بسّام كوسا : الله يحبّني ولذلك أخذني في الجزء الاول من باب الحارة
هو فنان قدير مثقّف عميق صاحب مبدأ. يحبّ محاربة الظلم والتسلّط وما زال حتّى اليوم يعتبر الفنّ رسالة. صادق الى اقصى حدود الصدق. صريح ويقدّر القيم والاخلاق. الممثّل البارع بسّام كوسا الذي تكلّمنا معه عن دوره في "وراء الشمس" ومواضيع مختلفة في هذا اللقاء الشيّق جدا مع "النشرة".
لنبدأ بشهر رمضان الكريم ومسلسل "وراء الشمس" اخبرنا عن هذا الدور الصعب جدا لشخص متوحّد فكيف ركّبت الشخصية وادّيت الدور؟
هو دور مثل اي دور آخر وله مرجعية يلجأ لها الانسان للبحث عن تفاصيل الشخصية، اما مرجعية في الواقع وفي الكتب وفي عيادات الاطباء او في المستشفيات والمراكز والقضاء وذلك حسب الشخصية. وخلال صناعة الدور الامر الذي كان يهمني جدا هو ان يرى الاختصاصيون في مجال "التوحّد" ان ما اقوم به هو صحيح، اكثر من الناس العاديين رغم ان العمل موجه لهم في النهاية.
ولذلك كان المفترض بي ان اكون دقيقا جدا وشاهدت حالات كثيرة واطباء اختصاصيين وبذلت ما يجب تقريبا من جهد لاعرف ما هو التوحّد وجسّدته هكذا ولكن التوحّد ظهر انه متنوع الحالات.
اية حالة جسّدت انت؟
اهم شيء هو ان تكون الحالة متناسبة مع البيئة التي ينتمي لها حيث يختلف الاعتناء به حسب اوضاع الاهل، ففي "وراء الشمس" لم يتمكنوا من معالجته. وهذا يوجه رسالة للناس بانه اذا تم الاعتناء والاهتمام بهؤلاء الناس فانهم سيعطون امورا مهمة. وبعد الانتماء ركزت على علاقته مع امه واخته وعلاقته مع الشارع فنحن نعلم انه اذا كان انسان اعرج فـيجنّنه الناس في الشارع، وحتى اليوم ما زال قسم من الناس يعتبرون المتوحّد مجنونا.
كنت تعبّر عن عاطفتك بطريقة معينة فهل يستطيع المتوحّد ان يعبّر عن عاطفته؟
تختلف الحالات ولكن طبعا عندهم عاطفة ويعبرون عنها بطريقتهم وانا لدي ابن احد اصدقائي يعاني من توحّد انما تلف دماغي كامل وهو في الـ25 سنة وجماله رائع لكن لا يمكنه ان يسيطر على عضلات وجهه وعندما يحبّ شخصا ما يعبّر عن حبه بطريقة معينة حيث يرفرف كالعصفور فيعبّر بطريقته وليس بطريقتنا.
داستن هوفمان نال جائزة حين مثّل شخصية المتوحّد في "Rain Man" هل تنتظر تقديرا من بلادك او من مهرجانات كبيرة؟
التقدير دائما موجود.
ولكن انا اقصد جوائز كبيرة تستحقها وبالطبع لن تكون مدفوعة الثمن
انا لا اريد الحديث عن نظرية المؤامرة ولكن ما اعرفه ان الجوائز التي نلتها استحقها. وانا اعلم ما الذي يحصل فحين يأخذ غيري جائزة فانا اعلم انه نالها لانه يستحقها حقيقة وليس لانه ناور او اشتراها. وانا اشتركت بمهرجانات كثيرة وعلى مستوى كبير وعندما ينال غيري جائزة انظر الى عمله واعلم انه يستحقها فعلا. طبعا لا يخلو الامر في بعض المهرجانات حيث هناك محسوبيات.
