راغب علامة : أنا اشفق على فناني شركة روتانا
29 أيلول 2010 هلا المر - اعد التقرير: وسيم حيدر
هو "السوبر ستار" راغب علامة الذي تمكن من المحافظة على نجوميته طيلة اكثر من 26 عاما. ذكيّ يعلم كيف يخطط لمشاريعه فهو الاول والناجح دائما. نجم بكل معنى الكلمة، هو الفريد من نوعه والذي غزا فنّه كلّ العالم. ويبقى اسمه اكبر من كلّ الالقاب، انّه راغب علامة الذي خصّ "النشرة" بهذه المقابلة وتكلّم بصراحة عن امور يقولها للمرة الاولى.
راغب علامة ما زلت العلامة الفارقة ونجم النجوم الذي لا يهمّه شيء رغم حروب شركات الانتاج والحسّاد الكثر.
اولا ارحّب بكم وانا سعيد برؤيتك لانك صديقة قديمة وعزيزة، وثانيا ليس صحيحا انه لا بهمني شيء فانا يهمني كل شيء، ولكن الذين لا يهموني هم الذين "يخبصون خارج الصحن" بينما داخل هذا الصحن يهمني كل شيء. وانا اعرف اين اركّز واين اعمل وكيف اردّ وكيف اتكلّم ومتى اصدر واقوم بكل حساباتي ويهمني كافة التفاصيل الا "التخبيص خارج الصحن" الذي يحدث والذي خرب الدنيا، ابقى بعيدا عنه وعن هذه الضجة "البلا طعمة".
كم ساعدك ذكاؤك لكي تبقى انت نجم النجوم؟
لا اعرف اذا كان هذا ذكاء او هدوء او "اجرين عالارض" ولكن لا شكّ ان امشي بخطى ثابتة ومحسوبة اعرف ما الذي اريده وما الذي يريده جمهوري، اعرف كيف احمل المسؤوليات وكيف اوزّع المسؤوليات على كل انسان واعرف كيف اتّخذ القرارات.
راغب سيصدر لك البوم قريبا فيه الكثير من المفاجآت والاهم هو الديو مع شاكيرا. انت قلت انك حوربت كثيرا بسبب هذا الديو لماذا وكيف؟
لقد رأيتم التصريحات الاعلامية الكثيرة ضدّي وبالتأكيد هي ليست بلا سبب. هي بلا سبب علنا، انما السبب هو النجاحات التي نحققها والخطوات التي نقوم بها عمليا. والديو حصل بطلب من الشركتين وقاموا بالعمل عليه بهدوء وبشكل محترم جدا من جهتنا ومن جهتهم. وبدأت الرسائل تصل الى الخارج لتقول الغوا الديو ونحن ندفع.
من الذي ارسل هذه الرسائل؟
لا احبّ ان اذكر، انتم تعلمون وكل الناس تعلم. افضّل ان ابقى محترما حين اتكلّم ولكن بنفس الوقت افضّل ان اضع النقاط على الحروف دون ان اسمّي فلانا وفلانا. وفي كل الاحوال الديو تسرّب وحقّق نجاحا بالتسريب وقبل ان يصدر رسميا والاغنية "ما حدا قادر يهديها" في حين كنا قررنا ان تصدر بوقتها وضمن الالبوم. وبالنهاية النجاح هو المطلوب والحمدلله ردّة فعل الناس ظاهرة وحققنا نجاحات كثيرة، ومنها هذا الديو المهم مع الفنانة الاشهر والالذّ في العالم وهذا رأيي بها وانا من المعجبين بها.
هل التقيتما سويّا ام تم تسجيل الديو عبر شركات الانتاج فقط؟
الشركات هي التي اتفقت، هي سجلت حيث هي وانا سجّلت حيث انا. هم قاموا باساسات الاغنية واكملنا "ديكور" الاغنية اذا امكن القول وقد توافق الطرفان على ما قمنا به ونال القبول والموافقة وجرى التعامل بطريقة سلسة جدا من دون اي مشاكل او عوائق.
وماذا بعد شاكيرا؟ اذا كنت قد وصلت الى ديو مع شاكيرا ما هو المشروع الاكبر الذي يمكن ان تقوم به؟
الديو مع شاكيرا لا يعني انه وصلت الى مكان لا يمكن ان نقوم بامر مهمّ بعده بل وصلنا الى مكان جميل جدا وهي أطلّت على الناس بشكل مختلف وانا أطللت على الناس بشكل مختلف علما انه ليس هدفي (target) ابدا وعلى الاطلاق العالمية. فالاغنية لا تستهدف العالمية انما تستهدف الجمهور العربي وانا غنّيت باللغة العربية وهي موجهة للعالم العربي وليس للاجانب.
وهذه امور مهمة جدا لاقولها فلست انا من هؤلاء الذين يقولون انهم صاروا عالميين لانهم غنّوا وهذا امر غير صحيح. عالميتي هي بين العرب في العالم العربي والعرب الموجودين في الاغتراب انما ليس هدفي هو الجمهور الاميركي والفرنسي والانكليزي. هناك الكثير من الامور التي يمكن القيام بها ربما مع مغنية جديدة او انا اتبنى مغنية جديدة واغني معها او اتبنى مجموعة شباب اغني معهم، فهناك افكار كثيرة والحياة لا تنتهي.
شركة Backstage التي يملكها خضر علامة، هل انت شريك فيها ايضا؟
هي ليست لخضر علامة، خضر هو مدير فيها. هي لمجموعة شركاء (silent partners) لا يحبون الاعلان عن اسمائهم ولا يهمه الشهرة.
