أعياد غربية
بقلم : تشاو يويه
كما كان الحال سابقا، تمتلئ شوارع المدن الصينية الكبرى بجو بهيج في عيد الميلاد. وضعت في محلات التذكارات بطاقات تهنئة مطبوعة بصور بابا نويل. وفي المحلات التجارية أو الفنادق، وضعت فوانيس مزخرفة وأشجار الميلاد. في كل مكان، ملصقات (( ChristmasMerry )). أما جو العيد في صرح الجامعات فأكثر حرارة وبهجة. الجامعيون يتبادلون التذكارات والهدايا، ويكرم بعضهم بعضا بالوليمة في المطعم. هكذا, دخلت بعض الأعياد الغربية، بما فيها عيد الميلاد وعيد القديس فالنتين وعيد الأب وعيد الأم وعيد الشكر وعيد كذبة نيسان، في حياة العديد من المواطنين الصينيين، خاصة في حياة الشباب والمراهقين
" عيد الميلاد مهرجان حافل، فيه تلتقي الأصدقاء، وفيه قضاء الوقت في المقهى، وشراء الأشياء، والمشاركة في اجتماع الأصدقاء، هربا من الضغط على الروح والحياة. الأعياد التقليدية الصينية أغلبها مفعم بالأدب والمجاملة، ليست مقتصرة على الشباب والمراهقين فقط، ولا بد لهم من زيارة أجدادهم احتراما، والمشاركة في الوليمة مع أجدادهم على مائدة واحدة. الاحتفال بهذه الأعياد لايوفر للشباب والمراهقين استرخاء بدنيا ونفسيا. " هذا ما قالته الآنسة (( لي )) ابنة السابعة والعشرين، تعمل في مؤسسة حكومية. السيد تشانغ في مجمع تجاري ببكين، سألته وهو يختار هدية عيد الميلاد لصديقته. قال : " أنا منشغل بالعمل طوال الأيام، وأسافر لمهمات خارج بكين دوما. وهي حاليا طالبة باحثة، أوقات الالتقاء بها معدودة. أحاول تقديم حصة من الهدايا لها قبل حلول عيد الميلاد، فكم كان سروري عندما استلمت هديتي هذه
في خلال الاستطلاع، وجدت الكثير من الشباب يحتفلون بالعيد الغربي لمجرد البحث عن جانب من السرور والبهجة، كما عبر عنه أحد مشتركي الانترنت بقوله : " إن الأعياد الصينية، بما فيها عيد الربيع وعيد منتصف الخريف وعيد الفوانيس، لكل منها موضوعه الخاص وترتيباته الخاصة. في عيد الربيع، يجب على أفراد العائلة تناول وجبات اجتماع الشمل على مائدة واحدة، وزيارة الأصدقاء والأقرباء، ولا يشعر الجيل الناشئ فيها بأي استرخاء من السرور. أما الأعياد الغربية فهي بالنسبة إلى الصينيين، معناها استهلاك وتسلية، يتصرف الجيل الناشيء جماعة جماعة كما يحلو لهم. البحث عن التهيج والذوق والرغبة، هو الغرض الذي يسعى وراءه الشباب في احتفالات العيد الغربي جنونيا
حظيت الأعياد الغربية بإقبال في الصين في وقت ما. وذلك يتعلق بنداء رجال التجارة. من أجل كسب المال الأكثر، تقوم المحلات التجارية باستخدام فرصة احتفالات الأعياد الغربية، بنشاطات ضخمة مختلفة لإسراع ترويج بضائعها. وجدت الوسائل المتنوعة والمتعددة والإعلانات العيدية لترويج البضائع في كل مكان، لتشكل من العوامل الهامة لانتشار الأعياد االغربية قي بلادنا سريعا. يقدح التجار زناد فكرهم قبل كل عيد كبير أو صغير لجلب المستهلكين حتى تنطبع على وجوههم ابتسامات حلوة في الانتهاء من العيد
