قدت سيارتي لمدة عام دون رخصة والحجاب أمر شخصي بيني وبين ربي
شقيقي شجعني لدخول مجال الاعلام و الفن
بدأت ميساء العمودي في القناة الأولى في التلفزيون السعودي ، ثم انتقلت إلى "ام بي سي" لتحط أخيرا في قناة "الآن" حيث تقدم برنامج "اليوم" . ورغم أن دراستها الأساسية هي إدارة الأعمال وليس الإعلام فهي تعتبر أن مهنة الإعلام هواية أكثر منه دراسة . ولا تحب كلمة "مذيعه" فهي لاتذيع ما تقدمه بل لتعد وتقدم مادتها لذلك تفضل أن يقال انها "صحافية" فالصحافة كلمه شاملة . وتاليا حوار موسع مع ميساء العمودي:
كيف كانت بدايتك مع الإعلام؟
بدأت مع التلفزيون السعودي -القناة الاولى ثم انتقلت الى مركز تلفزيون الشرق الاوسط واخيرا قناة "الان" . ودخلت هذاالمجال رغبة وحبا مني لهذه المهنه التي كنت قد قررت منذ ان كنت في الثالثة عشر من ان اعمل بها ..واذا كنت ستسأليني كبقية الصحفيين للأسف عن علاقة تخصصي الدراسي وهو إدارة الأعمال وتحديدا المحاسبة بالعمل الإعلامي فالاسباب مختلفه ..عدا عن ان مجال الاعلام لم يكن موجودا في جامعات الفتيات في المملكة . ومن رأي أن مهنة الاعلام ايضا هوايه ورغبه أكثر منها دراسه ..لي صديقة سعودية درست إعلام في الشارقه ،وهي الان لا ترغب العمل في هذا المجال بكل اشكاله لأنها صدمت من طبيعة عمله الشاقة بعد تخرجها. إضافة إلى أن بعض المذيعات العربيات واللاتي لديهن جامعات متخصصه في المجال يعملن في الإعلام دون دراسته ..وعلى سبيل المثال هناك كثير من الممثلين العرب التقيت بهم وعرفت أثناء اعدادي للقاء أنهم أيضا دخلوا مجالا غير مجالهم مثل دريد لحام الذي درس العلوم الفيزيائية والكيميائية ، وبل امتهن التدرّيس ..فالفن والاعلام مجالات شامله لا تهتم لتخصصك ولا تأتي بالدراسه فقط.
ماذا عن انتقالك لقناة "الآن"؟
انتقالي لقناة "الآ"ن جاء بعد دراسه مطوله نظرا لان الهدف الرئيسي الذي قدمت له هو ان اتعلم واستفيد واعود لبلدي بخبرة اضافيه ..ورغم أن عرض "الآن" جاء منذ الأشهر الأولي لقدومي إلى دبي بعد ان التقيت رئيسة التحرير نسرين صادق في مؤتمر للإعلاميات في الأردن 2007 إلا أنني لم اخذ الخطوة إلا بعد أن شعرت اني حصلت على خبرة جيده إلى حد ما في" ام بي سي" خصوصا عندما شعرت ان وضع التطور والتعلم قد توقف او تباطأ نتيجة الضغط الذي شهدناه في المرحله الأخيرة مع كثافة البرامج المباشرة ودخول طاقات جديدة للعمل ما جعل الأمر يشعرك انك تعمل وتعمل ولا تعمل ولاتتعلم .
هل تستطيع ميساء العمودي طرح قضايا جريئة تخص المرأة السعودية كقيادة السيارات والمحرم وغيرها من الأمور في برنامجها؟
انت تتحدثن عن امرين تحديدا (قيادة المرأة للسيارة ..والمحرم ) وهذان الامران تحديدا من أبرز ما يشغل بالي . واركز عليه. وكنت فعلا قد ناقشت فيه أشخاصا مختلفين على الهواء ولكن بطريقة حيادية تظهر آراءهم ووجهة نظرهم التي اقتنع الى حد ما بها. كما وكنت أيضا قد شاركت برأي بعد ان طلب مني فريق إعداد برنامج على " نيو تي في" مع الاستاذ طوني خليفه وتحديدا عن سبب خروجي وحياتي خارج السعودية وكنت وبكل شفافية قد علقت تحديدا عن هذين الأمرين..وأنا أعلم تماما أنها أمور نتجت عن عرف وتقاليد. خصوصا فيما يتعلق بقيادة السيارة وأنا اعلم ان هناك كثر من ينتقدون حديثي هذا لكن كل ما اطمح ان اراه يوما هو ان ارى الناس في بلدي يتركوا للاخرين الحرية . ويبتعدون عن انتقادات بعضهم البعض ..فمعظم الأمور التي نواجهها خصوصا نحن الفتيات هي نتاج كلام الوسط المنافق الذي يحرم علينا حتى شرب الماء لو استطاع ..وكل من كانت تحرم وتحرض امي مثلا على عملي هاهي اليوم تسألها ان اساعد ابنتها للالتحاق بي وصدقيني كل ما افعله دائما هو اني اتمنى الخير للجميع ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح
لماذا نجد ان المذيعات السعوديات يعشن خارج السعودية . هل هو بحث عن تنفس وحرية وهل لازالت التقاليد والعادات والعباءة التي تقيد المرأة السعودية لذلك يهربن المذيعات إلى بيروت ودبي؟.
