عندما تصبح الشهرة هدفاً يوصل إليها طريق الفن، تتدخل قيم تحدّد مسار هذا الفن لتضعه في مقامه المناسب، هذا ما يمكن أن نسميه عدلاً ولكن حين نباغت بصوت جميل سلس يتسلل بطريقة بسيطة إلى إحساسنا متجهاً بطريق آخر بعيداً عن زحام الشهرة تغيب مفاهيم العدل أو التفكير فيما يسمى صحيحاً أو خاطئاً لتبقى لنا
النتيجة جميلة واضحة بشخص فنان اختار الأصعب ليقدم شيئاً نتذكره خصوصاً عندما يحمل قيمنا أو أهدافنا أو همومنا الوطنية بطريق ملتزم، هذا ما تعمل عليه الفنانة اللبنانية “مي نصر” والتي زارت سورية مؤخراً في دعوة فنية لها من جمهورها الذي أحبَّها.
الفنانة مي: اتخذت درب الأغنية الملتزمة وهناك من سبقك فيها أمثال أميمة خليل وجوليا بطرس لكن ما الذي سيميّز مي نصر وأين بصمتها؟
أعتقد أن هناك نقطتين تجعلني أتميَّز أولهما أنني أتابع أداء الأغاني الملتزمة من ناحية الوطنية والعاطفية أي المستوى وأنا أحمل الغيتار أو العود بعفوية على المسرح والنقطة الأخرى أنني لم أتفرَّغ للعمل الفني بسبب عملي الحالي الذي برأيي يترابط مع الهدف من تقديمي الأغاني.
لهذا السبب أنت مقلة بأعمالك؟
ممكن.. نعم يتحمَّل الموضوع عدة أسباب أولها الوقت إذ لا يتوفر لي منه الكافي وهنا عملي يتحكم بنسبة والآخر يتعلق بناحية الإنتاج أي السبب المادي فكثيراً ما سئلت عن الأعمال الخاصة التي سأصدرها ولماذا أنا متردّدة ولكني تغلبت على الموضوع بقليل من الجرأة التي عثرت عليها مؤخراً وبقي مفهوم الجرأة متواضعاً فيما يتعلق بالدعم المادي فلم أتجرَّأ أن أحصل على الدعم المادي المطلوب لإنتاج الألبوم.
وما برأيك تفعله شركات الإنتاج اليوم؟
لم أتوجَّه إلى أيٍّ من شركات الإنتاج لأنني أعرف مسبقاً أنهم لن يقبلوا تمويل عمل أنا أحب أن أقدّمه.
لماذا برأيك قد ترفض شركات الإنتاج التعاون مع مي نصر؟
لم يوجَّه لي رفض مباشر لكن أعرف مقدَّماً أن ما أقدم من أغاني ليس مثل مل نسمعه هذه الأيام والتي ترقّص الناس والتي تباع بسرعة وبسرعة أيضاً تقدم له الاستثمارات والترويج، أما نوع الأغاني الملتزمة الذي أقدّمه مثل غيري من الملتزمين مثل زياد سحاب أو ريم بنا وغيرهم كل منهم يتكل على نفسه ويذهب بعيداً عن شركات الانتاج ،فوصلت لقناعة _ ولو تأخرت قليلاً _ بحكم عملي الاستشاري مع عدة جمعيات تنموية مثل (برنامج الأمم المتحدة) والمؤسَّسات التنموية والاجتماعية بالعالم العربي وعلى الرغم من أني لا أتقاضى راتباً شهرياً إلى أنه لابدَّ أن أخطو بنفسي لإنتاج خاص.
هل نستعدُّ لاستقبال عمل خاص وجديد لمي نصر؟
نعم منذ سنة تقريباً أعمل على تحضير ألبوم وسينتهي هذا الشهر وهو ألبومي الأول ومن مادياتي الخاصة التي حصلت عليها من العمل مع الجمعيات التنموية، اعتبره نتيجة جميلة لتعاون فقد تلقيت مساعدات من أصدقاء ليسوا من محترفي الموسيقى عملو معي كمجموعة ، منهم من قدم لي كلام الأغنيات ومنهم من قدم الألحان،
وماذا عن أسلوبك المميز؟
أتابع به أعمالي بنفس الطريقة السابقة ولكن هناك أغنيتين فيه هما بالأصل لحن واحد لأغنية واحدة أعاد الأخوان فريد وماهر الصباغ كتابة كلامها جاءت الأغنيتان بإطار مغاير لما أغني به في العادة بعيداً عن البساطة والغيتار فيدخلها آلات موسيقية متنوّعة.
