الموسيقى الكلاسيكية
Classical Music
هي الموسيقى النموذجية لأي ثقافة ولأي شعب، فمن خلال الزمن والقناعة العامة تصنِّف الشعوب أعمالها الفنيّة على أنهاّ كلاسيكية عندما يكون جمالها وروعتها يصلح لكل الأزمنة. هي نمط من الموسيقى أو أسلوب التأليف الموسيقي انتشر في أوروبا ما بين القرنين 17و 19.
مصطلح الكلاسيكية في الموسيقى الأوربية جاء من فن الرسم الكلاسيكي الذي كان سائدا في تلك الفترة.
لنفهم هذه الكلمة بشكل أوضح يجب أن نفهم ما تعنيه كلمة الرومانسية التي تعارض وتقابل الكلاسيكية. حيث إن المصطلحَين هما من اليونان القديمة وكانا يدلّان على تناوب نوعين من أساليب الفن، كما وصلنا من كتابات الفلاسفة والمؤلفين اليونان.
حيث أن الكلاسيكية كانت مرتبطة بعبادة الإله أبولو إله الشمس والحقيقة، بينما الرومنسية جائت من عبدة الإله ديونيسوس، التي جاءت تاريخياً في فترة لاحقة. المقصود من هذا أن اليونانيين قالوا بتناوب أساليب الموسيقى والفن ما بين العقلاني والعاطفي.
من الواضح أن الكلاسيكية تجسّد الفن العقلاني وكانت آلتها المميزة هي ما يشبه القيثارة، بينما الرومانسية هي موسيقا وفن العاطفة وآلتها المميزة هي المزمار.
بالتالي على مرّ الزمن كان هناك كثير من الفترات الكلاسيكية تناوبت مع الرومانسية، ولكن وبسبب الجدل الذي انتشر في فرنسا وبسبب مقالات الكاتبة السويسرية الفرنسية Mme de Staël التي كانت تعرف التغير الذي حدث في الموسيقى الرومانسية في الأعوام 1813 وما بعدها، أمسى هذان المصطلحين يدلان على موسيقى تلك الفترة من تاريخ أوروبا. لتصبح الموسيقى الكلاسيكية تعني الموسيقى التي سادت ما بين القرن 17 وبداية 19، ونشأت بتأثير الفلسفة العقلانية الديكارتية وغيرها، وكذلك من إستيتيكيا (تعني علم الجمال aesthetic ) عصر النهضة، التي رأت في الفن الإغريقي القديم ذروة من ذرى البشرية التي يجب أن نسمو باتجاهها.
جوهر الفكر الكلاسيكي يكمن في القناعة العميقة في أن الحياة منطقية ومنسجمة مع الطبيعة، والتأكيد على النظام الأوحد الذي يدير العالم.
من الناحية المنهجية تقسم الفترة الكلاسيكية إلى قسمين، القرن 17 تأسيسها وتعارضها مع الباروك، ومرحلة الازدهار في القرن 18 وعلاقتها مع الثورة الفرنسية وتأثيرها على باقي أوروبا.
الكلاسيكية نشأت في فرنسا التي كانت تخضع لحكم ملكي مطلق، هي التي أعطت الكلاسيكية قواعدها وقوانينها، بداية في الأدب والمسرح (لافونتين Jean de La Fontaine، بوالو، كورني، راسين) ومن ثم في الموسيقى.
مؤسس الكلاسيكية في المسرح الموسيقي (الأوبرا) كان لوللي، الذي أحدث النمط المسمى بـ التراجيديا الغنائية (Lyric Tragidy) القريبة من التراجيديا الفرنسية المسرحية.
من مميزات أوبرات لوللي المواضيع الأسطورية، البطولة العالية، الأسلوب الرفيع في بناء الأوبرا ،الوضوح المنطقي ،الالتزام بقواعد صارمة، التوجه للريتشيتاتيف الدرامي المرن، والتطور الموسيقي. رغم أننا نجد اثار الباروك (نمط من الموسيقى الكلاسيكية انتشر بشكل واسع حوالي 1600 الى 1750، وقد أتى بعد عصر النهضة وتبعه العهد الكلاسيكي) واضحة لدى أوبراته من خلال الزخرفة الكبيرة.
الكلاسيكية في القرن 18 مرتبطة بالتيار التنويري الذي انطلق من فرنسا وموسوعيتها (روسو، ديدرو...) وفلاسفة من أمثال (ليسينغ, هيردر).
