ماجدة الرومي: "أقدس القرآن وأحفظ العديد من الآيات"..
الجلوس مع ماجدة الرومي حالة خاصة تأخذك إلى عالم بعيد عن الواقع، تماما كما تطير بك حين تغني بجوارحها وتخلق جوا ساحرا في حفلاتها لتأخذك إلى عالم ملائكي. تتحدث عن الحياة بلحن إنساني خالد تعزف سمفونيته بكلمات رقيقة تبعث في داخلك شعورا مختلفا كأنك تتحدث إلى ملاك يعيش على الأرض ويتعذب بما يشاهده من حروب ودمار إلى درجة العجز عن العثور على كلمات يعبر بها عن الألم والحزن الذي يسكن هذا الجسد النحيل الشامخ شموخ أرز لبنان.
كانت المرة الأولى التي ألتقي بماجدة الرومي إلا أن شعورا انتابني بأنني أعرفها منذ زمن ليس بقصير، فصوتها شكل مساحة كبيرة من ذاكرتي الماضية وحفر بها أجمل المعاني الإنسانية كالمحبة، والوفاء، والأرض والسلام، وبعث في داخلي، كما الملايين من الشباب العربي، أبعادا إنسانية مختلفة لحب الإنسان لأخيه الإنسان.. فحياة الجسد فانية والروح هي الخالدة.
وعلى مدى ثلاثين سنة قدمت سفيرة النجوم فنا يخاطب الإنسان بلغة المحبة والسلام، لغة الأشجار والطيور، وبعد أن غنت بيروت ست الدنيا سكنت بيروت داخل كل إنسان عربي ينتمي إلى هذه الأرض المستباحة. ابنة حليم الرومي حضرت إلى دبي لتبعث الأمل في قلوب أطفال التوحد وتمد لهم يد المحبة والسلام ولتطلب أيضا المحبة والسلام للبنان.
قدمت في 1974 باستديو الفن "بحلمك ياحلم لبنان" هل مازال الحلم نفسه أو تغير مفهومه بداخلك؟
حلمي الأكبر هو أن يعم السلام لبنانحلمي الأكبر هو أن يعم السلام لبنان، نحن شعب مل الحروب وتعبنا وقرفنا ووصلنا إلى مرحلة ننشد فيها الرسو على بر أمان، ويظل حلمي الكبير أن يسترجع لبنان الجريح عافيته ويضمد جراحه، وللأسف الشعب اللبناني تعب من التجاذبات السياسية الدخيلة على أرضه وفكره، وتعبنا أيضا من أن نكون مسرحا لحروب الآخرين، وأرضا تفض فيها الحسابات ويتكالب عليها العملاء الدخيلين على المجتمع اللبناني و يدفعون بشبابنا وأطفالنا للموت المجاني، وحلمي يختزل في كلمتين أن يعيش لبنان بسلام ومحبة.
لماذا هذا الكم الكبير من الوجع والألم الذي يسكنك؟
لأني إنسانة وأعتبر نفسي حبة تراب من لبنان سأعود لأكونها في أحد الأيام، لبنان يسكن ماجدة منذ الطفولة الأولى، والذي يحدث في لبنان لايرضي الرب ولا أصحاب الضمائر الحية وأتألم عندما تهان كرامة اللبناني في بلده ويحتاج الناس للخبز وتضيع مصالحهم ويفقدون وظائفهم بسب الحروب والدمار غير المبرر لنا كأفراد لاحول لنا ولاقوة، بداخلي كم كبير من الغضب والنقمة على أعداء السلام والإنسانية، أتوجع عندما أرى لبنان ضعيفا ويستجدي لقمة العيش وهو كله خيرات.
هل تتهمين جهات معينة بالدمار الذي حل بلبنان؟
بالتأكيد هناك أيد خفية وعلنية وراء مايحدث لنا من تهجير وتجويع وقتل جماعي لشبابنا، بالتأكيد زمرة الشر والعملاء الذين يخططون من أجل المحافظة على بعض المصالح الشخصية حتى لو على حساب ضياع الأرض وتدمير البنى التحتية لبلدنا الذي دمرته الحروب وأضعفته منذ عشرات السنين ومازال لبنان ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات، للأسف الكل يستسهل الوضع الهش للبنان، صرنا مناخا مؤاتيا لحروب الآخرين.
