مارسيل خليفة...تصبحون على وطن
ا أيلول 2010 د. فاروق الجمّال -
ا أيلول 2010 د. فاروق الجمّال -
من منا لا يعرف "مارسيل خليفة" الموسيقى والعازف والملحن، والمؤدي وعوده الخاص الذي جال به أرجاء العالم ليغني للبنان وجنوبه البطل ولفلسطين.
الموسيقى عند "مارسيل خليفة" فن مفتوح لا وطن له!
هو الذي غنى للمرأة والعشق والعاطفة والانسان وست الحبايب يوم غنى لها قصيدته المشهورة مناجياً: "قهوة أمي" للشاعر محمود درويش.
وكم حنّ "مارسيل" و"درويش" الى "خبز الأم" انه نشيد الخبز والورد: "أحنّ الى خبز أمي وقهوة أمي" وهي الأغنية "الملحمة الشعرية" التي صارت كالدلعونة والميجانا والعتابا والدبكة البعلبكية وسواها من الفولكلور مما تختزنه "ذاكرة شعب" سرقت أرضه في وضح النهار.
هو الذي غنى للمرأة والعشق والعاطفة والانسان وست الحبايب يوم غنى لها قصيدته المشهورة مناجياً: "قهوة أمي" للشاعر محمود درويش.
وكم حنّ "مارسيل" و"درويش" الى "خبز الأم" انه نشيد الخبز والورد: "أحنّ الى خبز أمي وقهوة أمي" وهي الأغنية "الملحمة الشعرية" التي صارت كالدلعونة والميجانا والعتابا والدبكة البعلبكية وسواها من الفولكلور مما تختزنه "ذاكرة شعب" سرقت أرضه في وضح النهار.
الشريط الرابع عشر لمرسيل خليفة "تصبحون على وطن" الأغنية صارت رغيفاً وضيعته آخر ما تبقى له من وطنه.
هو رسالة، كلمة، أغنية تخطت المعايير ورسمت حلم الوطن وآفاق الغد.
أطلق صرخة ثائر جاء من آلام شعبه.
أسهم في الاضاءة التي اشرقت على "خريطة الجرح" وأطلق من عمشيت من فوق الجبل المطل على البحر والناس بالجديد والمتطور من الوجدانية الى الانتقادية الشعبية فالتراثية والملحمية.
هو رسالة، كلمة، أغنية تخطت المعايير ورسمت حلم الوطن وآفاق الغد.
أطلق صرخة ثائر جاء من آلام شعبه.
أسهم في الاضاءة التي اشرقت على "خريطة الجرح" وأطلق من عمشيت من فوق الجبل المطل على البحر والناس بالجديد والمتطور من الوجدانية الى الانتقادية الشعبية فالتراثية والملحمية.
انطلق من زمن الحرب اللبنانية ليسجل نصراً للأغنية الوطنية كانت تفتقده آذان اللبنانيين والعرب والجاليات اللبنانية المنتشرة في أصقاع الدنيا.
هو يؤمن بأن دور الأغنية الوطنية في المعركة لا تقل أهمية عن دور البندقية.
مارسيل خليفة الطفولة، وعمشيت، والموسيقى والحب ودفء الأم.
"وبيننا ما كان بيننا...كان قبواً تابعاً لوقف الكنيسة"، يقول مارسيل.
وهذا البيت-القبو- من الداخل عقد يشبه البرميل مزنّر بخيطان الفلين، مسقوف بالحوارة وما دونها مكسو بأغصان الشجر.
ويتدلى من هذا السقف بصل والثوم لفصل الشتاء.
لقد ارتبط هذا القبو بوجدان "مارسيل" الفتى اليانع وبكل حياته اللاحقة.
ويكاد حتى اليوم يرى كل زوايا البيت-القبو- والفراش الممدودة على الأرض بوسادته البيضاء.
وكذلك "البارفان الخشبي" وتلك القهوة السمراء من يدي أمه المندهشة بعبقرية ولدها.
مدرسته الأولى كانت تديرها راهبات الوردية، والريسة "ليوني" لا يزال مارسيل يتذكر قساوتها.
ويتذكر عزفه على العود على صخور عمشيت عام 1964 وبنطلون الشورت عندما كان يمشي أمام بيته ووراءه طوني خليفة الذي يستلذّ بعزف مارسيل على الكمان.