كان هناك في البداية مشكلة في انتاج الاغنية الديو مع وشاكيرا، وبعدها تبنّت Backstage الاغنية؟
كلا لم يكن هناك اي مشكلة في الانتاج فشركتي Backstage وSony عملتا معا لانتاج الاغنية.
هل ستتعاقد شركة Backstage مع فنانين آخرين ام انها ستكمل معك فقط؟
اكيد سيأخذون غير فنانين فيما بعد، والشركة طبعا تتكلم عن نفسها. ولكن الشركة نجحت منذ اوّل عمل وكان محور تأسيسها تبني اعمالي وحفظ حقوقي وهذا هو اتفاقي معهم. لكن شركة Backstage انا قريب منها صحيح انما لها شخصيتها المعنوية والقانونية وبصراحة انا ليس لديّ قرار فيها انما خضر صاحب القرار ومجلس الادارة لديه القرار.
بالحديث عن شركات الانتاج، هناك امر لا يمكن ان نغضّ النظر عنه وهو ان سالم الهندي اتّهمك بالغدر. نحن نعرف من هو راغب علامة، وفي ردّك في "الشبكة" قلت ان الامير الوليد بن طلال هو الذي يجب ان يردّ على سالم الهندي ، كيف كانت ردّة الفعل؟
لا يعني لي. انا اقرأ المجلات ولكني لا انجرّ الى سجال متدني المستوى، وربما كان المطلوب ان انجرّ الى مستوى من الكلام لا يليق بي وهذا ما يريدونه هم، لذلك انا تركت صاحب الشأن صاحب الشركة ان يردّ عليه ويؤدّبه.
فمن الخطأ ان يتهجّم مدير شركة على فنّان لانه لم يتمكن من ضمّه الى الشركة. وانت لم تتمكّن من ضمّي ليس لانني املك شيئا ضدّكم بل لانني رجل مبادئ ومبدئي سهل جدا والذي يعرف ان يتماشى مع مبدئي "بياخد عيوني"، ولكن "الانسان يللي ما بيقدر يطالك" ينطبق عليه مثل "الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة". وانا لن اردّ ولن اتدنى الى مستوى السجال معه او غيره.
حتى انني كنت في المكتب وقلت للموظفين اذا كان احد من الموظّفين يريد ان يردّ عليه فليردّ فقالوا جميعا "استاذ راغب ما تنزّلنا لهذا المستوى" فان كان الموظفون عندي لا يريدون ان يردّوا فكيف اردّ انا؟!
لاحظنا ان الفنان قبل دخول شركة الانتاج يكون مهما جدا، وبعد تركه شركة الانتاج يرشقوه بالشتائم والاتهامات
هم يضمون الفنانين و"يربّطوهم" ويقولون لهم اسبحوا وهذا حرام وانا اشعر بالتعاطف مع الفنانين في هذه الشركة.
هذا نقد فنّي ويمكن ان انتقد فنيا اي شركة في العالم ولكن النقد الشخصي انا لا علاقة لي به. ربما اكون اليوم مع شركة وغدا قد اختلف مع Backstage على الشروط فاكون مع شركة اخرى ربما "روتانا" او غيرها وليس لدي مشكلة. ولكن بالنهاية نحن نقوم بعمل وعملنا دقيق جدا لانه يصل الى الجمهور مباشرة على الاذاعات والانترنت من دون اذن وهذا امر دقيق ولا يمكن التلاعب به.
انا عملت 25 سنة ليس ليأتي احد ويضيّعهم او "يضحك عليّ بقرشين".
نحن نعلم ان المشكلة كانت مع الاحتكار ولكن نحن لاحظنا ان هيفا مثلا وغيرها من الفنانين تمكنوا من عرض كليباتهم على القنوات المختلفة فهل بدأت سياسة الاحتكار بالزوال؟
هيفا فرضت شروطها بالقوة و"ما استرجوا يقولولها كلمة، برافو عليها".
وايضا يوم تكريمي في حفل "الموريكس دور" اشترطت احدى الشركات الكبرى على فنانيها الذين نالوا الجوائز عدم الحضور لان الشركة اشترطت على منظمي "موريكس دور" ان يحذفوا اسمي من التكريم كي تسمح لفنانيها بالحضور، ورفض الطبيبين حلو الامر وقالا انهما يرغبان منذ مدة بتكريم راغب علامة ولكن كان هناك مشكلة مع الـ"LBC" التي كانت تشترط عدم اعطاء الجائزة لراغب وعندما ارادت الـ"LBC" ان تبني علاقة جيدة مع راغب تأتي الشركة لتمنعه فرفضا الامر، ومنعت الشركة فنانيها والوحيدة التي ضربت كلام الشركة بعرض الحائط هي هيفا وقالت لهم "روحوا والعبوا غير لعبة".
اريد ان اسألك هل هناك معزّة بينك وبين هيفا كي تجتمعا دائما في الحفلات ام انك تحبّ نجومية هيفا وجمهور هيفا؟
هناك معزّة خاصة وهيفا "بتلبق معي بالحفلة".
ما الذي تعنيه؟
جمهوري يحب هيفا، والجمهور الذي يحب هيفا يحبّ راغب. صدّقيني نحن نلاحظها.
هذا بعكس جمهوري راغب علامة وعمرو دياب. لماذا؟
والله انا لا احبّ هذا الشيء ومن جهتي ادعو جمهوري ان يعتبروا عمرو دياب وكأنه راغب علامة هذه دعوة مني لجمهوري عبركم. وهذا ليس امرا جيدا لا بالنسبة لي ولا لعمرو لان التهجمات تتطور وتصبح بعدها لبناني وغير لبناني وهكذا وانا لا احبّ هذا الشيء.