تقصدين أن العالم العربي يستهدف أمن لبنان؟
ليس فقط العالم العربي، الدنيا كلها، الجميع مسؤول عن الوضع في لبنان، السياسة الدولية والدول المحيطة والمتآمرون من داخل لبنان، الكل يسهم في تدمير لبنان وإيصال شعبه للهلاك، لدينا أسر مشردة وشباب فقدوا عملهم، لدينا ألوف الشهداء واقتصاد يحتضر.. كلّ هذا لأجل من؟..
أنا كإنسانة أرفض الحرب.. أرفض مبدأ الحرب شكلا وتفصيلا ولكنني مع مناقشة الأوضاع الداخلية وأي اعتراض أو انتقاد يتم داخل المؤسسات الدستورية وداخل مجلس النواب والوزراء لأن الحروب خراب على الشعوب وتجلب الدمار للإنسانية، اجلس مع نفسي ساعات طويلة أبحث عن أجوبة شافية، لماذا تنتهك سيادة لبنان وتنتهك حرمة شعبه ولصالح من أريقت دماء الشهداء وقصفت بيوت المدنيين؟
فعلا لست قادرة على التحمل أكثر، تعبت من هذا الوضع، مللت من التطاول السافر على شعبي الأعزل، أفضل شبابنا في القبور لذلك أعتبرها إهانة لي كمواطنة لبنانية وأعلن موقفي للعالم كله لأدعو جميع الأطراف للعودة إلى الحوار الحضاري والتفاوض ضمن شرعية الدستور ومجلس النواب وبكل حرية وشفافية.
بقاؤك في لبنان فترة القصف الأخير الغاشم على لبنان كان صموداً أم مقاومة؟
انا مع السلام ولست مع الاستسلامكان صعباً علي ترك لبنان، ليس من السهل على البشر ترك بيوتهم لذلك أعتبر نفسي لبنان ولا يهون علي أن أرى لبنان يضرب بهذه الوحشية والمجانية وأترك بيتي وأهلي وأترك الديار التي عشت فيها طفولتي وشبابي .. "إذا تركنا بيوتنا نكون قد قدمنا خدمة للعدو ليستولي على الدار ويمرح فيها".
هل معنى ذلك أنك مع السلام على حساب الكرامة؟
إطلاقا انا مع ترجيح كفة السلام وترجيح العقل في مواضيع الحرب والسلام، لكني لست أبدا مع الاستسلام، أعتقد أن الكثير من الجمهور لا يعرف أني عشت في بيت نصفه فلسطينيون وهم من أهلي وأنا مع القضية الفلسطينية، لكن بحكم أني حضرت مآسي الحرب؛ أتمنى أن لايعيشها أطفال العالم لأن الحرب مؤذية للمشاعر وتعطل حياة البشر، بناء على هذا الموقف أنا مع السلام العادل ومبدأ التفاهم من أجل تقييم الأوضاع وإعادة الحقوق، وليس مع جر البلد للحرب، وبعد كل أزمة سياسية تطلع علينا بعض الأغاني الثورية!
ليس لي علاقة بمن يروجون لفنهم بالمزايدة على أوضاع البلد، وأنا من الفنانين الذين يهتمون بالإنسان، منذ أكثر من 30 سنة ولبنان يعيش الحروب والمآسي منذ عشرات السنين ونعلم أن الفنون تتقدم والحروب بشكل متواز، ووراء كل بندقية صوت أصيل يبعث الأمل ولدينا فنانون خدموا القضايا الإنسانية وبذلوا حياتهم في سبيل ذلك، حدث ذلك في مصر والجزائر والعراق لأن الصوت سلاح يمكن أن نحرك به الضمائر الميتة والنفوس المريضة وفي نفس الوقت نحيي به الأمل لدى المستضعفين بأن عدالة الرب فوق كل شيء.
