رُبى الجَمال
مأساةُ الصّوتِ الذي جمع أم كلثوم وأسمهان
في مثل هذا الشهر، خسر الفن الأصيل صاحبة صوت استثنائي ينتمي إلى زمن الكبار.
ولدت "زوفيناز ختشادور قَرَبتيان" "Zovinar Khachadour Garabedyan"، أو ربى الجمال لاحقا، في مدينة الطرب الأصيل في حلب بسوريا عام 1966 لأب حلبي من أصل أرمني وأم لبنانية. عشقت الغناء منذ طفولتها وتميّزت بأدائها المتمكن لأغانى أم كلثوم.
http://www.youtube.com/watch?v=QoSlV41m8E8
في عام 1979 اعتمدت كمطربة في اذاعة دمشق وأمل أهلها أن تصبح طبيبة، فدرست طب الاطفال في باريس لكنها فضّلت الغناء وأحيت العديد من الحفلات الغنائية هناك، وتعرفت على مدير الأوبرا الذي طلب منها المشاركة في مهرجان (ماريا كالاس) الذي كان فيه 30 مشتركة من عدة دول أوروبية وأجنبية، فحازت على المرتبة الأولى وأخذت لقب أعلى صوت نسائي في العالم، ومن الألقاب التي حصلت عليها في المهرجان (سيدة الأناقة والرقي)، (أفضل قرار سوبرانو).
بدأت مشوار ها الإحترافي في الثمانينيات من القرن المنصرم حيث تبنى موهبتها الموسيقار الفلسطيني رياض البندك ولحن لها العديد من الأغنيات.
مأساةُ الصّوتِ الذي جمع أم كلثوم وأسمهان
في مثل هذا الشهر، خسر الفن الأصيل صاحبة صوت استثنائي ينتمي إلى زمن الكبار.
ولدت "زوفيناز ختشادور قَرَبتيان" "Zovinar Khachadour Garabedyan"، أو ربى الجمال لاحقا، في مدينة الطرب الأصيل في حلب بسوريا عام 1966 لأب حلبي من أصل أرمني وأم لبنانية. عشقت الغناء منذ طفولتها وتميّزت بأدائها المتمكن لأغانى أم كلثوم.
http://www.youtube.com/watch?v=QoSlV41m8E8
في عام 1979 اعتمدت كمطربة في اذاعة دمشق وأمل أهلها أن تصبح طبيبة، فدرست طب الاطفال في باريس لكنها فضّلت الغناء وأحيت العديد من الحفلات الغنائية هناك، وتعرفت على مدير الأوبرا الذي طلب منها المشاركة في مهرجان (ماريا كالاس) الذي كان فيه 30 مشتركة من عدة دول أوروبية وأجنبية، فحازت على المرتبة الأولى وأخذت لقب أعلى صوت نسائي في العالم، ومن الألقاب التي حصلت عليها في المهرجان (سيدة الأناقة والرقي)، (أفضل قرار سوبرانو).
بدأت مشوار ها الإحترافي في الثمانينيات من القرن المنصرم حيث تبنى موهبتها الموسيقار الفلسطيني رياض البندك ولحن لها العديد من الأغنيات.
شاركت في حفل المؤتمر الرابع للموسيقى العربية عام 1995 في دار الأوبرا المصرية مع الفرقة القومية للموسيقى العربية بقيادة المايسترو سليم سحاب، وقدّمت العديد من الأغاني الطربية (انت عمري)، (افرح يا قلبي)، (عودت عيني)، (يا ليلة العيد)، (ح قابلو بكرة).
يتذكر الصحافي الياس سحاب، شقيق المايسترو سليم سحاب والمؤرخ فيكتور سحاب، هذه الأمسية الإستثنائية ويقول: "عندما استهلت مطلع «إفرح يا قلبي» ذهل الجمهور الحاضر (حوالى 1500 شخص) وأتذكر كيف سيطر صوتها على القاعة والحضور بل إنّ أخي سليم كان على شفير البكاء من شدّة التأثر وأذكر أن أمجد العطافي صاحب الصوت الأبرز في كورال الفرقة الذي كان يتوّلى الغناء المنفرد، قال له:يا مايسترو كلنا لازم نعمل كورال وراء الصوت الرائع ده". أذهلت ربى الجمال في هذه الأمسية الحضور بأدائها وتم منحها كتاب شكر وتقدير من المؤتمر.
