مقابلة مع المذيعة السورية سلام اسحق

[ninos]

إذا أردتم أن أعرّف سلام اسحق كإنسانة فهي نشأت في أسرة والدها فنّان ورسّام ومدرّس للّغة العربيّة ( يعقوب اسحق ) وأمّها فنّانة في أمور التّطريز فأخدت من الطّرفين الموهبة ، وأنا الأخت البكر لثلاثة أخوة هم هشام (أبو جاك ) وحسام ورزام ، أمّا عن موضوع الأدب فبدأ عندي في سنٍّ مبكّرة حيث كنتُ في الصّف الخامس عريفة المهرجان القطري لطلائع البعث واستمرّيت في الصّعود على المسرح كعريفة ، أمّا عن الكتابة فبدأتُ بكتابة الخواطر في عام 1989 م كنتُ حينها في الصّف التّاسع ثمّ تطوّرت إلى قصص وفي الصّف العاشر شاركت بمسابقة الشبيبة للمسرح بمسرحيتين إحداهما قوميّة والأخرى اجتماعيّة ناقدة ساخرة .

- يقال إن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فكيف بدأتِ خطوتكِ الأولى ، وماهي المواضيع التي تطرّقتِ إليها حتّى أصبح عندكِ الإلمام الكامل ، وكيف استطعت تكوين هذه القاعدة المتماسكة التي تقفين عليها اليوم بثقة في مجالي الإعلام والشّعر ؟
كما ذكرت قبل قليل الموهبة بدات عندي في الصّف الخامس حيث كنتُ رائدة في الفصاحة والخطابة والشّعر وعريفة في المهرجان القطري لطلائع البعث واستمرّت هذه الموهبة بتشجيع من الأهل ، أمّا موضوع الكتابة فبداً في عام 1989 م عن طريق خواطر نمت هذه الموهبة الأدبيّة التي أملكها بإشراف الوالد كونه مختص باللّغة العربيّة وبعدها عن طريق القراءة فكنت أقرأ كل شيء بناءً على نصيحة والدي ألا أقف عند عنوان معيّن فلا أقرأ ذلك الكتاب واستمرّيت في مرحلة الشبيبة والمعهد ( أنا خرّيجة معهد رياضي ) في الكتابة ولم أتوقّف ، ثمّ بعدها كنت عريفة مهرجان اللّغة السريانيّة المقام في أخويّة مار يعقوب النصيبيني وكان التلفزيون العربي السوري مدعوّاً لتغطية الحدث وكان يوجد مذيعين كبار لهم باع طويل في مجال الإذاعة فعندما سمعوا صوتي أعجبتهم خامته وطلب منّي إجراء اختبار للصوت وبعدها أخبروني بأنّه ممتاز وهناك جرأة وعدم الرّهبة من الكاميرا وهذه كانت خطوتي الأولى نحو الإعلام ، ثمّ استمرّيت ولندعوها فترة انتقاليّة من عملي في مجال التدريس الرّياضي إلى عالم وحياة جديدة بالفعل كنت عريفة حفل دائماً ولكن الوقوف على خشبة المسرح شيء والوقوف أمام عدسة الكاميرا شيء آخر مختلف تماماً .
- وصلتنا معلومات عن المرحلة الإبتدائيّة لسلام أنّها كانت قويّة الشخصيّة واثقة تجيد الخطابة ورياضيّة وتمارس كرة الطّائرة هل ساعدت هذه الأمور على تكوين شخصيتكِ القويّة اليوم، ومتى بدأت تشعرين أنّكِ تقفين على شاطئ موهبتك الشّعريّة فالإنسان يشعر في مرحلة ما أنّه وقف على أرضيّة صلبة .. فمتى تلمّست أغصان الخفقات واللّحطات الشّاعرية وهل كان لوالدك دور في تلمّسك لها و تشجيعكِ على تسلّق هذه الأغصان وجني ثمار المعرفة منها ،، وبمن اقتديتِ من الشّعراء في بداياتكِ ؟
ذكرت أنّني بدأت بكتابة الخواطر ، ولكن في عام 1996 م كنت مع زوجي غاندي خزوم أبو كابي في دمشق وذهبنا مع بعض الأصدقاء لزيارة الكاتب عادل أبو شنب وعندا قرأ بعض كتاباتي قال لي بأنّه لدي لغة أدبيّة وموهبة قصصيّة و من تكتب القصص بهذه التّفاصيل الدقيقة تستطيع أن تكتب الشّعر بكل سهولة ، أما بالنسبة للشّعراء فأنا متأثّرة كثيراً بنزار قباني من الشّعراء المعاصرين أمّا من القدامى المتنبّي قولاً واحداً .
يوجد أشياء في حياتي ولدت أو أخذت تأخذ طابع أساسي منذ عام 1996 م حيث أعطاني عادل أبو شنب دفع لأستمرّ ولكن أعود وأقول أن أي موهبة في هذه الحياة سواء أكانت في مجال الشّعر أو المسرح أو الرّسم أو الغناء إن لم يكن هناك أحد يقف وراءها ويشجّعها على الاستمرار فلن تبصر النور أبداً ، فأنا في البداية عندما كنتُ طفلة كان يشجّعني أبي وأمّي ، ولكن بعد أن تزوّجتُ في عام 1994 م من حينها كان زوجي غاندي معي في كل خطوة أخطيها حتّى في المهرجانات والحفلات والأمسيات التي كنت فيها عريفة سواء في الأخويّة أو التي تقيمها الدولة في الجزيرة لم أجد يوماً أنّه يمانع بل كان معي دائماً ويتابعها .
أمّا عن موهبتي الشّعرية فأقول أنّها بدأت عندما أقاموا لي أمسية شعريّة في الحسكة وألقيت فيها تسعة قصائد تقريباً وكان زوجي غاندي معي طبعاً ، وبالفعل أنا أملك موهبة شعريّة ولكن قطعة الذّهب المدفونة في التّراب لن يعلم أحد أنّها ذهب إلّا إن أتى أحد وأزال عنها هذا التّراب وزوجي غاندي أزال هذا التّراب وأهدي له نجاحي .



- يقال أنّك شاركتِ في كتابة كتابين هما حياة الفنّان الرّاحل جان كارات والرّافيدين للرياضة فهلك لكِ أن تحدّثينا عن هذه التّجربة ، وقرأنا في مقابلتك مع زهريرا أنّك بصدد طبع ديوانكِ الأوّل هل أنجز بالفعل أم لا يزال قيد الطّباعة ؟
بالنسبة لكتاب حياة الفنّان الرّاحل جان كارات فكان قد كتب منه صفحة واحدة وبما أنّه كان يعاني من المرض فلم يستطع إكماله وبحكم أنّني صديقة حميمة لإبنته إيزلا وجيران في حارة واحدة كنت أذهب دائماً للإطمئنان على صحّته وفي أحد المرّات قال لي بأنّه سوف يطلب منّي طلباً وسيصبح أمانة في عنقي فيما بعد قفلت له تفضّل اطلب ، فقالي لي بأنّه يريد أن أكتب له كتاب هو عبارة عن مذكّراته فقلت له ولكن سيصبح بهذه الحالة مذكّراتي أنا ، فردّ لا أنا متأكّد أنّكِ ستكتبينه بكل أمانة وصدق ومن حينها كنت أذهب إليه وبعد أن يأخذ جرعة المورفين ويهدأ يحكي لي بعض القصص والحوادث التي مرّت به ولم يكن يعلم بها أفراد أسرته وأنا كنتُ أسجّل رؤوس أقلام وبعدها بدأنا أنا وابنته إيزلا بجمع المعلومات هي ما يخصّ الصور والتحدّث مع أشخاص عاصروه في أزمنة مختلفة وأنا ساهمت في كتابة الكتاب من النّاحية الأدبية والربط بين أحداثة وحاولت أن تكون روح جان كارات فيه فعندما كنت أكتب الكلمة أتخيّل صوت جان كارات هو الذي يتحدّث ليكون متكوباً بأمانة وبالفعل شعرت أن هذا الكتاب أمانة في عنقي إلى حين أبصر النور ورأيته غلافة فعندها أحسستُ أن جان كارات ارتاح في قبره ( أوجّه التحيّة لروحه )
أمّا بالنسبة لكتاب الرّافيدين الرياضي فهو لجورج خزوم أخو غاندي زوجي وجورج يملك قاعدة رياضيّة كبيرة وهو غني عن الوصف ولكن لديه بعض الأخطاء في اللّغة فهو يجعل الفتحة كسرة والعكس فيلتجء إلي عندما يكون لديه محاضرة أو أمسيّة أو كتابة ما لأنقّحها له وأساعده على إصلاحها وهذا ما حصل في كتاب الرّافيدين حيث كان يجلب لي المعلومات والأسماء وأنا كنت أكتبها وبذلك كان لي بصمة صغيرة في كتاب الرّافيدين
أمّا بالنسبة لديواني الأوّل هو قيد الطبع فالمشكلة هي أزمة الوقتو الانشغالات بالعمل والحياة اليوميّة والديوان يلزمه متابعة دائمة كما أنّني أردت أن يكون ديواني الأوّل مميّزاً يحتوي على صفحة شعر وصفحة أخرى من رسومات والدي لذلك تأنّيتُ قليلاً .

