الذكاء .. طريقة في الحياة
كتب
الاثنين 29/8/2005
سامر أنور الشمالي
الكتب التي تبحث في تعليم الذكاء, وتطوير الفكر, وتنمية القدرات العقلية, كتب نادرة في المكتبة العربية على أهميتها,
ولكن بين الفينة والأخرى قد يظهر كتاب من هذا النوع يسهم في سد النقص الذي تشكو منه مكتبتنا, على الرغم من أهمية الكتب في هذا المجال الحيوي الذي يسهم في الارتقاء بالإنسان .
ومؤخرا قام الدكتور( عادل عبد الكريم ياسين) بترجمة كتاب بعنوان ( الذكاء حق طبيعي لكل فرد) للمؤلف المعروف ( لويس البرتو ماتشادو) الشهير بصفته اول وزير للذكاء في العالم, وصاحب نظرية تعليم الذكاء وتطوير التفكير .
وتتلخص نظرية المفكر ( ماتشادو) في أن الذكاء الإنساني يمكن تعليمه لجميع الناس دون استثناء لأن الإنسان بفطرته لديه الاستعداد لتعلم الذكاء مثلما لديه الاستعداد لتعلم أي مهارة أخرى .
من هو ماتشادو?
(ولد لويس البرتو ماتشادو Luis Alberto Machado في عائلة فنزويلية ثرية في بداية الثلاثينيات ,ودرس المحاماة في إسبانيا, وامتهنها لفترة, عاد فتحول عنها إلى الفلسفة والشعر والسياسة. لقد آلى الرجل على نفسه , العمل لشعبه, لإنقاذه من براثن التخلف .ص11) عن طريق مشروعه الرائد في نشر تعلم الذكاء والتفكير.
ف¯( ماتشادو) يرى أنه مثلما تقوم الدولة بالتعليم المتعارف عليه عن طريق المدارس والمعاهد والجامعات فإنها يجب أن تقوم بتعليم الذكاء وتطوير التفكير ضمن هذه المؤسسات التربوية.
ولقد نجح ماتشادو بتطبيق فكرته على أرض الواقع عندما استطاع إنشاء وزارة للذكاء في بلده بالتعاون مع الرئيس الفنزويلي ( كامبنز) في نهاية عام 1978 .
على الرغم مما رافق إعلان هذه الوزارة من معارضة, خشية أن تتحول هذه الوزارة إلى هدف لسخرية العالم باعتبار أن هذا النوع من الوزارات غير مسبوق في كل دول العالم عبر العصور .
وبعد إنشاء وزارة الذكاء كان (ماتشادو) أول وزير للذكاء في العالم لمدة ست سنوات, وتحديدا من عام 1978 حتى عام .1984( حيث جاءت حكومة جديدة غيرت مسمى الوظيفة ليصبح (المفوض الأول لرئيس الجمهورية لتطوير الذكاء) وكانت (ألن لامب) أول من شغل هذا المنصب في الحكومة الجديدة .ص29).
الذكاء حق للجميع
ينطلق ( ماتشادو) في نظريته من أن الذكاء هو الأساس الفكري لأي نهضة حضارية ( فليس هناك من مذهب اخلاقي لا يصحبه الذكاء.
ولا يوجد ذكاء بدون اخلاقية .فليس بمقدورنا أن نحب شيئا لا نعرفه وندركه. فبالذكاء الأرفع, سنحصل على فهم أفضل . وستكون أعظم وقفة للذكاء هي وقفة الشرف على الدوام.ص29).
كما يؤكد أن الذكاء ليس عاملا وراثيا حسب طروحات أصحاب نظريات التمييز العرقي وتفوق شعب على آخر. فالذكاء نتيجة للبيئة التي ينمو ويعيش فيها الفرد, فإذا ولد الإنسان في بيئة متخلفة فسيكون بالنتيجة متخلفا, وإذا ولد في بيئة ذكية فإنه سيكون بالتالي ذكيا. أي أن الذكاء يمكن تعلمه, بل وتطويره, طالما هو يكتسب من المحيط وليس غريزة أو فطرة ف¯( الإنسان لم يتغير بيولوجيا منذ أكثر من أربعين ألف عام.ص36).
