تامر حسني: لا أعادي أحداً وطموحاتي ليس لها حدود
قدّمت في الفترة الأخيرة مجموعة من التجارب المختلفة سواء في الأغنيات أو في اختيارك لفريق عمل فيلمك, فهل تعتبر هذا تطوراً في شخصيتك أم كل هذا جاء بالمصادفة؟
طبعاً كل هذه الأشياء كان مخطط لها وأعتقد أنه من الطبيعي أن يحدث تطوراً في اختياراتي الغنائية والسينمائية، وأعتقد أن هذا نابع من إحساسي بالمسؤولية فأنا أعرف أن هناك كثيرون يتأثرون بي وباختياراتي، وخصوصاً الأطفال، لذا أعدت النظر في أشياء كثيرة، لاسيما طريقة ملابسي، فأنا أنوي أن اتخلى عن فتح القميص بهذا الشكل الذي كان يستفز كثيرين كي أحافظ على صورتي في عيون الأطفال الذين يتابعون أعمالي ويحبونها, وأنا أعرف تماماً أنني أقدّم فني لكل أفراد الأسرة المصرية والعربية، ولا أريد أن أخرج عن أعراف وتقاليد هذه الأسرة مهما كان السبب.
لكنك تعلم أيضاً أنه بالرغم من أن هناك كثيرين يعشقونك ويقلّدونك في كل شيء تفعله لكن أيضاً هناك من يتمنى اختفاؤك من الساحة، وهذه الفئة تهاجمك دائماً ولا ترى أي ميزة فيما تقدمه؟
بالطبع أعرف أن هناك كثيرين يكرهونني بشكل لا يمكن وصفه بل هناك ناس معينة مأجورة لصالح مطربين آخرين يحاولون هدمي بأي شكل, باختصار لأنهم فشلوا في تحقيق النجاح الذي وصل إليه، لكن هذا شيء طبيعي لأنه طوال الوقت يوجد حزب من أعداء النجاح يفسّرون تصرّفاتي بشكل خاطئ، وطبعاً هذا نوع من الناس غير الأسوياء لا أهتم بهم ولا أفكر بهم لأنني أهتم فقط بجمهوري الذي يحبني لأنه يحترمني وأحترمه, وهذا هو الجمهور الوحيد الذي يمكن أن يؤثر فيّ والذي يمكن بكل بساطة أن اتغيّر من أجله، لأني اقتنعت أنه إذا كان هناك شخصاً ما يكرهك فهو سوف يحوّل نجاحاتك إلى إخفاقات.
أضاف: العام الماضي تعرّضت لهجوم كبير في كل وسائل الإعلام واتهامات متلاحقة بافتعال الضجة حولي كي أحقق شهرة ليست من حقي ـ على حد وصفهم ـ ولكن ربنا كافأني بنجاح الجزء الثاني من فيلم "عمرو وسلمى" وكافأني بأن ألبومي "هعيش حياتي" الذي قدمته مع المنتج محسن جابر حقق أعلى المبيعات، ورغم ذلك كان هناك كثيرون يشككون في هذا النجاح وأنا أضع العندليب الراحل "عبد الحليم حافظ" مثالاً أحتدي به لأنه كان يتعرّض لشائعات واتهامات مشابهة.
في النهاية الناس تعرف كيف تفرّق بين من يكذب عليهم وبين من يحترمهم.
لن أتراجع يوماً خوفاً من أحد مهما كان
هل تشكيك بعض الناس في نجاحك هو ما جعلك تقوم بتوثيق حفلاتك واستقبال الجمهور لك في المطارات في جميع انحاء الوطن العربي ثم تعرض هذه اللقطات فيما بعد لتؤكد لهم أن نجاحك ليس وهمياً كما يقال؟
هذا حقي لأنني في البداية كنت أصاب بالاكتئاب وأدخل في حالة صعبة جداً لأنني كلما كنت أقدّم حفلاً أجد الصحافة تأتي في اليوم التالي وتتعامل مع هذا الحفل على أنه حفل فاشل رغم أن الحفل يكون ناجحاً بالفعل وبكل المقاييس, لذا قرّرت أن أقول لهم بطريق لا تقبل مجالاً للشك أنكم مأجورون لتشويه اسمي، لكن الغريب هو أنهم أصبحوا يستغلون هذا الأمر ضدي وأصبحوا يتهمونني بالغرور.