- لكل شاعر رسالة يريد إيصالها من خلال شعره فماهي رسالتكِ التي تريدين إيصالها ، وماهي أبزر القضايا التي تشغلكِ وتريدين أن تصل للمتلقّين من خلال قصائدكِ ؟
لكل قصيدة رسالة خاصّة ولكن بشكل عام أريد أن أتحدّث عن المرأة وأقول لها لماذا لا نرى امرأة سريانيّة آشوريّة كلدانيّة على درجة كبيرة من الثّقافة ( لا أقصد التّحصيل العلمي ) فأنا خرّيجة معهد رياضي والكثير من النّاس يقولون لم يكن يستطيع دراسة غير فرع فسجّل معهد رياضي ولكن الإنسان المثقّف هو الذي يجتهد ويتعب على نفسه من خلال أخذه للمعلومة والإطّلاع عليها جيّداً وترسيخها في فكره ، فأنا من خلال هذه القصائد أريد أن أقول للمرأة لماذا لا تتكلّمين وتكتبين وتخرجي لتري الدنيا فالحياة هي أكبر من المطبخ والموضة وارتداء الإكسسوارات فلنأخذ مثال موقع زهريرا وموقع الجزيرة استطاعا أن يلتقياني من خلال كلمتي والذين معي في بلدي لم يستطيعوا أن يلتقوا بي أو حتّى يحاولوا ذلك ، فالرّجل لديه احتكاك دائم مع الآخرين أمّا المرأة فيجب أن تعمل على نفسها وتتثقّف ( فأنا أريد إذن أنا أستطيع ) هذه هي الرّسالة التي أريد أيصالها للمرأة السريانيّة الآشوريّة الكلدانيّة .

- هل ترين العمل الأدبي سواء أكان شعراً أو نثراً يعبّر عن هم الشّاعر وما يختلج في نفسه من أحاسيس بمعنى آخر يأخذ الشّاعر لوحة من الطبيعة ويترجمها ويصوّرها على الورق بقصيدة تعبّر عن إحساس بداخله ؟
لا شك في أنّني أصوّر لوحة في أشعاري فموضوع الإلهام فيما مضى كنت أقول كيف يحدث ولكن بعدها وجدتُ نفسي في هذه الحالة أيضاً ، فأحياناً كنت أذهب لأنام فيأتيني الإلهام وترتسم في مخيّلتي لوحة شعريّة وفي الصّباح عندما أستيقظ أترجمها بالكلمات على الورقة ومثال على ذلك قصيدة تحدّثتُ فيها عن قصّة الجزيرة وهي بعنوان ( جزيـــــرتي ) :
جـــــــــــــــــزيــــرتــــــــــــــــــــــــ ــــــــي

يا طفلة ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمراء

يا خصـــــــــل شعر أسود وعيون حوراء

غــاليتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــي

يا هديّــــــــــــة الأرض من السّــــــــــماء

وهبــــك الله ذهبــاً وماءً وأرضـــاً معطاء

فجــــــــــــار عليـــــك زمــــــــان الأرض

واجتاح ربوعــــــــــك وهج الرّمضــــــاء

فــبات السّـــــــــــــــــهل أرض خــــــــلاء

جــــــــــــــــــــــــــزيـــــــــرتــــــــــ ــــــــي

مــدلّلة كنـــــــــت في ســـــــــماوات العلي

فـــحباك كنوزاً صـفراء وســوداء وبيضاء

باكــــــــــــورة حبّـــــه للأرض كنــــــــــت

ألفــــــــــــــــــــــه فـــــي دجــــــــــــــــــلة

وفــي الخــــــــــــــابور تصــــــــــــب الياء

لكنّــــــــــــك الأشـــــــقى بـين الأخــــــوات

فقد صـــــــــــنّفوك الأخيرة بين الأســـــماء

والحجّــــــــة واهيــة والتبرير محض غباء

قــــولـــــــــــــــــــــــــي لــــــــــــــــــــــــهم

في جوفي تنام حضــــارات أوركيش وناكار

ألفظـــــــــــــــــــــــــــها رقــــــــــــم ولقـــى

فـــــــــــــــــــــتمطر السّـــــــــــــــــــــــــماء

أطعمت الدنيا من زادك منكسرة خبز سمراء

فاســـتخسروا في إصبع راحتيك وزنة حناء

أنتــــــــــــم يا أبنـــــــــــــاءها اســـــــتفيقوا

قد ثكلتكـــــــم جـــــــــزيرتكم وأنتم أحيـــــاء

أعطوها من مالكم من حرصــــكم من جهدكم

لتعيشــوا في ربوعها في صـــــــــفاء وهناء

أردتُ في هذه القصيدة أن أصوّر وضع الجزيرة الصّعب فدائماً أشعر أنّنا منبوذون فمثلاً عندما أذهب للشّام بين زميلاتي المذيعات يسألوني عن حالي ومتى جئتُ إلى الشّام فأخبرهم أتيت بالأمس وسأسافر غداً فيجيبونني بأنّنا بعيدون جدّاً وأنا أشعر أنّنا في منفى فالبعيد عن المركز والعاصمة يكون مهملاً ولا تتوفّر له الفرص الكثيرة وبالمناسبة أنا في فترة قصيرة استطعت أن أثبت نفسي رغم وجود الحصار اللّا إرادي على مستوى الجزيرة وبين زميلاتي في دمشق من خلال برنامج صباح الخير الذي يعرض على الفضائيّة السوريّة ولكن أنا اختصاصي بالأصل هو أخبار ففي الدورة التدريبيّة لمركز الإعلام العربي التي اتبعتها في دمشق كان اختصاصها أخبار ولكن بحكم وجودي في القامشلي اكتفيت أن أكون مذيعة منوّعات فبقناعتي الشخصيّة هناك شيء مهم وشيء أهم إن طموحي هو أن أكون مذيعة وأقدّم الأخبار في الاستوديو ولكن إن كان ذلك يسبّب لي المشاكل مع عائلتي أفضّل أن أبقى معها لأنّها هي بنظري الأهم .

- هل الموهبة هي أساس للنتاج الأدبي أم أنّ الدّراسة والثّقافة تلعب دورها في تنميتهما ؟
طبعاً كل شجرة كبيرة لا يمكن أن تكون شجرة فيجب أن تكون بذرة في البداية فهذه البذرة هي الموهبة وهي تحتاج إلى الماء والتّربة الخصبة والهواء والشّمس لتنمو وتصبح شجرة عملاقة فإذا لم توفّر لها ذلك فحتما ستموت وإن أصبحت شجرة عملاقة ، واحتمال أن تسقيها وتضعها في تربة خصبة وتصبح شجيرة ولكنّك تهملها فيما بعد فبذلك تموت أيضاً ، وسلام التي وضع الله هذه البذرة فيها زُرعت في تربة خصبة ولاقت الرّعاية عندما كانت برعماً من قبل يعقوب اسحق ومارين عازار وكبرت وانتقلت من أصيص إلى أصيص آخر أكبر وأوسع وأشمل وأحن وانفتح لها أفق واسع وأعود وأذكر أنّ زوجي غاندي لم يشعرني يوماً بأن هناك مانع أو عائق لديه فوالدي علّمني أن أفهم الثّقة بشكل صحيح فمثلاً بعض الأسر تعطي لأولادها الثّقة ولكنّهم يسيئون فهمها ، كما أن غاندي أعطاني الثّقة وعزّزها في نفسي ومن يفهم الثّقة بشكل صحيح يبدع ، فالموهبة ضروريّة لأن تكون مميّزاً والثّقافة ضروريّة لتبقى مميّزاً لأن هناك بعض الأشخاص يتميّزون ولكنّهم يصلون إلى خط بياني معيّن ويبدأون باجترار أنفسهم والانحدار للأسفل فالخلفيّة التي يشكّلها الإنسان لنفسه تجعله يبقى بنفس مستوى اللّمعان .


- هل هناك رباط يربد الكتّاب السّريان ببعضهم البعض مثل نادي أو جمعيّة أو اتحاد كتّاب السّريان أم أنّهم مشتتون ؟
لا لا يوجد ولن يكون أبداً فنحن لا نقدر إلّا على بعضنا البعض ، فعندما نرى أحداً يملك موهبة نأتي بكيس ونملأه حجارة ونبدأ بضربه بها والشّارط من يصب عينه أقول هذا الكلام وأنا متألّمة ، فأنا ابنة أخويّة مار يعقوب النصيبيني إحدى مؤسّسات الكنيسة والمؤسّسات السّريانيّة في الجزيرة وخرجت منها والتفلزيون وجدني فيها ، فعندما كنتُ أقوم بالدورة التدريبيّة للإعلام في دمشق كان الممثّل السّرياني الجزراوي الأصل اسكندر عزيز هناك وعندما سمع بأن إحدى الفتيات المتدرّبات هي من الجزيرة أصرّ على رؤيتي لأنّني ذكّرته ببلده ورائحة الجزيرة وسأل مخلص الورّار ذلك فأخبره بأن لدي نشرة أخبار بعد أن أنتهي سيخبرني وبالفعل بعد أن انتهيت وخرجت أخبرني مخلص الورّار برغبة الفنّان اسكندر عزيز
وعندما التقاني قال لي مرحبا، فأجبته : يا بشينو ملفونو أيدربوهات ، ففرح كثيراً وشاهدت دموع الفرح في عينيه وأمسك برأسي وقال يا ابنتي عليّ أن أقبّله ، فقلتُ له عفواً ملفونو ، فردّ كم أنا مسرور لأن تكون تصل صبيّة سريانيّة من الجزيرة إلى هذا المستوى .