" ذات ليلة من عيد القديس فالنتين الماضي، انتظرت في أحد المطاعم لمدة ساعتين تقريبا للبحث عن مقعدين خاليين لتناول وليمة مع صديقي. لذا، وفي هذا العام قبل حلول هذا العيد، حجزت أنا وصديقي طاولة في مطعم مسبقا. وبعد إنهاء الوليمة، يوجد وقت لجولة في المحلات التجارية لاختيار بعض الأشياء في مناسبة الزواج. " قالت (( وانغ )) وهي في السادسة والعشرين من العمر وهي تعمل في قطاع وسائل الإعلام
شياو يي، جامعي في السنة الثالثة بجامعة بكين للتكنولوجيا. أخبرني بأن الزملاء في صفه قد شاركوا في وليمة الالتقاء مرتين في عيد الميلاد بضاحية بكين. " وإن رئيس صفنا قد حجز هذا العام وليمة عيد وقاعة للكراوكي في مطعم لحفلة ساهرة سارة. زيادة العيد مفيدة للمواطنين الصينيين من حيث الاستهلاك والتسلية. لأنها تحفز الاستهلاك من جهة وإشعار الصينيين بالتقاليد الأجنبية وزيادة فرصة للتسلية من جهة أخرى. قال أحد أصحاب المقاهي الشهيرة : في أي عيد من الأعياد الغربية أو مناسبة للمباريات الرياضية، صارت تجارتها مزدهرة ومتوهجة. المقهى مستورد من الخارج حذوه حذو عيد الميلاد، والعيد هو فرصة سانحة للتجارة في مقهانا
مع دخول الأعياد الغربية، يشك بعض الناس في أنها قد تتغلب بتيارها الكاسح على الأعياد التقليدية الصينية وتسبب لها صدمات. الأكثر من ذلك، يعتقد البعض بأن جيلنا الناشئ قد أحيط بأشياء أجنبية .. الأعياد والأطباق إحاطة محكمة، سيفقد ذلك الصينيين تقاليدهم شيئا فشيئا
ليس هذا القلق ضروريا. وجدت أنا كمراسل تحقيقا على الشبكة العنكبوتية ورد فيه أن معظم المتصفحين الشبان للانترنت يعتقدون بأن غرض احتفالهم بالأعياد الغربية هو مجرد السعي وراء الموضة والفرحة، لا يتناقض مع الأعياد الصينية. ويعتقد البعض ضرورة زيادة ابتداعات جديدة في أعياد الصين التقليدية
قال السيد دينغ في سن الأربعين سنة من العمر : " الاحتفال بالأعياد الأجنبية ليس معناه تجاهلا للتقاليد الصينية. باعتقادي أن ذلك اتجاه نحو التبادلات الثقافية بين الشرق والغرب. " هذا وعلى عكس ذلك، يقول البعض إن للصين تاريخا عريقا لآلاف السنين، لها حضارتها القومية الخاصة وأعيادها القومية المتميزة. لماذا عانت من غزو الأعياد الغربية في السنوات الأخيرة ؟ يرجع السبب إلى ضعف وسائل الإعلام وعدم الاهتمام بهذا الغزو. ومن الضروري زيادة موضوعات أعيادنا التقليدية وتعظيم الاحتفالات
في ظل العولمة الحالية، أصبحت التبادلات الاقتصادية والثقافية أكثر التصاقا. ذلك مفيد للصينيين من حيث معرفة العالم الغربي الذي يجذبهم باقتصاده المتطور وثقافته الزاهية. الأعياد الغربية منتشرة أيضا في اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافوره وغيرها من البلدان الآسيوية. ويعد ذلك نتيجة عن التبادلات الثقافية في العالم
تختلف الأعياد الغربية عن الصينية من حيث الشكل فقط. يبدو أن الغربية حماسية والصينية باردة. ومع ذلك، غير قلق على الإطلاق من أن الغربية تحل محل الصينية
