الجدير بالذكر انه يوم الاثنين 26-11-2007 سيقام حفل تكريم للمسلل بحضور باسل الخطيب وريم علي وقصي خولي بجامعة القلمون الساعة الحادية عشر ظهرا .
الفنان سلوم حداد والفنانة سلاف فواخرجي في المسلسل يلتقط مسلسل «رسائل الحب والحرب» أجمل ما في قدرات الإنسان، اي الحب، في زمنِ أسوأ ما يمكن لهذا الإنسان ان يتسبب به، اي الحرب. جاعلاً من هذه الثنائية، اي الحب والحرب، عمودا فقرياً لحكايات كثيرة تمضي بشكل متوازٍ في مدينتي دمشق وبيروت، دون أن يبدو أنه معني بتفاصيل المدينتين المشتركة، إلا بتلك اللحظات التي وحدتهما في مواجهة الموت.
تجري أحداث المسلسل على خلفية الاجتياح الإسرائيلي للبنان في ثمانينيات القرن الماضي، وصولاً إلى بدء العدوان الإسرائيلي ايضاً على لبنان في تموز .2006 وخلال هذه الفترة سيستعيد المسلسل كثيراً من الأحداث السياسية المفصلية التي شهدها لبنان، دون أن يكون أسيراً لها، وإنما ستتداخل صورٌ منتقاة لتلك الأحداث وأفكارها في نسيج حكاية درامية متخيلة، تبدو معها الحكاية كمقطوعة موسيقية متعددة الأصوات، وبالتالي سيخضع الحدث السياسي للشرط الدرامي. الأمر الذي يبقي الدراما في حدود الفن، ويوظف الحدث السياسي بوصفه جزءاً من واقع مجتمعٍ، السياسة فيه خبزه اليومي. وفي هذا كله يكمن امتياز «رسائل الحب والحرب» الأول.
البطولة الجماعية في المسلسل هي امتياز ثان. حيث من الصعب الادعاء ببطولة في المسلسل يستأثر بها شخص وحده، أكان كاتباً أو مخرجاً أو ممثلاً. فالكاتبة ريم حنا قدمت رواية تلفزيونية باقتدار، ميّزتها قدرتها على امتلاك أدوات سردها الدرامي ـ البصري، ونجاحها في الاحتفاظ بلحظات إنسانية ساحرة وحارة، لفترة الثمانينيات، جاءت في سياق درامي محكم، وجد ترجمته البصرية اللافتة بين يدي المخرج باسل الخطيب.
وفي «رسائل الحب والحرب» يشتغل الخطيب كعادته على اللقطة لا على المشهد. الصورة البصرية فيها هي نص ثان مواز لنص ريم حنا. صورة بدت أمينة على الإحساس بنبض الحدث الدرامي، لذلك كثيراً ما كنا نجد في المسلسل أحداثاً تتكلم الصورة فيها نيابة عن الكلمة، ولا سيما في مشاهد مؤثرة مثل: مشهد اكتشاف الابنة «نادين سلامة» لمذبحة صبرا وشاتيلا التي نالت من مخيمها وأهلها، أو مشهد اكتشاف الأم «مانيا نبواني» أنها أنجبت طفلاً منغولياً.
أيضاً تميز «رسائل الحب والحرب» بالحضور اللافت لكثير من الممثلين، فتقدمت النجمة سلاف فواخرجي خطوة أكيدة على طريق نجوميتها، من خلال تجسيد شخصية «نيسان» بكل اضطرابها وهواجسها ، وخصوصاً لجهة قدرتها على تقديم إحساس مختلف يتناسب وتقدمها في العمر.
الفنان سلوم حداد من خلال دور الضابط ناظم أبدى طاقة تعبيرية هائلة، مقابل حس إنساني كبير قدمه الفنان قصي خولي في شخصية جلال، وتقدمت ريم علي في دور «عروبة» لتؤكد خصوصيتها كممثلة، ولا يمكن أن نسقط تميز الفنان نضال نجم في شخصية «الفدائي قاسم» وقد تميز بحرارة أدائه وعفويته، والفنان رامي حنا في شخصية مركبة لمدمن الكحول.
الامتيازات السابقة لـ«رسائل الحب والحرب» لا تعفيه من مساءلته عن عدد من الهفوات وقع بها. ربما كان أبرزها حالة التغريب التي بدت عليها أزياء المسلسل ولا سيما في بداياته! ولعله كان لافتاً حضور الكوفية الفلسطينية (بكثرة زائدة) بوصفها جزءاً لا ينفصل عن شخصية الفلسطيني. وهذا ما لا نراه صحيحا تماماً، ولا سيما استمرار لبسها في الحياه اليومية.
في المسلسل ثغرات درامية ايضاً كما في ظهور شخصية لم يكن لها أي تأثير في العمل، هي«عمة الضابط ناظم» التي أدتها السيدة ثراء دبسي. سرعان ما استغنى العمل عنها في حلقاته الأولى. كما لم نجد مبرراً منطقياً لعدم اتصال «جلال» بأهله طيلة سنوات هروبه، وخصوصا في فترة حياته خارج لبنان. ولماذا تنتظر العائلة الضابط أبو ناصر بعد كل هذه السنين ليخبرها عن مصير ابنها؟
الأسئلة على هذا النحو لا تقلل من قيمة «رسائل الحب والحرب» الفنية. خصوصا انه استحق نيل شهادة تقديم دراما واقعية مع مرتبة الشرف، وبما لا يقبل الشك كان من أبرز ما أنتجته الدراما السورية هذا العام.
