هي الشهيرة «ريما الحندقّة». أشهر طفلة غنيت لها أغنية. ليس أي أغنية، أغنية بصوت الأم، فيروز. الطفلة التي ظهرت في فيلم «بنت الحارس»، وهي «تلعب» دور الاخت الصغيرة لـ «نجمة»، كبرت اليوم. فلم تعد «حندقّة ولا نتفة» كما تصف نفسها ضاحكة وساخرة في الوقت ذاته من «صيتها» الذي «أكتسبته» من العمل مع فيروز. «أصبحت ريما الممنوع»، تقول ضاحكة في هذا الحديث، دون أن يخفي الضحك مرارة مَن «حظي» بدور الشرير في مسرحية ما. فهي تعلم أنه من تبعات مجابهة الناس بنعم أحياناً وبلا في أحيان كثيرة... جداً، في ما يتعلق بشخص تهفو إليه القلوب والعواطف مثل فيروز، أن تتحمل أحياناً كره «المحبين» ممن كان الصد من نصيبهم.
وريما، التي كانت «دلوعة الكل»، كما يؤكد أخوها زياد «الذي لم يخبر أحداً غيري عندما ترك المنزل» الوالدي، والتي فقدت رفيقتها و«قدوتي» أختها الكبرى ليال ذات يوم كئيب من عام ,1988 تقوم اليوم وحدها بمهام لا حصر لها. فهي التي درست الإخراج، لا تعرف «أي نعت أو صفة تنطبق على كل ما أقوم به» في حياة أمها المهنية. وهي إلى مرافقة أمها وتصوير كل نشاطاتها، وإنجاز أفلام وثائقية عن هذه النشاطات، أو قصيرة كما في التحية التي وجهتها لوالدها الراحل في ذكرى وفاته منذ سنتين، تواكب كل ما يعني أمها بالمعنى الحرفي. إضافة بالطبع، إلى «إدارة شؤون المقر»، أي الفيلا العائلية في الرابية حيث تقيم مع الوالدة، وأخيها المقعَد هلي.
لكن ريما، هي فعلاً «حندقّة». ومع أنها لا «تأخذ وج» بسرعة، ولا تعطي ثقتها بسرعة، تماماً كالعائلة الكريمة... بكاملها، إلا أنها تكشف مع الأصدقاء عن سمة عائلية شهيرة هي: الظرف. هكذا، لا تتورع عن السخرية من نفسها والتنكيت على وضعها كإبنة فيروز وعاصي، حتى في كتاباتها القليلة التي نشرتها في بضع مجلات محلية «لم يقرأها أحد غيري وربما أصحاب المجلة(. وتروي كيف أن شراءها مثلاً «لشحاطة» من أجل ضرورات تصوير أحد أفلامها استدعى من البائع سؤالاً حول إن كانت «الوالدة إن شاء لله بخير وما بها شي»، وهي ردود فعل لا تزال تدهشها وتجبرها على التفكير مليون مرة قبل القيام بأي نشاط «طبيعي». وريما، بالطبع، محسودة على «القرب» من معجبي الست، مكروهة من الصحافيين وخاصة المصورين. وهي ملامة ومنتقدة من محبي أعمال فيروز لكونها «تصوّر نشاطات فيروز و(تضبها( دون أن تنزلها إلى السوق». ديكتاتورة في العمل؟ لا شك، لكنها تسمع لمن تثق بهم. تكره «رمي الطعام ولو بدي آكلو محمّض» لأنه «حرام»، وتقدّر الصدق فوق تقديرها لأي صفة إنسانية. وهو تقديرٌ قادها، هي البعيدة عن السياسة عادة، وخلال حرب تموز المنصرمة، إلى وضع صورة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله على شاشة هاتفها الخلوي، مخاطرة باستفزاز حتى أقرب الأصدقاء. فـ«كله كوم والسيد كوم»، كما تقول ضاحكة، مضيفة: «هذا الرجل مش معقول شو صادق». وريما، التي كانت حتى السنة الماضية مدخنة شرهة لدرجة أدخلت إلى المستشفى بسبب خطر الاختناق استعاضت عن التدخين بملذات الطعام وخصوصاً... أكل الشاورما، وتحديداً من المطعم الشهير الذي كان الوالد يطلب منه «دليفري» في مكتب الأخوين رحباني بمنطقة بدارو.
حول صحني «شاورما» ملوكيين، وفي جو ضاحك تخللته بعض الردود على اتصالات هاتفية لها علاقة برحلة دمشق المقبلة والحملة التي تشن عليها، دارت هذه المقابلة، بعد تجاوز فاصل «تبليم عائلي» يحصل عادة أمام المسجل ما ان يضيء الزر الأحمر.