ربما هم فهموا كلامك بطريقة خاطئة انك قلت ان تامر حسني نجح في التمثيل وعمرو دياب فشل رغم انك لم تقل كلمة فشل.
انا لم اقل فشل وربما هم يحوّرون الكلام لكي يحدثوا سجال. انا احبّ تامر حسني في التمثيل، ولم اشاهد عمرو دياب في التمثيل لان اللقطات لم تشدّني لكي اشاهده انما تامر وجدته "مهضوما كثيرا" وتناسبه الكاميرا في التمثيل.
وفي الغناء هل تحبّ تامر حسني
هما يشبهان بعضهما في الغناء ولكن تامر يمتاز عن عمرو دياب بانه يلحّن ويكتب فهو صانع اغنية أكثر.
هل تجد ان نجومية عمرو دياب هبطت؟
لا علاقة لي بالتصنيف في هذاالموضوع.
نحن الجمهور والصحافة نعتبر ان تكريمك في "الموريكس دور" جاء متأخرا جدا بعد كل الالبومات الناجحة والاغاني التي قدمتها
كان من المفروض ان اكرّم منذ السنة الاولى ولكن الـLBC التي كانت ترعى الحفل كانت ترفض الامر.
ولكن اذا كانت الـLBC رفضت تكريمك فهل كانت الجوائز منصفة برأيك؟
لم يكن لديهم خيار آخر غير واضطروا ان يرضخوا للشروط لكي يقيموا المشروع ودائما في الحياة هناك تسوية وهم قاموا بتسوية. وكنت التقي بالمنظمين دائما في المطار ويقولون لي انهم يحاولون تقريب وجهات النظر وانا لم يكن لدي اي مشكلة مع الـLBC انما الـLBC كان لديها مشكلة معي، وانا طوال عمري كان لدي موقف بانني لكل الناس ولن اكون لمحطة دون اخرى او لاذاعة دون اخرى او لصحيفة دون اخرى، الشركة تأخذ الالبوم وتبيعه انما انا كفنان ملك لكلّ الناس.
من الذي صالحك مع الـLBC؟
طوني قهوجي اتصل بي وقال نريد ان نجتمع وسالني ما الذي اريده وقلت انا انه ليس لدي شروط انما انتم من كنتم تضعون الشروط وشرطي الوحيد هو ان لا تضعوا عليّ اي شرط فقال ان هذا الامر محلول واتفقنا لا اكثر ولا اقلّ.
هل يمكن ان يكون العائق من قبل هو سيمون اسمر؟
لم اسأله ما الذي كان العائق، انما لا لأنه وفي اول حلقة من "ستديو الفن" طلب سيمون اسمر ان اكون انا الضيف في اول حلقة.
من كان يحارب راغب علامة في الــLBC اذا؟
والله لا اعرف، ولم اكن اسأل كنت دائما اطلب بعلاقة يسودها الاحترام والشفافية وهكذا اصبحت اليوم العلاقة ممتازة معهم من دون شروط ومشاكل.
انت حزت على اهم تكريم من الرئيس التونسي، بنيل الوسام الذي لم ينله قبلك سوى فيروز وعبد الوهاب ونجيب محفوظ، كيف تمكّنت من الحصول على الوسام وكيف كانت عودتك الى قرطاج بعد غياب طويل؟
كان هناك شركة تقرر من يشارك على مسرح "قرطاج"، وصدر قرار تونسي على ما يبدو لان الشركة اشركت فنانين على مسرح قرطاج دون المستوى و"رجعت قرطاج لاهلها". عندما طلبوني قلت لهم انه شرف لي وبعد 9 سنين وجدت استقبالا من الجمهور غير عادي فانا كنت مبعدا عن قرطاج في هذه السنوات.
سيادة الرئيس التونسي منحني الوسام دون ان اعرف، وانا كنت في باريس فتلقيت اتصالا من صحافية صديقة لتقول لي ان السفارة التونسية تريد الاتصال بي. فاتصلت بالسفارة وقالوا لي "مبروك سيادة الرئيس قرر منحك وسام الاستحقاق الثقافي". وكنت سعيدا جدا اولا لمعنى الوسام الذي لا ثمن له فهناك الكثير من الجوائز التي تشرى وتباع، انما الرئيس رأى شعبه سعيدا وجسور التواصل بين بلدينا.
والرئيس التونسي "سمّيع ومذوق" ومن يعرف مسيرة حياته يعرف انه انسان حقيقي بكل معنى الكلمة ومسؤول حقيقي، احببت الطريقة دون ان اعرف من قبل ولم يطلب احد مالا او حفلة مقابل التكريم . الرئيس ارتأى ان يمنحني وهو في مكتبة لوحده ويرسل الوسام ويسلموه لي في السفارة التونسية. انا قدّرت جدا هذا الوسام وزادت مكانة تونس الكبيرة جدا في قلبي وزادها باحترام ومحبة اكبر واحسست فعلا بتقدير كبير.
هل كرّمك رئيس جمهورية لبنان؟
تونس ولبنان يختلفان في هذا الموضوع. لبنان عنده مشاكله وانا اعرف فخامة الرئيس معرفة شخصية واحترمه واقدّره، وانا كرمت في لبنان من قبل وزارة الثقافة عام 1992 او 1993 مع الاستاذ وديع الصافي. كرمني لبنان نعم ليس رئيس الجمهورية لان الوضع السياسي فيه مختلف فهو اذا اراد تكريم فنان يجب ان يكرّم 3 آخرين من غير طوائف (ضاحكا).