- هل المرأة السريانيّة الآشوريّة الكلدانيّة متحرّرة برأيكِ أم أنّها تعيش بمفردها أم تعيش مع الآخرين وتساكنها همومها ومشاكلها ؟
موضوع تحرّر المرأة من المواضيع المهمّة برأيي وأقصد بها التحرّر الثّقافي ففاقد الشّيء لا يعطيه ، فالمرأة التي لا تملك ثقافة لن يأتي أحد ويبرزها ويخرجها نعم يجب أن يعطيها مفتاح أوّل خطوة ولكن حتّى هذه الخطوة إن لم يكن لها أساس أو قاعدة وتكون محصّنة ثقافيّاً لن تستطيع الاستمرار فستكون أوّل وآخر خطوة لها ، والمرأة دورها يبدأ من ذاتها وسأتحدّث عن نفسي وبدون غرور طبعاً أنا فعلاً خرجت من الأخويّة ففي الوقت الذي هم أعطوني فيه مفتاح الخطوة الأولى أضفت أنا الكثير لنفسي وبعد أن عملتُ في التلفزيون حيث لا يمكن أن أعمل في مؤسّسة أخرى إلّا بكتاب رسمي وكانت تقام الاحتفالات والمهرجانات في الأخويّة فيحتارون من سيأتي لتقديمها ويبحثون في المؤسّسات الأخرى التّابعة للكنيسة عن فتيات لتقديمها ويقدّمون لهم بطاقات دعوى بعد أن كنتُ أقدّمها مجّاناً لهم وحتّى بدون بطاقة دعوى ، وبفضل الانترنت أصبحت فتياتنا اليوم يطّلعن ويأخذنا بعض المعلومات ويتفاعلن معها ولكن بالنّهاية إن لم تجد هذه المعلومات والثّقافة المكان المناسب لتوظيفها فستبقى ثقافة فرديّة .

- هل تكتب سلام اسحق الشّعر باللّهجة العاميّة المحكيّة ؟

باللّهجة الجزراوية صعب قليلاً فمثلاً عندما نسافر إلى منطقة أخرى لا يفهمون جيّداً عندما نتكلّم فكيف الشّعر عندها يلزمنا قاموس لترجمة المفردات الجزراوية ولكنّني كتبتُ قصيدة بلهجة محكيّة يسمّونها اللّهجة البيضاء وهي بعنوان ( إذا بطّلت حب عيونك )

- هل تكتبين الشّعر الغنائي وأين تجدين نفسكِ أكثر في الشّعر العمودي أم الشّعر المقفّى وما رأيك بالشّعر النثري وهل حاولت الكتابة به ، وحبّذا لو تسمعينا قصيدة شيخوخة عشتار التي ترجمت إلى الآشوريّة أيضاً ؟
قصيدة شيخوخة عشتار هي القصيدة الثّانية لي التي ترجمها الشّاعر الآشوري الكبير ميخائيل ممّو ، أمّا عن سؤالك فسأجيب بما يلي : ( أيّها الأحبة سأحكي لكم قصة حروفي فاسمعوني . . سأحكيها شعر أو نثراً أو سجعاً حتّى لا تقيدوني ... فجودوا عليّ بإصغائكم وآرائكم وفي نقدكم لا تظلموني ... فرحم الشّعر لتوّه لفظني من جوفه فخذوا بيدي وشجعوني إن كنّا قد اتفقنا من حيث المبدأ فصفّقوا وأسمعوني ..) . فلا يوجد شيء معيّن أتقيّد به فلدي كثير من الأحاسيس والمشاعر أترجمها بالسجع المقفّى أو القصيدة الحديثة أو عن طريق النثير

- سمعنا أنّه في صغركِ كنتِ أنت وشقيقكِ هشام ( أبو جاك ) على السّطح نصبتم خيمة ووقعتِ وجرح رأسكِ وعالجكِ بالطّب البديل فهل لكِ أنت تحدّثينا عن هذه القصّة ؟
كنّا صغاراً أنا في الصّف الثّالث وهو في الصّف الأوّل نصبنا خيمة على السّطح وثبتناها بالحجر وبدأنا نلعب قام ليقف أبو جاك وإذ بالحجرة تسقط وتجرح جبيني ولكي لا نخبر أمّي التي كانت نائمة أخذ أبو جاك منديلاً ووضعه على الجرح وغطّاه بشعري ولكن عندما استيقظت أمّي سألتني ماذا به جبينكِ فأخبرتها لاشيء وإذ بقطرة دم تزل على جبيني ويّفتضح أمرنا ،، وأبو جاك بالنسبة لي أكثر من أخ وصديق ففي فترة من الفترات التي كان بها بجانبي كان بالنسبة لي كرسيَّ الاعتراف فهو آخر شخص سافر من العائلة وبسفره أغلق الباب وراءه فسفره كان صعباً عليّ ولكن أشكر الله الذي وفّقه لطيبة قلبه .

- هناك الكثير من الشّعراء والأدباء على السّاحة الجزراويّة فمن منهم لفت نظركِ ؟
في الحقيقة يوجد الكثير من الأدباء الذين قدّموا للجزيرة ابتداءً بمار أفرام السّرياني وحتّى اليوم ،ويوجد كذلك الملفونو جوزيف أسمر الذي يملك الكثير من الكتب عن معاني المدن والأسماء وغير ، وأيضاً الملفونو لحدو اسحق أبو عفيف ، ولكن هناك مشكلة لدينا وهي أنّنا نعتقد سواء أكنّا أدباء أو فنانين إن عُرفنا على مستوى الجزيرة ومشينا في الشّارع وعرفونا فهذا هو الإنتشار والشّهرة لأنّنا ننظر نظرة دونيّة إلى المستقبل ، وآسفة لجميع الكتّاب والأدباء الذين لا يخطر اسمهم على بالي الآن وأنا أحزن كثيراً على المواهب الكثيرة التي توجد في الجزيرة وتأتي وتذهب دون أن تلاقي الانتشار ولو كان على مستوى سوريا ومنهم الفنّان المرحوم جان كارات فهو رسّام وخطّاط وفنّان ومطرب ولكنّه لم يعرف إلّا على مستوى الجزيرة وشعبنا السّرياني لقد كان مستلماً لنقابة الفنّانين في القامشلي وكان بإمكانه أن يشارك في مهرجان الأغنية السوريّة لينتشر الفن الجزراوي على الأقل في سوريا نقلها إلى العالم ولكن باتجاه واحد هوالأغنية السريانيّة ، وهذه هي حال مطربينا أيضاً فنراهم ينتهون بأن يكونوا مطربي أعراس فقط وشعراؤنا يتحوّلون إلى كتّاب أغنية وأنا لا أقول هذا للتقليل من شأنهم لكن الشّعر من أجل الشّعر هو شيء والشّعر الذي يتحوّل إلى الغناء شيء آخر ، منذ فترة كان لي لقاء مع فادي كارات وسألته لماذا لا يحاولون أن ينقلوا وينشروا الأغنيّة الجزراويّة من خلال المهرجانات المقامة فأجابني أنّ هناك الكثير من الأسباب والظّروف التي تمنعنا .. ولكن أنا لا أقتنع بهذا الكلام فلو أراد الشّخص شيء فعليه أن يبحث عن جميع الطرق والسبل الممكنة ليفعله ، لقد خرجتُ قليلاً عن السؤال ولكن صدّقني وضع الأدب في الجزيرة صعب قليلاً فنرى عندما يعمل فنّان حفلة تمتلء الصّالة بينما عندما يقيم الشّاعر أمسية الذين يحضرون هم قلّة ويعدّون على الأصابع والعذر ليس فيه هو أنّه لا يملك شيئاً ليقدّمه بل في النّاس الذين لا يملكون الثّقافة الكافية ليتواصلوا معه لمدّة ساعة فإذا سمعوا منه القصيدة الأولى سيشردون في الثّانية ولن يكون هناك بينهم اتّصال فكيف في هذه الحالة سيلمع الشّاعر .