ريما طفلة بين شقيقها زياد (إلى اليسار) وشقيقتها ليال
رحلة دمشق
ـ كنا سنبدأ من مكان آخر، عن شغلك وعن «مسيرة كفاح» بنت صغيرة محاولة إيجاد مكانها في بيت كله كبار: من الوالد إلى الوالدة إلى الأخ، لكن الحدث الراهن يجبرنا على تغيير الخطة: فبعد مقالة ملحق النهار التي طلبت إلى فيروز ألا تذهب إلى الشام، أدلى النائب أكرم شهيب بتصريح بالمعنى ذاته، ولحق به جنبلاط ملمحاً أمس الأول... ما رأيك بهذه الدعوات؟
ـ ماذا أقول؟ يبدو أن من يشنون هذه الحملة «لاحظوا» أن أحداً لم يرد على مقالة النهار، فقالوا في أنفسهم: «بلكي إذا حكي نايب بيصعدّلو نتفة»، ويتسبب بالتالي برد فعل أكبر. لكن المشكلة أنهم يسيسون ما ليس مسيساً: هذا باختصار عمل فني، قدّم في لبنان وفي الأردن، والآن سيقدم في دمشق. والأرجح أنه سيفتل بالدول العربية لفترة. «اشمعنى دمشق بدو يكون عليها مشكلة؟ لم افهم ما هو الفارق بين عمان حيث عرضنا مؤخراً، وبين دمشق مثلاً؟ ثم إننا «نطرنا منيح»، ولم تذهب (فيروز) خلال كل الفترة السابقة عمداً، لكي لا يقال، نظراً للأوضاع التي كانت موجودة، إنها تقف مع فريق ضد آخر. و«صاقبت» هذه السنة «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، فكانت مناسبة هامة لترجع فيها فيروز إلى جمهورها السوري بعد كل هذا الغياب. كان هناك وضع خاص. لكنه اليوم انتهى. آن الأوان لتلتقي بجمهورها هناك بعد كل هذا العمر. «يعني ما فينا نضل نقول السوريين السوريين... ما خلص ضهروا... وهني اللي عم يحكوا ملايكة يعني؟»، (تسكت لحظة ثم تقول) ثم ما الذي قاله شهيب «دخلك؟»، يعني هذه السلطة لو تستطيع فقط ان تؤمن لفيروز مجرد تيار كهربائي «حتى تقشع تتمرن على ضو ونحنا ما بدنا شي منهم».
.. ومع والدها عاصي
ـ ماذا تفعلين مع فيروز؟ ما هي مهمتك؟ مديرة أعمال؟ مشرفة عامة؟
ـ لا أعرف إن كان هناك من نعت أو صفة أو وظيفة تنطبق على كل مهامي بالقرب من أمي. لا أعرف ما هي صفتي (تضحك) والله. ربما آكلة شاورما (تقول بالفصحى) أنا أقوم بكل شيء، يعني لا أفكر: سأعمل هذا ولن أقوم بهذا... لا. تجدين نفسك أحياناً مجبرة أن تقومي بكل شيء، فتقومي بكل شيء.
ـ هل هناك مشكلة ثقة؟
ـ ربما كان الجواب بالإيجاب. لكن هذا السلوك ليس نابعاً من عدم. لا يولد الانسان «نقزاناً» من الناس. لكن التجارب تعلمك أن تعاودي السؤال عن كل شيء، تجارب من نوع أن تفاجئي بحفلة تبث على أحدى الشاشات وهي مثلاً... مسروقة!
حندقّة؟
ـ هناك «صدام حضارات» بين «بروفيل» ريما الرحباني الحالي، وبين الصورة التي تخيلها الناس عن «ريما الحندقّة». ملخص هذه الصورة: ريما لا تطيق أن يقترب أحد من فيروز غيرها. لا تطيق أن يصوّرها أحد. ولا تشجع فيروز على لقاء الصحافة، بل على العكس...
ـ ريما (مستفزة) آسفة... ولكن أين كنت أنا حين كان كل هذا يحصل؟ أنا وعيت على هذه الدنيا وفيروز هكذا... بالعكس، أحس أنني عملت شيئاً إيجابياً في نقطة من هذه النقاط: أي تصوير فيروز ومسرحياتها وأعمالها. بالأول، لم يكونوا يصورون شيئاً!
ـ لكن يقال أيضاً أنك تصورين و«تحطي بقلبك»! يعني. لا نرى مما تصورينه إلا القليل.