أضاف: أنا في هذا الوقت لا أدري ماذا أفعل أو كيف أتعامل مع المشككين في نجاحي لكنني أعتقد أن الحل الأمثل هو أن أتجاهلهم, وأعتقد أن سبب الهجوم المتواصل عليّ قد يكون له علاقة مباشرة بأنني لا أكتفي بدخول مجال فني واحد وبالطبع كل أصحاب مهنة أو مجال يريدون أن يحاربوا كل وافد، فأنا مثلاً أكتب أغنيات أحياناً لنفسي ولغيري وهذا يضايق شعراء زملاء لأنهم يعتبرون هذا تعدياً على اختصاصهم, كما أحب أن أقوم بوضع ألحان سواء لنفسي أو لمطربين آخرين وهذا بدوره يسبّب قلقاً للملحنين ناهيك عن عداءات المطربين زملائي.
كما أنني أكتب قصص أفلامي وأقوم بالتمثيل وكذلك دخلت مجال الانتاج والإخراج فمن الطبيعي أن يزداد عدد المهاجمين لي يوماً بعد يوم لكن المشكلة أنهم يتجاهلون نجاحي رغم أن هذه حقيقة واضحة للكل وهذا الهجوم يزيديني إصراراً وتصميماً على متابعة المشوار ولن أتراجع يوماً خوفاً من أحد مهما كان.
لا أقوم بعمل دون موافقة والدتي
من أين تحصل على ثقتك بنفسك التي تجعلك تتجاهل الهجوم الذي تتعرض له دائماً وتصرّ على ما تقدمه مهما كان حجم المشككين فيه؟
هناك أصدقاء مقربون وأشخاص اثق بهم يشجعونني ويقفون بجانبي ويتعاملون معي بصدق ولا يخدعونني على رأس هؤلاء والدتي التي غرست فيّ الثقة بالنفس بعد أن تركنا والدي منذ كنت طفلاً وأسّس أسرة بعيداً عنا وهي دوماً تشجعني وأنا أستأنس برأيها في حياتي ، فلا يمكن أن أقوم بعمل أغنية تكون هي غير راضية عنها, كما أعتبرها أهم شخص في حياتي على الإطلاق فقد عشنا أنا وهي أياماً صعبة حتى أنني كنت لا أجد أجرة المواصلات.
وفي أحد الأيام أمضيت ليلة في احدى المقاهي أمام منزل أحد المنتجين لأنني كنت على موعد معه في اليوم التالي ولم يكن لديّ أجرة المواصلات التي يمكن أن أعود بها للمنزل، وبعدها عندما رويت لأمي الموقف بكينا معاً لكننا كنا مع ذلك واثقين من أن الله سبحانه وتعالى سيعوّضنا خيراً، وغير ذلك مواقف كثيرة عشناها سوياً وما زالت تعيش في وجداني.
والدي تخلى عني منذ الطفولة
على ذكر والدك قد تعرّض في الفترة الأخيرة لحادث سيارة مؤلم والبعض توقع أنك قد تتجاهل الموقف لكنك فاجأت الجميع وذهبت واستقبلته لدى خروجه ومعه زوجته وابنه منها, حدثنا عن هذا الموقف؟
طبعاً ذهبت اليه فور علمي بالأمر وكنت سعيداً بلقائي مع اخي الصغير ولم اكن أرغب في أن يتم تسريب الصور إلى وسائل الاعلام لأن الأمر خاص بي والحمد لله فقد مرّ الحادث على خير.
في النهاية هو والدي رغم أنه تركنا وسافر إلى لندن منذ أن كان عمري سبع سنوات ثم تزوج بأخرى واستقر في سوريا لكنني أنا من بحثت عنه فيما بعد, وأعلم أنه كان سعيداً بنجاحي والمفاجأة أنه كان يشاهد صوري وأعمالي الناجحة خصوصاً في بدايتي ويستمع إلى أغنياتي لكنه لم يكن يعلم أن هذا المطرب هو ابنه الذي لم يره منذ أكثر من عشرين عاماً لكنني بمجرّد أن رأيته نسيت كل شيء وكنت سعيداً أنني بجوار والدي ثانيةً وسعيد أكثر أنه وجدني ناجحاً ولست بحاجة لأحد.
أثار تصريحك الأخير بأنك سوف تعزل الغناء قبل بلغك الخمسين عاماً جدلاً كبيراً والبعض فسّره على أنك تنتقد نجوم كثيرين ممن بلغوا هذا السن ولم يتوقفوا عن الغناء وعلى رأسهم عمرو دياب؟
ليس لي دخل بمن يفهم كلامي على نحو خاطئ ولا أقصد من كلامي أحداً, فكل ما في الأمر وكما قلت أنني أريد أن أترك النجومية قبل أن تتركني هي فهذه قناعتي الخاصة ولم أطالب أحد من زملائي باحترافها فقد اتخذت قراراً شخصياً بالاعتزال قبل أن أصبح على عتبة الخمسين.