نحن نقول لك ميروك لنيلك جائزة "الموريكس دور" ونشكرك على تقديمها الى اسطول الحرية الذي قصفته اسرائيل وهو ينقل المساعدات الى غزّة
انا قلت وجهة نظري ويجوز انها لم لم تعجب الكثيرين ولكن كما يقول المتنبي:"الرأي قبل شجاعة الشجعان هو اوّل وهي في المحلّ الثاني". فالرأي اهم من الشجاعة.
هل من الممكن ان يكون الموضوع انسانيا لهذه الدرجة وينزعج البعض منه؟
طبعا هذا ممكن وهذا حقّهم لان الدنيا وجهات نظر. وانا مع الاختلاف في الافكار ولكن مشكلتنا كما قال حسنين هيكل نحن امة عقائد وليس امّة افكار، الافكار لا تقتل بعضها انما العقائد تطحن بعضها.
انت معروف انك صاحب مبدأ، هل يمكنك ان تختصر عقيدتك بجملة؟
انا ضدّ الظلم فقط ومع العدالة التي تنادي بها الانسانية منذ 5 آلاف سنة ولن تنالها.
ولكنك في معظم الاحيان تلعب دور الظالم
نعم لكي القي الضوء فما يهمني هو مقولة العمل وليس مقولة دوري وعندما يكون ضد الظلم فانا اقبل به من اجل الجمال والحياة وتحسين العيش. هذا هو الفن ودوره واخترعه الانسان لكي يجعل الحياة ممكنة.
اذا عدنا الى "وراء الشمس" هل تجد انك اوصلت رسالة معينة بدورك، خاصة وان حياته لم تتحسّن فما زال مظلوما في موهبته وحياته وانتهى المسلسل كما بدأ؟
طبعا ولكن العمل كله اوصل الرسالة والا ما كان ليترك هذا الاثر عند الناس، فهم كانوا يخجلون من اخراج اولادها الى الشارع في حال لديهم توحّد او "متلازمة داون" والآن نسبة كبيرة منهم لا يخجلون من اولادهم بعد المسلسل. وقد صودف اقامة هذه السنة دورة الالعاب الاولمبية بذوي الاحتياجات الخاصة حيث تجدين نماذج ساحرة من سباحين وعدائين ويعبرون عن فرحهم وسعادتهم بطريقتهم ويمكن دمجهم بالحياة.
انت ممثل محترف وتتقن ادوارك بكلّ تفوّق، ولكن حين تأخذ دور معاق الا تشعر احيانا بنرجسيّة انك تحبّ الظهور لدى الناس بشكل جذّاب وليس بهذا الشكل المقدّم؟
اجل وربما انتعل كعبا عاليا (ضاحكا). هو موجود عند النساء والرجال وهذا حقهم وليفعلوا ما يشاؤوا فيضعون "ماسكارا" شفافة و"ليبستيك" ويهتمون بوجههم ليقولوا انظروا ما اجملنا. انا اسعى دائما لكي يكون الدور جميلا وليس الممثل جميل. هناك كثيرون جميلون ولكن انا شخص لديه مهمات اخرى ولم آت الى التمثيل بشكل سياحي.
لاي درجة تتقمّص انت الشخصية؟
ابدا ولا ثانية.
الممثل الراحل فيليب عقيقي كان يتقمّص الشخصية وحين لعب دور ميت خافوا ان يموت فعلا
انا جوابي قاس فعلا ولكن بما انك ذكرت الراحل عقيقي فسأجيب بشكل علمي دقيق. هناك مدرسة اسمها مدرسة التقمّص التي عمل بها معظم الممثلين العرب والتي ادّت الى حائط مسدود، لا تقمّص ولا الايمان بالشخصية وبسلوكها وبفلسفتها هذا الكلام لا يؤدي الى نتيجة ولذا ترين ان مستوى التمثيل العربي متدنٍ واحد الاسباب هو اعتمادهم على هذه الاشياء حيث أخذوا الموضوع بطريقة رومانتيكية وكأن الفنان هو شيء لا يمسّه الا المطهّرون- كلا نحن بشر. عندي هدف في الشخصية ادرسه على الورق قبل واقرأ النص والورق والشخصية واجهزّها واكون خادم مطيع للشخصية وانفّذ اوامرها.