ـ ريما مقاطعة: والله هذه أشياء معقدة جداً، ولست أنا من يقرر ما الذي سينزل إلى السوق ومتى؟ هناك الكثير من الأشياء المتداخلة من نوع: حقوق، مؤلف وملحن، بث، إلخ. غيري من يقرر، أنا أؤرشف لكي لا يمضي هذا الحدث وكأنه ما كان.
ـ بقرار؟
ـ لا أعرف، لا أريد أن أقول شيئاً لست متأكدة منه. ولكن نعم. علاقة فيروز بالكاميرا «عاطلة». وليس لأنها «خلقت» مقررة ألا يصورها أحد. عاطلة بسبب تجارب سيئة قضّت منها الكثير.
ـ وهل من أجل ذلك تخصصتِ كاميرا؟
ـ لا، لأني أحب الكاميرا. أنا وزغيرة، لم أقرر شيئاً مسبقاً. الأشياء مشيت لوحدها. كان عمري ست سنوات، اشترى لي أبي كاميرا، ثم لما بلغت الثامنة أهداني «سوبر 8». أخذت أصوّر «عن هبل» أفلام، وأمنتجها. هذه كانت ألعابنا عندما كنا صغاراً: كنا نصوّر، نؤلف، نحفظ مسرحيات نمثل فيها كل الأدوار... هذه كانت ألعابنا أنا وأختي على الأكثر... لم تكن «البارتي» دارجة في ديارنا.
ريما في بلاد العمالقة
ـ لماذا أهداك عاصي كاميرا تحديداً؟
ـ لأنه سبق أن أهدى زياد هذا الشيء. كانت أول كاميرا له. ثم انتقلت إلى ليال ثم أنا. لا بل أنه كان يموّل إنتاج أفلامنا (تضحك) من سيشتري بكرات الأفلام مثلاً؟ أنا؟ كان عمري 8 سنوات.
ـ ما كان اسمه؟
ـ ريما (تضحك محرجة) بلا ما نقول هلق... شيء يشبه «بائعة الزهور»، فكرة سرقتها من مكان ما، ربما كنت أحاول تقليد «سيدتي الجميلة»، كان عمري حوالى العشر سنين. قلت للبابا إن الفيلم يكلف ألف ليرة... وقتها! كان مبلغاً كبيراً... لكنه موّلني! نعم (تضحك) موّل عاصي الرحباني «بائعة الزهور» التي لم تر النور... بالطبع. لأني فقط أخذت الألف ليرة.
ـ أتجدين نفسك في ما تصنعينه اليوم أو «عينك بعدها بشي تاني»؟
ـ كنت أحب التمثيل. وكان زياد ينكت عليّ... بقيت أرجوه أن يعطيني دوراً في التمثيل ولم يعطني إلى أن فتح هذا الشيء الذي اسمه جامعة «يزاف»، فكنت في أول فوج حيث تخصصنا بالبرادي والموكيت، لأنها كانت كل ما هو متوفر في الجامعة. تخرجت الأولى على دفعتي وحصلت على منحة للدراسة في «الفيميس» بباريس، وإذ، يقول لي زياد تعالي لأعطيك دوراً!! هكذا، مثّلت دور «آكو» ولم أذهب إلى باريس.
ـ هل تندمين؟
ـ اليوم، بعض الشيء... ولكني كنت سعيدة جداً بالدور. «شيء كان بعيني». يعني زياد يقوم بمسرحية كل عشر سنين. أكيد أندر من دورة مع الـ «فيميس».
ـ هل تسبب غياب الوالدين نتيجة مشاغلهم بعلاقات أقوى بينكم كأولاد؟
ـ أكيد اقتربنا كثيراً أنا وليال، كانت رفيقتي، وقدوتي على أساس أنها أكبر مني بست سنوات. كان «كثير شي مهم إذا عم تعطيني ليال من وقتها». أما زياد فصورته كانت أقرب إلى الأب. ثم كان غير موجود، لأنه ترك المنزل مبكراً في السابعة عشرة من عمره. وعلى فكرة، عندما ترك البيت، اختارني أنا ليخبرني بذلك. أذكر أنه ناداني وأجلسني على حضنه. حينها، كان يعلّمني كيف أقرأ الساعة وعقاربها... أساساً، هو كان مسؤولاً عن درسي. كنت أحبه كثيراً وأنتظر عودته من المدرسة لأنه كان يأتيني بعلكة اسمها «بوزوكي» أو «بوزوكا»، لا أذكر، وفي داخلها رسمة. كان زياد يعلمني، أو بالأحرى «يشرف على تعليمي»، (تضحك) لكن بالطبع لا أحد يعرف ما الذي كان يعمله. كان يعلمني أشياء لا علاقة لها بما يعطونا إياه في المدرسة! كان يخترع أشياء الأرجح أنه هو لم يكن يعرف نتيجتها (تضحك) كان يعطيني حساب معادلة مثلاً: شي 17 رقم مقسوم ثم مضروب ثم مجموع شي 3 صفحات إلخ... ولم يكن هناك آلة حاسبة! هو أصلاً لم يكن يعرف النتيجة، وهالأهل «إنو شوف أختك شو عم تعمل... درسّها». بالطبع، كان الغرض «إني حلّ عنو». فكنت أنا أقوم بحلّها.