طموحاتي الفنية أولاً
هذا يعني أنك سوف تحاول تحقيق جميع مشروعاتك الفنية والاجتماعية في وقت قريب؟
صحيح فأنا أضع خططاً مدروسة لكل حلم من أحلامي سواء الغنائية أو التمثيلية وإن كان المقصود من السؤال هو الارتباط العاطفي فسوف يتأجل بعض الشيء حتى أنتهي من تحقيق طموحاتي الفنية أولاً.
ومن يعلم قد لا أنجح في إيجاد فتاة أحلامي لأن الله لا يعطي للإنسان كل شيء فقد أكون فناناً ناجحاً لكن حياتي الخاصة فيها بعض الفشل.
كما تم انتقادك بشدة مؤخراً بعد أن صرّحت أنك لن تدلي برأيك في مرشحي الرئاسة لأن الثمانين مليون مصري سوف يمشون وراء كلامك وأنت لا يمكنك أن تتحمّل مسؤولية كهذه, الكلام الذي وصفه البعض بأنه كلام مغرورين فما تعليقك؟
لم أقصد هذا الكلام تحديداً فما قلته أن البعض ممن يحبونني قد يمشون وراء كلامي عن غير وعي منهم وقد أتحمّل أنا فيما بعد مسؤولية لست مؤهلاً لها.
وعموماً أحب أن أحتفظ بمثل هذه الآراء لنفسي فوظيفتي أن أمتع الناس وفي السياسة هناك من هم أجدر مني في الحديث عنها.
في النهاية ندمت على هذا التصريح الذي أساء كثيرون فهمه.
ومع النجم "تامر حسني" ينتهي اللقاء الا ان الأسئلة ما زالت أكثر سخونة ولكننا اكتفينا بهذا القدر مع النجم العربي المتألق.
31 أيار 2010 محمد حسين-القاهرة -
برغم من أن هناك مئات المواقع الاعلامية وآلاف الأشخاص الذين يهاجمون هذا الفنان، إلا أنه مع ذلك وبالمقابل هناك أعداد مضاعفة تعشقه إلى حد الهوس.
إنه تامر حسني الفنان، الممثل، الشاعر، الملحن، كاتب القصة، المنتج، ومكتشف الأصوات.
هو صاحب الوجوه المتعددة والـportrait واحد, فتامر حسني لا يمكن التعامل معه بأي حال من الأحوال على أنه فنان عادي, فخلال أقل من عشر سنوات نجح في تحقيق شهرة واسعة فشل في تحقيقها زملاء في الوسط سبقوه بعشرات السنوات، ورغم اختلاف كثيرين مع ما يقدمه فهناك أكثر يرون أنه بحق نجم الجيل الصاعد.
ما بين الحب والكراهية والشد والجذب, عاش "تامر حسني" الفترة الأخيرة وسط اتهامات بسوء التعامل ونجاحات أيضاً.
يعرض له حالياً فيلمه الرابع "نور عيني" الذي يقف فيه للمرة الأولى أمام الممثلة "منة شلبي" ويقدّمه مع منتجه محمد السبكي.
يتزامن عرض الفيلم مع طرحه لألبوم "اخترت صح" الذي يضم الأغينات التي قدّمها في الفيلم.
وكان لـ"النشرة" هذا الحوار الخاص مع النجم الشاب تامر حسني.
انتظر الجمهور منك أن تقدم جديداً في فيلمك المعروض حالياً "نور عيني" خصوصاً وأنك تتعاون للمرة الأولى مع النجمة "منة شلبي" والمخرج "وائل إحسان" لكن ما حدث هو أن الفيلم جاء كسابق أفلامك عبارة عن مجموعة من الأفيشات وقصص رومانسية؟
وماذا ينتظر مني الناس؟ أنا في النهاية مطرب وأجتهد ان أكون ممثل جيد، وفعلاً فيلم "نور عيني" فيه اختلافات كثيرة فالرومانسية ليست عيباً ولكننا هنا أمام حالة انسانية مختلفة وهي قصة الحب التي تنشأ بين "نور" الذي اجسّد دوره وبين فتاة كفيفة يصرّ هو على الارتباط بها، وخلال الأحداث نناقش أيضاً قضايا مهمة أول مرة أناقشها في فيلم لي بهذا العمق، ومنها قضية تعاطي المخدرات كي نقوم بتوعية الشباب من خطرها ، وهنا كان هناك ملمح إنساني عندما يتوفى شقيقي في الفيلم "إسلام" الذي قدّم دوره الممثل "إسلام جمال".