اخبرنا قليلا عن الالبوم الجديد
تعاملت فيه مع الكثير من الشباب وفيه احمد ماضي، وليد المسيح، داني حلو، ناصر الاسعد، باسم يحيى من لبنان. صوّرت "سنين رايحة وسنين جاية" اغنية جميلة جدا انا لحّنتها. نعم نسيت ان اذكر ان راغب علامة من بين الملحنين (ضاحكا).
ما الخبر الجديد الذي تريد ان تخبره لنا في "النشرة"؟
كان لي شرف الوقوف امام جلالة الملك عبدالله ملك الاردن وملكة الانسانية الملكة رانيا في حفل عيد ميلادها، وكنت مدعوا بشكل شخصي وكان من بين المدعوين معي ماجدة الرومي واليسا ليس كفنانين انما كانت الدعوة كأصدقاء.
وكان لي شرف الوقوف امام جلالة الملك واغنّي لها امام كل هذا الحشد في هذه الحفلة الجميلة في "وادي رم" والتي اقامتها بهدف توجيه الانظار الى الوجهة السياحية للاردن، والمهم ايضا انهم طلبوا عدم ارسال الهدايا بل التبرّع لصالح جمعيات خيرية بدل الهدايا.
هذه الوقفة الكريمة لجلالة الملك وجلالة الملكة لا يمكن ان نقف امامها الا باحترام واجلال على المواقف الانسانية الكريمة، خصوصا ان الملكة رانيا اعطت انطباعا رائعا عن المرأة العربية بعد كل المحاولات الغربية لتكسير صورة المرأة العربية واظهارها كانها لا تفعل شيئا سوى ارتداء الحجاب.
وهذا ليس الواقع بل المرأة عندنا يمكن ان تحقق الانجازات سواء بحجاب او بلا حجاب وهذه قناعتها الشخصية، وانا اوجّه للملكة رانيا تحية اجلال لما تقدمه للانسان للطفل للمرأة في مجتمعنا وللصورة الجميلة البراقة التي تعطيها عن المرأة في الخارج.
بصفتك سفير الامم المتحدة لشؤون تغيّر المناخ، ما المشروع القادم الذي تحضّر له؟
نحن دورنا توعية وتسليط الضوء على الخطر المحدق الذي يصيب البيئة في العالم نتيجة اسباب كثيرة واهمها السياسات الاقتصادية والصناعية التي تحصل والتي تخرّب البيئة. انا موقعي ولانني في لبنان احاول توعية الطلاب في محاضرات كثيرة ومن خلال الاعمال وحقيقة تحقّق انجاز رأيناه من خلال تجاوب الناس ورأينا تجاوبا اكبر لوزارة البيئة من قبل، لا سيما ان الوزير نشيط وونسّق معه من وقت لآخر في امور كثيرة.
ولكن المشكلة في لبنان ان السياسة هي اللعنة فكيف يمكن ان تنتحدث مع رئيس او وزير في ظل الخلافات السياسية التي تجعل البيئة آخر اهتمامات السياسيين، وفي تأليف الحكومة آخر موضوع يتحدثون عنه هو وزير البيئة. وهم ينسون ان بلدنا صنع اسمه بسبب مناخه وطبعا شعبه، انما الشعب وحده لا يكفي اذا لم يكن هناك مناخ من بحر وشجر ومياه وهواء وثلج وجبال وكلها تزول ولا تجدين ان هناك توجهات من الدولة لحلّ هذا الموضوع.
هل تجد من يساعدك من المسؤولين والوزارات؟
رئيس الحكومة يريد المساعدة ووزير البيئة يريد المساعدة ولكن المشاكل السياسية طاغية على موضوع البيئة.
هل دورك كسفير المناخ هي خطوة نحو مشروع سياسي؟
انا اذا دخلت يوما في مجال السياسة فالسياسة هي التي ستأخذني ولست انا من سيذهب اليها. عندما يأخذني تيار او جو معين معه.
اي تيّار تتبع او تفضّل؟
التيار يجب ان يكون جديدا فانا لا اتبع اي من التيارات السائدة فانا اجد ان كل هذه التيارات معها حقّ في بعض الامور وتخطئ في بعض الامور، ولو جمعوا كل الايجابيات فيما بينهم لكانوا شكلوا تيارا جميلا جدا.
الا يفرض انتماؤك الطائفي ان تنتمي الى تيار سياسي معين؟
انا وطني يجمعني باخي المواطن وانسانيتي تجمعني باخي الانسان، أما طائفتي فخلقت ولم يسألني احد ولم يأخذ احد رأيي و"ما حدا الو عليّي" ماذا خلقت وكيف اموت وكيف سيصلّون عليّ وكيف اصلّي اذا اردت ان اصلّي.
هذا الامر يعنيني انا وحدي كما يعنيني ماذا ارتدي وانا يجمعني بأخي اللبناني وطني الحقّ العدل الانسانية ، كلنا "عم يسرقونا" فالدولة تأخذ من جميع الطوائف الـTVA دون ان تقدّم شيئا في المقابل. والحرب على لبنان ضدّ كل لبنان وليس طائفة، يكفي كذبا على الناس.
الشباب يسوقوهم بنعرات وهناك القول المعروف بأن "استعمال الدين هو افيون الشعوب" استعماله وليس الدين نفسه لأنّ الدين هو من رب العالمين وعندما ولدنا لم يسألنا احد رأينا ولم نخيّر ويجب ان نحترم ما نحن عليه ولكن في علاقاتنا يجب ان نكون على مستوى الدين الذي اراده الله للحوار بين الناس وهدفه الخير وليس القتل والجمع وليس التفرقة، وهم يستعملون الدين ليفرقوا وليقتلوا بعضهم وليسرقونا ولتدمير مستقبل اطفالنا. فليسمحوا لنا .
