باسل خياط : أدعو الله ان لا أكون ابا لمريض في التوحّد وأبكاني الجنين في "وراء الشمس"
أدى النجم باسل خياط موسما دراميا مميزا، كان فيه الجدير بكل دور أسند له. فمن " عبادة" في وراء الشمس ومشكلته مع جنين مريض بالتوحّد، إلى ترويجه للدعارة في "الخبز الحرام"، إلى تجسيده وبقوة يحسد عليها، لشخصية مؤسّس المسرح السوري أبو خليل القباني.
28 تشرين الأول 2010 ضحى حسن – دمشق
أدى النجم باسل خياط موسما دراميا مميزا، كان فيه الجدير بكل دور أسند له. فمن " عبادة" في وراء الشمس ومشكلته مع جنين مريض بالتوحّد، إلى ترويجه للدعارة في "الخبز الحرام"، إلى تجسيده وبقوة يحسد عليها، لشخصية مؤسّس المسرح السوري أبو خليل القباني.
أسئلة كثيرة يُسأل عنها الخياط ، وإجابات جريئة على لسانه. لذا لا بد للحوار من أن يكون ممتعا وشيقا.
قيل الكثير عن مسلسل ( وراء الشمس) .. كيف ترى العمل بعد مشاهدتك له؟
هو مسلسل ليس من السهل الحديث عنه في عجالة من الوقت، بل يستحق التحليل والتركيز عليه من مختلف جوانبه، وبخاصة في القضية الرئيسية التي طرحها العمل.
فمرض التوحد قضية نائمة في المجتمع العربي وليس السوري فقط ، ومسألة إثارتها في الدراما أمر غاية في الحساسية والأهمية لأنك عبر الدراما تخاطب كافة شرائح المجتمع العربي وليس فئة مختصة كما يحصل في الندوات أو المهرجانات.
المسلسل نجح في تقديم الحالة المرضية بشكل لافت ، والمخرج سمير حسين أثبت أنه خير من يلامس هموم الشارع السوري والعربي، ونجاح العمل ليس هو المطلوب ، بل النجاح في إيصال صوت مرضى التوحد إلى الجهات المهنية بالأمر هو الهدف وقد تحقق.
عشت الحالة طوال ثلاثين حلقة وقلت بعدها إنك ترجو الله ألا تكون أبا لمريض في التوحد .. ما الذي أثارك حتى قلت هذا؟
قيل الكثير عن مسلسل ( وراء الشمس) .. كيف ترى العمل بعد مشاهدتك له؟
هو مسلسل ليس من السهل الحديث عنه في عجالة من الوقت، بل يستحق التحليل والتركيز عليه من مختلف جوانبه، وبخاصة في القضية الرئيسية التي طرحها العمل.
فمرض التوحد قضية نائمة في المجتمع العربي وليس السوري فقط ، ومسألة إثارتها في الدراما أمر غاية في الحساسية والأهمية لأنك عبر الدراما تخاطب كافة شرائح المجتمع العربي وليس فئة مختصة كما يحصل في الندوات أو المهرجانات.
المسلسل نجح في تقديم الحالة المرضية بشكل لافت ، والمخرج سمير حسين أثبت أنه خير من يلامس هموم الشارع السوري والعربي، ونجاح العمل ليس هو المطلوب ، بل النجاح في إيصال صوت مرضى التوحد إلى الجهات المهنية بالأمر هو الهدف وقد تحقق.
عشت الحالة طوال ثلاثين حلقة وقلت بعدها إنك ترجو الله ألا تكون أبا لمريض في التوحد .. ما الذي أثارك حتى قلت هذا؟
بالمبدأ الإنسان لا يتمنى أن يرزق بولد مريض ، لا بالتوحد ، ولا بغيره من الأمراض ، ومن هذه الناحية يأتي كلامي. أما ماذا أثارني في العمل .. أثارني كم هو العالم صغير ، وكم نحن البشر نحتاج إلى الكثير حتى نعرف مدى كبره حين نراه كبيرا وحتى نعرف الحد الذي يصل إليه عندما يتقلص حجمه.
أبكاني الجنين الذي كنت سأرزق به في المسلسل لكنني لم أكن قادرا على استقباله .. تساءلت : ما ذنبه؟ ثم تساءلت أيضا : ما ذنبي أنا؟ .. من هنا جاء كلامي ورجائي لله ألا أرزق بولد مريض بالتوحد .. ولا بغير التوحد.