من أهم ما يميز الفكر الكلاسيكي صار تقليد الطبيعة، العفوية والفطرة والبساطة صارت أكثر طلبا وإلحاحا. الكلاسيكية صارت أكثر قربا إلى الواقعية.
في فرنسا الصراع كان على الأوبرا، ولكن فقط (غلوك) الألماني استطاع أن يجدد الأوبرا ويعلن (إصلاح الأوبرا سيريا - الأوبرا الجديّة -) مصدراً لمؤلفات تتميز بالبساطة والوضوح والرقي الموسيقي.
في ذلك الوقت استمرت الكلاسيكية بالتطور بين أساليب أخرى محيطة بها، كالباروك والغالانت (نمط من الموسيقى انتشرفي الربع الثالث من القرن ال 18 وتميّز ببساطة الكلاسيكية من بعد تعقيد زمن الباروك)، كل هذا حضر إلى ذروة جديدة في التطور الموسيقي،
مدرسة فينا (أعمال هايدن Haydn و موتسارت Mozart و بيتهوفن Beethoven) التي امتصت كل التأثيرات الفنية التي كانت تسود أوروبا، وتقاطعت مع مدرسة فايمار الكلاسيكية الأدبية مجسّدة بكل من غوته وشيللر. تدين كثير من الأنماط الموسيقية لمدرسة فيينا بالظهور والتطور كالسيمفوني والسوناتا والرباعي.
نظرة الكلاسيكية للعالم تتسم بالعقلانية والعدالة، والتفاؤل بالمستقبل. كل هذا نراه في أعمال موتسارت Mozart وهايدن Haydn حيث الهارموني الواضح يعكس نظرتهم للحياة (واضحة، عمومية، خالية من الشخصية وردود الفعل).
الألحان الكلاسيكية كانت دائما عمومية، تصف وتعبر عن الأحداث والمواقف العامة لكل إنسان، ولا تتوقف عند خصوصياته أو حالاته النادرة، على العكس هي تحاكي المشاعر المشتركة لجميع أفراد الناس. ولهذا السبب نجد أن الموسيقى الكلاسيكية تتمتع بشعبية عالمية كبيرة.
Classical Music
هي الموسيقى النموذجية لأي ثقافة ولأي شعب، فمن خلال الزمن والقناعة العامة تصنِّف الشعوب أعمالها الفنيّة على أنهاّ كلاسيكية عندما يكون جمالها وروعتها يصلح لكل الأزمنة. هي نمط من الموسيقى أو أسلوب التأليف الموسيقي انتشر في أوروبا ما بين القرنين 17و 19.
مصطلح الكلاسيكية في الموسيقى الأوربية جاء من فن الرسم الكلاسيكي الذي كان سائدا في تلك الفترة.
لنفهم هذه الكلمة بشكل أوضح يجب أن نفهم ما تعنيه كلمة الرومانسية التي تعارض وتقابل الكلاسيكية. حيث إن المصطلحَين هما من اليونان القديمة وكانا يدلّان على تناوب نوعين من أساليب الفن، كما وصلنا من كتابات الفلاسفة والمؤلفين اليونان.
حيث أن الكلاسيكية كانت مرتبطة بعبادة الإله أبولو إله الشمس والحقيقة، بينما الرومنسية جائت من عبدة الإله ديونيسوس، التي جاءت تاريخياً في فترة لاحقة. المقصود من هذا أن اليونانيين قالوا بتناوب أساليب الموسيقى والفن ما بين العقلاني والعاطفي.
من الواضح أن الكلاسيكية تجسّد الفن العقلاني وكانت آلتها المميزة هي ما يشبه القيثارة، بينما الرومانسية هي موسيقا وفن العاطفة وآلتها المميزة هي المزمار.
بالتالي على مرّ الزمن كان هناك كثير من الفترات الكلاسيكية تناوبت مع الرومانسية، ولكن وبسبب الجدل الذي انتشر في فرنسا وبسبب مقالات الكاتبة السويسرية الفرنسية Mme de Staël التي كانت تعرف التغير الذي حدث في الموسيقى الرومانسية في الأعوام 1813 وما بعدها، أمسى هذان المصطلحين يدلان على موسيقى تلك الفترة من تاريخ أوروبا. لتصبح الموسيقى الكلاسيكية تعني الموسيقى التي سادت ما بين القرن 17 وبداية 19، ونشأت بتأثير الفلسفة العقلانية الديكارتية وغيرها، وكذلك من إستيتيكيا (تعني علم الجمال aesthetic ) عصر النهضة، التي رأت في الفن الإغريقي القديم ذروة من ذرى البشرية التي يجب أن نسمو باتجاهها.