هو "السوبر ستار" راغب علامة الذي تمكن من المحافظة على نجوميته طيلة اكثر من 26 عاما. ذكيّ يعلم كيف يخطط لمشاريعه فهو الاول والناجح دائما. نجم بكل معنى الكلمة، هو الفريد من نوعه والذي غزا فنّه كلّ العالم. ويبقى اسمه اكبر من كلّ الالقاب، انّه راغب علامة الذي خصّ "النشرة" بهذه المقابلة وتكلّم بصراحة عن امور يقولها للمرة الاولى.
راغب علامة ما زلت العلامة الفارقة ونجم النجوم الذي لا يهمّه شيء رغم حروب شركات الانتاج والحسّاد الكثر.
اولا ارحّب بكم وانا سعيد برؤيتك لانك صديقة قديمة وعزيزة، وثانيا ليس صحيحا انه لا بهمني شيء فانا يهمني كل شيء، ولكن الذين لا يهموني هم الذين "يخبصون خارج الصحن" بينما داخل هذا الصحن يهمني كل شيء. وانا اعرف اين اركّز واين اعمل وكيف اردّ وكيف اتكلّم ومتى اصدر واقوم بكل حساباتي ويهمني كافة التفاصيل الا "التخبيص خارج الصحن" الذي يحدث والذي خرب الدنيا، ابقى بعيدا عنه وعن هذه الضجة "البلا طعمة".
كم ساعدك ذكاؤك لكي تبقى انت نجم النجوم؟
لا اعرف اذا كان هذا ذكاء او هدوء او "اجرين عالارض" ولكن لا شكّ ان امشي بخطى ثابتة ومحسوبة اعرف ما الذي اريده وما الذي يريده جمهوري، اعرف كيف احمل المسؤوليات وكيف اوزّع المسؤوليات على كل انسان واعرف كيف اتّخذ القرارات.
راغب سيصدر لك البوم قريبا فيه الكثير من المفاجآت والاهم هو الديو مع شاكيرا. انت قلت انك حوربت كثيرا بسبب هذا الديو لماذا وكيف؟
لقد رأيتم التصريحات الاعلامية الكثيرة ضدّي وبالتأكيد هي ليست بلا سبب. هي بلا سبب علنا، انما السبب هو النجاحات التي نحققها والخطوات التي نقوم بها عمليا. والديو حصل بطلب من الشركتين وقاموا بالعمل عليه بهدوء وبشكل محترم جدا من جهتنا ومن جهتهم. وبدأت الرسائل تصل الى الخارج لتقول الغوا الديو ونحن ندفع.
من الذي ارسل هذه الرسائل؟
لا احبّ ان اذكر، انتم تعلمون وكل الناس تعلم. افضّل ان ابقى محترما حين اتكلّم ولكن بنفس الوقت افضّل ان اضع النقاط على الحروف دون ان اسمّي فلانا وفلانا. وفي كل الاحوال الديو تسرّب وحقّق نجاحا بالتسريب وقبل ان يصدر رسميا والاغنية "ما حدا قادر يهديها" في حين كنا قررنا ان تصدر بوقتها وضمن الالبوم. وبالنهاية النجاح هو المطلوب والحمدلله ردّة فعل الناس ظاهرة وحققنا نجاحات كثيرة، ومنها هذا الديو المهم مع الفنانة الاشهر والالذّ في العالم وهذا رأيي بها وانا من المعجبين بها.
هل التقيتما سويّا ام تم تسجيل الديو عبر شركات الانتاج فقط؟
الشركات هي التي اتفقت، هي سجلت حيث هي وانا سجّلت حيث انا. هم قاموا باساسات الاغنية واكملنا "ديكور" الاغنية اذا امكن القول وقد توافق الطرفان على ما قمنا به ونال القبول والموافقة وجرى التعامل بطريقة سلسة جدا من دون اي مشاكل او عوائق.
وماذا بعد شاكيرا؟ اذا كنت قد وصلت الى ديو مع شاكيرا ما هو المشروع الاكبر الذي يمكن ان تقوم به؟
الديو مع شاكيرا لا يعني انه وصلت الى مكان لا يمكن ان نقوم بامر مهمّ بعده بل وصلنا الى مكان جميل جدا وهي أطلّت على الناس بشكل مختلف وانا أطللت على الناس بشكل مختلف علما انه ليس هدفي (target) ابدا وعلى الاطلاق العالمية. فالاغنية لا تستهدف العالمية انما تستهدف الجمهور العربي وانا غنّيت باللغة العربية وهي موجهة للعالم العربي وليس للاجانب.
وهذه امور مهمة جدا لاقولها فلست انا من هؤلاء الذين يقولون انهم صاروا عالميين لانهم غنّوا وهذا امر غير صحيح. عالميتي هي بين العرب في العالم العربي والعرب الموجودين في الاغتراب انما ليس هدفي هو الجمهور الاميركي والفرنسي والانكليزي. هناك الكثير من الامور التي يمكن القيام بها ربما مع مغنية جديدة او انا اتبنى مغنية جديدة واغني معها او اتبنى مجموعة شباب اغني معهم، فهناك افكار كثيرة والحياة لا تنتهي.
شركة Backstage التي يملكها خضر علامة، هل انت شريك فيها ايضا؟
هي ليست لخضر علامة، خضر هو مدير فيها. هي لمجموعة شركاء (silent partners) لا يحبون الاعلان عن اسمائهم ولا يهمه الشهرة.