بقلم : تشاو يويه
كما كان الحال سابقا، تمتلئ شوارع المدن الصينية الكبرى بجو بهيج في عيد الميلاد. وضعت في محلات التذكارات بطاقات تهنئة مطبوعة بصور بابا نويل. وفي المحلات التجارية أو الفنادق، وضعت فوانيس مزخرفة وأشجار الميلاد. في كل مكان، ملصقات (( ChristmasMerry )). أما جو العيد في صرح الجامعات فأكثر حرارة وبهجة. الجامعيون يتبادلون التذكارات والهدايا، ويكرم بعضهم بعضا بالوليمة في المطعم. هكذا, دخلت بعض الأعياد الغربية، بما فيها عيد الميلاد وعيد القديس فالنتين وعيد الأب وعيد الأم وعيد الشكر وعيد كذبة نيسان، في حياة العديد من المواطنين الصينيين، خاصة في حياة الشباب والمراهقين
" عيد الميلاد مهرجان حافل، فيه تلتقي الأصدقاء، وفيه قضاء الوقت في المقهى، وشراء الأشياء، والمشاركة في اجتماع الأصدقاء، هربا من الضغط على الروح والحياة. الأعياد التقليدية الصينية أغلبها مفعم بالأدب والمجاملة، ليست مقتصرة على الشباب والمراهقين فقط، ولا بد لهم من زيارة أجدادهم احتراما، والمشاركة في الوليمة مع أجدادهم على مائدة واحدة. الاحتفال بهذه الأعياد لايوفر للشباب والمراهقين استرخاء بدنيا ونفسيا. " هذا ما قالته الآنسة (( لي )) ابنة السابعة والعشرين، تعمل في مؤسسة حكومية. السيد تشانغ في مجمع تجاري ببكين، سألته وهو يختار هدية عيد الميلاد لصديقته. قال : " أنا منشغل بالعمل طوال الأيام، وأسافر لمهمات خارج بكين دوما. وهي حاليا طالبة باحثة، أوقات الالتقاء بها معدودة. أحاول تقديم حصة من الهدايا لها قبل حلول عيد الميلاد، فكم كان سروري عندما استلمت هديتي هذه
في خلال الاستطلاع، وجدت الكثير من الشباب يحتفلون بالعيد الغربي لمجرد البحث عن جانب من السرور والبهجة، كما عبر عنه أحد مشتركي الانترنت بقوله : " إن الأعياد الصينية، بما فيها عيد الربيع وعيد منتصف الخريف وعيد الفوانيس، لكل منها موضوعه الخاص وترتيباته الخاصة. في عيد الربيع، يجب على أفراد العائلة تناول وجبات اجتماع الشمل على مائدة واحدة، وزيارة الأصدقاء والأقرباء، ولا يشعر الجيل الناشئ فيها بأي استرخاء من السرور. أما الأعياد الغربية فهي بالنسبة إلى الصينيين، معناها استهلاك وتسلية، يتصرف الجيل الناشيء جماعة جماعة كما يحلو لهم. البحث عن التهيج والذوق والرغبة، هو الغرض الذي يسعى وراءه الشباب في احتفالات العيد الغربي جنونيا
حظيت الأعياد الغربية بإقبال في الصين في وقت ما. وذلك يتعلق بنداء رجال التجارة. من أجل كسب المال الأكثر، تقوم المحلات التجارية باستخدام فرصة احتفالات الأعياد الغربية، بنشاطات ضخمة مختلفة لإسراع ترويج بضائعها. وجدت الوسائل المتنوعة والمتعددة والإعلانات العيدية لترويج البضائع في كل مكان، لتشكل من العوامل الهامة لانتشار الأعياد االغربية قي بلادنا سريعا. يقدح التجار زناد فكرهم قبل كل عيد كبير أو صغير لجلب المستهلكين حتى تنطبع على وجوههم ابتسامات حلوة في الانتهاء من العيد