هل ترى ماجدة ضوءاً في آخر النفق؟
أنا إنسانة مؤمنة ولديها قناعة تامة أن يد الشر مهما علت فإن فوقها يد الخير وفي الكثير من الأحيان تتملكني مشاعر اليأس لكن بعد أن أتوجه لربي وأصلي تنبعث في داخلي مشاعر الأمل في غد جديد يمنح لبنان مستقبلا أفضل، لذلك لدي قناعة بأن الفجر سيأتي على لبنان حتى لو طال الزمان.
تتعالى أصوات تندد بموجة التعري في الفيديو كليب رغم ذلك الحال من سيئ إلى أسوأ، ما تعليقك؟
للأسف .. أصبح الفن ذا طابع تجاري وابتذلت فيه القيم، صار الاتكال على خرق قماش تكشف أكثر ما تستر، ولوحات إغراء فاضحة تقدم إسفافا في الكلمة واللحن من أجل تدمير الثقافات وليس لها انتماء لأمتنا العربية ونحن براء منها لكن هذا لا يمنع من وجود بعض الأصوات التي مازالت تقاوم التيار السائد حاليا وتحرص على احترام الإنسان وتمجيد الأرض، لذلك نتمنى على العابثين بفننا وتراثنا أن يعلموا أن الثقافة والفنون هي واجهة الشعوب للعالم، وماتقدمه فضائياتنا قمة الإسفاف والاستخفاف بحضارتنا العربية وصورة مشوهة عنها.
يتهم الفن اللبناني بأنه أصبح سطحياً ويعتمد على الإثارة ماتعليقك؟
نحن عالم عربي مستهدف في ثرواتنا وفكرناليس عدلا أن نحصر الانحدار الفني في لبنان لأنه ظاهرة عالمية، وحال الأغنية العربية في انحدار متواصل، وأوافقك الرأي أن حيز الحرية في لبنان أكبر من باقي الدول العربية، وللأسف بعض الإعلاميين ومعدي البرامج والمنتجين والفكر الموجه للكم الهائل من الفضائيات يسعون باتجاه الابتذال ومحاولة تثبيت قيم جديدة دخيلة على هويتنا اللبنانية العربية.
سبق أن وجهت أصابع الاتهام لبعض رؤوس الأموال العربية التي تنتج وتروج للفن الهابط وتفرضه على الجمهور هل هذا مخطط له؟ أم سوء تقدير للعواقب؟
نحن عالم عربي مستهدف في ثرواتنا وفكرنا، للأسف بفضل تواطؤ البعض أصبحنا مخترقين، والكثير لا يقدر عواقب تقديم الابتذال لشبابنا، هؤلاء يرتكبون جريمة في حق حضارتنا العربية بتقديم صور مشوهة عن ثقافتنا كشعوب عربية تعتز بالكرامة والأرض والشرف والقيم التي نزلت بالكتب السماوية، وهؤلاء دخلاء علينا.
هل تجدين صعوبة في التعامل مع الجيل الجديد على مستوى اللحن؟
إطلاقا أنا مع منح الفرصة الكاملة للشباب الموهوبين ولن أتردد لحظة في غناء لحن لأي مبتدئ بشرط أن يملك إحساسا وشفافية، وأمنح الأولوية في التعامل مع شباب موهوبين، من الجميل أن نرى إضافاتهم مع التطور الكبير الذي شمل كل مجالات الموسيقى والآلات.
ماذا تضيف لك محبة الناس؟
تمنحني قيمة في حياتي وأحسهم بركة من الله لأن الإنسان الذي يحبه الله يحبب خلقه فيه وحب الجمهور وسام على جبيني طول عمري.
في أكثر من تصريح لك ذكرت أنك معجبة بجمالية اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم ماهي علاقتك بهذا الكتاب السماوي الكريم؟
علاقتي وطيدة بالقرآن الكريم وأضع القرآن الكريم والإنجيل في بيتي ولا أقدر أن أستغني عنهما، أنا من الناس الذين يعشقون سماع أذان الفجر لأنه يرفع معنوياتي، كنت أسكن في طفولتي قرية مسيحية بجانبها قرية مسلمة وكل فجر كان يصلني الآذان وأذكر أن والدتي كانت تحرص على أن أصلي في هذا الوقت وحافظت على هذه العادة حتى اليوم لأنه يعني لي الكثير ولدي قناعة أني خلقت في هذا الكون .