كان هناك في البداية مشكلة في انتاج الاغنية الديو مع وشاكيرا، وبعدها تبنّت Backstage الاغنية؟
كلا لم يكن هناك اي مشكلة في الانتاج فشركتي Backstage وSony عملتا معا لانتاج الاغنية.
هل ستتعاقد شركة Backstage مع فنانين آخرين ام انها ستكمل معك فقط؟
اكيد سيأخذون غير فنانين فيما بعد، والشركة طبعا تتكلم عن نفسها. ولكن الشركة نجحت منذ اوّل عمل وكان محور تأسيسها تبني اعمالي وحفظ حقوقي وهذا هو اتفاقي معهم. لكن شركة Backstage انا قريب منها صحيح انما لها شخصيتها المعنوية والقانونية وبصراحة انا ليس لديّ قرار فيها انما خضر صاحب القرار ومجلس الادارة لديه القرار.
بالحديث عن شركات الانتاج، هناك امر لا يمكن ان نغضّ النظر عنه وهو ان سالم الهندي اتّهمك بالغدر. نحن نعرف من هو راغب علامة، وفي ردّك في "الشبكة" قلت ان الامير الوليد بن طلال هو الذي يجب ان يردّ على سالم الهندي ، كيف كانت ردّة الفعل؟
لا يعني لي. انا اقرأ المجلات ولكني لا انجرّ الى سجال متدني المستوى، وربما كان المطلوب ان انجرّ الى مستوى من الكلام لا يليق بي وهذا ما يريدونه هم، لذلك انا تركت صاحب الشأن صاحب الشركة ان يردّ عليه ويؤدّبه.
فمن الخطأ ان يتهجّم مدير شركة على فنّان لانه لم يتمكن من ضمّه الى الشركة. وانت لم تتمكّن من ضمّي ليس لانني املك شيئا ضدّكم بل لانني رجل مبادئ ومبدئي سهل جدا والذي يعرف ان يتماشى مع مبدئي "بياخد عيوني"، ولكن "الانسان يللي ما بيقدر يطالك" ينطبق عليه مثل "الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة". وانا لن اردّ ولن اتدنى الى مستوى السجال معه او غيره.
حتى انني كنت في المكتب وقلت للموظفين اذا كان احد من الموظّفين يريد ان يردّ عليه فليردّ فقالوا جميعا "استاذ راغب ما تنزّلنا لهذا المستوى" فان كان الموظفون عندي لا يريدون ان يردّوا فكيف اردّ انا؟!
لاحظنا ان الفنان قبل دخول شركة الانتاج يكون مهما جدا، وبعد تركه شركة الانتاج يرشقوه بالشتائم والاتهامات
هم يضمون الفنانين و"يربّطوهم" ويقولون لهم اسبحوا وهذا حرام وانا اشعر بالتعاطف مع الفنانين في هذه الشركة.
هذا نقد فنّي ويمكن ان انتقد فنيا اي شركة في العالم ولكن النقد الشخصي انا لا علاقة لي به. ربما اكون اليوم مع شركة وغدا قد اختلف مع Backstage على الشروط فاكون مع شركة اخرى ربما "روتانا" او غيرها وليس لدي مشكلة. ولكن بالنهاية نحن نقوم بعمل وعملنا دقيق جدا لانه يصل الى الجمهور مباشرة على الاذاعات والانترنت من دون اذن وهذا امر دقيق ولا يمكن التلاعب به.
انا عملت 25 سنة ليس ليأتي احد ويضيّعهم او "يضحك عليّ بقرشين".
نحن نعلم ان المشكلة كانت مع الاحتكار ولكن نحن لاحظنا ان هيفا مثلا وغيرها من الفنانين تمكنوا من عرض كليباتهم على القنوات المختلفة فهل بدأت سياسة الاحتكار بالزوال؟
هيفا فرضت شروطها بالقوة و"ما استرجوا يقولولها كلمة، برافو عليها".
وايضا يوم تكريمي في حفل "الموريكس دور" اشترطت احدى الشركات الكبرى على فنانيها الذين نالوا الجوائز عدم الحضور لان الشركة اشترطت على منظمي "موريكس دور" ان يحذفوا اسمي من التكريم كي تسمح لفنانيها بالحضور، ورفض الطبيبين حلو الامر وقالا انهما يرغبان منذ مدة بتكريم راغب علامة ولكن كان هناك مشكلة مع الـ"LBC" التي كانت تشترط عدم اعطاء الجائزة لراغب وعندما ارادت الـ"LBC" ان تبني علاقة جيدة مع راغب تأتي الشركة لتمنعه فرفضا الامر، ومنعت الشركة فنانيها والوحيدة التي ضربت كلام الشركة بعرض الحائط هي هيفا وقالت لهم "روحوا والعبوا غير لعبة".
اريد ان اسألك هل هناك معزّة بينك وبين هيفا كي تجتمعا دائما في الحفلات ام انك تحبّ نجومية هيفا وجمهور هيفا؟
هناك معزّة خاصة وهيفا "بتلبق معي بالحفلة".
ما الذي تعنيه؟
جمهوري يحب هيفا، والجمهور الذي يحب هيفا يحبّ راغب. صدّقيني نحن نلاحظها.
هذا بعكس جمهوري راغب علامة وعمرو دياب. لماذا؟
والله انا لا احبّ هذا الشيء ومن جهتي ادعو جمهوري ان يعتبروا عمرو دياب وكأنه راغب علامة هذه دعوة مني لجمهوري عبركم. وهذا ليس امرا جيدا لا بالنسبة لي ولا لعمرو لان التهجمات تتطور وتصبح بعدها لبناني وغير لبناني وهكذا وانا لا احبّ هذا الشيء.