وماذا عن دورك في " الخبز الحرام"؟
وماذا عن دورك في " الخبز الحرام"؟
الدور جزء من العمل، والعمل كله يتجه نحو التركيز على مواضيع الحرام في المجتمع.. استخدام كل الوسائل للحصول على الشهوة وعلى المال عن طريق دنائة النفس ووضاعتها.
دوري كان لشاب ينزل من ضيعته ليغير حاله فلا يجد سوى العمل في الترويج للدعارة مع صديق له، وهما شابان لا يعرفان الرحمة في سبيل الوصول إلى غايتهما والتي تتمحور بتغيير الحال.
المسلسل أراه واحدا من أفضل ثلاثة أعمال لهذا العام وقد طرح قضايا ربما يرى البعض أنها مطروحة سابقا ، لكن الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار هو أنها لم تكن قد طرحت بهذه الجرأة وهذا الوضوح.
المسلسل أراه واحدا من أفضل ثلاثة أعمال لهذا العام وقد طرح قضايا ربما يرى البعض أنها مطروحة سابقا ، لكن الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار هو أنها لم تكن قد طرحت بهذه الجرأة وهذا الوضوح.
ماذا عن التحضير النفسي الذي أديته قبل أدائك لشخصية أبي خليل القباني هذا العام؟
كان حلما لي منذ زمن طويل أن أجسد شخصية مؤسس المسرح السوري، الراحل أبو خليل القباني ، وقد سنحت لي الفرصة هذا العام مع المخرجة الشابة إيناس حقي.
أبو خليل القباني هو أحد ابناء دمشق القديمة ، وأنا تربيت وعشت طفولتي في بيت عربي قديم ، لذا ومنذ أن اتفقت مع الشركة المنتجة والمخرجة على أدائي للدور تفرغت تماما لموضوع البيئة ، فانزويت في بيت عربي قديم وابتعدت عن الحياة الاجتماعية المعاصرة بضجيجها وصخبها كي أوائم بين نفسية الشخصية والبيئة التي عاشت فيها.
نجحت في أبي خليل القباني لأنني أعطيت للدور قيمته ، وبخاصة أنني أمثّل شخصية رجل تاريخ وليس شخصا عاديا أو خياليا.
أبو خليل القباني هو أحد ابناء دمشق القديمة ، وأنا تربيت وعشت طفولتي في بيت عربي قديم ، لذا ومنذ أن اتفقت مع الشركة المنتجة والمخرجة على أدائي للدور تفرغت تماما لموضوع البيئة ، فانزويت في بيت عربي قديم وابتعدت عن الحياة الاجتماعية المعاصرة بضجيجها وصخبها كي أوائم بين نفسية الشخصية والبيئة التي عاشت فيها.
نجحت في أبي خليل القباني لأنني أعطيت للدور قيمته ، وبخاصة أنني أمثّل شخصية رجل تاريخ وليس شخصا عاديا أو خياليا.
في العام الماضي كنت في مسلسل "رجال الحسم" وقيل إن هناك جزءا آخر من العمل لن يتم تصويره دون ذكر الأسباب.. ما رأيك بذلك؟
لن يتم ذلك في القريب العاجل والسبب هو وجود أحداث تتعلق بمرحلة حساسة ومتقدمة من حياة العالم العربي في صراعه مع العدو ، وتلك المرحلة إذا ما قرر المخرج أو المنتج تصويرها وتجسيدها في الدراما فإنها ستكون مكلفة ماديا بنسبة كبيرة تفوق بكثير ما تم صرفه وإنفاقه على الجزء الأول.
لذا فإن البداية للجزء الثاني ستكون للبحث عن مصدر تمويل يغطي كل متطلبات ومستلزمات العمل ، وهذا قد لا يرى النور في العام الحالي وربما يتم ترحيل ذلك للعام المقبل وربما أكثر ، لكن بالتأكيد سيكون الجزء الثاني جاهزا يوما ما وسيتم عرضه مثلما حصل في الجزء الأول.
لم يعد الجمهور يرى باسل خياط في عدد كبير من الأعمال مثلما كان يحصل في الماضي .. هل هي سياسة شخصية أم ماذا؟
لن يتم ذلك في القريب العاجل والسبب هو وجود أحداث تتعلق بمرحلة حساسة ومتقدمة من حياة العالم العربي في صراعه مع العدو ، وتلك المرحلة إذا ما قرر المخرج أو المنتج تصويرها وتجسيدها في الدراما فإنها ستكون مكلفة ماديا بنسبة كبيرة تفوق بكثير ما تم صرفه وإنفاقه على الجزء الأول.