- ما هو برأيك سبب تراجع الحركة الأدبيّة في سوريّا عموماً والجزيرة خصوصاً هل هو قلّة الثّقافة ،، وهل نحن أبناء الجزيرة مهما علمنا ووصلنا إليه في مجال الأدب أو الشّعر أو الفن نبقى في الدّرجة الثّانية والثّالثة من حيث الإهتمام الحكومي مثل الإهتمام بالبنيّة التحتيّة للمناطق النائيّة كما يهمّنا خبرتكِ في مجال الإعلام ؟
أعود لأقول إن موضوع الثّقافة موضوع لا يستهان به فيمكنك أن تقول هو موضوع قديم جديد وتضعه في قالب صغير أو كبير ويمكن أن تأخذها على أنّها السبب المباشر والغير مباشر ، سأخذ مثال على كاتب تمّ وضع الإعلانات المسبقة له و التسويق له بشكل صحيح وإخبار مجموعة يعرفها من أهله وأصدقائه الذين يعملون معه فستمتلئ الصّالة قليلاً ووسيبدأ بإلأقاء قصيدته أو ديوانه وبعد الانتهاء سيفتح باب للمناقشة ولكن لن ترى احداً يرفع يده لأنّهم لم يكونوا يتابعوه طول الوقت ويتفاعلوا معه وأنا لا أقول الجميع ولكن صار التّواصل صعباً بين الملقي والمتلقّي لأن شعبنا في الجزيرة أصبح يبحث عن الشيء السّهل والبسط والفرح فهذه هي الحياة بالنسبة لهم ، أنا لا أحقد على شعب الجزيرة أو أنظر إليه نظرة دونيّة فإذا تكلّمتُ عليه أنا أتكلّم عن نفسي ، ولكن هذا السؤال الذي أتاني نحن دائماً في الدّرجة الثّانية لأنّنا لا ننهض هناك مثل مصري يقول ياعبد قوم تقوم معك ، فنحن كتّاب وأدباء ولدينا موهبة وكتابات ولكن نجلس في منازلنا منتظرين من المؤسّسة العامّة للإعلام هي من تأتي إلينا وتعطينا موافقة لكتاب أو يأتي اتّحاد كتّاب العرب ويتبنّى دواويننا لا يجوز ذلك ، فأنا معي زملاء من حمص أعضاء في اتّحاد كتّاب العرب يكتبوا قصائد أقراءها وأقول كيف هؤلاء يكتبون دواوين وكيف سُمِح لهم بطبعها ولكن بعدها أعود لأقول هم يعملون على تنمية أنفسهم وإعطائها القيمة من خلال عملهم وإصرارهم ، فللأسف نحن في الجزيرة شعب كسول ، ولا نولي المواهب أهميّة كبيرة فإذا كان أولادنا يمتلكون موهبة موسيقا أو رسم نقول لهم لا يجوز هناك أشياء أهم الآن فالأدب والموسيقا والرّسم من الثّانويات عندنا لذلك نحن لا نكبر ونلمع ، هناك أحد يكتب لي يوجد واسطة نعم بالتأكيد يوجد واسطة ولكن هذه النّظريّة لم تمشي معي فأنا أتذكر عندما ذهبتُ للتجربة عرّفتُ عن نفسي سلام اسحق من الحسكة كان يوجد يومها لجنة كبيرة يجب أن أقرأ أمامها خبر سياسي وقبلها كان يجب أن أقول الجمهوريّة العربيّة السورية فعندما سمعوني فوراً قالوا لي اذهبي لقد نجحتِ فأنتِ تمتلكين صوتاً يؤهِّلكِ لتكوني مذيعة ولكنّني أصرّيتُ على القراءة مثل الجميع فقرأتُ ونجحتُ وبعدها عادوا ليطّلعوا على الاسم ليروا من وراءه أو من ذكّاه فلم يجدوا أحد فوضعوا في موقف بعد أن نجحوني لم يستطيعوا أن يتراجعوا لأنّه كنتُ أستحقُّ بالفعل النّجاح وكنتُ الأولى على دفعتي وصدقاً بدون واسطة .

- نعلم أنّه في رأس السّنة يأتي البابانويل بلباسه التّقليدي الأحمر وكيسه على ظهره ويقدّم لنا الهدايا ولكن في سنة من السّنوات أتاكم بابانويل مختلف يرتدي شرشفاً وطنجرة على رأسه فهل لكِ أن تحدّثينا عن هذه الحادثة ؟
أتذكّر جيّداً فأسرتي كانت صغيرة كنّا أنا وبابا وماما وأبو جاك أما أخواي الآخران فكانا صغاراً وسئمنا من الانتظار لولم يأتينا أحد في ليلة رأس السّة حتّى بابانويل فأراد والدي أن يصنع جوّاً مرحاً فأخذ الشرشف من على الطّاولة وذهب إلى المطبخ ولفّه على نفسه وأخذ طنجرة ووضعها على رأسه وبدأ يدقّ عليه بالملعقة ويصيح أنا بابانويل أنا بابانويل وضحكنا كثيراً يومها وبعد أن نزع من عليه الملابس قال لأمّي ماري رأسي يولمني كثيراً فأجابته من كثر ما ضربت عليه .

- ما هي مقوّمات الإعلاميّة النّاجحة ؟
هناك الإعلام المقروء المسموع المكتوب لديّ إحساس بأنّ الإعلام بالنسبة لي هو الأخبار عندما نقرأها أو عندما نحرّرها في جريدة تحسّ نفسك إعلامي بالإضافة إلى أنّني عضوة في اتّحاد الصّحفيين السوريين فنحن ننظر إلى الصّحفي أو مذيع الأخبار على أنّه إعلامي ولكن الإعلام شامل أكثر من هذا فعندما عملنا بشكل ميداني ولامسنا الواقع أحسسنا أنّ الإعلام ليس مجرّد نشرة أخبار أو خبر صحفي فأنت عندما يمكنك أن تأخذ حقيقة ما من أحد المواطنين وتعلن عنها فأنت تعطي شيئاً للإعلام أو تمثّله فهكذا هو الإعلام وليس مجرّد كلمات أو أدب .

- حدّثينا عن تجربتك كإعلاميّة في التلفزيون العربي السوري وعن برنامجكِ في رحاب الجزيرة وهل هناك برامج أخرى تقدّمينها ؟
قلتُ منذ البداية بأنّ دورتي كانت اختصاص أخبار مصوّرة وبعد أن انتهيت منها كان لدي فكرة بأن أبقى في دمشق عبر برنامج سياسي ثقافي وهذا هو أقصى طموحي فأنا أجد نفسي فيها لكن راحة بيتي وأولادي وزوجي هي أهم من طموحي وستتفاجأ إن قلت لكم أنّ التلفزيون كذبة كبيرة فخذ مثلاً أكبر اسم إعلامي ولنقل جورج قرداحي إن غاب شهر عن الشّاشة صدّقوني سينساه الجميع أو سيقولون كان يوجد شخص يدعى جورج قرداحي فأنا من هذا المنطلق فضّلت بيتي وعائلتي لأردّ لها شيئاً من جميلها نحوي ففي فترة من الفترات أحسست بأنّه لا يمكنني متابعة هذا البرنامج والانتقال للسكن في دمشق لأنّه سيتسبّب بخلل في عمل زوجي لأنّه مهندس مدني وهو يملك مكتب في القامشلي وعدتُ إلى الجزيرة كان هناك برنامج ( في رحاب الجزيرة ) بدأتُ أقدّمه وعلى الرّغم من مدّته القصيرة ويبث على القناة الأرضيّة ولكنّه أخذ صدىً واسعا لأنّه كان يقدّم كل أخبار الجزيرة والمواد الخدميّة والثّقافيّة والترفيهيّة ثمّ استبدل ببرنامج آخر فأحسسنا بمدى أهميّته ووصوله إلى النّاس وتعريفهم بجزيرتنا ، وفي إحدى المرّات كنت في مطعم في مشتى الحلو وكنّا نتحدّث فسألنا أحدهم أنتم من الجزيرة فقلنا له نعم وعلى الرّغم من صعوبة لهجتنا بدأ يغنّي لنا أغنية في رحاب الجزيرة فكان البرنامج قد وصل إلى باقي المحافظات ، أمّا الآن فقد أصبح برنامج في رحاب الجزيرة لمدّة ساعة من الزمن ويبث على الهواء مباشرة في القناة الأرضيّة يوم الجمعة من كل أسبوع ، وهناك برنامج آخر اسمه تحت المجهر لي فيه مشاركة ، وهناك برنامج صباح الخير الذي أقدّمه مع زميلاتي من دمشق بالتعاون مع المعدّين والمخرجين وأي برنامج في الفضائيّة يوجد فيه مشاركات من المديريّات والإذاعات في المحافظات يكون لنا مشاركة فيه .