عزيزة ولذيذة
ـ والبيت أين كان؟
ـ الرابية. لا أذكر غيره أنا... ولسبب ما، لم يكن لديّ سرير في صغري. كنت أنام كل ليلة عند أحد أفراد العيلة من إمي وبيي إلى المربية إلى أختي. لا أعرف لماذا، «مش حاسبين هالحساب يمكن»، (تضحك). ولم أسأل حالي ولا مرة... لكن الفرحة كانت عندما يحين دور النوم إلى جانب زياد. لماذا؟ لأنه كان يحكي لي قصصاً. كان قد ألّف لي قصصاً يخبرني إياها، نفسها في كل مرة. وإذا كان يغير فيها، كنت أزعل. اخترع لي شخصيتين: عزيزة ولذيذة. (تغشى من الضحك) وحياة الله. كانت قصصاً غريبة، لا تحكى كقصة بمعنى: «ذهبت عزيزة إلى المدرسة»، بل كانت نوعاً من سلسلة مواقف. شيء يشبه زياد. وبما أني أنا كنت من يعمل له القهوة. كان يمضي وقته عادة في «روف» المنزل حيث البيانو. وبالطبع، قلع «الشوفاج» من الغرفة لشده كرهه له. كنت أطلّع له القهوة على الدرج، وبالباتان. فكان معجباً بي يقول فخوراً: أختي بتطلع على الدرج بـ«الباتان» حاملة صينية القهوة وما بتوقع شي». وكان عمري 8 سنوات. المهم. حين أراد المغادرة، أجلسني على حضنه، وقال لي: «أنا هلق رايح، وخلص فالل على طول ولن أعود. بس ما تخبّري حدا».
ـ وهل فهمت ما يعنيه؟
ـ لا. والأرجح أنه اختارني لهذا السبب، (تضحك)، وفعلاً دوّر سيارته وفلّ. أهلي كانوا بالشام، كانت سنة ,,.1973
ـ لكن انطباعي الآن بعد حديثنا بأنه ليس عندك شيء محدد أردت القيام به، لكن اضطرارك للبقاء حول فيروز منعك من تحقيقه...
ـ يعني كنت مجبرة وما من احد غيري للقيام بذلك.
ـ ولمَ لم يكن زياد هو من يستلم البيت؟
ـ لا أعرف... ربما لأنه اختار طريقه المختلف، وربما لأني لم أعرف كيف أكون صارمة مثله في ذلك. لكني لا ألومه. فهو اختار شيئاً آخر ولا يمكنه القيام بالأمرين مرة واحدة...
ـ والرضى عن الذات؟ ألا يتحقق اليوم بوجودك في مكان أنت ضرورية فيه خصوصاً أنه ليس لديك مشروعاً واضحاً لتكوني في مكان آخر؟ ألا يؤمن لك رضى أن تكوني إلى جانب فيروز بما تعنيه للبلد، أو كأمك؟
ـ أولاً، لا أفكر أبداً بأني أعمل شيئاً للبلد. كنت أفضل أن أعمل شيئاً أريد أن أقوم به. وبعد إنجازه، أقوم بما علي إلى جانب فيروز... بملء اختياري، لو قمت بذلك لكنت مرتاحة مع نفسي. لكني الآن، لأ لست مرتاحة.
ـ ألا يعذّب هذا الإحساس أمك؟ هل عوّضت العلاقة على كبر ما فاتكما في الصغر؟
ـ لم أحكِ لها عن هذا الأمر. واللي راح راح. هناك وقت وعمر لكل شي.
ـ كتبت بمجلة «المرأة»... ونظمتِ ديواني شعر...
ـ مجلة «المرأة»، يعني «أل...مرأة» الواحدة، (تضحك)، يعني أنا فقط قرأتهم وأصحاب المجلة ربما.