وتحدد لي طريق الإنجيل كطريق للوصول إلى الله، لدي اعتراف تام أن إخواني المسلمين لديهم طريق آخر هو القرآن الكريم يمكن أن يوصلهم لله قبلي والكتب السماوية هي جواز سفر للسماء، لذلك أقدس القرآن وأحفظ منه العديد من الآيات التي تريحني عندما أقرؤها.
حضورك نشاطات إنسانية وحرصك على تلبية حفلات خيرية ماذا يبعث في داخلك؟
سوف أكرس فني وصوتي للأعمال الإنسانية في أي مكان في العالمالحالات الإنسانية كأطفال التوحد يمنحون معنى لعمري وأشعر برضى ربي علي. وأعلن أنني سوف أكرس فني وصوتي للأعمال الإنسانية في أي مكان في العالم لأنها تمنحني السعادة.
حالة السلام الداخلي والشفافية هي وليدة الطفولة أم مرحلة الشباب؟
ماجدة الطفولة تسكن في داخلي لأني عشت طفولتي في ظل لبنان الخير والمحبة، لبنان الطبيعة والأبواب المفتوحة على بعضها، مازلت أحلم بالإيقاع الهادئ لحياة الناس، والصفاء الذي تعكر بدخول لبنان في حروب أهلية دمرت الأخضر واليابس وسرقت أحلامنا وراحة بالنا بآيادي الشر التي استباحت دماءنا، لكني في عز الظلام أتذكر قول إن رحمته عز وجل تصل للجميع وأفكر في الانتدابات الفرنسية والإنجليزية التي ظلت قرونا تستعبد الشعوب وأبدعت في ظلم البشر لكنها انتهت، فلكل ليل آخر.
في كلمتين كيف تصفين الوضع في لبنان ؟
حالة من الهستيريا وكأنهم يعيشون داخل مصحة للمجانين عندما لا يسمع صوت العقل والحكمة .. للأسف هذا حال لبنان الجريح.
الجلوس مع ماجدة الرومي حالة خاصة تأخذك إلى عالم بعيد عن الواقع، تماما كما تطير بك حين تغني بجوارحها وتخلق جوا ساحرا في حفلاتها لتأخذك إلى عالم ملائكي. تتحدث عن الحياة بلحن إنساني خالد تعزف سمفونيته بكلمات رقيقة تبعث في داخلك شعورا مختلفا كأنك تتحدث إلى ملاك يعيش على الأرض ويتعذب بما يشاهده من حروب ودمار إلى درجة العجز عن العثور على كلمات يعبر بها عن الألم والحزن الذي يسكن هذا الجسد النحيل الشامخ شموخ أرز لبنان.
كانت المرة الأولى التي ألتقي بماجدة الرومي إلا أن شعورا انتابني بأنني أعرفها منذ زمن ليس بقصير، فصوتها شكل مساحة كبيرة من ذاكرتي الماضية وحفر بها أجمل المعاني الإنسانية كالمحبة، والوفاء، والأرض والسلام، وبعث في داخلي، كما الملايين من الشباب العربي، أبعادا إنسانية مختلفة لحب الإنسان لأخيه الإنسان.. فحياة الجسد فانية والروح هي الخالدة.
وعلى مدى ثلاثين سنة قدمت سفيرة النجوم فنا يخاطب الإنسان بلغة المحبة والسلام، لغة الأشجار والطيور، وبعد أن غنت بيروت ست الدنيا سكنت بيروت داخل كل إنسان عربي ينتمي إلى هذه الأرض المستباحة. ابنة حليم الرومي حضرت إلى دبي لتبعث الأمل في قلوب أطفال التوحد وتمد لهم يد المحبة والسلام ولتطلب أيضا المحبة والسلام للبنان.