لذا فإن البداية للجزء الثاني ستكون للبحث عن مصدر تمويل يغطي كل متطلبات ومستلزمات العمل ، وهذا قد لا يرى النور في العام الحالي وربما يتم ترحيل ذلك للعام المقبل وربما أكثر ، لكن بالتأكيد سيكون الجزء الثاني جاهزا يوما ما وسيتم عرضه مثلما حصل في الجزء الأول.
لم يعد الجمهور يرى باسل خياط في عدد كبير من الأعمال مثلما كان يحصل في الماضي .. هل هي سياسة شخصية أم ماذا؟
رأيي في هذا الأمر قلته أكثر من مرة ولم يكن رأيا يتعلق بي بل بشكل عام ، وهو أن الممثل قد يحتاج إلى كثرة الظهور في الدراما السورية مثلا ، في مرحلة الانطلاقة حيث يكون هدفه البروز وأن يعرفه الناس ، وهو إن لم يتحصل على فرص عديدة في تلك المرحلة فإنه لن يتمكن من التسلق السريع للهرم الدرامي الذي يوجد فيه مئات الممثلين الذين قد يأخذون مكانا ربما يستحقه هو.
لكن بعد أن يتمكن الممثل الشاب من الحصول على عديد الفرص ويفرض نفسه اسما معروفا لدى الناس ولدى المخرجين في الداخل والخارج، فإن عليه هنا أن يتعامل بمنطقية مع العروض ، فلا أرى أنه من المنطق أن يشارك في عشرة أعمال مثلا ، لأن التشابه سيحصل شاء أم أبى ، والتكرار إن وقع فيه الممثل الكبير فإنه سيتأثر فكيف إن وقع به من انطلق للتو في طريق الشهرة؟!.
لكن بعد أن يتمكن الممثل الشاب من الحصول على عديد الفرص ويفرض نفسه اسما معروفا لدى الناس ولدى المخرجين في الداخل والخارج، فإن عليه هنا أن يتعامل بمنطقية مع العروض ، فلا أرى أنه من المنطق أن يشارك في عشرة أعمال مثلا ، لأن التشابه سيحصل شاء أم أبى ، والتكرار إن وقع فيه الممثل الكبير فإنه سيتأثر فكيف إن وقع به من انطلق للتو في طريق الشهرة؟!.
كيف هي علاقتك بمخرجي الصف الأول ومع من ترتاح منهم ؟
علاقة جيدة مع مختلف المخرجين ومن كافة الأجيال والأعمال، وهذا نتاج الصدق والإخلاص في العمل، ولا أميز في التعامل مع مخرج من جيل الرواد وآخر من أبناء العقد الأخير ، فالعمل عمل وهذا هو شعاري في الوسط الفني.
لا يمكن أن تفرض العلاقة على الممثل من قبل أي أحد ، بل يجب أن يكون له دور كبير في تحديدها شأن ذلك شأن أي مجال في الحياة ، فالإنسان يحظى باحترام الناس ليس من فراغ بل عندما يكون محترما ، وكذلك في الفن فإن المخرجين لن يحترموا ممثلا، كبيرا كان أم شابا، إلا إذا كان محترما، وبغض النظر عن مواهبه التي بإمكانهم تجاهلها وتجاهل صاحبها معها والإتيان بغيره ليؤدي الغرض.
علاقة جيدة مع مختلف المخرجين ومن كافة الأجيال والأعمال، وهذا نتاج الصدق والإخلاص في العمل، ولا أميز في التعامل مع مخرج من جيل الرواد وآخر من أبناء العقد الأخير ، فالعمل عمل وهذا هو شعاري في الوسط الفني.
لا يمكن أن تفرض العلاقة على الممثل من قبل أي أحد ، بل يجب أن يكون له دور كبير في تحديدها شأن ذلك شأن أي مجال في الحياة ، فالإنسان يحظى باحترام الناس ليس من فراغ بل عندما يكون محترما ، وكذلك في الفن فإن المخرجين لن يحترموا ممثلا، كبيرا كان أم شابا، إلا إذا كان محترما، وبغض النظر عن مواهبه التي بإمكانهم تجاهلها وتجاهل صاحبها معها والإتيان بغيره ليؤدي الغرض.
أرتاح مع المخرجين الذين يأتون بالجديد والذين يملكون مشروعا في الدراما ورسائل في الحياة ، وهؤلاء ليسوا قلائل في الدراما السورية كما أنهم ليسوا كثرا ، كما وأرتاح مع المخرجين الذين يشعرون بالممثل ويتعاملون معه على أنه ضرورة وحجر أساس في النجاح وهؤلاء كثر بالتأكيد في الوسط الإخراجي السوري.
Comment