مارسيل خليفة الطفولة، وعمشيت، والموسيقى والحب ودفء الأم.
"وبيننا ما كان بيننا...كان قبواً تابعاً لوقف الكنيسة"، يقول مارسيل.
وهذا البيت-القبو- من الداخل عقد يشبه البرميل مزنّر بخيطان الفلين، مسقوف بالحوارة وما دونها مكسو بأغصان الشجر.
ويتدلى من هذا السقف بصل والثوم لفصل الشتاء.
لقد ارتبط هذا القبو بوجدان "مارسيل" الفتى اليانع وبكل حياته اللاحقة.
ويكاد حتى اليوم يرى كل زوايا البيت-القبو- والفراش الممدودة على الأرض بوسادته البيضاء.
وكذلك "البارفان الخشبي" وتلك القهوة السمراء من يدي أمه المندهشة بعبقرية ولدها.
مدرسته الأولى كانت تديرها راهبات الوردية، والريسة "ليوني" لا يزال مارسيل يتذكر قساوتها.
ويتذكر عزفه على العود على صخور عمشيت عام 1964 وبنطلون الشورت عندما كان يمشي أمام بيته ووراءه طوني خليفة الذي يستلذّ بعزف مارسيل على الكمان.
صيف 1966 كان "مارسيل" يعود من جبيل الى عمشيت سيراً على الأقدام وبيده العود والنوتات الموسيقية عائداً من بيت استاذه "حليم اللقيس".
ويوم تعرف "مارسيل" على الموسيقي "فريد غصن" ليعلمه العزف على العود كان "ابراهيم حبيقة" عام 1983 هو العرّاب. وبعدها التحق بمعهد الكونسرفاتوار الوطني ليتعلم ألف باء الموسيقى.
ويوم تعرف "مارسيل" على الموسيقي "فريد غصن" ليعلمه العزف على العود كان "ابراهيم حبيقة" عام 1983 هو العرّاب. وبعدها التحق بمعهد الكونسرفاتوار الوطني ليتعلم ألف باء الموسيقى.
يوم كرمته وزارة السياحة، قال: "أنشد هوذا صوتي من الأرض آت".
يوم أسس فرقة "الميادين" راح "مارسيل" يكمل ما بدأه سيد درويش.
رحلته الموسيقية والأغنية السياسية لم تنته بعد لأنها ثورة لا حدود لها في سلسلة الثورات الموسيقية.
مارسيل طلع من حناجر الجماهير الشعبية، تواصل معهم وعاش معهم، ولحّن لهم وهو عندما انهار وطنه الأم اختار لنفسه منفى في الجزائر.
يوم أسس فرقة "الميادين" راح "مارسيل" يكمل ما بدأه سيد درويش.
رحلته الموسيقية والأغنية السياسية لم تنته بعد لأنها ثورة لا حدود لها في سلسلة الثورات الموسيقية.
مارسيل طلع من حناجر الجماهير الشعبية، تواصل معهم وعاش معهم، ولحّن لهم وهو عندما انهار وطنه الأم اختار لنفسه منفى في الجزائر.
وبعدها اختار منفاه الثاني في باريس، بعدما عانى من الهجرة داخل وطنه منذ العام 1976.
عام 1977 كانت بيروت تغلي بالأحلام والأفكار وكانت القضايا وأصداء أغانيه الوطنية تلف المدينة.
عام 1977 كانت بيروت تغلي بالأحلام والأفكار وكانت القضايا وأصداء أغانيه الوطنية تلف المدينة.
شباط 1990 التقى "مارسيل" في حوار موسيقي مع الجمهور الأميركي وفرقة بركلي السيمفونية في كاليفورنيا.
وفي 14-6-1990 حاور "مارسيل" الشعب المغربي في مكناس والدار البيضاء والرباط عبر ثلاثة حفلات، وحول الاقامة والهجرة وما بينهما.
وفي الثاني من تشرين الثاني 1999 وقف "مارسيل خليفة" على باب محكمة قصر العدل دفاعاً عن الحرية والطفولة والقيم الجميلة.
وفي الواحد من كانون الأول 1999 قال في قصر العدل: "لم أحقر أحداً"، ومما قاله "قصة يوسف تتكرر كل يوم ومن حقنا ان نعيد ترجمتها بالشعر والموسيقى".