وقال عنها الناقد الموسيقي صميم الشريف بالحرف الواحد إنها (صوت خارق لم يسمع مثيلا له منذ خمسين سنة) وأعلن الموسيقار محمد سلطان عام 1995 أنها "إذا قبلت أن تبقى في القاهرة لعام واحد فسيجعل منها أهم مطربة في عصرها". قام بالتلحين لأغانيها مجموعة من الملحنين منهم) (سعيد قطب، فاروق الشرنوبي، نجيب السراج، صفوان بهلوان، أحمد السنباطي، رياض البندك، وديع الصافي، أمير مجيد، عماد توفيق)
شاركت في احياء مهرجان قرطاج بتونس سنة 1998 وأشادت بها الصحافة التونسية واصفة صوتها بـ "الصوت الكلثومي من عيار 24" كما شاركت في حفلة تكريم محمد عبد الوهاب حيث غنت دويتو قيس وليلى مع وديع الصافي بإحساس قلّ نظيره، الذي غنتها أسمهان في الأصل مع عبد الوهاب ويعتبر أهم دويتو في العالم العربي حسب كبار الموسيقيين.
ربى الجمال مطربة سورية رحلت عنّا في 10 نيسان من العام 2005، وهي بالنسبة لي كما لكثيرين من الضليعين في الغناء الطربي وعلم الأصوات، صاحبة صوت ضاهى بقدراته الهائلة أهم صوتين قي القرن الماضي، أم كلثوم وأسمهان. كان لديها قدرة استثنائية على الإرتجال والدقة في الأداء والانسجام المطلق حينما تغني لتنقل المستمعين إلى حالة من السلطنة قلّ نظيرها. وصاحبة الصوت والأداء الأسطوري لم تكن على استعداد لتقديم اي تنازلات في مشوارها الفني، فحملت راية الغناء الأصيل في زمن الإنحدار الفني.
وفاة رُبى الجمال
نهاية ربى الجمال كانت مأساة كبيرة تعود أسبابها إلى آخر أمسية لها في فندق إيبلا الشام في الثالث عشر من شهر آذار 2005، فبعد بدء الحفل لاحظ الحضور الفارق الكبير بين أداء المطربة وأداء الفرقة الموسيقية وقد بدا جليا كيف كانت تعطي إشارات عديدة للفرقة لكي تواكب أداءها التطريبي وخروجها بمهارة تامة عن اللحن الأصلي لكن الفرقة لم تستطع مجاراتها وهذا ما جعلها تقول بعد أن توقفت فجأة في ثالث أغنية عن الغناء "كل ما بدي سلطن بيطيرولي السلطنة، ما عاد فيني اتحمل، من البروفات قلتلهن!"، فاستقبلها الحضور بالتصفيق الحاد، ولكن الذي حدث في النهاية كان أشد مرارة عندما غاذر أحد العازفين الحفل أثناء غنائها من دون أن يمنعه أحد أو حتى مدير الفرقة، وهذا ما اعتبرته الراحلة قلّة احترام لفنها ما جعلها تتوقف عن الغناء في تلك الحفلة.
وقد كان هذا كفيلاً بأن يجعلها تصاب بنوبة هستيرية، خاصة أنه كان شاع بأن لديها حساسية مفرطة وتتناول المهدئات لأسباب خاصة أبرزها مرتبط بزواج فاشل كان ثمرته إبنها الوحيد رامي.وقد ساءت حالتها في الفترة التي تلت الحفل وأصيبت بجلطة دماغية بسبب حالة الاكتئاب التي لازمتها، وفي مستشفى دوما لفظت أنفاسها الأخيرة في العاشر من شهر نيسان 2005.يذكر في هذا الإطار أنه لم يتواجد في تشييعها أكثر من عشرين شخصاً وقد يعود السبب لورقة النعي التي دوّن عليها اسمها الحقيقي "زوفيناز قرَبتيان".