قدمت في 1974 باستديو الفن "بحلمك ياحلم لبنان" هل مازال الحلم نفسه أو تغير مفهومه بداخلك؟
حلمي الأكبر هو أن يعم السلام لبنانحلمي الأكبر هو أن يعم السلام لبنان، نحن شعب مل الحروب وتعبنا وقرفنا ووصلنا إلى مرحلة ننشد فيها الرسو على بر أمان، ويظل حلمي الكبير أن يسترجع لبنان الجريح عافيته ويضمد جراحه، وللأسف الشعب اللبناني تعب من التجاذبات السياسية الدخيلة على أرضه وفكره، وتعبنا أيضا من أن نكون مسرحا لحروب الآخرين، وأرضا تفض فيها الحسابات ويتكالب عليها العملاء الدخيلين على المجتمع اللبناني و يدفعون بشبابنا وأطفالنا للموت المجاني، وحلمي يختزل في كلمتين أن يعيش لبنان بسلام ومحبة.
لماذا هذا الكم الكبير من الوجع والألم الذي يسكنك؟
لأني إنسانة وأعتبر نفسي حبة تراب من لبنان سأعود لأكونها في أحد الأيام، لبنان يسكن ماجدة منذ الطفولة الأولى، والذي يحدث في لبنان لايرضي الرب ولا أصحاب الضمائر الحية وأتألم عندما تهان كرامة اللبناني في بلده ويحتاج الناس للخبز وتضيع مصالحهم ويفقدون وظائفهم بسب الحروب والدمار غير المبرر لنا كأفراد لاحول لنا ولاقوة، بداخلي كم كبير من الغضب والنقمة على أعداء السلام والإنسانية، أتوجع عندما أرى لبنان ضعيفا ويستجدي لقمة العيش وهو كله خيرات.
هل تتهمين جهات معينة بالدمار الذي حل بلبنان؟
بالتأكيد هناك أيد خفية وعلنية وراء مايحدث لنا من تهجير وتجويع وقتل جماعي لشبابنا، بالتأكيد زمرة الشر والعملاء الذين يخططون من أجل المحافظة على بعض المصالح الشخصية حتى لو على حساب ضياع الأرض وتدمير البنى التحتية لبلدنا الذي دمرته الحروب وأضعفته منذ عشرات السنين ومازال لبنان ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات، للأسف الكل يستسهل الوضع الهش للبنان، صرنا مناخا مؤاتيا لحروب الآخرين.
تقصدين أن العالم العربي يستهدف أمن لبنان؟
ليس فقط العالم العربي، الدنيا كلها، الجميع مسؤول عن الوضع في لبنان، السياسة الدولية والدول المحيطة والمتآمرون من داخل لبنان، الكل يسهم في تدمير لبنان وإيصال شعبه للهلاك، لدينا أسر مشردة وشباب فقدوا عملهم، لدينا ألوف الشهداء واقتصاد يحتضر.. كلّ هذا لأجل من؟..
أنا كإنسانة أرفض الحرب.. أرفض مبدأ الحرب شكلا وتفصيلا ولكنني مع مناقشة الأوضاع الداخلية وأي اعتراض أو انتقاد يتم داخل المؤسسات الدستورية وداخل مجلس النواب والوزراء لأن الحروب خراب على الشعوب وتجلب الدمار للإنسانية، اجلس مع نفسي ساعات طويلة أبحث عن أجوبة شافية، لماذا تنتهك سيادة لبنان وتنتهك حرمة شعبه ولصالح من أريقت دماء الشهداء وقصفت بيوت المدنيين؟
فعلا لست قادرة على التحمل أكثر، تعبت من هذا الوضع، مللت من التطاول السافر على شعبي الأعزل، أفضل شبابنا في القبور لذلك أعتبرها إهانة لي كمواطنة لبنانية وأعلن موقفي للعالم كله لأدعو جميع الأطراف للعودة إلى الحوار الحضاري والتفاوض ضمن شرعية الدستور ومجلس النواب وبكل حرية وشفافية.
بقاؤك في لبنان فترة القصف الأخير الغاشم على لبنان كان صموداً أم مقاومة؟
انا مع السلام ولست مع الاستسلامكان صعباً علي ترك لبنان، ليس من السهل على البشر ترك بيوتهم لذلك أعتبر نفسي لبنان ولا يهون علي أن أرى لبنان يضرب بهذه الوحشية والمجانية وأترك بيتي وأهلي وأترك الديار التي عشت فيها طفولتي وشبابي .. "إذا تركنا بيوتنا نكون قد قدمنا خدمة للعدو ليستولي على الدار ويمرح فيها".