"نور عيني" على قائمة الايرادات
هل تتابع ردود الأفعال حول الفيلم وماذا عن الإيرادات؟
أنا حريص على أن أذهب بنفسي إلى صالات السينما وعندما ذهبت هذا العام حدثت بعض المشادات التي فسّرت خطأ, لكن في النهاية تم احتواءها.
عموماً شاهدت بنفسي إعجاب الجمهور بالفيلم وتأثرهم الشديد بالخط الإنساني للقصة حتى أنني شاهدت بنفسي دموع الناس عند وفاة شقيق البطل.
أما فيما يتعلق بالإيرادات فكلها بالأرقام والفيلم حتى الآن يتربّع على قائمة إيرادات أفلام الموسم بلا إستثناء.
قبل بداية تصويرك لـ"نور عيني" صاحب التحضير للفيلم بعض المشكلات خصوصاً فيما يتعلق باختيار الممثلة التي ستشاركك البطولة, كيف ترى هذا الأمر؟
كل الموضوع أنه كان هناك أكثر من زميلة تود مشاركتي العمل، وأنا أرى سبب هذا هو تعاملي الجيد معهنّ، فأنا حريص على ظهورهنّ بشكل لائق معي، واهتم بكل تفاصيل هذا الظهور بداية من صورهنّ على الأفيش حتى أدق تفاصيل الدور لأنه هذا حق، لكن في النهاية شكلنا ورشة عمل واخترنا "منة شلبي" لأننا وجدناها الأنسب لتقديم الدور، وهذا طبعاً لا يعتبر تقليلاً من شأن أي زميلة أخرى.
ولكن كما يقولون الدور ينادي صاحبه، وعموماً تجربة "نور عيني" بالنسبة لي تجربة ثرية جداً, فيكفي أنني اتعاون فيها مع المخرج وائل إحسان للمرة الأولى، فأنا أرى فيه أبرع المخرجين على الساحة السينمائية، كذلك "منة شلبي" التي أتعاون معها للمرة الأولى لا تقل عنه موهبة، وبجانب تلك الموهبة هي مجتهدة وكنت أتمنى العمل معها منذ فترة طويلة.
لكن بماذا تفسر سر هذا الهجوم الذي تتعرض له أفلامك واتهامك دوما بأنك تتعاون مع المنتج محمد السبكي علي تقديم أفلام سطحية تحقق إيرادات لكنها لا تحمل مضمونا مهما ؟
طبعا لا ألفت لهذا الكلام فالسبكي من أكثر المنتجين وعيا بفكر الجمهور، ويقدم أفلاما تنال إعجاب كافة الفئات بالفعل، وهو منتج ناجح، ومجتهد، ويعرف ذوق الجمهور جيدا، فالأفلام البسيطة ليست عيبا، والأفلام التجارية ليست عيبا أيضا، أنا أحب أن أكون قريبا من الجمهور، فلا يعنيني أن أقدم أفلاما تحمل أفكارا كبيرة، وتناقش قضايا عميقة طالما أن الجمهور لايفهمها، فأنا أريد أن أصل لأبسط فرد يشاهدني .
جائزة big music award لمن يستحق
حدثنا عن جائزة big apple music award التي كان من المفترض أن تتسلمها خلال شهر تشرين الثاني المقبل في حفل يقام في نيويورك وتحصل خلاله على لقب "أسطورة القرن" لكن ما حدث هو ان الجمهور فوجئ بأن الجائزة تذهب للنجم عمرو دياب, فهل أعلنت انسحابك؟
لم أكن أعلم أصلاً أن هناك جائزة تحمل اسم big music award، وللعلم هي جائزة لا تعتمد على نسبة مبيعات ألبوم أي فنان، ولكنها تعتبر تقديراً معنوياً للفنان، فهي لا تمنح في مجال واحد فقط، ولكنها كما قلت تعتبر تقديراً لمواهب الفنان في كافة الفروع، فأنا مثلاً أغني وأضع ألحاناً وأكتب وأمثل وأحياناً أكتب قصص أفلامي، كذلك كان من المفترض أن يتم منحي خلال الحفل الذي سأحييه عند استلام الجائزة لقب "أسطورة القرن" وهو لقب كبير وأسعدني الحصول عليه، لكنني فوجئت بما حدث دون أن أعلم شيئاً على الإطلاق.
وفي النهاية ربّنا يوفق الجميع لكنني مع ذلك لم أفهم ماذا حدث أصلاً فالموضوع يحيط به غموض لا أفهمه لكنني عموماً ليس لديّ خلافات مع أحد من أي نوع.