هل ابتعدت بهاتين الأغنيتين عن الالتزام بالستايل الغنائي الخاص بك تماشياً مع ما نسمع اليوم؟ أم هناك سبب آخر؟
لم أبتعد بل تعمَّدت التنويع في أغنيتين فقط لأنني أحببت ولو أنه أول إصدار لي أحببت أن يسمعني الجمهور بطريقتين مختلفتين ويعطوا رأيهم، أدرك أن هناك من سيعترض، منهم سيحبُّ هذا النوع ومنهم من لن يستسيغ الموسيقى الجديدة التي أظهر بها، لكن الأغنيتين جاءتا بمستوى راقٍ من الموسيقى لم يكونا أغنيات عادية وكلامهما وطني ومهم يحاكي الوضع الحالي وسأصوّر لأحداهما فيديو كليب واسمها “القضية المنسية”.
ما الطريقة التي ترين من المناسب لمي نصر أن تظهر من خلالها بفيديو كليب؟
في “القضية المنسية” الفيديو كليب هو صور للبلد “لبنان” تتماشى مع كلمات الأغنية أنا لا أظهر أبداً في الصور وإنما الحالة التي يرويها الكلام يتمُّ التعبير عنها بأفضل طريقة وهي لقطات عفوية وطبيعية لأماكن لبنانية، أحببت التنويع نعم ودخلت الفيديو كليب لكن ضمن إطار الالتزام وصورتي لم تظهر أبداً في الفيديو كليب لأغنيتي من الألبوم الجديد.
هل تعتقدين أن أداء الأغاني القديمة ضمن هذه الضجة الموسيقية يستطيع صنع اسم فني؟
جميع ما قدَّمت كانت أغاني ليست لي، تعلمتها مثل أغنية “ طريق عيتيت” التي لم يذكر لها أصل قديم وما وصلني أن الكلام كتبه وغناه “وليم نصار” لكنها بالأصل أغنية ليس لها حق معيَّن بالملكية، لحنها عراقي فلكلوري قديم وأنا عندما أدَّيتها أحببت أن أعدلها على طريقة الغناء التي أقدّمها، قدَّمتها كما قدَّمت أغاني فيروز التي يحب الناس أن يسمعوها، وهم يشتاقون لها والضجة الموسيقية التي تحدثت عنها لأغاني نسمعها اليوم ولا نسمعها في اليوم التالي تطغى أحياناً على من هم مثلي لكن يبقى لكل منا جمهوره أينما ذهب.
أريد أن أعرف تقييمك لأنماط موسيقية تقترب من أسلوب فنك بالبساطة مثل ريما خشيش وريم البنى ولينا شاماميان؟
الأسماء الثلاثة مهمة جداً على الصعيد الموسيقى وتتوفر لديهم طاقات صوتية رائعة، بالنسبة لريم البنى وتوجهها الوطني أقدر ما تقدّمه فهي تناضل بصوتها ترفض الواقع والاحتلال وبنفس الوقت تعطي من قلبها ما يقترب من الأمل ليصل بالصوت والكلام والتعبير والأداء وكذلك لينا شاماميان وريما خشيش صحيح لا ينتمون للأغنية الوطنية لكن لديهم إطارهم الخاص الذي يثبت وجودهم بذوق وإحساس.
وعن زيارتك لسورية اليوم؟
لقد أتيت بدعوة من المركز الثقافي بالسلمية لأهالي السلمية بدعم من جمعية أصدقاء السلمية شعبة الهلال الأحمر وجمعية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي وريع هذه الحفلة يعود للجهات المذكورة، وقد تفاجأت بالجمهور المتفاعل في السلمية وتلقيت دعوة من محافظة أخرى في سورية “السويداء” وستأتي في جولة أنظمها بعد حفل إطلاق الألبوم الذي سيتمُّ في بيروت ثم في سورية في نهاية الشهر الجاري .
مي نصر: فنانة لبنانية ملتزمة من قرية عبيه في جبل لبنان من مواليد عام 1965، انتقلت للسكن في لبنان عام 1975 بداية الحرب الأهلية اللبنانية لغاية يومنا هذا. تعمل خبيرة تدريب استشاري مع مؤسسة “ميكروسيرف” لمؤسسات التمويل الأصغر في البلدان العربية.