هل معنى ذلك أنك مع السلام على حساب الكرامة؟
إطلاقا انا مع ترجيح كفة السلام وترجيح العقل في مواضيع الحرب والسلام، لكني لست أبدا مع الاستسلام، أعتقد أن الكثير من الجمهور لا يعرف أني عشت في بيت نصفه فلسطينيون وهم من أهلي وأنا مع القضية الفلسطينية، لكن بحكم أني حضرت مآسي الحرب؛ أتمنى أن لايعيشها أطفال العالم لأن الحرب مؤذية للمشاعر وتعطل حياة البشر، بناء على هذا الموقف أنا مع السلام العادل ومبدأ التفاهم من أجل تقييم الأوضاع وإعادة الحقوق، وليس مع جر البلد للحرب، وبعد كل أزمة سياسية تطلع علينا بعض الأغاني الثورية!
ليس لي علاقة بمن يروجون لفنهم بالمزايدة على أوضاع البلد، وأنا من الفنانين الذين يهتمون بالإنسان، منذ أكثر من 30 سنة ولبنان يعيش الحروب والمآسي منذ عشرات السنين ونعلم أن الفنون تتقدم والحروب بشكل متواز، ووراء كل بندقية صوت أصيل يبعث الأمل ولدينا فنانون خدموا القضايا الإنسانية وبذلوا حياتهم في سبيل ذلك، حدث ذلك في مصر والجزائر والعراق لأن الصوت سلاح يمكن أن نحرك به الضمائر الميتة والنفوس المريضة وفي نفس الوقت نحيي به الأمل لدى المستضعفين بأن عدالة الرب فوق كل شيء.
هل ترى ماجدة ضوءاً في آخر النفق؟
أنا إنسانة مؤمنة ولديها قناعة تامة أن يد الشر مهما علت فإن فوقها يد الخير وفي الكثير من الأحيان تتملكني مشاعر اليأس لكن بعد أن أتوجه لربي وأصلي تنبعث في داخلي مشاعر الأمل في غد جديد يمنح لبنان مستقبلا أفضل، لذلك لدي قناعة بأن الفجر سيأتي على لبنان حتى لو طال الزمان.
تتعالى أصوات تندد بموجة التعري في الفيديو كليب رغم ذلك الحال من سيئ إلى أسوأ، ما تعليقك؟
للأسف .. أصبح الفن ذا طابع تجاري وابتذلت فيه القيم، صار الاتكال على خرق قماش تكشف أكثر ما تستر، ولوحات إغراء فاضحة تقدم إسفافا في الكلمة واللحن من أجل تدمير الثقافات وليس لها انتماء لأمتنا العربية ونحن براء منها لكن هذا لا يمنع من وجود بعض الأصوات التي مازالت تقاوم التيار السائد حاليا وتحرص على احترام الإنسان وتمجيد الأرض، لذلك نتمنى على العابثين بفننا وتراثنا أن يعلموا أن الثقافة والفنون هي واجهة الشعوب للعالم، وماتقدمه فضائياتنا قمة الإسفاف والاستخفاف بحضارتنا العربية وصورة مشوهة عنها.
يتهم الفن اللبناني بأنه أصبح سطحياً ويعتمد على الإثارة ماتعليقك؟
نحن عالم عربي مستهدف في ثرواتنا وفكرناليس عدلا أن نحصر الانحدار الفني في لبنان لأنه ظاهرة عالمية، وحال الأغنية العربية في انحدار متواصل، وأوافقك الرأي أن حيز الحرية في لبنان أكبر من باقي الدول العربية، وللأسف بعض الإعلاميين ومعدي البرامج والمنتجين والفكر الموجه للكم الهائل من الفضائيات يسعون باتجاه الابتذال ومحاولة تثبيت قيم جديدة دخيلة على هويتنا اللبنانية العربية.