برغم من أن هناك مئات المواقع الاعلامية وآلاف الأشخاص الذين يهاجمون هذا الفنان، إلا أنه مع ذلك وبالمقابل هناك أعداد مضاعفة تعشقه إلى حد الهوس.
إنه تامر حسني الفنان، الممثل، الشاعر، الملحن، كاتب القصة، المنتج، ومكتشف الأصوات.
هو صاحب الوجوه المتعددة والـportrait واحد, فتامر حسني لا يمكن التعامل معه بأي حال من الأحوال على أنه فنان عادي, فخلال أقل من عشر سنوات نجح في تحقيق شهرة واسعة فشل في تحقيقها زملاء في الوسط سبقوه بعشرات السنوات، ورغم اختلاف كثيرين مع ما يقدمه فهناك أكثر يرون أنه بحق نجم الجيل الصاعد.
ما بين الحب والكراهية والشد والجذب, عاش "تامر حسني" الفترة الأخيرة وسط اتهامات بسوء التعامل ونجاحات أيضاً.
يعرض له حالياً فيلمه الرابع "نور عيني" الذي يقف فيه للمرة الأولى أمام الممثلة "منة شلبي" ويقدّمه مع منتجه محمد السبكي.
يتزامن عرض الفيلم مع طرحه لألبوم "اخترت صح" الذي يضم الأغينات التي قدّمها في الفيلم.
وكان لـ"النشرة" هذا الحوار الخاص مع النجم الشاب تامر حسني.
انتظر الجمهور منك أن تقدم جديداً في فيلمك المعروض حالياً "نور عيني" خصوصاً وأنك تتعاون للمرة الأولى مع النجمة "منة شلبي" والمخرج "وائل إحسان" لكن ما حدث هو أن الفيلم جاء كسابق أفلامك عبارة عن مجموعة من الأفيشات وقصص رومانسية؟
وماذا ينتظر مني الناس؟ أنا في النهاية مطرب وأجتهد ان أكون ممثل جيد، وفعلاً فيلم "نور عيني" فيه اختلافات كثيرة فالرومانسية ليست عيباً ولكننا هنا أمام حالة انسانية مختلفة وهي قصة الحب التي تنشأ بين "نور" الذي اجسّد دوره وبين فتاة كفيفة يصرّ هو على الارتباط بها، وخلال الأحداث نناقش أيضاً قضايا مهمة أول مرة أناقشها في فيلم لي بهذا العمق، ومنها قضية تعاطي المخدرات كي نقوم بتوعية الشباب من خطرها ، وهنا كان هناك ملمح إنساني عندما يتوفى شقيقي في الفيلم "إسلام" الذي قدّم دوره الممثل "إسلام جمال".
"نور عيني" على قائمة الايرادات
هل تتابع ردود الأفعال حول الفيلم وماذا عن الإيرادات؟
أنا حريص على أن أذهب بنفسي إلى صالات السينما وعندما ذهبت هذا العام حدثت بعض المشادات التي فسّرت خطأ, لكن في النهاية تم احتواءها.
عموماً شاهدت بنفسي إعجاب الجمهور بالفيلم وتأثرهم الشديد بالخط الإنساني للقصة حتى أنني شاهدت بنفسي دموع الناس عند وفاة شقيق البطل.
أما فيما يتعلق بالإيرادات فكلها بالأرقام والفيلم حتى الآن يتربّع على قائمة إيرادات أفلام الموسم بلا إستثناء.
قبل بداية تصويرك لـ"نور عيني" صاحب التحضير للفيلم بعض المشكلات خصوصاً فيما يتعلق باختيار الممثلة التي ستشاركك البطولة, كيف ترى هذا الأمر؟
كل الموضوع أنه كان هناك أكثر من زميلة تود مشاركتي العمل، وأنا أرى سبب هذا هو تعاملي الجيد معهنّ، فأنا حريص على ظهورهنّ بشكل لائق معي، واهتم بكل تفاصيل هذا الظهور بداية من صورهنّ على الأفيش حتى أدق تفاصيل الدور لأنه هذا حق، لكن في النهاية شكلنا ورشة عمل واخترنا "منة شلبي" لأننا وجدناها الأنسب لتقديم الدور، وهذا طبعاً لا يعتبر تقليلاً من شأن أي زميلة أخرى.