جوهر الفكر الكلاسيكي يكمن في القناعة العميقة في أن الحياة منطقية ومنسجمة مع الطبيعة، والتأكيد على النظام الأوحد الذي يدير العالم.
من الناحية المنهجية تقسم الفترة الكلاسيكية إلى قسمين، القرن 17 تأسيسها وتعارضها مع الباروك، ومرحلة الازدهار في القرن 18 وعلاقتها مع الثورة الفرنسية وتأثيرها على باقي أوروبا.
الكلاسيكية نشأت في فرنسا التي كانت تخضع لحكم ملكي مطلق، هي التي أعطت الكلاسيكية قواعدها وقوانينها، بداية في الأدب والمسرح (لافونتين Jean de La Fontaine، بوالو، كورني، راسين) ومن ثم في الموسيقى.
مؤسس الكلاسيكية في المسرح الموسيقي (الأوبرا) كان لوللي، الذي أحدث النمط المسمى بـ التراجيديا الغنائية (Lyric Tragidy) القريبة من التراجيديا الفرنسية المسرحية.
من مميزات أوبرات لوللي المواضيع الأسطورية، البطولة العالية، الأسلوب الرفيع في بناء الأوبرا ،الوضوح المنطقي ،الالتزام بقواعد صارمة، التوجه للريتشيتاتيف الدرامي المرن، والتطور الموسيقي. رغم أننا نجد اثار الباروك (نمط من الموسيقى الكلاسيكية انتشر بشكل واسع حوالي 1600 الى 1750، وقد أتى بعد عصر النهضة وتبعه العهد الكلاسيكي) واضحة لدى أوبراته من خلال الزخرفة الكبيرة.
الكلاسيكية في القرن 18 مرتبطة بالتيار التنويري الذي انطلق من فرنسا وموسوعيتها (روسو، ديدرو...) وفلاسفة من أمثال (ليسينغ, هيردر).
من أهم ما يميز الفكر الكلاسيكي صار تقليد الطبيعة، العفوية والفطرة والبساطة صارت أكثر طلبا وإلحاحا. الكلاسيكية صارت أكثر قربا إلى الواقعية.
في فرنسا الصراع كان على الأوبرا، ولكن فقط (غلوك) الألماني استطاع أن يجدد الأوبرا ويعلن (إصلاح الأوبرا سيريا - الأوبرا الجديّة -) مصدراً لمؤلفات تتميز بالبساطة والوضوح والرقي الموسيقي.
في ذلك الوقت استمرت الكلاسيكية بالتطور بين أساليب أخرى محيطة بها، كالباروك والغالانت (نمط من الموسيقى انتشرفي الربع الثالث من القرن ال 18 وتميّز ببساطة الكلاسيكية من بعد تعقيد زمن الباروك)، كل هذا حضر إلى ذروة جديدة في التطور الموسيقي،
مدرسة فينا (أعمال هايدن Haydn و موتسارت Mozart و بيتهوفن Beethoven) التي امتصت كل التأثيرات الفنية التي كانت تسود أوروبا، وتقاطعت مع مدرسة فايمار الكلاسيكية الأدبية مجسّدة بكل من غوته وشيللر. تدين كثير من الأنماط الموسيقية لمدرسة فيينا بالظهور والتطور كالسيمفوني والسوناتا والرباعي.
نظرة الكلاسيكية للعالم تتسم بالعقلانية والعدالة، والتفاؤل بالمستقبل. كل هذا نراه في أعمال موتسارت Mozart وهايدن Haydn حيث الهارموني الواضح يعكس نظرتهم للحياة (واضحة، عمومية، خالية من الشخصية وردود الفعل).
الألحان الكلاسيكية كانت دائما عمومية، تصف وتعبر عن الأحداث والمواقف العامة لكل إنسان، ولا تتوقف عند خصوصياته أو حالاته النادرة، على العكس هي تحاكي المشاعر المشتركة لجميع أفراد الناس. ولهذا السبب نجد أن الموسيقى الكلاسيكية تتمتع بشعبية عالمية كبيرة.
Comment