" عزيز قولنج "
الذي نحته المسرح يتجه بقوة نحو العالمية
طفولته كان المسرح شغفه، فهو عائلته، تربى على أضوائه وألوانه وخشبته، فكان حلمه الذي تحقق باكرا ولم يزل إلى الآن حلمه الأجمل الذي يسعى إليه منذ أن اعتلى أوّل مرّة خشبة المسرح في سنواته الأولى مع والده الفنان اسكندر قولاج مرورا بدراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية وإخراجه للعديد من المسرحيات على خشبة مسرح سيدة دمشق،إلى الآن وهو يشارك في مشروع مسار للأطفال..
"عزيز قولاج" ضيف موقع: شبكة أصدقاء يسوع يحدثنا عن تفاصيل كثيرة في حياته المهنية والخاصة لنصل معا إلى تجربة غنية من فنان سوري شاب..بطولة أول أوبرا في سورية وحلم يتحقق
كانت نقطة فاصلة في حياته المهنية عندما اختير لبطولة أول أوبرا في سورية فكان السوري الوحيد الذي اختارته اللجنة عام 1995، أكسبته تلك التجربة ثقة قوية بنفسه وبالوقت ذاته أضغان الكثيرين، وتابع مسيرته دون أن يلتفت إلى الوراء بل تقدم بخطى ثابته أهّلته لأن يخرج العديد من المسرحيات ويدرّب على تمثيلها، وهو الآن يشارك مع مشروع مسار لتدريب الأطفال على التمثيل يقول عن تجربته: "قبل العمل في مشروع مسار كنت قد بدأت مع عدد من المدارس في تدريب الأطفال على التمثيل وأؤكد هنا أهمية وجود هكذا مادة في المناهج الدراسية فهي تساعد الأطفال على سرعة الحفظ والتركيز وتوقد الذهن وهذه مادة مهمة جدا في المعهد، وهي كي يستطيع الممثل التركيز على دوره، ومن هنا كانت أهمية مشروعي مع مسار لدعم أطفال سورية في القيام بمسرح من تأليف وتمثيل الأطفال، وهو مشروع قابل للتطوير مع أكثر من محافظة في سورية".
مسرحيات عديدة على خشبة سيدة دمشق
وقد عمل الفنان قولاج على إخراج وتأليف العديد من المسرحيات تحكي مشاكل الشباب والمجتمع بأسلوب مبسط وباللهجة المحكية لتكون أكثر قربا من الجميع وكان بالإضافة إلى الإخراج يقوم بتدريب الفنانين والشباب على التمثيل فيها ليقدمها بدون مقابل على مسرح كنيسة سيدة دمشق ليذهب ريعها جميعها إلى الأعمال الخيرية فيقول:"أخرجت ثماني مسرحيات بشكل تطوعي ريعهم للجمعيات الخيرية، وكان ذلك في رعية سيدة دمشق والكوليجون وإيمان ونور، وكانت المسرحيات تؤلف ونتدرب عليها ويتم اخراجها خلال أسابيع لتقدم على مسرح يتسع لأكثر من خمسمئة شخص ولتمتلئ الصالة على مدى أيام العرض ليقول الجميع نعم لمسرح يقدم شيئا مميزا نعم للفن عندما تكسر عنه قوالب المصلحة المادية والأنانية، كنت أترك عملي بالإذاعة كي أذهب إلى البروفة المسرحية والتي بدون مقابل، حبي للمسرح هو الدافع الأكبر للعطاء بدون توقف"
من جملة واحدة صنع مشهداً كاملاً مدته ثلث ساعة
بالرغم من المصاعب التي واجهته استطاع أن يحفر في الذاكرة الكثير من الأعمال القوية فهو ذو موهبة أصيلة استطاع بها أن يكسر حواجزا صعبة يقول عن إحدى معاركه في إثبات الذات:" بالسنة الثالثة أعطوني دورا صغيرا جملة واحدة صغيرة وضعتني في منطقة حساسة كيف سأثبت موهبتي وكيف سأقدم نفسي في جملة قصيرة؟ وهنا أعطاني الفنان الكبير غسان مسعود حينها ضوءاً أخضر لأفعل بهذه الجملة ما أريد فلعبت بالجملة ولوّنت فيها لتمتد حتى ثلث ساعة وهنا كان لي صدى في مسرحية لي دور صغير فيها لا يتجاوز الجملة، علمتني تلك التجربة أن لا أيأس أمام أي صعوبة فالمحاولة هي أساس النجاح".
