طرابلس تكرّم وديع الصافي في "مركز الصفدي الثقافي"
25 أيار 2010
"عملاق من بلادي، من بلاد الأرز، من نيحا الشوف يحل في طرابلس أهلاً ويطأ سهلاً، فتميد الفيحاء كبراً وفخاراً وتتساءل: من ذا الذي يتوجني ملكة على عرش الفن والجمال، وأنا التي وسموني بمدينة العلم والعلماء، ... فإذا بطرابلس هي المكرّمة بتكريمه". بهذه العبارات رحّبت "مؤسسة الصفدي" بفنان الوطن والتراث العربي العملاق وديع الصافي، في الحفل التكريمي الذي دعت إليه بالتعاون مع "المعهد الوطني العالي للموسيقى-الكونسرفتوار"، وأحيته فرقة كورال وأوركسترا المعهد بقيادة السيدة عايدة شلهوب. وبما تحمله هذه الكلمات من معانٍ، كانت الحفاوة بالمكرّم من الحضور الذي احتشد حتى غصّت به قاعة مسرح "مركز الصفدي الثقافي". وحضرت رئيسة "مؤسسة الصفدي" السيدة منى الصفدي لتشارك في تكريم الفنان وديع الصافي، ولتقلده درع "المؤسسة" تقديراً لعطاءاته وعرفاناً بمزاياه الفنية التي لا مثيل لها في تاريخ الفن الأصيل، وردّ الفنان وديع الصافي التحية إلى طرابلس وأهلها، فاختتم الحفل بصوته الرخيم الجهوري الذي لم يشخ مع تقدم السنين، وبدبكته المميزة التي صفق لها الحضور بشدة. كما حضر الحفل مدير الكونسرفتوار الدكتور وليد غلمية ممثلاً بالسيد وضاح الجم، وعائلة الفنان الصافي ومحبوه وجمهوره العريض الذي تنوع من كافة الأعمار والفئات.
كلمة مؤسسة الصفدي
بعد النشيد الوطني، افتتحت الأمسية بكلمة لمؤسسة الصفدي ألقاها الدكتور مصطفى الحلوة، مرحباً بالفنان الكبير حيث قال: "هو الوديع الصافي يحلّ في طرابلس لتحتفي به أحدَ عمالقة الفن الأصيل،... ومن عجب، كيف لمدينةٍ أن تكرّم عملاقاً بحجم وطن؟ وكيف لمدينةٍ أن تسَعَ وطناً ؟! ... فلعبةُ التكريم مع الوديع تنقلبُ اليوم رأساً على عقِب؛ فإذا بطرابلس هي المكرّمةُ بتكريمه!". وقال: "أبا فادي، "يا مُرسِلَ النغم الحنون" بداياتٍ، يا مُدْهشنا بـ" عاللوما اللوما اللوما" ، يا مُعيد الاعتبار إلى الأصالة اللبنانية، يا مالكاً لُبَّ قيصر الطربِ العربي محمد عبد الوهاب وهو يستمع مسحوراً إلى "ولوّاك"، يا منشئ " المدرسة الصافية" في الأغنية الشرقية، يا صاحب السجل الفني الذي يضم بين دفّتيه بضعة آلاف من الأغنيات وما ينوف على مائة مهرجان - وأعمدة بعلبك وقصر بيت الدين ودير القمر شواهد-، يا مالئ دُنيا لبنان والعرب وما وراء البحار... هي مسيرتُك التي ترقى إلى سبعة عقودٍ من العطاء الذي يشع شمساً لا تغيب! تأكَّد يا أبا فادي أن فنّك عاصٍ على الموت لأنه الجوهر....".
وأضاف الحلوة: "أبا فادي، تربّعت على عرش الغناء العربي، حملت لبنان إلى أربع جهات الأرض فكانت سلسلةٌ من مناسبات التكريم ومجموعةٌ من الأوسمة مُنحتَها من لدن أعلى المرجعيات الرسمية في لبنان وخارجه. وإننا ، إذ نكرّمك اليوم- وأنت الغني عن التكريم- فتعبيراً عن عظيم محبتنا لك وعن وفائنا لفنّك وتقديراً لما خلّدتهُ في تراثنا الغنائي العربي". وختم حلوة: "إننا في "مؤسسة الصفدي"، إذ نتشارك مع المعهد الوطني العالي للموسيقى، المرجعية الموسيقية الأولى في لبنان، نُقَدِّر عالياً كورال وأوركسترا هذا المعهد الزاهر، بقيادة السيدة عايدة شلهوب، كما نثمّن جهود المغنين والأساتذة العازفين الذين يستعيدون، بالصوت والنغم، محطاتٍ هامة من مسيرة المكرَّم الفنية. إننا، في "مؤسسة الصفدي"، وفي طرابلس الفيحاء، إذْ نُحْيي هذه التظاهرة الفنية الرائعة، فمن منطلق انحيازنا إلى الفن اللبناني الأصيل وإلى مُبدعيه ومريديه، ومن موقع الإيمان بالدور الذي يؤديه هذا الفن في ترقية الأذواق وفي مواجهة موجات الفن الهابط والرخيص التي تدهمنا من كل فجٍ عميق".