- يهمّنا أن نعرف من هو كاتب كلمات وملحّن أغنية الشّارة لبرنامج في رحاب الجزيرة ، ورأي من يهمّك كونكِ إعلاميّة النقّاد أم المستمعين أم المشاهدين أم الشّخص العادي ؟
بالنسبة لأغنية في رحاب الجزيرة هي كلمات الأستاذ حسام دولي وأعتقد أنّه من رأس العين وغنّاها طوني كرم شقيق الفنّان الياس كرم أما عن الألحان فأعتقد أنّها تراث وفلكلور مأخوذة من ألحان تركيّة ، أمّا بالنسبة للآراء فتهمني جميعها وأتقبّلها بصدر رحب ولكن هناك نقد بنّاء ونقد هدّام فهناك أشخاص تنقد فقط لتبيّن لك أنّها موجودة ، وهناك بعض الأشخاص الذين ينقدون من باب أن يقفوا معك ويساعدوك على تجاوز العثرات ، ورأي المشاهد هو مثل رأي طفل صغير لا يعرف الكذب وبطريقة عفويّة وبسيطة ويكون رأيه هو الأصدق فعند تنقّلي في الباصات كثير من النّاس يقولون لي موضوعكم في الحلقة الماضية كان جيّداً ولكن كان ينقصه بعض الأشياء أو يقولون لماذا لا تتحدّثون عن الموضوع الفلاني فأنا أحياناً أستقي منهم المواضيع وهذا شيء ضروري أن تبقى بين النّاس فعندما نقدّم مادّة ما في برنامج وآخذها بشكل فردي أو حيادي وتكون بعيدة عن هموم ومشاكل النّاس ستكون ثقيلة الظّل وسيستهجنها النّاس ويقولون على ماذا تتحدّث هذه أين تعيش .. فدائماص يجب أن تكون المادّة من وإلى النّاس ، وأنا استفدتُ من تجربتي أوّل ما بدأت من الريبورتاجات واللّقاءات الميدانيّة التي كنتُ أقوم بها بنفسي أمّا الآن كبر طاقم العمل التلفزيوني أصبح هناك تخصّص فيوجد ريبورتر ، مذيعة ، مونتير ، معد ، محرّرين ومخرج ولكن أمتع فترة كانت عندما كنت أقوم بالريبورتاج بنفسي وأسجّله بصوتي ثمّ أقوم بتقديمه ولم أكن سعيدة لأنّني أنا وحيدة التي تقوم بكل شيء لألمع بلك كنت سعيدة لأنّه لدي بصمة بهذا المادّة من ألفها إلى يائها ، لأن لكل فرد من طاقم العمل نظرة وروية خاصّة بهذا العمل لذلك نحن وضعنا خطّة للعمل ألا وهي أن يتبنّى كل فرد منّا مادّة من ألفها ليائها بحيث أنّ المشاهد يحسّ أنّ هذه المادّة هي من عمل سلام أو عمل شخص آخر فيحسّ المشاهد بذلك وأتمنّى دائماً أن أكون قريبة من المواطن ولا أكون ثقيلة الظّل .

- هل سلام راضية بما قدّمته وما وصلت إليه اليوم أم أنّه لديها طموحات مستقبليّة تحلم بتحقيقها وماهي ، وهل كل مذيع في مركز الجزيرة يستطيع إنجاز مادّة إعلاميّة ؟
بالنسبة لطموحي هو أن أكون مذيعة أخبار سياسيّة قولاً واحداً ولكن ما كلّ ما يتمنّاه المرء يدركه ... تجري الرّياح بما لا تشتهي السّفن ، أنا لن أقوم أنّني راضية عن نفسي فذلك معناه أنّني انتهيت لأنّه لازال لدي الكثير لأقدّمه ولدي إحساس أنّني لست في مكاني الصّحيح الذي يجب أن أكون فيه فلدي فلم أستنفذ بعد جميع المواهب الأدبيّة والإعلاميّة التي أملكها ، أمّا بالنسبة للسؤال عن المذيع في مركز الجزيرة يستطيع أن ينجز مادّة إعلاميّة طبعاً قادر ولكن يتوقّف عند حد معيّن فمثلاً المعد يستطيع أن يأتي بفكرة مادّة ودعني أخذ كمثال ( الكيمر ) لا يوجد إلّا في دير الزور والقامشلي فياأتي المعد ويشتغل بمادّة الكيمر فيذهب مثلاً إلى المنطقة التي يسبح بها الجوامس ويسأل صنّا الكيمر عن طريقة عمله ويعدّ التقريروعندما يأتي لتسجيل المادّة يحسّ بأن صوته غير كفء ومناسب فيضطّر لإعطائها لمذيع التّعليق أي مذيع الإذاعة ليسجّلها طبعاً نحن لدينا مذيع صوت ومذيع صوت وصورة ، مذيع الصّوت مختص بتسجيل الأخبار فمذيع الصّوت والصورة يستطيع تسجيل الصّوت ولكن مذيع الصّوت لا يستطيع التّقديم بالصوت والصورة فالمعد يعدّ التقرير ويعطيها لمذيع التّعليق ليسجّلها بصوته وإن كان هناك تقديم تقدّمه المذيعة .

- ما هو سبب عدم انتشار سلام اسحق أدبياً وشعريّاً ؟
كما قلت لكم هذا أمر طبيعي وحالة صحيّة عن انتشاري الأدبي يمكن أنا انتشرت بالأكثر على الانترنت من خلال موقع زهريرا وموقع الجزيرة مشكوران ، ويمكن أنا لم أفكّر بهذا الموضوع كثيراً مثلي مثل باقي أهل الجزيرة فالكاريزما عندي لا تفرق عنهم شيئاً نحن شعب لا نحبُّ أن نُشهِر أنفسنا من قبيل أن ذلك عيب وإن كان هناك فرصة فستأتي لوحدها ، ولستُ معروفة أدبيّاً يمكن لأنّه ليس لدي ديوان مطبوع أو أنّ المقابلات التي تجرى معي على الانترنت قليلة فهذه المقابلة الأولى لي بالصّوت بعد مقابلة زهريرا كتابيّاً ، وموضوع المعرفة موضوع نسبي فيوجد كثير من النّاس تعرف سلام اسحق ويوجد أناس لا يعرفونها أبداً .


- يوجد على السّاحة السوريّة الكثير من الإعلاميين والإعلاميّات وذلك في مجال الإعلام المرئي والمسموع والمقروء لكن القليل منهم استطاع أن يثبت نفسه وأنتِ واحدة منهم ، فكيف استطاعت سلام اسحق ذلك وما الذي ميّزها عن غيرها ؟
إذا كانت سلام اسحق قد أثبتت نفسها فذلك يعود أوّلاً إلى فضل الله وثانياً إلى كل الأشخاص الذين يحبّون سلام ويقفوا بجانبها ويساندونها من أسرتي وأخواتي وزوجي وجمهوري من مشاهدين مستمعين وقرّاء وأنا اليوم من خلال هذا المنبر الإعلامي الإلكتروني أهديهم وردة من القلب وأشكرهم لأن سلام وصلت بفضل الله وفضلهم وبفضلها أيضاً فهي تعبت على نفسها ففي فترة من الفترات أصبح عندي نوع من نكران الذّات حيث في الوقت الذي كانت تهتمّ الفتيات بالموضة والحفلات والرّحلات والذّهاب إلى الكشّاف والمؤسّسات الأخرى كانت سلام اسحق تجلس بالمنزل وتقرأ وتطالع ولكن الشكر لله وهذا الكلام الذي قلته أعتزّ به كثيراً وآخذه مقياساً لكي لا يصاب الإعلامي بالغرور فهو الفخ الذي يقع به كل إنسان بارز أو مشهور وأتمنّى من الله أن ينجّيني منه ، أمّا بالنسبة لأن بعض الإعلاميين لم يستطيعوا أن يبرزوا فليس دائماً السبب فيهم حيث أحياناً لا تكون الفرص مناسبة أو الظروف قاسيّة أو أناس يعملون ضدّه وأحياناً هو أيضاً لا يعمل على إبراز نفسه.

- في لقاء جرى مع الدكتورة نهلة أبو رشيد دكتورة في الإعلام بجامعة دمشق عندما سُئلت عن الإعلاميين والإعلاميّات في سورية ردّت : إنّ المناخ العام هو المحرّض الأساسي إمّا على الإبداع أو ترك الانطباع بالملل والرّتابة فهناك الكثيرات ممن أثبتن أنفسهنّ وبرزن داخل سوريا مثل الإعلاميّة رائدة وقّاف وكذلك رنا ديب فهنّ من اللّواتي يمتلكن الحرفيّة و الكفاءة ، أمّا خارج سوريا فهناك زينة يازجي ولونا الشّبل إذ ساعدهنّ المناخ على النّجاح كما خضعن لتدريب قاسٍ مما ساعدهنّ على الظّهور بشكل مناسب إنّ مقوّمات الإعلامي النّاجح تبدأ من موهبة التّواصل مع الآخرين ومهارات التحدّث والإصغاء وسرعة البديهة والتّدريب المستمّر ،، فأين هي سلام اسحق من هذا القول ؟
البعيد عن العين بعيد عن القلب وسلام لو كانت بالمحرق ( في الوسط ) كانت ستأخذ دورها بكل جدارة وهذا ليس غروراً معاذ الله ولكن واثق الخطوة يمشي ملكاً فأنا أعلم مالدي وقد ذكرت في البداية أنّني كنت الأولى على دفعتي ودون واسطة وبفضل الله ، أمّا عن الأسماء التي ذكرتها فهذه في النور ولكن هناك الكثير من الأسماء الموهوبة في الظّلام ، وهذه الأسماء لا أحد ينكر أنّها موهوبة ومشهورة ولكن لكل شهرة مفتاح مثل مفتاح سول للمدرج الموسيقي فإذا حالفك وأتى هذا المفتاح أمامك ستكون من المحظوظين ومن جملة العلامات الموسيقيّة التي ستغنّى بلحن الإعلام وإن لم يحالفك فلا ، ومثلما ذكر أحد الموجودين قبل قليل لكل مجتهد نصيب والدّنيا أيضاً حظوظ والحظ يلعب دوره ، كما أن هذه الأسماء التي تحدّثت عنها لامعة ولكن هذا لا يعني أنّه لا يوجد غيرها ، أمّا موضوع الرّتابة فيأتي من كون الشّخص قد درس ولكن ليس لديه موهبة أو أن أحدهم يصبح مذيعاً لأن شخص يريد ذلك فهو لا يملك الموهبة فيكرّر بمواضيعه ولا يوجد لديه شيء جديد ليقدّمه فيصبح هناك نوعاً من الرّتابة والملل .
تحدّثنا كثيراً سأسمعكم الآن قصيدة ( لا تــــرحــل ) وهي القصيدة الأولى التي ترجمعا الشّاعر ميخائيل ممّو :