أي قدرات الإنسان العقلية كانت ثابتة طوال آلاف السنين, وإنما التطور المتواصل كان نتاج ارتقاء الذكاء وبالتالي ارتقاء التفكير ( فلم يتغير دماغ الإنسان منذ نهاية العصر الحجري القديم. ص36).
أما التفاوت المدني والحضاري بين الناس والشعوب فهو نتاج التفاوت في الذكاء لا غير. وهذا التفاوت يعود للتربية التي خضع لها الفرد, أو البيئة التي عاشت فيها الشعوب. وهذا التفاوت على الصعيدين الفردي والاجتماعي أدى فيما بعد إلى أن يستغل الأذكياء الأغبياء أينما وجدوا, سواء في نطاق ضيق على سبيل العلاقات الاجتماعية في مكان العمل, أو على حيز أكبر على صعيد العلاقات الدولية .
والتبعية الفكرية حسب تصور (ماتشادو) هي أخطر أنواع التبعيات, فالأمة التي تريد أن تحقق سيادتها يجب أن تحقق استقلالها الفكري أولا (فالتبعية العلمية والتكنولوجية أشد عمقا من أي شكل آخر للتبعية.أما أشد أنواع الاستعمار فإنه الاستعمار الثقافي. فهذا يشق طريقه لكل الأنواع الأخرى.ص83). لذلك لن يزول هذا التفاوت, ولن يلغى الاستغلال إلا عندما يصبح تعليم الذكاء منتشرا في العالم. وبذلك يصبح الناس جميعهم أذكياء( فبالذكاء فقط ننهي الاستغلال.وبالذكاء الجماعي الأكبر سيكون هناك عالم دون امتيازات.فالكفاح في سبيل الذكاء هو الكفاح ضد السيطرة .ص52).ويتابع ( ماتشادو) شرح نظريته مؤكدا أن ( العالم الذكي لا يشعل الحرب بل يتجنبها . فالحرب والحضارة موقفان متعارضان, وكذلك العنف والذكاء موقفان متعارضان .ص66).
لذلك يؤكد (ماتشادو) أن يكون المثقفون - الذين هم أذكياء بالضرورة- طليعة المجتمع ورواده لنشر تعليم الذكاء, ولصنع مستقبل مشرق يصنعه الأذكياء. وهذا يعني أن تسود العدالة الاجتماعية, والحرية الفكرية, لينعم الجميع بالسعادة التي هي خير الإنسان ( فلكل إنسان الحق بأن يكون ذكيا بفضل وجوده . وله الحق بالتزود بالطريقة التي تجعله أكثر ذكاء على الدوام .ص64).
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مساء/صباح .. الخير...
كيف حالكم جميعا؟!..
امممم..
. لم أنقل المقال السابق لمجرد النقل فقط
.نقلتهـ كي أُعلق عليه وأرى تعليقات حضراتكم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مساء/صباح .. الخير...
كيف حالكم جميعا؟!..
امممم..
. لم أنقل المقال السابق لمجرد النقل فقط
.نقلتهـ كي أُعلق عليه وأرى تعليقات حضراتكم...
رباهـ..لا أعلم من أين أبدأ......
اممممممممممم ....
أول شيء أود التعليق عليه..وزارة الذكاء..شيء جميل لو تُقام في كل الدول مثل هذه الوزارة..
خصوصًا..لو بدأت النشاطات بالأطفال..فالكبار أكل عليهم الدهر وشرب....
أول شيء أود التعليق عليه..وزارة الذكاء..شيء جميل لو تُقام في كل الدول مثل هذه الوزارة..
خصوصًا..لو بدأت النشاطات بالأطفال..فالكبار أكل عليهم الدهر وشرب....
الشيء الثاني..الذكاء..
صفة أم مهارة؟!
بالنسبة لي أراه صفة نكتسبها بعد اتقان مهارة التفكير..
فلا يمكن لأي شخص أن يكتسب هذه الصفة دون أن يتقن مهارات التفكير..
وأرى أن أهمها..مهارة التفكير الابداعي والعلمي والمنطقي والخرافي معًا....
كما أرى أن كل مهارة..صفة..وليست كل صفة مهارة....
وقرأت فيما قرأت..أن الذكاء جزئين..ذكاء وراثي..أو فطري..وذكاء مكتسب..
فالبعض يولد بنسبة ذكاء لا بأس بها..إن اهتم أهله بتطويره تطور..وإن تركوه وكان في بيئة متخلفة..لا تهتم بالذكاء..سيفقد هذا الذكاء الذي ولد به بالتدريج..