العباءة لا تقيد المرأة السعودية ابدا ولا تشكل اي عبء. هي زي تقليدي كالزي التقليدي الليبي أو السوداني أو الموريتاني .وهنا في الإمارات لا تتخلى الفتيات في معظم الأحيان عن العباءة. وأنا أيضا ارتدي عباءتي بين الحين والآخر. وعندما تعتادين عليها تجدين أنك تتابعين الموضه لإختيار الأحدث وهذا ما آراه حتى في الأجانب "الخواجات" اللاتي ترتديها مرة ..لكن العمل الإعلامي في السعودية فعلا صعب .فبدلا من ان تشغل بالك بالمواضيع والمواد التي يجب أن تقدمها تنشغل بأمور المواصلات . كيف سأذهب غدا للعمل؟ وكيف سأرد على من يحاول التقليل من اهمية مهنتي؟ وكيف اتفادى نظرات الناس من حولي؟ وكيف اقنع اهلي الخ..وربما من أكثر ما يزعجني عندما ارى صديقاتي من جنسيات اخرى كيف يُقدرن من قبل اهاليهن ومجتمعهن لعملهن في الإعلام أما نحن السعوديات ففي الاعلام وفي مجالات اخرى كثيرة نواجه النقد والنظرات وحتى الشتائم والشكوك في بعض الأحيان.
هل تصدقين بأن وجودي خارج السعودية لا يعيقه أي شئ فلا احد يطلب موافقة ولي الأمر، خصوصا أني تجاوزت الخامسة والعشرين ..لكن ورقة ووثيقه واحده ما تنقصني ولو كان معي لما اضطريت للجوء لأسماء كبيرة بالتدخل في حالتي وهي رخصة القيادة التي تطلبت ثلاث سنوات لاستخراجها أما جاراتنا البحرينيات والكويتيات وغيرهن فلم يواجهن هذه المشكلة وهن اصغر مني سنا ويقدن سيارتهن بكل سهوله . دائما أقول لأصدقائي لو سمحت قيادة السيارة لعدت اليوم قبل الغد لممارسة مهنتي ولا تعرفين مدى امكانية عمل موضوعات جميلة من السعودية وعلى فكرة أمضيت ثلاث سنوات هنا في دبي دون قيادة سيارة بل قدتها لعام دون رخصة قيادة .لكن الحياة تبدو أكثر سلاسة فإن لم استطع القيادة تأتي صديقتي لنذهب سوية أو استقل تاكسي. وهو أمرمرفوض اجتماعيا ،على فكرة فالمجتمع السعودي لا يقبل ان اذهب لعملي مع التاكسي وحدي وإن كنت وحدي أو مع الصديقات فلا يمكن أن تتخيلي كم سيارة ستتبعنا وتضايقنا ..دبي او بيروت ليستا افضل من جده على سبيل المثال. يوجد اشياء كثيرة بل ان هناك الكثير من الأمور التي اشتاق اليها هناك لكن وان عولجت هذه المعوقات فستبقى دبي وبيروت مركزا للاعلام الذي انطلق منها في عالمنا العربي وإن كنت اود التعلم فهنا الطريق الأقصر وليس الاسهل .
هل استطاعت المذيعة السعودية ان تتجاوز نطاق المحلية وتنافس المذيعات اللبنانيات والمصريات؟
اذا نظرت للاستاذه منى أبو سليمان مثلا في برنامج قد لا نستطيع تسمية عضواته بالمقدمات لكن ان نظرت لها وهي تحاور وتناقش وان تمعنت بارائها لوجدت أنها كانت من الأفضل وبروزها لم يكن فقط لأنها سعودية , بل لان العالم لم يكن في ذلك الوقت يدرك ان هناك سعوديات بثقافتها على سبيل المثال..عموما ان كان الاخرون يرون اننا كسعوديات لم نتجاوز نطاق المحلية , وان جنسيتنا هي السبب فدائما اذكر العالم اننا كغيرنا من دول الخليج واليمن وغيرها من الدول العربية لم يتواجد الإعلام ولا التلفزيون ولا الصحافه لم تتواجد في بيوتنا إلا منذ وقت قريب . وبينما لقيت ترحيبا في لبنان ومصر فور وصولها ..قذفت بالأحذيه- اكرمكم الله- في دول اخرى السعوديات لم ينجبن إعلاميات أو صحفيات وحتى لم يجدن في بيوتهن من امتهن المهنة هذه وهذا كفيل بأن نجد صعوبه في المنافسه..
يقال ان المذيعات السعوديات يفرضهن المعلن في البرامج؟
مضحك ما يقال. فماذا تقولين عندما ترين تلك البرامج التي يتشارك فيها المقدم السعودي أو السعودية مع مقدم أو مقدمه من جنسية عربية .. وكأن السعودي أو السعودية لا يستطيعون إدارة برنامج بأكمله ..ان كان المعلن يفرض فعلا هذا الأمر فلماذا هناك مئات السعوديين يعملون خلف الكواليس! يتعلمون ولا يجدون الفرص..بصراحة ومن خلال عملي لم الحظ هذا أبدا .واعرف تماما كيف ظهر زملائي المقدمون والمقدمات على الشاشات وخصوصا فيما يتعلق في "ام بي سي" . واعرف المراحل التي مروا بها ومازال هناك عدد كبير يمر بها.
ما موقف عائلتك من اتجاهك للتقديم؟
اذكر تماما أول مرة سألت أخي المسؤول عني عن رأيه ، فتفاجأ بترددي وخوفي عند السؤال اذ قال لي انها مهنه جيده لطالما كانت في حدود المعقول دون جرح ديني او مبادئي..اما والدي رحمه الله فقد ابدى موافقته عندما اخبرته بالأمر وأنا في الثالثة عشر من عمري. وكان سيدعمني بالتأكيد لو كان موجودا ..وأنا ادرك تماما اقتناع أهلي بأن لا خطأ فيما أفعل. لكن تختلف اراؤهم بين الأمس واليوم بسبب المحيط الظالم الذي لا يرحم..ولا يتمنى التقدم أو النجاح لأحد.