لا تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرحــــــــ ــل

فـرحيلك يجــــــــــــــــعل الأزهــار تذبــل

لا تـــــــــــــــــــــــــــــــــــرحــــــــــــ ـــل

رحيلك يســـــــرق ضوء الشّمس من عينيَّ

ويهديـــــه للغيــــــم وذاك عليّ بـــه يبخـل

لا تــــــــــــــــــــــــــرحـــــــــــــــــــــ ـــل

فرحيلك يجعل النّاس من حولي دمىً ورقيّة

تـــــــــــــــــــــــــــروح وتــــــــــــــــــأتي

وأنــــــــــــا لا أبالــــــــــــي و لا أســـــــأل

قاســـــــية كانت أيّـــــــــام الشّـــــــتاء عليّ

ويحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــي

كنـــت أظــــــــنّ الصّـــــــــــيف أســـــــهل

لملمـــــــــــتُ أزهـــــــــــــــــــــــــــــــاري

ونسّــــــــــــــــــــقتها في مزهريّـــــــــــــــة

وزيّنتُ شــــــــــــعري بواحــدة لم أخجـــــل

فـــي عمـــر أزرار الــــورد هذه الصــــــبيّة

خطفــــــــــــــــــــها فـــــــــــــــــــــــــــارس

برمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــشٍ أكــــــــحل

مــــــــــــــــــن السّــــــــــــــــــــــــــــــــــماء

جـــــــــــــــاء حبّــــــــــــــه مثـل هديّــــــــــــة

وكغيــــــــــــــــــــــــــــــث نيســـــــــــــــــــان

ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــخيّاً أقبـــــــــــــل

ربيع حياتــــــــــــــــــــــــــي أنــــــــــــــــــــت

فـــــــــلا تتأخّـــــــــــــــــر علــــــــــــــــــــــيَّ

إن فاجأتنـــــــــــي خيــــــــوط الشّــــــــيخوخة

فمــــــــــــــــــــــــــــــاذا أفعــــــــــــــــــــــل ؟
مثلما ذكرتُ هذه كانت القصيدة الأولى لي التي ترجمها الشّاعر ميخائيل ممّو للآشوريّة وكم كنت سعيدة وفرحة بها كمن يأتيه هديّة في وقت ليس عيد ميلاده وليست لديه مناسبة فأعطتني جرعة من القوّة خاصّة أنَّ رحم الشّعر لفظني من جوفه للتوِّ وشاعر كبير مثل ميخائيل ممّو استحوذت قصيدتي على اهتمامه وإعجابه فقام بترجمتها ،، وقد أرسلت شكراً بطريقة أدبيّة إلى موقع زهريراً لينشره قلتُ فيه : (حين أمسكت اليراع لأكتب لم تكن حروفي خجولة فقد حمّلتها حضارة الآشوريين وعراقة الأباجرة وخلود السريان
حين أمسكت اليراع لأكتب لم أسعَ إلى أن أتكلّف وأن أتصنّع وأن أزخرف
حين أمسكت اليراع لأكتب لم يكن هاجسي أن ألمع في زمن بات سهلاً أن تكون فيه نجماً
حين أمسكت اليراع لأكتب لم أتخيّل يوماً أن قصائدي ستنال إعجاباً وستترجم
واليوم وقد وصل نبض الحروف وشعّت معاني الكلمات لتستقرّ في أفئدة قد تبعدني آلاف الأميال عنها لكن صدق الكلمة وصل سريعاً.
فشكرا أوّلاً لأمّتي التي منحتنا نعمة الكتابة
وشكرا ثانيا للأستاذ ميخائيل ممّو الذي شرّفني اهتمامه بالقصيدة حتى ترجمها ،، فكبيرة هي فرحتي حين ينشر اسمي بجانب اسم غني عن التّعريف والوصف ، وشكراً ثالثاً لموقع زهريرا الذي احتضن موهبتي ونشر قصائدي تباعاً والشّكر الأكبر لكل من استوقفته حروفي ليأخذ عندها استراحة أو خلوة أدبيّة ) وأخصّ بشكر رابع موقع الجزيرة الذي شرّفني اليوم بهذا اللّقاء وأشكر جميع الموجودين معنا حتّى هذا الوقت المتأخّر وحسن إصغائهم .

- نرى اليوم تنافس واضح بين القنوات المرئيّة السّريانيّة هل برأيكِ كناقدة ومشاهدة هي ظاهرة صحيّة وفي الطّريق الصّحيح أم هي زياردة للتفرقة والتشرذم وتوسيع هوّة الخلاف بين أبناء الشّعب الواحد ،، وما هو تقييمكِ لما وصل إليه الإعلام السوري بشكل عام والسّرياني بشكل خاص ؟
موضوع القنوات التي تظهر ليس فكرة خاطئة بحد ذاتها هي متنفّس لشريحة كبيرة سواء أكان في سوريا أو في المغترب ولكن الخطأ هي في طريقة نهج هذه القنوات وتوجيهها واختيار الكارد الفنّي وعمله ، فاليوم أنا مثلاً عندما أفتتح قناة تلفزيونيّة للتبرّع قد يأتيني أشخاص ليسوا ذو كفاءة وهذه ليست إساءة أبداً للنّاس التي تعمل أبداً معاذ الله ولكن هذه حالة واقعيّة فإن الشّخص الذي لديه كفاءة لن يأتي ويعمل بالمجان إلّا في في الأيّام التي يكون فيها حرّاً وهذا لن يقدّم أو يضيف شيئاً ، فالذين يأتون ليقدّموا لديهم وقت فراغ ومشكورين على جهودهم ولكن لهم خط بياني معيّن يقفون عنده فلا يستطيعوا أن يقدّموا بعده أكثر من ذلك فهم ليسوا حرفييّن في عملهم ليقدّموا التّجديد الدّائم ، وهناك شيء آخر إن المواد التي تقدّمها هذه القنوات للأسف مواد مكرّرة وتمشي في سياق واحد فيجب أن نتكلّم عن فلان ولا يجوز ذكر فلان فهذا التلفزيون خاص لفئة معيّنة ليس للجميع فلو كان للجميع يجب أن يتحدّث عن الجميع ونراهم يركّزون على دولة واحدة واستدويو واحد مع أنّ العمود الفقري يكون من عندنا من الجزيرة ، فكانت هذه القنوات ضرورة ولكن للأسف بعدأن وجدت لم تحقّق شيئاً .

- من خلال اللّقاء الذي أجراه معكِ الإعلامي المتألّق كميل شمعون في زهريرا ذكرت في أحد الأجوبة أنّه لديك عتب على الكنيسة وأكيد هو عتب محبّة فهل لكِ أن تحدّثينا عن هذا الأمر ؟
( العتب على قد المحبّة ) بعد أن أجريت الدورة التدريبيّة للإعلام ونجحتُ وعدتُ إلى لاقامشلي للأسف كنيستي والأخويّة التي عملتُ فيها لسنوات طويلة لم تأتي للمباركة أو قالوا أن إحدى بنات شعبنا السّرياني أصبحت مذيعة في التلفزيون السّوري ، وتذكّرت الآن حادثة مرّت معي عندما كنتُ في أحد الأكاليل وكان نيافة المطران متّى روهم ومطران زحلة وهو أيضاً من الجزيرة من أسرة سفر ، فذهبت لأسلّم على نيافة المطران متّى روهم فعرّفني على المطران سفر وقال له أنّني سلام اسحق إعلاميّة في التلفزيون السّوري فصفن قليلاً وسأل المطران متّى روهم هل لديك مذيعة في التفزيون السّوري من رعاياك أجابه نعم فقال له وكم مذيعة لديك فقال فقط هي ، توجد سيلفا الآسي ريبورتر ولكنّها وحدة مذيعة ، فأجابة أتعلم لو كان لدي مذيعة من رعاياي في زحلة كنت ساحارب بها ،،هناك حادثة وهي ليست ذات قيمة ولكنذها تحزّ بنفسي فمؤخّراً كان هناك نشاط في الفوج الكشفي وابني كابي عضو في الجراميس وكان مشاركاً بإحدى اللّوحات المقدّمة وذهبتُ مثلي مثل جميع الأهالي ولم يكن لي كرسي لأجلس عليه فبقيتُ واقفة ، فمن المفروض من كنيستنا المبجّلة مثلما تقوم بدعوى بعض النّاس الذين ليس لهم في الاحتفال لا ناقة ولا جمل أن تدعوني أنا أيضاً وأنا لستُ فرحة بالصّف الأوّل أو الثّاني فكل الأمكنة والنّاس خير وبركة ، فنحن شعب عندما نرى أحد قد وصل قليلاً نملأ كيس الحجارة ونبدأ بضربه بها وحتّى نهمّشه ونتجاهله ولكنّهم عندا يأتي غبطة البطريرك إلى الجزيرة ويكون مهرجان الأغنية السريانيّة فكنيستنا تريد أن تبيّض ماء الوجه ويكون مهرجانها متكاملاً فيرسلوا ليطلبوا من التلفزيون السّوري أن تقدّم ملفونيثو سلام المهرجان وبعد أن ينتهي ينسون سلام اسحق ولا يتكّرونها بدعوى في الندوات والمهرجانات والنّساطات فأسأل ترى لماذا هذا ، وكمان ذكرت العتب يأتي من محبّتي لكنيستي ، فخدمتُ أخويتي وكنيستي كثيراً وعندما تسنح الفرصة ليقول شكراً بطريقة غير مباشرة لماذا لا يفعلونها ..