ويرى ماتشادو أن البيئة هي التي تجعل من الشخص ذكي..والعكس
تقرؤه في هذا الاقتباس::
كما أرى أن كل مهارة..صفة..وليست كل صفة مهارة....
وقرأت فيما قرأت..أن الذكاء جزئين..ذكاء وراثي..أو فطري..وذكاء مكتسب..
فالبعض يولد بنسبة ذكاء لا بأس بها..إن اهتم أهله بتطويره تطور..وإن تركوه وكان في بيئة متخلفة..لا تهتم بالذكاء..سيفقد هذا الذكاء الذي ولد به بالتدريج..
ويرى ماتشادو أن البيئة هي التي تجعل من الشخص ذكي..والعكس
تقرؤه في هذا الاقتباس::
كما يؤكد أن الذكاء ليس عاملا وراثيا حسب طروحات أصحاب نظريات التمييز العرقي وتفوق شعب على آخر. فالذكاء نتيجة للبيئة التي ينمو ويعيش فيها الفرد, فإذا ولد الإنسان في بيئة متخلفة فسيكون بالنتيجة متخلفا, وإذا ولد في بيئة ذكية فإنه سيكون بالتالي ذكيا. أي أن الذكاء يمكن تعلمه, بل وتطويره, طالما هو يكتسب من المحيط وليس غريزة أو فطرة ف¯( الإنسان لم يتغير بيولوجيا منذ أكثر من أربعين ألف عام.ص36).
ف¯( ماتشادو) يرى أنه مثلما تقوم الدولة بالتعليم المتعارف عليه عن طريق المدارس والمعاهد والجامعات فإنها يجب أن تقوم بتعليم الذكاء وتطوير التفكير ضمن هذه المؤسسات التربوية.
أنا معهـ في هذه النقطة.
فلو كان تعليم الذكاء مع التعليم..مثلًا...الدرس يحتوي على المهارات المطلوبة منه بالإضافة لمهارات الذكاء..
كمثال::
طلاب المراحل الابتدائية في المملكة تقيم لديهم مهارات النطق الصحيح..التفريق بين الحروف والحركات في القراءة ..لو كان معها تقييم لمهارات التفكير مثل النقد والخيال ونحوهـ ..وكان عليها أسئلة نهاية الدرس تساعدهم على التفكير..لتطور ذكاء الأطفال..
وفي نهاية المقال ثمة سؤال يطرح نفسه: هل حلم ( ماتشادو) سيتحقق في يوم ما..?
أم أنه سيظل من ضمن الأحلام التي حلم بها الفلاسفة والمفكرون والمصلحون في بناء المدينة الفاضلة ( اليوتوبيا)?.
ولكن لابد من التعقيب أن ( اليوتوبيا) ليست واحدة لدى جميع من حلم بها, أي أن البشرية حلمت بأكثر من (يوتوبيا) واحدة, برغم أنه لم تتحقق أي منها حتى الآن. ولكن هذا لا يعني أنه لن يكون في المستقبل ( يوتوبيا) واحدة. أو ربما ( يوتوبيات) ...!!!
أم أنه سيظل من ضمن الأحلام التي حلم بها الفلاسفة والمفكرون والمصلحون في بناء المدينة الفاضلة ( اليوتوبيا)?.
ولكن لابد من التعقيب أن ( اليوتوبيا) ليست واحدة لدى جميع من حلم بها, أي أن البشرية حلمت بأكثر من (يوتوبيا) واحدة, برغم أنه لم تتحقق أي منها حتى الآن. ولكن هذا لا يعني أنه لن يكون في المستقبل ( يوتوبيا) واحدة. أو ربما ( يوتوبيات) ...!!!
ربما يتحقق لو عملنا عليهـ بجد..
لكن أتتوقعون أن تُقابل الفكرة بالرفض في بلداننا العربية..لو فُتحت مراكز متخصة للذكاء..
ستُرفض حتمًا كفكرة الذهاب لعيادة طبيب نفسي..لكن لو كانت وزارة بجانب وزارة التربية والتعليم.. ستكون مقبولة لدى المجتمع..
....
أنتظر تعليقكم..
" هذا الموضوع اشترك به في مسابقة الموضوع المتميز "
Comment