احد اسباب تدنّي الدراما اللبنانية هو ادخال عارضات الازياء والجميلات من ملكات جمال وغيرهم الى التمثيل دون دراسة ودون المام، وانا لاحظت ان العديد من الممثلات في المسلسلات السورية لا سيما التاريخية وفي حقبات معينة خضعن للتجميل ويبدو السيليكون ووشم الحاجبين الذي لم يكن موجودا في تلك الفترات. كيف ترى الامر؟
هذا مرض عصري ولا علاقة له بفئة الممثلات فقط انما له علاقة بالمجتمع. المجتمع مريض كلنا حيث لم تعد تقبل الواحدة شكلها ولم يعد هناك تعابير وخاصة عندما يذهبن الى نفس الطبيب فاصبحن مثل فلانة وحتى وضعن نفس الشامة. هذا مرض العصر وليس له علاقة بالفن. وحتى هوليوود مرّت عليها ممثلة مستواها ضئيل وضعيف جدا انما كانت نجمة وهي مارلين مونرو فقط لانها جميلة .
انا لا اعرف ان اوصّف موضوع الدراما اللبنانية ولكن اعتقد ان المشكلة الاساسية هو الظروف التي مر بها فالفنّ لا ينتعش في الاضطراب ربما الافكار تنتعش نعم. وهو عندما عاش حالة ازدهار كان يستقطب الحالات الثقافية في الوطن العربي.
الا تفكّر بالقيام بالتمثيل في عمل مصري كما فعل جمال سليمان وغيره علما انك مثلت في الكويت؟
كلا انا لم امثل في الكويت انما هي مسرحية باللغة الفصحى قمنا بتصويرها في الكويت. اما من قاموا بالتمثيل في مصر فانا رأيت انهم نجحوا وقدموا اعمالا مهمة وهذا حقهم وهو امر شخصي ان يذهبوا حيث يريدون ولكن انا لا اذهب لمجموعة اسباب.
ما هي هذه الاسباب؟
انا عرضت علي اعمال كثيرة مثلي مثل غيري وربما قبل غيري فمنذ اوائل التسعينات عرضت علي اعمال. وانا كان لدي مجموعة تصوّرات، فاذا كنت قادرا على تصوير عمل بمستوى ما اقوم به هنا فلماذا اذهب الى هناك وثانيا ان هناك ممثلين رائعين في مصر قادرين على التعبير عن مجتمعهم اكثر مني وايضا في غير مصر. وثالثا اذا عرض عليّ شيء ساحر يدهشني فسأذهب.
هل سيكون هذا العمل الساحر مع زياد الرحباني خاصة وانه تجمعكما صداقة ؟
انا اتمنى وليس فقط مع زياد لكي لا تنحصر بمفهوم الصداقة، فاي عمل يجعلني فعلا افكّر واستمتع بما افكّر فيه والقيام بامر لم اقم به من قبل اذا كان ضمن قناعاتي فسأذهب ان كان في مصر او الجزائر او ليبيا او اي مكان. ولكن اذا كان بنفس المستوى فلماذا أذهب الى هناك؟!
ما الدور الذي يريد تقديمه بسام كوسا في دور تحلّ من خلاله مشكلة نعاني منها جميعا او تطرح حلا؟
انا لا احلّ اي مشكلة فالفن ليس مهمته طرح حلّ لانه يصبح تعليميا. ومهمّة الفن ان يطرح المشكلة ويلقي الضوء عليها سواء كانت مثلا في القضاء او التعليم.
لماذا لديك موقف من مسلسل "وراء الشمس"؟
اولا لدي موقف من النتيجة التي خرجت من العمل كلّه وعلى المستوى الفني والبصري لدي ملاحظات كثيرة، وهذا لا يلغي ابدا جهود الناس التي عملت واقدّرها كثيرا. وانا على المستوى الفكري لديّ موقف فعندما نطرح مشكلة الاحهاض التي هي اشكالية في العالم، من المفترض ان لا يكون للفن موقف فناس معه وناس ضدّه ولندع المجتمع يقرّر موقفه.