التلفزيون من خلال الكواسر
فور تخرجي من المعهد شاركت بمسلسل الكواسر ومن ثم في مسلسل الخوالي وبدأت الضغينة من الفنانين لماذا تم اختياري دون غيري؟، وبدأت الإشاعات حولي التي صدمتني ،لكن الحمدلله أن مورد رزقي لم يكن من الفن لأني لم أستطع التأقلم مع عالم الشللية وبالتالي أثر هذا على عملي وأصبحت بالكاد أحصل على عمل بالتلفزيون. لكن هذا لم يحدّ من حبي للفن ومن عملي في المسرح ومع الأطفال حيث أني كل يوم أثبت نفسي كفنان وإنسان".
حب الفنان عزيز قولنج للمسرح دفعه لأن يضع إصبعه على الجرح فيقول:"الفنان الحقيقي هو فنان مسرحي بالدرجة الأولى لكن يوجد مشكلة عندنا بطريقة الدعم الإداري والإعلامي، يحق لي أن أخرج مسرحية بالعام، وفي مديرية المسارح اقترحنا آلية عمل جديدة، لكنهم لا يريدون يوجد إشكالية لا أحد يعرف ما سببها، يوجد الكثير من الممثلين عاطلين عن العمل ويرغبون في العمل المسرحي لكن لا أحد يهتم، النقابة تريد الضريبة والشركة العامة للإعلام كلهم يريدون المشاركة في المسرحية التي تقدم وهي بحدّ ذاتها لا توفي احتياجاتنا، في النقابة مشاكل كثيرة، نحن عندنا مشاكل حقيقية في الفن من حيث النقابة، حتى الكومبارس في مصر هم من النقابيين، ونحن عندنا ما يضعف أعمالنا الكومبارس الذين يأتون من هنا وهناك مع أنه يوجد الكثير من الفنانين الخريجين الذين يحتاجون لأية فرصة ولو أنه كومبارس، يجب أن تتغير آلية العمل في نقابة الفنانين"
توما في عزيز قولنج يختبر الله بنفسه
ظروف كثيرة أبعدت عزيز عن الإيمان بالله بالرغم من أنها لم تؤثّر على إنسانيته وحبه للآخرين، لكنه كان مثل توما لم يؤمن حتى لمس وجود الله بيديه حول تلك اللحظات التي قلبت موازين حياته يقول:" منذ تربيتي اختلطت مع الأديان الثلاث وعشت مع الأنماط المختلفة وعندما دخلت إلى المعهد العالي للفنون المسرحية تعرّفت إلى عالم آخر يؤمن بالمادية والوجودية حتى تيقنت حينها أن الله غير موجود وهنالك فرقاً بين الإنسانية والإيمان بالله فكنت إنسانياً ومعطاءً لكني غير مؤمن بوجود الله إلى أن حدثت معي قصة غريبة قلبت موازيني وأعادتني إلى الله فقد كنت عائدا من لبنان على طريق زحلة في سيارة أجرة وكنت أجلس بقرب السائق ومن خلفي كاهن وشاب تحدثنا قليلاً إلى أن وصل الحديث بيني وبين الكاهن عن الإيمان فقلت له إني لا أؤمن فان كان الله موجود فليرني نفسه وهنا قال لي الكاهن إن كنت تريد رؤية الله انظر إلى الأمام!! وإذ بقاطرة ومقطورة تمر مسرعة أمام السيارة وكانت سرعة سيارتنا 140 فارتطمنا بها لكن شيئا لم يحدث فقد كنت كأني مثبتا بالكرسي كأن أحداً ما قد شدني إلى الوراء !!! جميع من شاهد الحادث اعتقد أننا متنا لكن بذهول كنا جميعا سليمين وكأن شيئا لم يحدث قال لي حينها الكاهن: هل رأيت الله؟
وفي اختبار آخر كنت أقوم بمسرحية فاوست صار عندي إصرار أن الشيطان ينتصر وهذا ما كنت سأقدمه بالعمل المسرحي الذي لم ننتهي بعد من إنجازه فقد وصلنا إلى يوم العرض والفصل الثاني من المسرحية لم يكتب بعد وكان ريع العمل سيقدم إلى المحتاجين كعادة أعمالنا وهنا توجهت إلى الله قائلا قد حدثت معي معجزة ذات يوم أريني مثلها وساعدني لإنجاز العمل ولم أعرف حينها كيف كتبنا النص الباقي وتدربنا على تمثيله وأخرجناه ليقدم في اليوم التالي الذي لم يكن حينها يوماً عادياً فقد حضر العديد من الإعلاميين والفنانين كأنهم مدعوون بطريقة ما وقدمنا العمل الذي نجح وجود الله فيه فانتصر الخير على الشر في هذه المسرحية التي كانت مهيأة لينتصر الشيطان.