ولكن كما يقولون الدور ينادي صاحبه، وعموماً تجربة "نور عيني" بالنسبة لي تجربة ثرية جداً, فيكفي أنني اتعاون فيها مع المخرج وائل إحسان للمرة الأولى، فأنا أرى فيه أبرع المخرجين على الساحة السينمائية، كذلك "منة شلبي" التي أتعاون معها للمرة الأولى لا تقل عنه موهبة، وبجانب تلك الموهبة هي مجتهدة وكنت أتمنى العمل معها منذ فترة طويلة.
لكن بماذا تفسر سر هذا الهجوم الذي تتعرض له أفلامك واتهامك دوما بأنك تتعاون مع المنتج محمد السبكي علي تقديم أفلام سطحية تحقق إيرادات لكنها لا تحمل مضمونا مهما ؟
طبعا لا ألفت لهذا الكلام فالسبكي من أكثر المنتجين وعيا بفكر الجمهور، ويقدم أفلاما تنال إعجاب كافة الفئات بالفعل، وهو منتج ناجح، ومجتهد، ويعرف ذوق الجمهور جيدا، فالأفلام البسيطة ليست عيبا، والأفلام التجارية ليست عيبا أيضا، أنا أحب أن أكون قريبا من الجمهور، فلا يعنيني أن أقدم أفلاما تحمل أفكارا كبيرة، وتناقش قضايا عميقة طالما أن الجمهور لايفهمها، فأنا أريد أن أصل لأبسط فرد يشاهدني .
جائزة big music award لمن يستحق
حدثنا عن جائزة big apple music award التي كان من المفترض أن تتسلمها خلال شهر تشرين الثاني المقبل في حفل يقام في نيويورك وتحصل خلاله على لقب "أسطورة القرن" لكن ما حدث هو ان الجمهور فوجئ بأن الجائزة تذهب للنجم عمرو دياب, فهل أعلنت انسحابك؟
لم أكن أعلم أصلاً أن هناك جائزة تحمل اسم big music award، وللعلم هي جائزة لا تعتمد على نسبة مبيعات ألبوم أي فنان، ولكنها تعتبر تقديراً معنوياً للفنان، فهي لا تمنح في مجال واحد فقط، ولكنها كما قلت تعتبر تقديراً لمواهب الفنان في كافة الفروع، فأنا مثلاً أغني وأضع ألحاناً وأكتب وأمثل وأحياناً أكتب قصص أفلامي، كذلك كان من المفترض أن يتم منحي خلال الحفل الذي سأحييه عند استلام الجائزة لقب "أسطورة القرن" وهو لقب كبير وأسعدني الحصول عليه، لكنني فوجئت بما حدث دون أن أعلم شيئاً على الإطلاق.
وفي النهاية ربّنا يوفق الجميع لكنني مع ذلك لم أفهم ماذا حدث أصلاً فالموضوع يحيط به غموض لا أفهمه لكنني عموماً ليس لديّ خلافات مع أحد من أي نوع.
قدّمت في الفترة الأخيرة مجموعة من التجارب المختلفة سواء في الأغنيات أو في اختيارك لفريق عمل فيلمك, فهل تعتبر هذا تطوراً في شخصيتك أم كل هذا جاء بالمصادفة؟
طبعاً كل هذه الأشياء كان مخطط لها وأعتقد أنه من الطبيعي أن يحدث تطوراً في اختياراتي الغنائية والسينمائية، وأعتقد أن هذا نابع من إحساسي بالمسؤولية فأنا أعرف أن هناك كثيرون يتأثرون بي وباختياراتي، وخصوصاً الأطفال، لذا أعدت النظر في أشياء كثيرة، لاسيما طريقة ملابسي، فأنا أنوي أن اتخلى عن فتح القميص بهذا الشكل الذي كان يستفز كثيرين كي أحافظ على صورتي في عيون الأطفال الذين يتابعون أعمالي ويحبونها, وأنا أعرف تماماً أنني أقدّم فني لكل أفراد الأسرة المصرية والعربية، ولا أريد أن أخرج عن أعراف وتقاليد هذه الأسرة مهما كان السبب.
لكنك تعلم أيضاً أنه بالرغم من أن هناك كثيرين يعشقونك ويقلّدونك في كل شيء تفعله لكن أيضاً هناك من يتمنى اختفاؤك من الساحة، وهذه الفئة تهاجمك دائماً ولا ترى أي ميزة فيما تقدمه؟
بالطبع أعرف أن هناك كثيرين يكرهونني بشكل لا يمكن وصفه بل هناك ناس معينة مأجورة لصالح مطربين آخرين يحاولون هدمي بأي شكل, باختصار لأنهم فشلوا في تحقيق النجاح الذي وصل إليه، لكن هذا شيء طبيعي لأنه طوال الوقت يوجد حزب من أعداء النجاح يفسّرون تصرّفاتي بشكل خاطئ، وطبعاً هذا نوع من الناس غير الأسوياء لا أهتم بهم ولا أفكر بهم لأنني أهتم فقط بجمهوري الذي يحبني لأنه يحترمني وأحترمه, وهذا هو الجمهور الوحيد الذي يمكن أن يؤثر فيّ والذي يمكن بكل بساطة أن اتغيّر من أجله، لأني اقتنعت أنه إذا كان هناك شخصاً ما يكرهك فهو سوف يحوّل نجاحاتك إلى إخفاقات.