ـ أنت تبالغين. ألم تأتك أية أصداء؟
ـ ربما للمجلة ولكن ليس لي. ربما جاءتهم أصداء و«حطوا بقلبهم» على أساس أن لا أتمرد... لا أعرف. كنت أتمنى خصوصاً أني كنت أسأل نفسي: ربما ما أكتبه «كثير سئيل». كنت أتمنى أن يقول لي أحد شيئاً.
الأخوات رحباني
ـ ترجمت « بيت زغير بكندا» إلى العربية وغنتها فيروز...
ـ كتبت هذه الأغنية في ظروف غامضة جداً، (تضحك). بساعتها: «إنو هلق بدنا نعمل هاي، خلص بدها تحضر هاي». كنا بالغربة وأنا أصلاً لم أكن أعرف الأغنية، طلعتّها عن الإنترنت.
ـ هكذا «فقست» براس فيروز وعملتوها؟
ـ نعم. كانت كثير لذيذة الشغلة كيف صارت. أسرع مشروع رأيته بحياتي على أساس أن كل شيء عندنا يأخذ وقته. و«بيعّل». بنهار واحد فقط عملناها. إنجاز.
ـ هذا شيء لا يشبهها لأنها حذرة جداً.
ـ مزبوط. لكنها لم تكن محرزة للتردد.
ـ هل نستطيع القول أنكما تشاركتما بصياغة الأغنية بالعربية؟
ـ هي قالت العنوان: بيتي زغير بكندا.. والباقي أنا.
ـ هل نستطيع أن نضع عليها إذا من تأليف «الأخوات رحباني»؟
ـ (تضحك)، أكيد.
ـ لِمَ لا يحبك الصحافيون بشكل عام ولا تحبينهم؟
ـ أعلم أنهم لا يحبوني... هذا واضح. ربما كان ذلك لأني المسؤولة عن النظام. ربما كان شيئاً يشبه كره اللبنانيين للوقوف بالصف مثلاً! لا أحد يحب الشخص الذي لديه نوع من السلطة على شخص محبوب لهذه الدرجة. يعني حتى لو قلت لهم «تعالوا وصوروا»، مش طايقيني. وحصل! نسيت بأي جمعة عظيمة، فاجأتهم، (تضحك)، فاجأناكم مو؟، قلت لهم: تفضلوا صوروا، لكنهم مع ذلك لم يكونوا طايقيني. أما المحررون فالموقف نابع من: إنو مين هودي حتى ما يعطونا حديث؟
ـ لا أوافقك... ففي عمان، سمحت بالتصوير حتى للتلفزيونات في آخر الحفل، وكان الجميع مسرورين.
ـ لا تقولي مسرورين، ربما كانوا كذلك ولكن ليس مني. خلص: أنا من تجيّر له السلبيات. سمعتها بأذني في عمان: أكيد السماح بالتصوير لم يأت من عند ريما.
ـ أتحز بقلبك هذه الصورة المتداولة عنك؟
ـ ربما من زمان، لكني الآن اعتدت. لدرجة أني أفاجأ إذا كان لأحدهم رأي إيجابي، (تضحك)، إنو ليه؟ شو حاسس؟
ـ يعني هم ينتظرون أن يجدوا «ريما الحندقّة» صاحبة الأغنية، فيجدون ريما...
ـ ريما مقاطعة: اللي مش حندقّة أبداً، (تضحك)، أصبح سهلاً على أي كان أن «يحطها بضهري» لأنه لا يريد أن «يطلع بسواد الوجه». فيقول للصحافيين: ريما مانعة. فأصبحت أنا «ريما الممنوع». «ريما اللي ما بتعرف حدا». ريما «اللي ما فيك تفوت». ريما «التي لا تريد أن يقترب أحد من أمها». الأمر ليس كذلك. تلصق بي أمور كثيرة... لكن في النهاية، يجب أن يكون هناك شخص ليمتص كل هذه الأشياء... فحصل أنه كان أنا.
ـ بعد دمشق، هناك على ما يبدو جولة إذاً للمسرحية؟
ـ الأرجح، ولكن لا شيء نهائياً بعد. يحصل عادة كلام كثير يبقى منه القليل بالطبع.
ـ صح النوم فقط؟ أم هناك حفلات أيضاً؟ كما نعلم أن زياد يعمل معها على أسطوانة.
ـ ممكن جداً حفلات، ونعم هناك شغل مع زياد. ولكن بعض الأمور تأخذ وقتها.
Comment