- كما علمنا أنّه لديكِ تجربة في مجال كتابة النّص المسرحي والتّمثيل على خشبة المسرح فهل لكِ أن تحدّثينا عن تجربة الكتابة ،، وكيف تمّ اختياركِ لتمثيل دور البطولة في المسرحيّة التي كتبتيها ؟
طبعاً كان ذلك في عام 1990 م حيث اشتركت بمسابقة أجرتها مدرسة القادسيّة للشبيبة فالنص المسرحي الذي كتبته أنا فاز بالمرتبة الأولى واختير هذا النّص ليمثّل على خشبة المسرح وجاء المخرج وليد عمر ( مخرج سوري معروف لديه العديد من الجوائز في المهرجانات ) عندما بدأ باختيار الممثلين للأدوار تنحّيتُ جانباً بما أنّني كاتبة النّص وقام بإجراء اختبار لنا وقال لي أنتِ أيضاً فقلتُ لك ولكنّني كاتبة النّص ، فأجابني أعلم هذا لذلك اخترتكِ لأن إن كان هناك يستطيع أن يعبّر عن دور البطولة بصدق فسيكون أنتِ لأنّك الكاتبة وبما أنّه كان لدي تجربة في الوقوف على المسرح كعريفة ، سأعطيكم لمحة عن هذا النّص المسرحي هو يتحدّث عن فترة هجرة اليهود السّوفييت إلى إسرائيل وكان فيه جرأة ولم يكن هنال أحد في هذا العمر تجرّأ وكتب في المجال السّياسي بهذا المستوى لذلك استحوذ على إعجاب اللّجنة ، وقصّته في بئر لاسّبع حيث توجد فدائيّة اسمها مجد تحاول مع رفاقها الثوّار إيصال الأسلحة للمقاومة وبنفس الوقت كان يوجد محاكمة لوالديها لأنّهم من المقاومة أيضاً ورافضن لفكرة هجرة اليهود إلى إسرائيل فمثّلت المسرحيّةوعرضت على مسرح مدينة الشّباب في القامشلي عام 1990 م وكان يحضر العرض لجنة من اتحاد شبيبة الثّورة وأعطتني جائزة أفضل ممثّلة شبيبيّة ، كما قدّمتُ مسرحيّة ناقدة اجتماعيّة ساخرة باللّهجة المحكيّة ( الميردليّة ) تحكي عن قصّة أم جاهلة تخبرها ابنتها أنّها الأولى على المدرسة ولكن يجب ان تأخذ للمعلّمة فستاناً وتتفاجاً الأم بأن ابنتها راسبة ويدور حوار بين الأم والمعلّمة واحدة تتكلّم في الشرّق والأخرى تجيب في الغرب ووتشاجران في النّهاية ، وهناك بعض المسرحيّات التي كتبتها لأطفال ولكنّها لم تنفّذ ، وأيضاً مجموعة من القصص للأطفال وقصّة للكبار ، فأنا أحسّ الآن أنّه لدي الكثير من العمل الذي يجب أن أنجزه ولكن كما قلتُ عملي في التلفزيون ومنزلي فلدي طفل في الثناية من عمرة يأخذ كل وقتي واهتمامي هناك مثل ميردلي يقول ( ابن السنتين يشد الإيديتين والاجرتين ) فوضعي قليلاً صعب ولكن يجب ان أضع اللّمسات الأخيرة لكل هذه الأعمال .

- إن لم تكن سلام اسحق شاعرة أو إعلاميّة أو كاتبة مسرحيّة فماذا تتمنّى أن تكون وهل يراودكِ حلم أن تكوني ممثّلة على شاشة التلفزيون والسينما ،، وهل هناك عالم آخر لسلام لا يعرفه أحد ؟
إن لم اكن إعلاميّة أو ممثلة مسرح وأشدّد على كلمة مسرح فهو فن نبيل ومدرّسة تربية رياضيّة أمّا الشّعر فيمكن أن تكون كل شيء وتكون شاعراً فكنت حتماً سأكون مهندسة ديكور فموضوع الديكور يأخذ قسم كبير من اهتمامي فمثلاً لا أستطيع ترك ديكور البيت لأكثر من خمسة عشر يوماً على نفس التّرتيب فيجب أن أغيّر منه بشكل دائم فالتجديد ضروري ولا يكون بمبالغ باهظة فيمكنك بأشياء بسيطة أن تجدّد بتجميلها ، أمّا بالنسبة للمسرح فأذكر أنّني كنت مدعوّة إلى حضور مهرجان الأغنيّة السياسيّة الأوّل في الحسكة وكنت وقتها في الصّف الحادي عشر وكان الأستاذ دريد لحّام ينتقي حينها ممثّلين لمسرحيته شقاشق النّعمان ورآني بعد تأديتي لأغنية من كلمات محمود درويش وألحان عدنان عبد الجليل عنوانها ( وعاد في كفن ) واقفة على المسرح فسأل مدرّبنا عنّي فقال له صبيّة اسمها سلام اسحق ، فقال له أستاذ دريد لحّام لدي دور في مسرحيّة وأنا أريد هذه المواصفات التي توجد فيها فهل أستطيع أن أجلس معها ونتحدّث فكان ذلك وطلب منّي أن أمثّل في المسرحيّة ولكنّني رفضت وقت له أنّه لا يمكنني أن أذهب للعيش في الشّام ، فردّ علي ولكن منزل عمّكِ في الشّام ، فقلت له : وإن كان ذلك ولكن أنا لدي دراسة وشهادة البكالوريا يجب أن أنتهي منها لأحقّق طموحاتي ووقتها كانت كلمة تمثيل تقيلة على المعدة في الجزيرة وتحتاج لمهضّم أمّا الآن فنراهم يتقاتلون للحصول على إعلان للعلكة في الشّام للأسف ، وبعدها أعطى الدّور للممثّلة اللّبنانيّة برناديت حديّب ، وكنتُ أحبّ أن أدرس الأدب العربي وأكمل ماجيستير ودكتوراه ولكن الظّروف أحياناً لا تسمح والمسرح يستهويني حتّى الآن ،سألوا في إحدى المرّة للسيّدة فيروز ما هو أكثر مكان يسبّب لكِ الرّهبة ؟ فأجابت : الهيكل والمسرح ،، فمقولتها تعجبني كثيراً ولحد الآن وللوهلة الأولى عندما أصعد لخشبة المسرح أشعر بالخوف والرّهبة لمدّة خمس دقائق وهذا دليل للاستمرار ، وأعود لأكرّر أنّني أحبّ الديكور كثيراً مثلاً في ترتيب الطّاولة اختيار ملابسي قبل يوم من موعد التّقديم وهكذا .. .

- سمعنا بأن سلام اسحق رشّحت لتقديم مهرجان دمشق السينمائي للأفلام العربيّة وهو بمستوى مهرجان كان عربيّاً فنتمنّى توضيح الفكرة ؟
طبعاً أنا قبل مهرجان دمشق السينمائي قدّمتُ مهرجان الأغنيّة السوريّة بحلب وهوي على مستوى الوطن العربي ولنقول العالم فحينها كان يوجد الكثير من الإذاعات والتلفزيونات مثل مونتي كارلو ، أمّا بالنسبة لمهرجان دمشق السينمائي في آخر سفرة لي لدمشق التقيت بالمدير العام للسينما الدكتور محمّد الأحمد كان يوجد فكرة فقرة لتقديم أفلام قصيرة يوميّاً من الفترة 1 /11 إلى 10 /11 وذكر اسمي أمامه بعض الأشخاص الذين يعرفونني ويعرفون أنّني قادرة على تأدية مثل هذا العمل وعندما التقيته كان هناك موافقة مبدأيّة لهذا الموضوع ولكن كان هناك بعض الظّروف منعتني من ذلك هم جاءتهم ظروف جعلتهم يلغون فيها الفقرة حيث أصبح الفيلم يقدّم بشكل آلي دون مذيع وشيء آخر هو إحساس وظّن أن أحّدهم دخل على الخط فقالوا هم أنّ الفقرة التغت ولم يذكروا السبب الحقيقي وأعود وأذكّر أنّ بعض النّاس تتواجد لأن هناك من يريدها أن تكون فلا أعرف إن حقّاً التغت الفقرة أو كان أحدهم قد دخل على الخط فللنتظر الغد فإنّ الغد لناظره قريب وأعود وأقول أنّ الفرص موجودة في الحياة ما دامت الحياة مستمرّة وإن كانت سلام اسحق لم تشارك في مهرجان دمشق السينمائي فهذا لا يعني أنّه طعنة أو وصمة عار بالنسبة لي ولا أعلم إن كان مهرجان دمشق السينمائي بمستوى مهرجان كان فأنا والسينما لسنا صحبة أبداً ودائماً أقول لزوجي غاندي إن تعرّضتُ لمسابقة ثقافيّة وسألوني عن المسلسلات والأفلام سأغيّر السؤال فوراً حتذى المطربين الجدد على السّاحة لا أعرف أسماءهم فأكثر من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وهذه الأسماء القديمة لا أعرف وكانت تجربة جديدة وتجديد بالنسبة لي حتّى اطّلعتُ على أسماء الفنّانين المشاركين ولكنّها لم تكتمل شيء عادي .