أضاف: العام الماضي تعرّضت لهجوم كبير في كل وسائل الإعلام واتهامات متلاحقة بافتعال الضجة حولي كي أحقق شهرة ليست من حقي ـ على حد وصفهم ـ ولكن ربنا كافأني بنجاح الجزء الثاني من فيلم "عمرو وسلمى" وكافأني بأن ألبومي "هعيش حياتي" الذي قدمته مع المنتج محسن جابر حقق أعلى المبيعات، ورغم ذلك كان هناك كثيرون يشككون في هذا النجاح وأنا أضع العندليب الراحل "عبد الحليم حافظ" مثالاً أحتدي به لأنه كان يتعرّض لشائعات واتهامات مشابهة.
في النهاية الناس تعرف كيف تفرّق بين من يكذب عليهم وبين من يحترمهم.
لن أتراجع يوماً خوفاً من أحد مهما كان
هل تشكيك بعض الناس في نجاحك هو ما جعلك تقوم بتوثيق حفلاتك واستقبال الجمهور لك في المطارات في جميع انحاء الوطن العربي ثم تعرض هذه اللقطات فيما بعد لتؤكد لهم أن نجاحك ليس وهمياً كما يقال؟
هذا حقي لأنني في البداية كنت أصاب بالاكتئاب وأدخل في حالة صعبة جداً لأنني كلما كنت أقدّم حفلاً أجد الصحافة تأتي في اليوم التالي وتتعامل مع هذا الحفل على أنه حفل فاشل رغم أن الحفل يكون ناجحاً بالفعل وبكل المقاييس, لذا قرّرت أن أقول لهم بطريق لا تقبل مجالاً للشك أنكم مأجورون لتشويه اسمي، لكن الغريب هو أنهم أصبحوا يستغلون هذا الأمر ضدي وأصبحوا يتهمونني بالغرور.
أضاف: أنا في هذا الوقت لا أدري ماذا أفعل أو كيف أتعامل مع المشككين في نجاحي لكنني أعتقد أن الحل الأمثل هو أن أتجاهلهم, وأعتقد أن سبب الهجوم المتواصل عليّ قد يكون له علاقة مباشرة بأنني لا أكتفي بدخول مجال فني واحد وبالطبع كل أصحاب مهنة أو مجال يريدون أن يحاربوا كل وافد، فأنا مثلاً أكتب أغنيات أحياناً لنفسي ولغيري وهذا يضايق شعراء زملاء لأنهم يعتبرون هذا تعدياً على اختصاصهم, كما أحب أن أقوم بوضع ألحان سواء لنفسي أو لمطربين آخرين وهذا بدوره يسبّب قلقاً للملحنين ناهيك عن عداءات المطربين زملائي.
كما أنني أكتب قصص أفلامي وأقوم بالتمثيل وكذلك دخلت مجال الانتاج والإخراج فمن الطبيعي أن يزداد عدد المهاجمين لي يوماً بعد يوم لكن المشكلة أنهم يتجاهلون نجاحي رغم أن هذه حقيقة واضحة للكل وهذا الهجوم يزيديني إصراراً وتصميماً على متابعة المشوار ولن أتراجع يوماً خوفاً من أحد مهما كان.
لا أقوم بعمل دون موافقة والدتي
من أين تحصل على ثقتك بنفسك التي تجعلك تتجاهل الهجوم الذي تتعرض له دائماً وتصرّ على ما تقدمه مهما كان حجم المشككين فيه؟
هناك أصدقاء مقربون وأشخاص اثق بهم يشجعونني ويقفون بجانبي ويتعاملون معي بصدق ولا يخدعونني على رأس هؤلاء والدتي التي غرست فيّ الثقة بالنفس بعد أن تركنا والدي منذ كنت طفلاً وأسّس أسرة بعيداً عنا وهي دوماً تشجعني وأنا أستأنس برأيها في حياتي ، فلا يمكن أن أقوم بعمل أغنية تكون هي غير راضية عنها, كما أعتبرها أهم شخص في حياتي على الإطلاق فقد عشنا أنا وهي أياماً صعبة حتى أنني كنت لا أجد أجرة المواصلات.