فالعمل اظهر ان هناك قسمين قسم مع الاجهاض وقسم ضدّ الاجهاض فقام المخرج والمؤلف بطريقة رديئة جدا جعلوا كل الذين مع الاجهاض سلبيين ومجانين فيما من هم ضدّه ملائكة. وقد اظهر المسلسل الزوج وكأنه مجنون وعصبي بينما الاخ انتهازي فمالت الكفّة الى صالج جهة معارضي الاجهاض وهذا اسمه موقف وانا ضدّ الموقف ويجب ان تطرح الفكرة لتثير صراع افكار.
ومن جهة ثانية "متلازمة داون" او ما يعرف بالـ"منغولية" انا قلت لهم طوال الوقت ان يحذفوا الجانب الديني من النص، فاذا كنت انا شخص مسيحي وابني يعاني من هذه الحالة وهو جنبي لماذا عليه ان يراه وهو يصلي، هذه الحالات يجب ان تخرج خارج الدين فالمسيحي واليهودي والبوذي والملحد يهمني وهي مشكلة انسانية وليست دينية. ولم يكن يجب ان يلبسوه الابيض ويضعوا هذه على رأسه ليركع ويصلّي فقد غرّبته عنّي اذا كنت من دين آخر او غير مؤمن. ولذلك انا أخذت موقف ونادين خوري والدة علاء في المسلسل "تقدح" آية الكرسي في مشهد كامل لماذا كل هذا؟! فانا مسلم وانا لا أقبله.
هذا موقفي منهم وانا لا اتعامل معهم لا سمير حسين المتخلّف ولا هاني العشّي الانتهازي ولا المؤلّف الوصولي. انهم يدخلون الفكر الوهابي الى البلد. انهم مجموعة "عكاريت" انا اعمل في الفن ليس من اجل المال والشهرة. انا رجل في بلد لا اريد ان ارى فيه طائفية وحروب وضدّ اي تحزّب ديني فأرى علاء يلبس هذه الثياب فهل يعرف هذا ان يصلّي؟!! انا لا اقبل هذا التحيّز.
عندما اخذت موقفك هذا كيف كانت ردّة فعلهم هم؟
نحن لم نعد نتكلّم معا، وعندما كانت الوزيرة تكرّمني طلبت ان يجلسوهم على ابعد طاولة عنّي وممنوع ان اتكلّم معهم لانهم هؤلاء لهم فكر لا التقي معه. انا لو كنت اعلم ان هذا العمل سيتّجه نحو هذا الاتجاه الفكري لما كنت لأصوّره. واريد ان اقول انني انا نجحت في العمل وعلاء نجح لانه يمثّل مشكلته ولكن ليس المخرج الذي نجح. انا اعلم كيف يكون الكادر الفنّي والفن وانا شعرت باستياء شديد ولم استمتع بنجاح هذا الدور نهائيا.
ولكن انت تعاملت مع سمير حسين بالرغم من انه لا يملك تلك الخبرة الكبيرة جدا
انا تعاملت معه بكلّ حبّ ولم اعلم انه سيخدعني، عندما لم اكن في التصوير كان هو يصوّر وحده ولا يجب ان اكون مراقبا على عمله فهو مخرجّ وحرّ، اما عندما وضع هذا الفكر فعلى اي اساس تدخل هذا الفكر ومن قال انه من المسموح لك ان تقوم بهذا. ولو قال انه يريد هذا لما شاركت فيه ولا اقبل ان اشارك فيه.
انت انسان صادق جدا، الا يسبّب لك هذا الصدق مشاكل مع الناس؟
انا نصف المجتمع الفنّي لديّ مشاكل معهم، والمسألة ليست مسألة صدق. انا عندي وجهة نظر فلا يمكنني من اجل مصالحي ان اتملّق فلانا او فلان فلا مبرّر لهذا. انا اتعامل من شخص لشخص واذا كان يريد مبخّرين فليبحث عن غيري فانا لا انفع للتبخير.