- هناك ظاهرة في التلفزيون السّوري وهو الاستعانة بفنانين وخصوصاً في شهر رمضان لتقديم البرامج فما رأيكِ بذلك وهل هذه ظاهرة صحيّة أم لعدم كفاءة الإعلاميين ؟
أنا لستُ مع هذه الفكرة بل ضدّها أن يقدّم فنان برنامج كنتُ مدعوّة لمهرجان يدعى ترانيم السّماء كان برعاية السيّدة الأولى أسماء الأسد لأقدّمه مع المذيعة ماجدة الزّنبقة ومخرج المهرجان سمير معقّد وهو زوجها لماجدة الزنبقة فلماذا تأخذه سلام اسحق ستأخذه ماجدة الزّنبقة وبذلك المهرجان وضع اسمي واسمها ولكن مباشر على التلفزيون قدّمته الفنّانة ديمة قندلفت وقصي خولي فهم من باب التّسويق يستخدمون شهرة الفنّان والمحبوب من قبل الجمهور فيختاروه ليقدّم البرنامج مثلما حدث في برنامج مسّيناكم حيث اختاروا قصي خولي لتقديمه لأنّه كان رقم واحد من حيث الشّهرة فعلى هذا الأساس يأتون بالممثلين وليس لأن المذيع ليست لديه الكفاءة الكافيّة فهناك الكثير من المذيعين الذين يستطيعون تقديم برامج منوّعة وتكون ناجحة جدّاً فاختصاراً لشهرة البرنامج يأخذون الممثلين المشهورين بمثابة إعلان قوي للبرنامج ولكنّني ضدّ هذه الفكرة لأن المذيع يجب أن يأخذ دوره في كل المجالات من التّقديم والريبورتاجات .. الخ فالممثّل ممثّل والمذيع مذيع .

- لفت انتباهي تعميم صادر عن المديريّة العامّة للإذاعة والتلفزيون مضمونه : حرصاً على حسن ظهور المذيعة بالشكل الأمثل والأنسب على الشّاشة نرغب بالتقيّد بما يلي : عدم ظهور المذيعة على الشّاشة إن كان وزنها يتجاوز الرّقمين الأوّلين من الطول أي الوزن 60 الطول 160 على كل مذيعة يتجاوز وزنها هذا المعيار تقديم إجازة وتقوم الإدارة بتكليف بديلة عنها ريثما تحقّق المعيارالمطلوب يستثنى المذيع الميداني من المعايير مؤقّتاً تطبّق التعليمات الواردة في هذا التعميم اعتباراً من 1 / 4 / 2006 م التّوقيع المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون الدكتور فايز الصايغ ، السؤال هل هذا التعميم موجود لحد الآن وما رأيكِ به ؟
( ضاحكة ) شرّ البليّة ما يضحك ، سأسأل سؤالاً إن الواحدة استطاعت أن تخفّف وزنها هل تستطيع زيادة طولها فمثلاً يوجد مذيعة سمينة كثيراً وموهوبة ولا تستطيع إنقاصه هل تجلس في البيت بسبب قرار أصدره مدير الإذاعة والتلفزيون طبعاً بالمناسبة القرار كان معني به مذيعة واحدة فقط وللعلم أنا حتّى لو كان هذا التعميم سارِ أو غير سارٍ فأنا متقيّدة بالشّرط طولي 170 سم ووزني 68 ك غ ولكن أعتقد أنّه ليس سارياً فهو فاشل .

- من خلال تجوّلكِ في المواقع الالكترونيّة على الانترنت نريد أن تطلعينا على تقييمكِ لموقع الجزيرة بعين النّاقد وماهي الأشياء الإيجابيّة والسلبيّة فيه ؟
لا يمكنني أن أدخل إلى الانترنت دون أن أفتح صفحة موقع جزيرة كوم ، ولكن هناك شيء ليس فقط في موقع الجزيرة ولكن في جميع المواقع الجزراويّة إنّها منغلقة على نفسها فهو ليس نقد فمثلاً ابن الشّام إذا دخل إلى موقع الجزيرة سيشعر بأنّه غريب من خلال الشّعار والمانشيت ( يلّي مضيّع ذهب بسوق الذهب يلقاه ويلّي مضيّع محب يمكن سنة وينساه بس يلّي مضيّع وطن بجزيرة كوم يلقاه ) فهو جزراوي بحت حيث أخذ الاسم ولبسه فمثلاً لماذا لا يكون لديكم مشاركات من خارج الجزيرة حيث يكون مراسلين ومواد من محافظات أخرى حتّى يحقّق أكبر شهرة ممكنة ومثل هذا الكلام ينطبق على الفنّان والأديب فنحن كأنّنا نرى من منظار واحد فقط فهدفنا هو أن يعرفنا ويقرأ لنا أهل جزيرتنا فقط وتذكرتُ قول للمهاتما غاندي يقول فيه : ( أحبّ أن تهبّ على بيتي جميع ثقافات العالم ولكن أنكر على إحداها أن تقتلعني من جذوري ) فعلينا أن نحافظ على لهجتنا وثقافتنا الجزراوية ولكن يجب ان نأخذ من الثّقافات الأخرى وأتمنّى أنّه لم يكن رأيي جارحاً فأنا أحبّ هذا الموقع وأتمنّى له الاستمرار والنمو .

- عندما تلقي قصيدة فهي تطير كفراشةٍ في أجوائها وتحلُّ ملكةً على القلوب ، السؤال لماذا اليوم نرى سلام اسحق متميّزة بين مثيلاتها إن لم نقل على الأغلب الشبّان فنحن كشعب ليست مشكلتنا الأساسيّة في قصور عطاء الفتيات أو المرأة أو الرّجل بدون مواصفات فارس حتّى تكاد لا تراه إلّا تحت المجهر فنتحدّث كثيراً عن تحرّر المرأة فأين الرّجل من هذا التحرّر ثقافيّاً واجتماعيّاً وفكرياً ؟
طبعاً مثل المرأة الرّجل فالتحرّر الذهني والثّقافي مطلوب لكلا الجنسين فالمرأة إن كانت نصف المجتمع فالرّجل هو كل المجتمع وإن كان كل المجتمع غير محرّر فمعناها لم نعمل شيئاً،

( كلمة سلام اسحق في ختام اللّقاء : طبعاً ليس من حقّي أن أنهي أنا المقابلة ولكن دعوني أقدّم شكري لوردة الجزيرة ( نانسي ) ورنا والشّكر الكبير للنورس أبو نوّار وضاحكة تقول أنت بدأت لاحوار دعني أنا أنهيه وتحيّة من القلب لجميع الموجودين الذين بقيوا معنا لحد الآن وشكر لأعز النّاس وجبل الألب وجميع الأسامي الموجودة ،، ودعوني أنهيها بأسلوب إذاعي : أيّها الأحبّة دائماً لحظات السّعادة تمضي سريعاً على أمل أن نلتقي مرّةً أخرى في جزيرة المحبّة والخير وإن كانت هذه جزيرة إلكترونيّة لكنّها يكفي أنّها تجمع قلوباً دافئة تجمعها المحبّة والحنين إلى الوطن منّي أنا سلام اسحق وجميع من يجلس بقربي تحيّة إلى كل هذه الأسماء الموجودة معي الآن في الغرفة أقول لكم شكراً لكم لأنّكم استقبلتموني بصدورٍ رحبة شكراً لأنّكم تحملتم غلاظتي كل هذه المدّة شكراً لكل من ساهم في إنجاح هذا الحوار على أمل أن نلتقي في لقاءات أخرى وتصبحون على خير .

# ( في نهاية اللّقاء شكر النورس أبو نوار وجبل الألب الإعلاميّة والشّاعرة سلام اسحق على تلبيتها الدعوى وأهداها جبل الألب أغنيّة ختاميّة على أمل أن يتجدّد اللّقاء . )




[align=center]للإستماع إلى المقابلة اضغط هنا[/align]

......منقول عن موقع الجزيرة

[نبيذومطر]

رد: مقابلة مع المذيعة السورية سلام اسحق

سلمت يداك

[فراس السوري]

رد: مقابلة مع المذيعة السورية سلام اسحق

[Dodi]

رد: مقابلة مع المذيعة السورية سلام اسحق

ميرسي نينوس

[ninos]

رد: مقابلة مع المذيعة السورية سلام اسحق

يسلمون شبيبة للمرور
على فكرة سلام ( أم كابي ) زبونتي بالمحل
و هي زبونة دسمة وشراية
و شخصيتها كتير حلوة و مرحة