ربما هم فهموا كلامك بطريقة خاطئة انك قلت ان تامر حسني نجح في التمثيل وعمرو دياب فشل رغم انك لم تقل كلمة فشل.
انا لم اقل فشل وربما هم يحوّرون الكلام لكي يحدثوا سجال. انا احبّ تامر حسني في التمثيل، ولم اشاهد عمرو دياب في التمثيل لان اللقطات لم تشدّني لكي اشاهده انما تامر وجدته "مهضوما كثيرا" وتناسبه الكاميرا في التمثيل.
وفي الغناء هل تحبّ تامر حسني
هما يشبهان بعضهما في الغناء ولكن تامر يمتاز عن عمرو دياب بانه يلحّن ويكتب فهو صانع اغنية أكثر.
هل تجد ان نجومية عمرو دياب هبطت؟
لا علاقة لي بالتصنيف في هذاالموضوع.
نحن الجمهور والصحافة نعتبر ان تكريمك في "الموريكس دور" جاء متأخرا جدا بعد كل الالبومات الناجحة والاغاني التي قدمتها
كان من المفروض ان اكرّم منذ السنة الاولى ولكن الـLBC التي كانت ترعى الحفل كانت ترفض الامر.
ولكن اذا كانت الـLBC رفضت تكريمك فهل كانت الجوائز منصفة برأيك؟
لم يكن لديهم خيار آخر غير واضطروا ان يرضخوا للشروط لكي يقيموا المشروع ودائما في الحياة هناك تسوية وهم قاموا بتسوية. وكنت التقي بالمنظمين دائما في المطار ويقولون لي انهم يحاولون تقريب وجهات النظر وانا لم يكن لدي اي مشكلة مع الـLBC انما الـLBC كان لديها مشكلة معي، وانا طوال عمري كان لدي موقف بانني لكل الناس ولن اكون لمحطة دون اخرى او لاذاعة دون اخرى او لصحيفة دون اخرى، الشركة تأخذ الالبوم وتبيعه انما انا كفنان ملك لكلّ الناس.
من الذي صالحك مع الـLBC؟
طوني قهوجي اتصل بي وقال نريد ان نجتمع وسالني ما الذي اريده وقلت انا انه ليس لدي شروط انما انتم من كنتم تضعون الشروط وشرطي الوحيد هو ان لا تضعوا عليّ اي شرط فقال ان هذا الامر محلول واتفقنا لا اكثر ولا اقلّ.
هل يمكن ان يكون العائق من قبل هو سيمون اسمر؟
لم اسأله ما الذي كان العائق، انما لا لأنه وفي اول حلقة من "ستديو الفن" طلب سيمون اسمر ان اكون انا الضيف في اول حلقة.
من كان يحارب راغب علامة في الــLBC اذا؟
والله لا اعرف، ولم اكن اسأل كنت دائما اطلب بعلاقة يسودها الاحترام والشفافية وهكذا اصبحت اليوم العلاقة ممتازة معهم من دون شروط ومشاكل.
انت حزت على اهم تكريم من الرئيس التونسي، بنيل الوسام الذي لم ينله قبلك سوى فيروز وعبد الوهاب ونجيب محفوظ، كيف تمكّنت من الحصول على الوسام وكيف كانت عودتك الى قرطاج بعد غياب طويل؟
كان هناك شركة تقرر من يشارك على مسرح "قرطاج"، وصدر قرار تونسي على ما يبدو لان الشركة اشركت فنانين على مسرح قرطاج دون المستوى و"رجعت قرطاج لاهلها". عندما طلبوني قلت لهم انه شرف لي وبعد 9 سنين وجدت استقبالا من الجمهور غير عادي فانا كنت مبعدا عن قرطاج في هذه السنوات.
سيادة الرئيس التونسي منحني الوسام دون ان اعرف، وانا كنت في باريس فتلقيت اتصالا من صحافية صديقة لتقول لي ان السفارة التونسية تريد الاتصال بي. فاتصلت بالسفارة وقالوا لي "مبروك سيادة الرئيس قرر منحك وسام الاستحقاق الثقافي". وكنت سعيدا جدا اولا لمعنى الوسام الذي لا ثمن له فهناك الكثير من الجوائز التي تشرى وتباع، انما الرئيس رأى شعبه سعيدا وجسور التواصل بين بلدينا.
والرئيس التونسي "سمّيع ومذوق" ومن يعرف مسيرة حياته يعرف انه انسان حقيقي بكل معنى الكلمة ومسؤول حقيقي، احببت الطريقة دون ان اعرف من قبل ولم يطلب احد مالا او حفلة مقابل التكريم . الرئيس ارتأى ان يمنحني وهو في مكتبة لوحده ويرسل الوسام ويسلموه لي في السفارة التونسية. انا قدّرت جدا هذا الوسام وزادت مكانة تونس الكبيرة جدا في قلبي وزادها باحترام ومحبة اكبر واحسست فعلا بتقدير كبير.
هل كرّمك رئيس جمهورية لبنان؟
تونس ولبنان يختلفان في هذا الموضوع. لبنان عنده مشاكله وانا اعرف فخامة الرئيس معرفة شخصية واحترمه واقدّره، وانا كرمت في لبنان من قبل وزارة الثقافة عام 1992 او 1993 مع الاستاذ وديع الصافي. كرمني لبنان نعم ليس رئيس الجمهورية لان الوضع السياسي فيه مختلف فهو اذا اراد تكريم فنان يجب ان يكرّم 3 آخرين من غير طوائف (ضاحكا).