عرفنا انك لا تبخّر من انتخابات النقابة، هل تطمح لتصبح نقيب؟
ابدا مستحيل دعوني لكي اذهب وقلت لهم "فشرتوا". هذه المهمة لها ناسها وانا لا اصلح.
من يصلح اذا كان بسام كوسا المثقّف لا يصلح لها؟
هم كانوا يحاربونني بهذه النقطة ويقولون لا تنتخبوهم لانهم مثقفون. وكل الانتخابات في العالم ليس فيها نزاهة وانا كنت اعتقد انه هناك نزاهة فكنت رومانتيكيا حينها وتبين انه هناك اموال ودفع ونساء.
ما هي مطالبك من النقابة؟
انا لا مطالب لديّ. ارسل احدهم ليدفع رسومي السنوية كل عام ويجلب لي الوصل، وهي لا قدرة لها على تنفيذ اي مطلب. الآن تجري انتخابات لمجلس جديد واتمنى لهم التوفيق لكي يكونوا اكثر شرفا فقط.
انت صرّحت ان مهنة التمثيل تشعرك بعدم الامان، هل بسبب المواضيع المطروحة ام من ناحية وجود عمل او عدم وجوده؟
ولا واحد منهما. انا قلت انها تفقدني الامان بما معنى ان هذه هي مهنة بحث وشكّ فهل ما نقوم به صحيح ام لا. وعندما يستسلم احدهم لتصفيق معيّن او ضوء معيّن او لاغراء معيّن فهذا يعني انه وقع بشرّ اعماله و"أكل الضرب".
انت متواضع ولا تحبّ المدح
ان أُمتدح فهذا اعتزّ به كثيرا ولكن لا يجب ان يؤثّر على عقلي وافكاري. وانا كلمة متواضع لا احبّها فانا لست متواضعا.
كيف هذا التناقض تقول انك لست متواضعا وتقول انك لا تريد ان تشوّش افكارك من الاضواء؟
ما اعنيه ان هذه المهنة فيها اضواء خادعة جدا بنات وسيارات وهواتف واموال، "بطقّوا الفيوزات تبعه".
الا تغرّك المعجبات؟
لا والله هن جميلات (ضاحكا) ولكنهن لا تغرني. ما اقصده ان هذه الامور كلها آنية فعندما يغيب احدهم لسنتين يظهر غيره ويذهب هو فتذهب الاضواء ولن يبكي على بابه احد ليعود الى الفن. هناك مهنة نعمل فيها نحن مثلها مثل غيرها نستمتع بشهرتها وبمحبّة الناس كثيرا وبالنجاح ولكن لا تجعلنا نفقد توازننا. فهناك من صار يشعر بأنّه ظلّ الله على الارض وانا هذا اسمّيه المراهقة المهنيّة ويشعر بانه يسيطر على الارض كلها وهذا موجود في كل المهن. فانا تخرّجت من الفنون الجميلة وفي السنة الاولى يشعر انه اهم من الجميع ويخفّ هذا مع الوقت.
هناك الكثيرون يصفونك بانك خليفة الممثل السوري الكبير دريد لحّام، ما تعليقك؟
انا ضد هذه الفكرة ولكن بالنسبة لي دريد لحام سيذكر في الدراما العربية كوسام كبير وهو قامة عالية جدا ومن المؤسسين كانوا وبذلوا جهدا خارقا وبظرف لم يكن هناك وسائل مساعدة اصعب كثيرا من ظروفنا ونحن أصعب من الممثلين الجدد.
الا ترى انك مسؤول عن المشوار الذي بدأه دريد لحام؟
كلا انا اقوم بمشواري وكل واحد يقوم بمشواره ولا احد يختصر الدراما السورية التي هي بانوراما كاملة اسمها مسيرة فن وانا ودريد لحّام جزء من البانوراما. كلنا نحن نساوي التاريخ الفني المعاصر لهذا البلد. وعلى عظمة زياد الرحباني فهو وحده لا يساوي الفن اللبناني، لان زياد سيكون جنبه شوشو والعقيقي وسلوى القطريب والاخوين والجميع. الفن هو ذاكرة الامة وروحها سواء كانت كبيرة او صغيرة او متقدمة او متخلّفة.