" ذات ليلة من عيد القديس فالنتين الماضي، انتظرت في أحد المطاعم لمدة ساعتين تقريبا للبحث عن مقعدين خاليين لتناول وليمة مع صديقي. لذا، وفي هذا العام قبل حلول هذا العيد، حجزت أنا وصديقي طاولة في مطعم مسبقا. وبعد إنهاء الوليمة، يوجد وقت لجولة في المحلات التجارية لاختيار بعض الأشياء في مناسبة الزواج. " قالت (( وانغ )) وهي في السادسة والعشرين من العمر وهي تعمل في قطاع وسائل الإعلام
شياو يي، جامعي في السنة الثالثة بجامعة بكين للتكنولوجيا. أخبرني بأن الزملاء في صفه قد شاركوا في وليمة الالتقاء مرتين في عيد الميلاد بضاحية بكين. " وإن رئيس صفنا قد حجز هذا العام وليمة عيد وقاعة للكراوكي في مطعم لحفلة ساهرة سارة. زيادة العيد مفيدة للمواطنين الصينيين من حيث الاستهلاك والتسلية. لأنها تحفز الاستهلاك من جهة وإشعار الصينيين بالتقاليد الأجنبية وزيادة فرصة للتسلية من جهة أخرى. قال أحد أصحاب المقاهي الشهيرة : في أي عيد من الأعياد الغربية أو مناسبة للمباريات الرياضية، صارت تجارتها مزدهرة ومتوهجة. المقهى مستورد من الخارج حذوه حذو عيد الميلاد، والعيد هو فرصة سانحة للتجارة في مقهانا
مع دخول الأعياد الغربية، يشك بعض الناس في أنها قد تتغلب بتيارها الكاسح على الأعياد التقليدية الصينية وتسبب لها صدمات. الأكثر من ذلك، يعتقد البعض بأن جيلنا الناشئ قد أحيط بأشياء أجنبية .. الأعياد والأطباق إحاطة محكمة، سيفقد ذلك الصينيين تقاليدهم شيئا فشيئا
ليس هذا القلق ضروريا. وجدت أنا كمراسل تحقيقا على الشبكة العنكبوتية ورد فيه أن معظم المتصفحين الشبان للانترنت يعتقدون بأن غرض احتفالهم بالأعياد الغربية هو مجرد السعي وراء الموضة والفرحة، لا يتناقض مع الأعياد الصينية. ويعتقد البعض ضرورة زيادة ابتداعات جديدة في أعياد الصين التقليدية
قال السيد دينغ في سن الأربعين سنة من العمر : " الاحتفال بالأعياد الأجنبية ليس معناه تجاهلا للتقاليد الصينية. باعتقادي أن ذلك اتجاه نحو التبادلات الثقافية بين الشرق والغرب. " هذا وعلى عكس ذلك، يقول البعض إن للصين تاريخا عريقا لآلاف السنين، لها حضارتها القومية الخاصة وأعيادها القومية المتميزة. لماذا عانت من غزو الأعياد الغربية في السنوات الأخيرة ؟ يرجع السبب إلى ضعف وسائل الإعلام وعدم الاهتمام بهذا الغزو. ومن الضروري زيادة موضوعات أعيادنا التقليدية وتعظيم الاحتفالات
في ظل العولمة الحالية، أصبحت التبادلات الاقتصادية والثقافية أكثر التصاقا. ذلك مفيد للصينيين من حيث معرفة العالم الغربي الذي يجذبهم باقتصاده المتطور وثقافته الزاهية. الأعياد الغربية منتشرة أيضا في اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافوره وغيرها من البلدان الآسيوية. ويعد ذلك نتيجة عن التبادلات الثقافية في العالم
تختلف الأعياد الغربية عن الصينية من حيث الشكل فقط. يبدو أن الغربية حماسية والصينية باردة. ومع ذلك، غير قلق على الإطلاق من أن الغربية تحل محل الصينية
Comment