اخبرنا قليلا عن الالبوم الجديد
تعاملت فيه مع الكثير من الشباب وفيه احمد ماضي، وليد المسيح، داني حلو، ناصر الاسعد، باسم يحيى من لبنان. صوّرت "سنين رايحة وسنين جاية" اغنية جميلة جدا انا لحّنتها. نعم نسيت ان اذكر ان راغب علامة من بين الملحنين (ضاحكا).
ما الخبر الجديد الذي تريد ان تخبره لنا في "النشرة"؟
كان لي شرف الوقوف امام جلالة الملك عبدالله ملك الاردن وملكة الانسانية الملكة رانيا في حفل عيد ميلادها، وكنت مدعوا بشكل شخصي وكان من بين المدعوين معي ماجدة الرومي واليسا ليس كفنانين انما كانت الدعوة كأصدقاء.
وكان لي شرف الوقوف امام جلالة الملك واغنّي لها امام كل هذا الحشد في هذه الحفلة الجميلة في "وادي رم" والتي اقامتها بهدف توجيه الانظار الى الوجهة السياحية للاردن، والمهم ايضا انهم طلبوا عدم ارسال الهدايا بل التبرّع لصالح جمعيات خيرية بدل الهدايا.
هذه الوقفة الكريمة لجلالة الملك وجلالة الملكة لا يمكن ان نقف امامها الا باحترام واجلال على المواقف الانسانية الكريمة، خصوصا ان الملكة رانيا اعطت انطباعا رائعا عن المرأة العربية بعد كل المحاولات الغربية لتكسير صورة المرأة العربية واظهارها كانها لا تفعل شيئا سوى ارتداء الحجاب.
وهذا ليس الواقع بل المرأة عندنا يمكن ان تحقق الانجازات سواء بحجاب او بلا حجاب وهذه قناعتها الشخصية، وانا اوجّه للملكة رانيا تحية اجلال لما تقدمه للانسان للطفل للمرأة في مجتمعنا وللصورة الجميلة البراقة التي تعطيها عن المرأة في الخارج.
بصفتك سفير الامم المتحدة لشؤون تغيّر المناخ، ما المشروع القادم الذي تحضّر له؟
نحن دورنا توعية وتسليط الضوء على الخطر المحدق الذي يصيب البيئة في العالم نتيجة اسباب كثيرة واهمها السياسات الاقتصادية والصناعية التي تحصل والتي تخرّب البيئة. انا موقعي ولانني في لبنان احاول توعية الطلاب في محاضرات كثيرة ومن خلال الاعمال وحقيقة تحقّق انجاز رأيناه من خلال تجاوب الناس ورأينا تجاوبا اكبر لوزارة البيئة من قبل، لا سيما ان الوزير نشيط وونسّق معه من وقت لآخر في امور كثيرة.
ولكن المشكلة في لبنان ان السياسة هي اللعنة فكيف يمكن ان تنتحدث مع رئيس او وزير في ظل الخلافات السياسية التي تجعل البيئة آخر اهتمامات السياسيين، وفي تأليف الحكومة آخر موضوع يتحدثون عنه هو وزير البيئة. وهم ينسون ان بلدنا صنع اسمه بسبب مناخه وطبعا شعبه، انما الشعب وحده لا يكفي اذا لم يكن هناك مناخ من بحر وشجر ومياه وهواء وثلج وجبال وكلها تزول ولا تجدين ان هناك توجهات من الدولة لحلّ هذا الموضوع.
هل تجد من يساعدك من المسؤولين والوزارات؟
رئيس الحكومة يريد المساعدة ووزير البيئة يريد المساعدة ولكن المشاكل السياسية طاغية على موضوع البيئة.
هل دورك كسفير المناخ هي خطوة نحو مشروع سياسي؟
انا اذا دخلت يوما في مجال السياسة فالسياسة هي التي ستأخذني ولست انا من سيذهب اليها. عندما يأخذني تيار او جو معين معه.
اي تيّار تتبع او تفضّل؟
التيار يجب ان يكون جديدا فانا لا اتبع اي من التيارات السائدة فانا اجد ان كل هذه التيارات معها حقّ في بعض الامور وتخطئ في بعض الامور، ولو جمعوا كل الايجابيات فيما بينهم لكانوا شكلوا تيارا جميلا جدا.
الا يفرض انتماؤك الطائفي ان تنتمي الى تيار سياسي معين؟
انا وطني يجمعني باخي المواطن وانسانيتي تجمعني باخي الانسان، أما طائفتي فخلقت ولم يسألني احد ولم يأخذ احد رأيي و"ما حدا الو عليّي" ماذا خلقت وكيف اموت وكيف سيصلّون عليّ وكيف اصلّي اذا اردت ان اصلّي.
هذا الامر يعنيني انا وحدي كما يعنيني ماذا ارتدي وانا يجمعني بأخي اللبناني وطني الحقّ العدل الانسانية ، كلنا "عم يسرقونا" فالدولة تأخذ من جميع الطوائف الـTVA دون ان تقدّم شيئا في المقابل. والحرب على لبنان ضدّ كل لبنان وليس طائفة، يكفي كذبا على الناس.
الشباب يسوقوهم بنعرات وهناك القول المعروف بأن "استعمال الدين هو افيون الشعوب" استعماله وليس الدين نفسه لأنّ الدين هو من رب العالمين وعندما ولدنا لم يسألنا احد رأينا ولم نخيّر ويجب ان نحترم ما نحن عليه ولكن في علاقاتنا يجب ان نكون على مستوى الدين الذي اراده الله للحوار بين الناس وهدفه الخير وليس القتل والجمع وليس التفرقة، وهم يستعملون الدين ليفرقوا وليقتلوا بعضهم وليسرقونا ولتدمير مستقبل اطفالنا. فليسمحوا لنا .