ما رأيك بدوبلاج المسلسلات التركية؟
"يصطفلوا" انا لا ادبلج ولكن "يصطفلوا". الامر له جوانب سلبية وايجابية ولكن انا افضّل اذا ارادوا ان يجلبوا الاعمال من خارج البلد فليأتوا بالاعمال اللائقة والجيّدة والمحترمة لان البلدان هذه لديها اعمال عالية المستوى انما الآن هم يذهبون ليأتوا بأرخص الأعمال ثمنا ليربحوا اكثر ويدبلجوه ويرموه الينا.
وهم يؤذوننا نحن كمشاهديم ويؤذون الدراما التركية التي لديها اعمال عالية المستوى حتى على مستوى السينما ولا تعبّر عنها هذه الاعمال التي تأتينا. انا اذهب الى اسطمبول في تركيا وهم لا يعرفون الابطال الذين اشتهروا عندنا وصاروا نجوما. ومن الجانب الايجابي فان المشاهد يتعرّف على الثقافات الاخرى وآلية التفكير وهذا يفيد.
13 تشرين الأول 2010 هلا المر - اعد التقرير: وسيم حيدر
هو فنان قدير مثقّف عميق صاحب مبدأ. يحبّ محاربة الظلم والتسلّط وما زال حتّى اليوم يعتبر الفنّ رسالة. صادق الى اقصى حدود الصدق. صريح ويقدّر القيم والاخلاق. الممثّل البارع بسّام كوسا الذي تكلّمنا معه عن دوره في "وراء الشمس" ومواضيع مختلفة في هذا اللقاء الشيّق جدا مع "النشرة".
لنبدأ بشهر رمضان الكريم ومسلسل "وراء الشمس" اخبرنا عن هذا الدور الصعب جدا لشخص متوحّد فكيف ركّبت الشخصية وادّيت الدور؟
هو دور مثل اي دور آخر وله مرجعية يلجأ لها الانسان للبحث عن تفاصيل الشخصية، اما مرجعية في الواقع وفي الكتب وفي عيادات الاطباء او في المستشفيات والمراكز والقضاء وذلك حسب الشخصية. وخلال صناعة الدور الامر الذي كان يهمني جدا هو ان يرى الاختصاصيون في مجال "التوحّد" ان ما اقوم به هو صحيح، اكثر من الناس العاديين رغم ان العمل موجه لهم في النهاية.
ولذلك كان المفترض بي ان اكون دقيقا جدا وشاهدت حالات كثيرة واطباء اختصاصيين وبذلت ما يجب تقريبا من جهد لاعرف ما هو التوحّد وجسّدته هكذا ولكن التوحّد ظهر انه متنوع الحالات.
اية حالة جسّدت انت؟
اهم شيء هو ان تكون الحالة متناسبة مع البيئة التي ينتمي لها حيث يختلف الاعتناء به حسب اوضاع الاهل، ففي "وراء الشمس" لم يتمكنوا من معالجته. وهذا يوجه رسالة للناس بانه اذا تم الاعتناء والاهتمام بهؤلاء الناس فانهم سيعطون امورا مهمة. وبعد الانتماء ركزت على علاقته مع امه واخته وعلاقته مع الشارع فنحن نعلم انه اذا كان انسان اعرج فـيجنّنه الناس في الشارع، وحتى اليوم ما زال قسم من الناس يعتبرون المتوحّد مجنونا.
كنت تعبّر عن عاطفتك بطريقة معينة فهل يستطيع المتوحّد ان يعبّر عن عاطفته؟
تختلف الحالات ولكن طبعا عندهم عاطفة ويعبرون عنها بطريقتهم وانا لدي ابن احد اصدقائي يعاني من توحّد انما تلف دماغي كامل وهو في الـ25 سنة وجماله رائع لكن لا يمكنه ان يسيطر على عضلات وجهه وعندما يحبّ شخصا ما يعبّر عن حبه بطريقة معينة حيث يرفرف كالعصفور فيعبّر بطريقته وليس بطريقتنا.