كلمة الكونسرفتوار
ثم ألقى وضاح الجم كلمة مدير الكونسرفتوار الدكتور وليد غلمية، فقال: "إنه وديع الصافي، هو الغناء اللبناني المتفوق، لولا صوته لكانت الأغنية اللبنانية في سكة الركاكة والمحدودية". أضاف: "وديع الصافي يختصر في غنائه ثلاثة أقانيم هي الأساس في الغناء العربي كله: التنغيم السرياني، التنغيم البيزنطي، الترتيل والتجويد القرآني، وبضاف إليها التراث الفولكلوري والتراث العربي التقليدي من موشحات وارتجالات في الموال". وقال: "صوت وديع الصافي أمنية تتحقق لدى المستمع". وختم موجهاً الشكر لمؤسسة الصفدي ورئيستها السيدة منى الصفدي على الرعاية على ما تقدمه المؤسسة من دعم للكونسرفتوار، وموجهاً التحية إلى الأستاذ عايدة شلهوب والأساتذة العازفين وطلاب المعهد في القسم الشرقي على الجهود المبذولة لإنجاح الحفل.
الحفل الفني
وكان الحفل افتتح بأغنتيتين أرادهما الفنان انطوان وديع الصافي تحية وفاء إلى والده المكرّم، مستهلاً الكلام بالقول: "الإيمان بوديع الصافي هو الإيمان بلبنان"، ثم غنى قصيدة للشاعر الشمالي جوزيف موسى الذي حضر الامسية الفنية تروي مأساة شاب ضاعت منه حبيبته، فتأثر الحضور بصوته المليء بالشجن، ولعزفه الجميل على العود. ثم أتبعها بأغنية "وينك يا حبيبي"، ووجه الشكر إلى مؤسسة الصفدي والكونسرفتوار وطرابلس الفيحاء.
ثم اعتلت فرقة كورال وأوركسترا المعهد الوطني العالي للموسيقى بقيادة السيدة عايدة شلهوب التي برعت مع الفرقة في تقديم برنامج الحفل بمهنية وإتقان، فقدموا "ويلي لو يدرون، جنات ع مد التنظر، كروم وغنيات)، ثم غنى الفنان جورج حداد بصوته القوي والأصيل "زهر يا صيف" مع المجموعة، و"حبي اللي تركني وراح"، وغنى صولو أجمل ما أغنيات وديع الصافي "يا أختي نجوم الليل"، و"طير الطاير" و"وفوق سطوح ضيعتنا" مع المجموعة.
"عملاق من بلادي، من بلاد الأرز، من نيحا الشوف يحل في طرابلس أهلاً ويطأ سهلاً، فتميد الفيحاء كبراً وفخاراً وتتساءل: من ذا الذي يتوجني ملكة على عرش الفن والجمال، وأنا التي وسموني بمدينة العلم والعلماء، ... فإذا بطرابلس هي المكرّمة بتكريمه". بهذه العبارات رحّبت "مؤسسة الصفدي" بفنان الوطن والتراث العربي العملاق وديع الصافي، في الحفل التكريمي الذي دعت إليه بالتعاون مع "المعهد الوطني العالي للموسيقى-الكونسرفتوار"، وأحيته فرقة كورال وأوركسترا المعهد بقيادة السيدة عايدة شلهوب. وبما تحمله هذه الكلمات من معانٍ، كانت الحفاوة بالمكرّم من الحضور الذي احتشد حتى غصّت به قاعة مسرح "مركز الصفدي الثقافي". وحضرت رئيسة "مؤسسة الصفدي" السيدة منى الصفدي لتشارك في تكريم الفنان وديع الصافي، ولتقلده درع "المؤسسة" تقديراً لعطاءاته وعرفاناً بمزاياه الفنية التي لا مثيل لها في تاريخ الفن الأصيل، وردّ الفنان وديع الصافي التحية إلى طرابلس وأهلها، فاختتم الحفل بصوته الرخيم الجهوري الذي لم يشخ مع تقدم السنين، وبدبكته المميزة التي صفق لها الحضور بشدة. كما حضر الحفل مدير الكونسرفتوار الدكتور وليد غلمية ممثلاً بالسيد وضاح الجم، وعائلة الفنان الصافي ومحبوه وجمهوره العريض الذي تنوع من كافة الأعمار والفئات.