موسيقياً: تتلمذت على يدَين الموسيقار الراحل الاستاذ زكي ناصيف من حيث تمارين الصوت وتستخدم الأسلوب البسيط في تقديم اغاني ملتزمة لعدد من المطربين مثل فيروز ـ جوليا بطرس ـ أميمة خليل .
منقول : بقلم : هنادي دوارة 04/06/2008
الفنانة مي: اتخذت درب الأغنية الملتزمة وهناك من سبقك فيها أمثال أميمة خليل وجوليا بطرس لكن ما الذي سيميّز مي نصر وأين بصمتها؟
أعتقد أن هناك نقطتين تجعلني أتميَّز أولهما أنني أتابع أداء الأغاني الملتزمة من ناحية الوطنية والعاطفية أي المستوى وأنا أحمل الغيتار أو العود بعفوية على المسرح والنقطة الأخرى أنني لم أتفرَّغ للعمل الفني بسبب عملي الحالي الذي برأيي يترابط مع الهدف من تقديمي الأغاني.
لهذا السبب أنت مقلة بأعمالك؟
ممكن.. نعم يتحمَّل الموضوع عدة أسباب أولها الوقت إذ لا يتوفر لي منه الكافي وهنا عملي يتحكم بنسبة والآخر يتعلق بناحية الإنتاج أي السبب المادي فكثيراً ما سئلت عن الأعمال الخاصة التي سأصدرها ولماذا أنا متردّدة ولكني تغلبت على الموضوع بقليل من الجرأة التي عثرت عليها مؤخراً وبقي مفهوم الجرأة متواضعاً فيما يتعلق بالدعم المادي فلم أتجرَّأ أن أحصل على الدعم المادي المطلوب لإنتاج الألبوم.
وما برأيك تفعله شركات الإنتاج اليوم؟
لم أتوجَّه إلى أيٍّ من شركات الإنتاج لأنني أعرف مسبقاً أنهم لن يقبلوا تمويل عمل أنا أحب أن أقدّمه.
لماذا برأيك قد ترفض شركات الإنتاج التعاون مع مي نصر؟
لم يوجَّه لي رفض مباشر لكن أعرف مقدَّماً أن ما أقدم من أغاني ليس مثل مل نسمعه هذه الأيام والتي ترقّص الناس والتي تباع بسرعة وبسرعة أيضاً تقدم له الاستثمارات والترويج، أما نوع الأغاني الملتزمة الذي أقدّمه مثل غيري من الملتزمين مثل زياد سحاب أو ريم بنا وغيرهم كل منهم يتكل على نفسه ويذهب بعيداً عن شركات الانتاج ،فوصلت لقناعة _ ولو تأخرت قليلاً _ بحكم عملي الاستشاري مع عدة جمعيات تنموية مثل (برنامج الأمم المتحدة) والمؤسَّسات التنموية والاجتماعية بالعالم العربي وعلى الرغم من أني لا أتقاضى راتباً شهرياً إلى أنه لابدَّ أن أخطو بنفسي لإنتاج خاص.
هل نستعدُّ لاستقبال عمل خاص وجديد لمي نصر؟
نعم منذ سنة تقريباً أعمل على تحضير ألبوم وسينتهي هذا الشهر وهو ألبومي الأول ومن مادياتي الخاصة التي حصلت عليها من العمل مع الجمعيات التنموية، اعتبره نتيجة جميلة لتعاون فقد تلقيت مساعدات من أصدقاء ليسوا من محترفي الموسيقى عملو معي كمجموعة ، منهم من قدم لي كلام الأغنيات ومنهم من قدم الألحان،
وماذا عن أسلوبك المميز؟
أتابع به أعمالي بنفس الطريقة السابقة ولكن هناك أغنيتين فيه هما بالأصل لحن واحد لأغنية واحدة أعاد الأخوان فريد وماهر الصباغ كتابة كلامها جاءت الأغنيتان بإطار مغاير لما أغني به في العادة بعيداً عن البساطة والغيتار فيدخلها آلات موسيقية متنوّعة.