يتذكر الصحافي الياس سحاب، شقيق المايسترو سليم سحاب والمؤرخ فيكتور سحاب، هذه الأمسية الإستثنائية ويقول: "عندما استهلت مطلع «إفرح يا قلبي» ذهل الجمهور الحاضر (حوالى 1500 شخص) وأتذكر كيف سيطر صوتها على القاعة والحضور بل إنّ أخي سليم كان على شفير البكاء من شدّة التأثر وأذكر أن أمجد العطافي صاحب الصوت الأبرز في كورال الفرقة الذي كان يتوّلى الغناء المنفرد، قال له:يا مايسترو كلنا لازم نعمل كورال وراء الصوت الرائع ده". أذهلت ربى الجمال في هذه الأمسية الحضور بأدائها وتم منحها كتاب شكر وتقدير من المؤتمر.
وقال عنها الناقد الموسيقي صميم الشريف بالحرف الواحد إنها (صوت خارق لم يسمع مثيلا له منذ خمسين سنة) وأعلن الموسيقار محمد سلطان عام 1995 أنها "إذا قبلت أن تبقى في القاهرة لعام واحد فسيجعل منها أهم مطربة في عصرها". قام بالتلحين لأغانيها مجموعة من الملحنين منهم) (سعيد قطب، فاروق الشرنوبي، نجيب السراج، صفوان بهلوان، أحمد السنباطي، رياض البندك، وديع الصافي، أمير مجيد، عماد توفيق)
شاركت في احياء مهرجان قرطاج بتونس سنة 1998 وأشادت بها الصحافة التونسية واصفة صوتها بـ "الصوت الكلثومي من عيار 24" كما شاركت في حفلة تكريم محمد عبد الوهاب حيث غنت دويتو قيس وليلى مع وديع الصافي بإحساس قلّ نظيره، الذي غنتها أسمهان في الأصل مع عبد الوهاب ويعتبر أهم دويتو في العالم العربي حسب كبار الموسيقيين.
ربى الجمال مطربة سورية رحلت عنّا في 10 نيسان من العام 2005، وهي بالنسبة لي كما لكثيرين من الضليعين في الغناء الطربي وعلم الأصوات، صاحبة صوت ضاهى بقدراته الهائلة أهم صوتين قي القرن الماضي، أم كلثوم وأسمهان. كان لديها قدرة استثنائية على الإرتجال والدقة في الأداء والانسجام المطلق حينما تغني لتنقل المستمعين إلى حالة من السلطنة قلّ نظيرها. وصاحبة الصوت والأداء الأسطوري لم تكن على استعداد لتقديم اي تنازلات في مشوارها الفني، فحملت راية الغناء الأصيل في زمن الإنحدار الفني.
وفاة رُبى الجمال
نهاية ربى الجمال كانت مأساة كبيرة تعود أسبابها إلى آخر أمسية لها في فندق إيبلا الشام في الثالث عشر من شهر آذار 2005، فبعد بدء الحفل لاحظ الحضور الفارق الكبير بين أداء المطربة وأداء الفرقة الموسيقية وقد بدا جليا كيف كانت تعطي إشارات عديدة للفرقة لكي تواكب أداءها التطريبي وخروجها بمهارة تامة عن اللحن الأصلي لكن الفرقة لم تستطع مجاراتها وهذا ما جعلها تقول بعد أن توقفت فجأة في ثالث أغنية عن الغناء "كل ما بدي سلطن بيطيرولي السلطنة، ما عاد فيني اتحمل، من البروفات قلتلهن!"، فاستقبلها الحضور بالتصفيق الحاد، ولكن الذي حدث في النهاية كان أشد مرارة عندما غاذر أحد العازفين الحفل أثناء غنائها من دون أن يمنعه أحد أو حتى مدير الفرقة، وهذا ما اعتبرته الراحلة قلّة احترام لفنها ما جعلها تتوقف عن الغناء في تلك الحفلة.
وقد كان هذا كفيلاً بأن يجعلها تصاب بنوبة هستيرية، خاصة أنه كان شاع بأن لديها حساسية مفرطة وتتناول المهدئات لأسباب خاصة أبرزها مرتبط بزواج فاشل كان ثمرته إبنها الوحيد رامي.وقد ساءت حالتها في الفترة التي تلت الحفل وأصيبت بجلطة دماغية بسبب حالة الاكتئاب التي لازمتها، وفي مستشفى دوما لفظت أنفاسها الأخيرة في العاشر من شهر نيسان 2005.يذكر في هذا الإطار أنه لم يتواجد في تشييعها أكثر من عشرين شخصاً وقد يعود السبب لورقة النعي التي دوّن عليها اسمها الحقيقي "زوفيناز قرَبتيان".
Comment