كلمة مؤسسة الصفدي
بعد النشيد الوطني، افتتحت الأمسية بكلمة لمؤسسة الصفدي ألقاها الدكتور مصطفى الحلوة، مرحباً بالفنان الكبير حيث قال: "هو الوديع الصافي يحلّ في طرابلس لتحتفي به أحدَ عمالقة الفن الأصيل،... ومن عجب، كيف لمدينةٍ أن تكرّم عملاقاً بحجم وطن؟ وكيف لمدينةٍ أن تسَعَ وطناً ؟! ... فلعبةُ التكريم مع الوديع تنقلبُ اليوم رأساً على عقِب؛ فإذا بطرابلس هي المكرّمةُ بتكريمه!". وقال: "أبا فادي، "يا مُرسِلَ النغم الحنون" بداياتٍ، يا مُدْهشنا بـ" عاللوما اللوما اللوما" ، يا مُعيد الاعتبار إلى الأصالة اللبنانية، يا مالكاً لُبَّ قيصر الطربِ العربي محمد عبد الوهاب وهو يستمع مسحوراً إلى "ولوّاك"، يا منشئ " المدرسة الصافية" في الأغنية الشرقية، يا صاحب السجل الفني الذي يضم بين دفّتيه بضعة آلاف من الأغنيات وما ينوف على مائة مهرجان - وأعمدة بعلبك وقصر بيت الدين ودير القمر شواهد-، يا مالئ دُنيا لبنان والعرب وما وراء البحار... هي مسيرتُك التي ترقى إلى سبعة عقودٍ من العطاء الذي يشع شمساً لا تغيب! تأكَّد يا أبا فادي أن فنّك عاصٍ على الموت لأنه الجوهر....".
وأضاف الحلوة: "أبا فادي، تربّعت على عرش الغناء العربي، حملت لبنان إلى أربع جهات الأرض فكانت سلسلةٌ من مناسبات التكريم ومجموعةٌ من الأوسمة مُنحتَها من لدن أعلى المرجعيات الرسمية في لبنان وخارجه. وإننا ، إذ نكرّمك اليوم- وأنت الغني عن التكريم- فتعبيراً عن عظيم محبتنا لك وعن وفائنا لفنّك وتقديراً لما خلّدتهُ في تراثنا الغنائي العربي". وختم حلوة: "إننا في "مؤسسة الصفدي"، إذ نتشارك مع المعهد الوطني العالي للموسيقى، المرجعية الموسيقية الأولى في لبنان، نُقَدِّر عالياً كورال وأوركسترا هذا المعهد الزاهر، بقيادة السيدة عايدة شلهوب، كما نثمّن جهود المغنين والأساتذة العازفين الذين يستعيدون، بالصوت والنغم، محطاتٍ هامة من مسيرة المكرَّم الفنية. إننا، في "مؤسسة الصفدي"، وفي طرابلس الفيحاء، إذْ نُحْيي هذه التظاهرة الفنية الرائعة، فمن منطلق انحيازنا إلى الفن اللبناني الأصيل وإلى مُبدعيه ومريديه، ومن موقع الإيمان بالدور الذي يؤديه هذا الفن في ترقية الأذواق وفي مواجهة موجات الفن الهابط والرخيص التي تدهمنا من كل فجٍ عميق".
كلمة الكونسرفتوار
ثم ألقى وضاح الجم كلمة مدير الكونسرفتوار الدكتور وليد غلمية، فقال: "إنه وديع الصافي، هو الغناء اللبناني المتفوق، لولا صوته لكانت الأغنية اللبنانية في سكة الركاكة والمحدودية". أضاف: "وديع الصافي يختصر في غنائه ثلاثة أقانيم هي الأساس في الغناء العربي كله: التنغيم السرياني، التنغيم البيزنطي، الترتيل والتجويد القرآني، وبضاف إليها التراث الفولكلوري والتراث العربي التقليدي من موشحات وارتجالات في الموال". وقال: "صوت وديع الصافي أمنية تتحقق لدى المستمع". وختم موجهاً الشكر لمؤسسة الصفدي ورئيستها السيدة منى الصفدي على الرعاية على ما تقدمه المؤسسة من دعم للكونسرفتوار، وموجهاً التحية إلى الأستاذ عايدة شلهوب والأساتذة العازفين وطلاب المعهد في القسم الشرقي على الجهود المبذولة لإنجاح الحفل.
الحفل الفني
وكان الحفل افتتح بأغنتيتين أرادهما الفنان انطوان وديع الصافي تحية وفاء إلى والده المكرّم، مستهلاً الكلام بالقول: "الإيمان بوديع الصافي هو الإيمان بلبنان"، ثم غنى قصيدة للشاعر الشمالي جوزيف موسى الذي حضر الامسية الفنية تروي مأساة شاب ضاعت منه حبيبته، فتأثر الحضور بصوته المليء بالشجن، ولعزفه الجميل على العود. ثم أتبعها بأغنية "وينك يا حبيبي"، ووجه الشكر إلى مؤسسة الصفدي والكونسرفتوار وطرابلس الفيحاء.
ثم اعتلت فرقة كورال وأوركسترا المعهد الوطني العالي للموسيقى بقيادة السيدة عايدة شلهوب التي برعت مع الفرقة في تقديم برنامج الحفل بمهنية وإتقان، فقدموا "ويلي لو يدرون، جنات ع مد التنظر، كروم وغنيات)، ثم غنى الفنان جورج حداد بصوته القوي والأصيل "زهر يا صيف" مع المجموعة، و"حبي اللي تركني وراح"، وغنى صولو أجمل ما أغنيات وديع الصافي "يا أختي نجوم الليل"، و"طير الطاير" و"وفوق سطوح ضيعتنا" مع المجموعة.
Comment