الجدير بالذكر انه يوم الاثنين 26-11-2007 سيقام حفل تكريم للمسلل بحضور باسل الخطيب وريم علي وقصي خولي بجامعة القلمون الساعة الحادية عشر ظهرا .
ماهر منصور
دمشق :
الفنان سلوم حداد والفنانة سلاف فواخرجي في المسلسل
تجري أحداث المسلسل على خلفية الاجتياح الإسرائيلي للبنان في ثمانينيات القرن الماضي، وصولاً إلى بدء العدوان الإسرائيلي ايضاً على لبنان في تموز .2006 وخلال هذه الفترة سيستعيد المسلسل كثيراً من الأحداث السياسية المفصلية التي شهدها لبنان، دون أن يكون أسيراً لها، وإنما ستتداخل صورٌ منتقاة لتلك الأحداث وأفكارها في نسيج حكاية درامية متخيلة، تبدو معها الحكاية كمقطوعة موسيقية متعددة الأصوات، وبالتالي سيخضع الحدث السياسي للشرط الدرامي. الأمر الذي يبقي الدراما في حدود الفن، ويوظف الحدث السياسي بوصفه جزءاً من واقع مجتمعٍ، السياسة فيه خبزه اليومي. وفي هذا كله يكمن امتياز «رسائل الحب والحرب» الأول.
البطولة الجماعية في المسلسل هي امتياز ثان. حيث من الصعب الادعاء ببطولة في المسلسل يستأثر بها شخص وحده، أكان كاتباً أو مخرجاً أو ممثلاً. فالكاتبة ريم حنا قدمت رواية تلفزيونية باقتدار، ميّزتها قدرتها على امتلاك أدوات سردها الدرامي ـ البصري، ونجاحها في الاحتفاظ بلحظات إنسانية ساحرة وحارة، لفترة الثمانينيات، جاءت في سياق درامي محكم، وجد ترجمته البصرية اللافتة بين يدي المخرج باسل الخطيب.
وفي «رسائل الحب والحرب» يشتغل الخطيب كعادته على اللقطة لا على المشهد. الصورة البصرية فيها هي نص ثان مواز لنص ريم حنا. صورة بدت أمينة على الإحساس بنبض الحدث الدرامي، لذلك كثيراً ما كنا نجد في المسلسل أحداثاً تتكلم الصورة فيها نيابة عن الكلمة، ولا سيما في مشاهد مؤثرة مثل: مشهد اكتشاف الابنة «نادين سلامة» لمذبحة صبرا وشاتيلا التي نالت من مخيمها وأهلها، أو مشهد اكتشاف الأم «مانيا نبواني» أنها أنجبت طفلاً منغولياً.
أيضاً تميز «رسائل الحب والحرب» بالحضور اللافت لكثير من الممثلين، فتقدمت النجمة سلاف فواخرجي خطوة أكيدة على طريق نجوميتها، من خلال تجسيد شخصية «نيسان» بكل اضطرابها وهواجسها ، وخصوصاً لجهة قدرتها على تقديم إحساس مختلف يتناسب وتقدمها في العمر.
الفنان سلوم حداد من خلال دور الضابط ناظم أبدى طاقة تعبيرية هائلة، مقابل حس إنساني كبير قدمه الفنان قصي خولي في شخصية جلال، وتقدمت ريم علي في دور «عروبة» لتؤكد خصوصيتها كممثلة، ولا يمكن أن نسقط تميز الفنان نضال نجم في شخصية «الفدائي قاسم» وقد تميز بحرارة أدائه وعفويته، والفنان رامي حنا في شخصية مركبة لمدمن الكحول.
الامتيازات السابقة لـ«رسائل الحب والحرب» لا تعفيه من مساءلته عن عدد من الهفوات وقع بها. ربما كان أبرزها حالة التغريب التي بدت عليها أزياء المسلسل ولا سيما في بداياته! ولعله كان لافتاً حضور الكوفية الفلسطينية (بكثرة زائدة) بوصفها جزءاً لا ينفصل عن شخصية الفلسطيني. وهذا ما لا نراه صحيحا تماماً، ولا سيما استمرار لبسها في الحياه اليومية.
في المسلسل ثغرات درامية ايضاً كما في ظهور شخصية لم يكن لها أي تأثير في العمل، هي«عمة الضابط ناظم» التي أدتها السيدة ثراء دبسي. سرعان ما استغنى العمل عنها في حلقاته الأولى. كما لم نجد مبرراً منطقياً لعدم اتصال «جلال» بأهله طيلة سنوات هروبه، وخصوصا في فترة حياته خارج لبنان. ولماذا تنتظر العائلة الضابط أبو ناصر بعد كل هذه السنين ليخبرها عن مصير ابنها؟
الأسئلة على هذا النحو لا تقلل من قيمة «رسائل الحب والحرب» الفنية. خصوصا انه استحق نيل شهادة تقديم دراما واقعية مع مرتبة الشرف، وبما لا يقبل الشك كان من أبرز ما أنتجته الدراما السورية هذا العام.
الجدير بالذكر انه يوم الاثنين 26-11-2007 سيقام حفل تكريم للمسلل بحضور باسل الخطيب وريم علي وقصي خولي بجامعة القلمون الساعة الحادية عشر ظهرا .
Comment