سبق أن وجهت أصابع الاتهام لبعض رؤوس الأموال العربية التي تنتج وتروج للفن الهابط وتفرضه على الجمهور هل هذا مخطط له؟ أم سوء تقدير للعواقب؟
نحن عالم عربي مستهدف في ثرواتنا وفكرنا، للأسف بفضل تواطؤ البعض أصبحنا مخترقين، والكثير لا يقدر عواقب تقديم الابتذال لشبابنا، هؤلاء يرتكبون جريمة في حق حضارتنا العربية بتقديم صور مشوهة عن ثقافتنا كشعوب عربية تعتز بالكرامة والأرض والشرف والقيم التي نزلت بالكتب السماوية، وهؤلاء دخلاء علينا.
هل تجدين صعوبة في التعامل مع الجيل الجديد على مستوى اللحن؟
إطلاقا أنا مع منح الفرصة الكاملة للشباب الموهوبين ولن أتردد لحظة في غناء لحن لأي مبتدئ بشرط أن يملك إحساسا وشفافية، وأمنح الأولوية في التعامل مع شباب موهوبين، من الجميل أن نرى إضافاتهم مع التطور الكبير الذي شمل كل مجالات الموسيقى والآلات.
ماذا تضيف لك محبة الناس؟
تمنحني قيمة في حياتي وأحسهم بركة من الله لأن الإنسان الذي يحبه الله يحبب خلقه فيه وحب الجمهور وسام على جبيني طول عمري.
في أكثر من تصريح لك ذكرت أنك معجبة بجمالية اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم ماهي علاقتك بهذا الكتاب السماوي الكريم؟
علاقتي وطيدة بالقرآن الكريم وأضع القرآن الكريم والإنجيل في بيتي ولا أقدر أن أستغني عنهما، أنا من الناس الذين يعشقون سماع أذان الفجر لأنه يرفع معنوياتي، كنت أسكن في طفولتي قرية مسيحية بجانبها قرية مسلمة وكل فجر كان يصلني الآذان وأذكر أن والدتي كانت تحرص على أن أصلي في هذا الوقت وحافظت على هذه العادة حتى اليوم لأنه يعني لي الكثير ولدي قناعة أني خلقت في هذا الكون .
وتحدد لي طريق الإنجيل كطريق للوصول إلى الله، لدي اعتراف تام أن إخواني المسلمين لديهم طريق آخر هو القرآن الكريم يمكن أن يوصلهم لله قبلي والكتب السماوية هي جواز سفر للسماء، لذلك أقدس القرآن وأحفظ منه العديد من الآيات التي تريحني عندما أقرؤها.
حضورك نشاطات إنسانية وحرصك على تلبية حفلات خيرية ماذا يبعث في داخلك؟
سوف أكرس فني وصوتي للأعمال الإنسانية في أي مكان في العالمالحالات الإنسانية كأطفال التوحد يمنحون معنى لعمري وأشعر برضى ربي علي. وأعلن أنني سوف أكرس فني وصوتي للأعمال الإنسانية في أي مكان في العالم لأنها تمنحني السعادة.
حالة السلام الداخلي والشفافية هي وليدة الطفولة أم مرحلة الشباب؟
ماجدة الطفولة تسكن في داخلي لأني عشت طفولتي في ظل لبنان الخير والمحبة، لبنان الطبيعة والأبواب المفتوحة على بعضها، مازلت أحلم بالإيقاع الهادئ لحياة الناس، والصفاء الذي تعكر بدخول لبنان في حروب أهلية دمرت الأخضر واليابس وسرقت أحلامنا وراحة بالنا بآيادي الشر التي استباحت دماءنا، لكني في عز الظلام أتذكر قول إن رحمته عز وجل تصل للجميع وأفكر في الانتدابات الفرنسية والإنجليزية التي ظلت قرونا تستعبد الشعوب وأبدعت في ظلم البشر لكنها انتهت، فلكل ليل آخر.
في كلمتين كيف تصفين الوضع في لبنان ؟
حالة من الهستيريا وكأنهم يعيشون داخل مصحة للمجانين عندما لا يسمع صوت العقل والحكمة .. للأسف هذا حال لبنان الجريح.
Comment