خمسون الفاً غنوا معه في بيروت ضد الاحتلال الاسرائيلي، وتسعون الفاً احتشدوا في الجزائر للاستماع اليه.
وستون الفاً كانوا كورس فرقته "الميادين" في قرطاج بتونس عام 1991.
"مارسيل خليفة" مواليد 1950 من عمشيت غنى للحب، لهذا القدر الجميل الذي لا ينجو من سلطانه أحد.
وهو يكره الذين يتعاطون القضايا الكبيرة وكانت هذه القضايا خالية من الاهتمام بمشاعرها الانسانية.
ويعتبر "مرسيل" ان اغانيه كانت القاسم المشترك بين المتقاتلين في الداخل ويؤمن بأن الشعر عنصر أساسي في الانسانية.
قال "مارسيل" لـ"النشرة" رداً على سؤال: أنا من بلد الرحابنة ومن امة سيد درويش".
العلاقة بين الشعر والموسيقى يعتبرها مرسيل علاقة عشق وهو يغني الحرية التي لا مفرّ من نعيمها.
أشهر حفلاته البيروتية "جدل" ومعه على العود شربل روحانا.
أجمل الذكريات لدى "مارسيل" ذكرياته مع جده "المعلم يوسف" الذي كان يضمه بين ذراعيه وهو ابن الخمس سنوات.
وكبر الطفل وخرج "مارسيل" من "شرنقة" عمشيت الى كل لبنان ومنه الى العالم.
ويبقى فيه الحنين الى عمشيت والى الترتيل في فرقها الغنائية وصوت ذلك المؤذن الشجي فيها وفي جميع أعماله الموسيقية اللاحقة، ستظهر لمسات تلك الأيام بأنغام التراتيل بصوت المؤذن في جامع كفرساله.
وفي 14-6-1990 حاور "مارسيل" الشعب المغربي في مكناس والدار البيضاء والرباط عبر ثلاثة حفلات، وحول الاقامة والهجرة وما بينهما.
وفي الثاني من تشرين الثاني 1999 وقف "مارسيل خليفة" على باب محكمة قصر العدل دفاعاً عن الحرية والطفولة والقيم الجميلة.
وفي الواحد من كانون الأول 1999 قال في قصر العدل: "لم أحقر أحداً"، ومما قاله "قصة يوسف تتكرر كل يوم ومن حقنا ان نعيد ترجمتها بالشعر والموسيقى".
خمسون الفاً غنوا معه في بيروت ضد الاحتلال الاسرائيلي، وتسعون الفاً احتشدوا في الجزائر للاستماع اليه.
وستون الفاً كانوا كورس فرقته "الميادين" في قرطاج بتونس عام 1991.
"مارسيل خليفة" مواليد 1950 من عمشيت غنى للحب، لهذا القدر الجميل الذي لا ينجو من سلطانه أحد.
وهو يكره الذين يتعاطون القضايا الكبيرة وكانت هذه القضايا خالية من الاهتمام بمشاعرها الانسانية.
ويعتبر "مرسيل" ان اغانيه كانت القاسم المشترك بين المتقاتلين في الداخل ويؤمن بأن الشعر عنصر أساسي في الانسانية.
قال "مارسيل" لـ"النشرة" رداً على سؤال: أنا من بلد الرحابنة ومن امة سيد درويش".
العلاقة بين الشعر والموسيقى يعتبرها مرسيل علاقة عشق وهو يغني الحرية التي لا مفرّ من نعيمها.
أشهر حفلاته البيروتية "جدل" ومعه على العود شربل روحانا.
أجمل الذكريات لدى "مارسيل" ذكرياته مع جده "المعلم يوسف" الذي كان يضمه بين ذراعيه وهو ابن الخمس سنوات.
وكبر الطفل وخرج "مارسيل" من "شرنقة" عمشيت الى كل لبنان ومنه الى العالم.
ويبقى فيه الحنين الى عمشيت والى الترتيل في فرقها الغنائية وصوت ذلك المؤذن الشجي فيها وفي جميع أعماله الموسيقية اللاحقة، ستظهر لمسات تلك الأيام بأنغام التراتيل بصوت المؤذن في جامع كفرساله.
ومن بعيد تراني أسمع صوت مرسيل يردد: "ضيعتي آخر ما تبقى لي من وطني".
Comment