هل ابتعدت بهاتين الأغنيتين عن الالتزام بالستايل الغنائي الخاص بك تماشياً مع ما نسمع اليوم؟ أم هناك سبب آخر؟
لم أبتعد بل تعمَّدت التنويع في أغنيتين فقط لأنني أحببت ولو أنه أول إصدار لي أحببت أن يسمعني الجمهور بطريقتين مختلفتين ويعطوا رأيهم، أدرك أن هناك من سيعترض، منهم سيحبُّ هذا النوع ومنهم من لن يستسيغ الموسيقى الجديدة التي أظهر بها، لكن الأغنيتين جاءتا بمستوى راقٍ من الموسيقى لم يكونا أغنيات عادية وكلامهما وطني ومهم يحاكي الوضع الحالي وسأصوّر لأحداهما فيديو كليب واسمها “القضية المنسية”.
ما الطريقة التي ترين من المناسب لمي نصر أن تظهر من خلالها بفيديو كليب؟
في “القضية المنسية” الفيديو كليب هو صور للبلد “لبنان” تتماشى مع كلمات الأغنية أنا لا أظهر أبداً في الصور وإنما الحالة التي يرويها الكلام يتمُّ التعبير عنها بأفضل طريقة وهي لقطات عفوية وطبيعية لأماكن لبنانية، أحببت التنويع نعم ودخلت الفيديو كليب لكن ضمن إطار الالتزام وصورتي لم تظهر أبداً في الفيديو كليب لأغنيتي من الألبوم الجديد.
هل تعتقدين أن أداء الأغاني القديمة ضمن هذه الضجة الموسيقية يستطيع صنع اسم فني؟
جميع ما قدَّمت كانت أغاني ليست لي، تعلمتها مثل أغنية “ طريق عيتيت” التي لم يذكر لها أصل قديم وما وصلني أن الكلام كتبه وغناه “وليم نصار” لكنها بالأصل أغنية ليس لها حق معيَّن بالملكية، لحنها عراقي فلكلوري قديم وأنا عندما أدَّيتها أحببت أن أعدلها على طريقة الغناء التي أقدّمها، قدَّمتها كما قدَّمت أغاني فيروز التي يحب الناس أن يسمعوها، وهم يشتاقون لها والضجة الموسيقية التي تحدثت عنها لأغاني نسمعها اليوم ولا نسمعها في اليوم التالي تطغى أحياناً على من هم مثلي لكن يبقى لكل منا جمهوره أينما ذهب.
أريد أن أعرف تقييمك لأنماط موسيقية تقترب من أسلوب فنك بالبساطة مثل ريما خشيش وريم البنى ولينا شاماميان؟
الأسماء الثلاثة مهمة جداً على الصعيد الموسيقى وتتوفر لديهم طاقات صوتية رائعة، بالنسبة لريم البنى وتوجهها الوطني أقدر ما تقدّمه فهي تناضل بصوتها ترفض الواقع والاحتلال وبنفس الوقت تعطي من قلبها ما يقترب من الأمل ليصل بالصوت والكلام والتعبير والأداء وكذلك لينا شاماميان وريما خشيش صحيح لا ينتمون للأغنية الوطنية لكن لديهم إطارهم الخاص الذي يثبت وجودهم بذوق وإحساس.
وعن زيارتك لسورية اليوم؟
لقد أتيت بدعوة من المركز الثقافي بالسلمية لأهالي السلمية بدعم من جمعية أصدقاء السلمية شعبة الهلال الأحمر وجمعية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي وريع هذه الحفلة يعود للجهات المذكورة، وقد تفاجأت بالجمهور المتفاعل في السلمية وتلقيت دعوة من محافظة أخرى في سورية “السويداء” وستأتي في جولة أنظمها بعد حفل إطلاق الألبوم الذي سيتمُّ في بيروت ثم في سورية في نهاية الشهر الجاري .
مي نصر: فنانة لبنانية ملتزمة من قرية عبيه في جبل لبنان من مواليد عام 1965، انتقلت للسكن في لبنان عام 1975 بداية الحرب الأهلية اللبنانية لغاية يومنا هذا. تعمل خبيرة تدريب استشاري مع مؤسسة “ميكروسيرف” لمؤسسات التمويل الأصغر في البلدان العربية.
موسيقياً: تتلمذت على يدَين الموسيقار الراحل الاستاذ زكي ناصيف من حيث تمارين الصوت وتستخدم الأسلوب البسيط في تقديم اغاني ملتزمة لعدد من المطربين مثل فيروز ـ جوليا بطرس ـ أميمة خليل .
Comment