اختباران في حياتي ردوني إلى الإيمان بالله بالإضافة إلى أني كنت أجد جوابا لجميع أسئلتي في الكتاب المقدس وتعمقت في قراءاتي التي جعلت مني إنسانا مختلفا نفسه الذي يعطي بلا حدود لكن بوجود الله في الروح والعقل والقلب الذي يشدّد العزم ويقوّي الإرادة".
تعرفنا على الفنان عزيز قولنج من خلال عدد من المحاور, وهذه عناوين لبعض الأعمال التي قدّمها إلى الآن:
أهمّ الأعمال المسرحية (تمثيلاً ):
1-بطولة تمثيلية في أول أوبرا سورية بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني عام 1995 بعنوان : دايدوا وإينياس من تأليف هنري بورسيل، وإخراج المخرجة البريطانية كارولين شارمان وقيادة الأوركسترا لصلحي الوادي.
2- أول حفل راقص شباب وبنات لمدرسة البالية بمشاركة المعهد العالي للفنون المسرحية
3- مسرحية ميديا سنة 1995 إخراج : مانويل جيجي.
4- يوم المسرح العالمي سنة 1994 إخراج : عجاج سليم.
5- يوم المسرح العالمي سنة 1995 إخراج : مانويل جيجي.
6- مسرحية حيوانات الغابة للأطفال 1996 إخراج : مانويل جيجي.
7- مسرحية رحلة العودة الطويلة سنة 1997 إخراج : غسان مسعود.
8- مسرحية الجريمة والعقاب 1998 إخراج : المخرج الروسي فيودور.
9- مسرحية العرس سنة 1998 إخراج : المرحوم عوني كرومي.
10- مسرحية يقظة الربيع سنة 2000 إخراج : رياض عصمت.
11- مسرحية فارس الأيام الحزينة 2008 إخراج : مانويل جيجي
أهمّ الأعمال المسرحية (إخراجاً و تأليفاً):
1- مسرحية فندق أبو العز عام 1997 .
2- مسرحية الضيعة عام 1998 .
3- مسرحية مخرج فاشل ( عن شي فاشل ) عام 1999 .
4- مسرحية لا أحد بريء ( عن مسرحية زيارة السيدة العجوز ) عام 2001 .
5- مسرحية رحلة شيطانية ( عن فاوست ) عام 2002 .
6- مسرحية رجال من ورق ( عن فتى الغرب اللعوب ) عام 2003 .
7- مسرحية شبح 48 عام 2005 .
8- مسرحية عودة البطل عام 2005 .
9- مسرحية أصدقاء الشمس للأطفال 2009.
أهمّ الأعمال التلفزيونية:
1- الكواسر .
2- مرايا 2000- 2001- 2002-2003 .
3- قطوف من الرفوف .
4- الخوالي .
5- ذي قار .
6- سحر الشرق .
7- فيلم وثائقي عن الايدز .
8- مسلسل الطارق وهو مشترك مع مصر.
9- تمر حنة .
10- البصير .
11- الزيزفون .
12- ومضات من تاريخنا .
أهمّ الأعمال التلفزيونية ( مخرج مساعد ):
1- الفيلم التلفزيوني لقمة عسيرة الهضم
2- التحضير لفلم تلفزيوني جديد وثلاثية
3- التحضير لمسلسل 30 حلقة من إخراج المخرج حميد الحويج
أهمّ الأعمال الإذاعية:
1- تمثيليات أسبوعية للفلاحين .
2- تمثيليات أسبوعية للعمال .
3- تمثيليات أسبوعية للأطفال .
4- دراما القرن العشرين .
5- شخصيات تاريخية .
6- تمثيلية الأسبوع .
7- ظواهر مدهشة .
8- حكم العدالة .
أعمال الدوبلاج :
1- مسلسل ستالين و مجموعة أخرى من المسلسلات الدرامية لصالح التلفزيون العربي السوري.
Comment