وفي أحد الأيام أمضيت ليلة في احدى المقاهي أمام منزل أحد المنتجين لأنني كنت على موعد معه في اليوم التالي ولم يكن لديّ أجرة المواصلات التي يمكن أن أعود بها للمنزل، وبعدها عندما رويت لأمي الموقف بكينا معاً لكننا كنا مع ذلك واثقين من أن الله سبحانه وتعالى سيعوّضنا خيراً، وغير ذلك مواقف كثيرة عشناها سوياً وما زالت تعيش في وجداني.
والدي تخلى عني منذ الطفولة
على ذكر والدك قد تعرّض في الفترة الأخيرة لحادث سيارة مؤلم والبعض توقع أنك قد تتجاهل الموقف لكنك فاجأت الجميع وذهبت واستقبلته لدى خروجه ومعه زوجته وابنه منها, حدثنا عن هذا الموقف؟
طبعاً ذهبت اليه فور علمي بالأمر وكنت سعيداً بلقائي مع اخي الصغير ولم اكن أرغب في أن يتم تسريب الصور إلى وسائل الاعلام لأن الأمر خاص بي والحمد لله فقد مرّ الحادث على خير.
في النهاية هو والدي رغم أنه تركنا وسافر إلى لندن منذ أن كان عمري سبع سنوات ثم تزوج بأخرى واستقر في سوريا لكنني أنا من بحثت عنه فيما بعد, وأعلم أنه كان سعيداً بنجاحي والمفاجأة أنه كان يشاهد صوري وأعمالي الناجحة خصوصاً في بدايتي ويستمع إلى أغنياتي لكنه لم يكن يعلم أن هذا المطرب هو ابنه الذي لم يره منذ أكثر من عشرين عاماً لكنني بمجرّد أن رأيته نسيت كل شيء وكنت سعيداً أنني بجوار والدي ثانيةً وسعيد أكثر أنه وجدني ناجحاً ولست بحاجة لأحد.
أثار تصريحك الأخير بأنك سوف تعزل الغناء قبل بلغك الخمسين عاماً جدلاً كبيراً والبعض فسّره على أنك تنتقد نجوم كثيرين ممن بلغوا هذا السن ولم يتوقفوا عن الغناء وعلى رأسهم عمرو دياب؟
ليس لي دخل بمن يفهم كلامي على نحو خاطئ ولا أقصد من كلامي أحداً, فكل ما في الأمر وكما قلت أنني أريد أن أترك النجومية قبل أن تتركني هي فهذه قناعتي الخاصة ولم أطالب أحد من زملائي باحترافها فقد اتخذت قراراً شخصياً بالاعتزال قبل أن أصبح على عتبة الخمسين.
طموحاتي الفنية أولاً
هذا يعني أنك سوف تحاول تحقيق جميع مشروعاتك الفنية والاجتماعية في وقت قريب؟
صحيح فأنا أضع خططاً مدروسة لكل حلم من أحلامي سواء الغنائية أو التمثيلية وإن كان المقصود من السؤال هو الارتباط العاطفي فسوف يتأجل بعض الشيء حتى أنتهي من تحقيق طموحاتي الفنية أولاً.
ومن يعلم قد لا أنجح في إيجاد فتاة أحلامي لأن الله لا يعطي للإنسان كل شيء فقد أكون فناناً ناجحاً لكن حياتي الخاصة فيها بعض الفشل.
كما تم انتقادك بشدة مؤخراً بعد أن صرّحت أنك لن تدلي برأيك في مرشحي الرئاسة لأن الثمانين مليون مصري سوف يمشون وراء كلامك وأنت لا يمكنك أن تتحمّل مسؤولية كهذه, الكلام الذي وصفه البعض بأنه كلام مغرورين فما تعليقك؟
لم أقصد هذا الكلام تحديداً فما قلته أن البعض ممن يحبونني قد يمشون وراء كلامي عن غير وعي منهم وقد أتحمّل أنا فيما بعد مسؤولية لست مؤهلاً لها.
وعموماً أحب أن أحتفظ بمثل هذه الآراء لنفسي فوظيفتي أن أمتع الناس وفي السياسة هناك من هم أجدر مني في الحديث عنها.
في النهاية ندمت على هذا التصريح الذي أساء كثيرون فهمه.
ومع النجم "تامر حسني" ينتهي اللقاء الا ان الأسئلة ما زالت أكثر سخونة ولكننا اكتفينا بهذا القدر مع النجم العربي المتألق.
Comment