.. رغم ظنّنا أنّها مشلولة, رئاتنا ما تزال تضجّ بالهواء.. رغم اعتقادنا أنّها مسلولة, أكبادنا ما تزال تفرز الخمائر.. رغم أنّنا ندّعي أنّها مفطورة.. ومراراتنا تصنع الصفراء.. رغم شكاوينا من أنّها مفقوعة.. وأمعاؤنا ما تزال تتحرّك بجديّة.. رغم حالات الإسهال الشائعة بكثرةٍ هذه الأيّام
*******
نحن ما نزال نعيش..
نلتهم جميع أصناف الكائنات الحيّة الجويّة والبريّة والبحرية ونتفنّن في طريقة تحميرها وتقميرها وتشميرها.. وبعد أن ننظّف أسناننا من بقايا لحومها الطريّة نشرب عادةً قليلاً من الأعشاب الهاضمة لتسليك المسالك وفتح المجاري.. بعضنا يفضّل تدخين لفافة تبغ مع كأسٍ ثقيل من الشاي.. ثمّ نذهب مترنّحين إلى أسرّتنا الناعمة لنرتمي عليها متثاقلين ونبدأ فوراً بالشخير مستمتعين
*******
نحن ما نزال نعيش..
نمارس الجنس بنشاطٍ منقطع النظير ونتحدّث عنه بشغفٍ وحماس, يطير صوابنا حينما نلمح ساقاً عارية تمرّ أمامنا وتنتفش شعورنا وتجحظ أعيننا وتتدلّى ألسنتنا إن غمزتنا حسناء عابرة بعيونها الكحلاء.. فنهيم على وجوهنا في براري لندن وقفار بانكوك ننشد الأشعار ونسكب الدموع الغوال, ورغم أنّهم يدّعون أننا شهوانيون بشكلٍ غير لائق إلاّ أنّنا في الحقيقة نحاول وسعنا التناسل والتكاثر لنملأ الأرض أطفالاً يحملون سحننا الوسيمة وقاماتنا المهيبة
*******
نحن ما نزال نعيش..
نحن صارمون جدّاً فيما يتعلّق بأخلاقيّاتنا فلا نقبل الزلل ونتبرّأ من الخطيئة, ورغم أنّنا نصفّق جدّاً لنانسي وساقيها ونهتف لهيفا ونهديها ونتغزّل بأليسا وشفتيها وننثر فوقهن ذهبنا ونريق تحت أقدامهنّ غزلنا وإعجابنا وقلوبنا المتدلّهة, ورغم أنّنا نقدّم على شاشات تلفازنا ما تشيب لهوله الولدان ويتعجّب منه الفسّاق ويُذهَل فيه الفجّار, إلاّ أنّنا رغم ذلك كلّه أخلاقيّون جدّاً ومحافظون للغاية
*******
نحن ما نزال نعيش..
نحن رومانسيّون جدّاً, عاطفيّون من قمّة رؤوسنا إلى أقدامنا.. ورغم أنهم يزعمون أنّا أقلّ شعوب الأرض تأثّراً بما يحدث في الأرض, وأن الصين إن خسفت بأهلها فلن نذرف عليها دمعة وأن أفريقيا إن تبخّرت بناسها فلن تتحرّك منّا أنملة, فهذه أقاويل الأعادي والحسّاد واسألوا الحبّ هل رأى في الكون مثلنا سكارى؟؟
*******
نحن ما نزال نعيش..
نحن فخورون بأنفسنا جدّاً ونعضّ بالنواجذ على (خلفيّاتنا) الثقافية, ورغم أن نصف مجتمعاتنا لا تستطيع أن تميّز بين الألف وكوز الذرة وأننا أكثر شعوب العالَم كرهاً للكِتاب وما يكتبون وللثقافة وما يتثاقفون إلا أنّ ذلك ليس جهلاً كما يزعمون لكنّه عودة إلى أصولنا الحضاريّة الأصيلة حين كنّا.. وما نزال.. أمّة أميّة
*******
نحن ما نزال نعيش..
و رغم أنّنا نحترف الاستهلاك ونستورد كلّ شيء من الإبرة إلى الصاروخ مروراً بمساحيق التجميل وأجهزة نتف الشعر عن السيقان وشامبوهات التخلّص من القشرة التي أصبحت فجأة أفدح مشاكلنا على الإطلاق, ورغم أنّنا أصبحنا (مشتبهاً بهم) في جميع أنحاء الأرض من التشيلي إلى شبه جزيرة كامشاتكا, ورغم أنّنا فنّانون حقيقيون في خسارة أكبر عددٍ ممكن من الأصدقاء والمناصرين واكتساب المزيد والمزيد من الأعداء والحانقين, ورغم أنّ كلّ صباحٍ جديد يحمل لنا أنباءاً تميت القلوب وتدمي العيون وتحيّر الألباب, ومع ذلك كلّه فنحن بحمد الله ما نزال نستطيع أن نبتسم ملء شفاهنا – يصل الحدّ إلى القهقهة الحقيقيّة في بعض الأحيان – ونمارس الجنس بحفاوة ونغمز النساء وننهض إلى أعمالنا متفائلين ولا نموت بسهولة بل نبلغ من العمر عتيّاً أحياناً
*******
ألم أقل لكم.. نحن عباقرة دون أدنى شكّ
و الله.. لو أنّ ما يمرّ بنا مرّ بغيرنا لانقرضوا منذ أمدٍ بعيد وذهبوا إلى أسفل سافلين
أتدرون ما هو السرّ وراء تلك المعجزة؟؟
هو عِلم اخترعناه وحدنا ولم نجد – بحمد الله – أي منافسٍ لنا حتّى اليوم
هو علم التطنيش
Comment