داستن هوفمان نال جائزة حين مثّل شخصية المتوحّد في "Rain Man" هل تنتظر تقديرا من بلادك او من مهرجانات كبيرة؟
التقدير دائما موجود.
ولكن انا اقصد جوائز كبيرة تستحقها وبالطبع لن تكون مدفوعة الثمن
انا لا اريد الحديث عن نظرية المؤامرة ولكن ما اعرفه ان الجوائز التي نلتها استحقها. وانا اعلم ما الذي يحصل فحين يأخذ غيري جائزة فانا اعلم انه نالها لانه يستحقها حقيقة وليس لانه ناور او اشتراها. وانا اشتركت بمهرجانات كثيرة وعلى مستوى كبير وعندما ينال غيري جائزة انظر الى عمله واعلم انه يستحقها فعلا. طبعا لا يخلو الامر في بعض المهرجانات حيث هناك محسوبيات.
نحن نقول لك ميروك لنيلك جائزة "الموريكس دور" ونشكرك على تقديمها الى اسطول الحرية الذي قصفته اسرائيل وهو ينقل المساعدات الى غزّة
انا قلت وجهة نظري ويجوز انها لم لم تعجب الكثيرين ولكن كما يقول المتنبي:"الرأي قبل شجاعة الشجعان هو اوّل وهي في المحلّ الثاني". فالرأي اهم من الشجاعة.
هل من الممكن ان يكون الموضوع انسانيا لهذه الدرجة وينزعج البعض منه؟
طبعا هذا ممكن وهذا حقّهم لان الدنيا وجهات نظر. وانا مع الاختلاف في الافكار ولكن مشكلتنا كما قال حسنين هيكل نحن امة عقائد وليس امّة افكار، الافكار لا تقتل بعضها انما العقائد تطحن بعضها.
انت معروف انك صاحب مبدأ، هل يمكنك ان تختصر عقيدتك بجملة؟
انا ضدّ الظلم فقط ومع العدالة التي تنادي بها الانسانية منذ 5 آلاف سنة ولن تنالها.
ولكنك في معظم الاحيان تلعب دور الظالم
نعم لكي القي الضوء فما يهمني هو مقولة العمل وليس مقولة دوري وعندما يكون ضد الظلم فانا اقبل به من اجل الجمال والحياة وتحسين العيش. هذا هو الفن ودوره واخترعه الانسان لكي يجعل الحياة ممكنة.
اذا عدنا الى "وراء الشمس" هل تجد انك اوصلت رسالة معينة بدورك، خاصة وان حياته لم تتحسّن فما زال مظلوما في موهبته وحياته وانتهى المسلسل كما بدأ؟
طبعا ولكن العمل كله اوصل الرسالة والا ما كان ليترك هذا الاثر عند الناس، فهم كانوا يخجلون من اخراج اولادها الى الشارع في حال لديهم توحّد او "متلازمة داون" والآن نسبة كبيرة منهم لا يخجلون من اولادهم بعد المسلسل. وقد صودف اقامة هذه السنة دورة الالعاب الاولمبية بذوي الاحتياجات الخاصة حيث تجدين نماذج ساحرة من سباحين وعدائين ويعبرون عن فرحهم وسعادتهم بطريقتهم ويمكن دمجهم بالحياة.
انت ممثل محترف وتتقن ادوارك بكلّ تفوّق، ولكن حين تأخذ دور معاق الا تشعر احيانا بنرجسيّة انك تحبّ الظهور لدى الناس بشكل جذّاب وليس بهذا الشكل المقدّم؟
اجل وربما انتعل كعبا عاليا (ضاحكا). هو موجود عند النساء والرجال وهذا حقهم وليفعلوا ما يشاؤوا فيضعون "ماسكارا" شفافة و"ليبستيك" ويهتمون بوجههم ليقولوا انظروا ما اجملنا. انا اسعى دائما لكي يكون الدور جميلا وليس الممثل جميل. هناك كثيرون جميلون ولكن انا شخص لديه مهمات اخرى ولم آت الى التمثيل بشكل سياحي.
لاي درجة تتقمّص انت الشخصية؟
ابدا ولا ثانية.
الممثل الراحل فيليب عقيقي كان يتقمّص الشخصية وحين لعب دور ميت خافوا ان يموت فعلا
انا جوابي قاس فعلا ولكن بما انك ذكرت الراحل عقيقي فسأجيب بشكل علمي دقيق. هناك مدرسة اسمها مدرسة التقمّص التي عمل بها معظم الممثلين العرب والتي ادّت الى حائط مسدود، لا تقمّص ولا الايمان بالشخصية وبسلوكها وبفلسفتها هذا الكلام لا يؤدي الى نتيجة ولذا ترين ان مستوى التمثيل العربي متدنٍ واحد الاسباب هو اعتمادهم على هذه الاشياء حيث أخذوا الموضوع بطريقة رومانتيكية وكأن الفنان هو شيء لا يمسّه الا المطهّرون- كلا نحن بشر. عندي هدف في الشخصية ادرسه على الورق قبل واقرأ النص والورق والشخصية واجهزّها واكون خادم مطيع للشخصية وانفّذ اوامرها.
احد اسباب تدنّي الدراما اللبنانية هو ادخال عارضات الازياء والجميلات من ملكات جمال وغيرهم الى التمثيل دون دراسة ودون المام، وانا لاحظت ان العديد من الممثلات في المسلسلات السورية لا سيما التاريخية وفي حقبات معينة خضعن للتجميل ويبدو السيليكون ووشم الحاجبين الذي لم يكن موجودا في تلك الفترات. كيف ترى الامر؟
هذا مرض عصري ولا علاقة له بفئة الممثلات فقط انما له علاقة بالمجتمع. المجتمع مريض كلنا حيث لم تعد تقبل الواحدة شكلها ولم يعد هناك تعابير وخاصة عندما يذهبن الى نفس الطبيب فاصبحن مثل فلانة وحتى وضعن نفس الشامة. هذا مرض العصر وليس له علاقة بالفن. وحتى هوليوود مرّت عليها ممثلة مستواها ضئيل وضعيف جدا انما كانت نجمة وهي مارلين مونرو فقط لانها جميلة .
انا لا اعرف ان اوصّف موضوع الدراما اللبنانية ولكن اعتقد ان المشكلة الاساسية هو الظروف التي مر بها فالفنّ لا ينتعش في الاضطراب ربما الافكار تنتعش نعم. وهو عندما عاش حالة ازدهار كان يستقطب الحالات الثقافية في الوطن العربي.
الا تفكّر بالقيام بالتمثيل في عمل مصري كما فعل جمال سليمان وغيره علما انك مثلت في الكويت؟
كلا انا لم امثل في الكويت انما هي مسرحية باللغة الفصحى قمنا بتصويرها في الكويت. اما من قاموا بالتمثيل في مصر فانا رأيت انهم نجحوا وقدموا اعمالا مهمة وهذا حقهم وهو امر شخصي ان يذهبوا حيث يريدون ولكن انا لا اذهب لمجموعة اسباب.
ما هي هذه الاسباب؟
انا عرضت علي اعمال كثيرة مثلي مثل غيري وربما قبل غيري فمنذ اوائل التسعينات عرضت علي اعمال. وانا كان لدي مجموعة تصوّرات، فاذا كنت قادرا على تصوير عمل بمستوى ما اقوم به هنا فلماذا اذهب الى هناك وثانيا ان هناك ممثلين رائعين في مصر قادرين على التعبير عن مجتمعهم اكثر مني وايضا في غير مصر. وثالثا اذا عرض عليّ شيء ساحر يدهشني فسأذهب.
هل سيكون هذا العمل الساحر مع زياد الرحباني خاصة وانه تجمعكما صداقة ؟
انا اتمنى وليس فقط مع زياد لكي لا تنحصر بمفهوم الصداقة، فاي عمل يجعلني فعلا افكّر واستمتع بما افكّر فيه والقيام بامر لم اقم به من قبل اذا كان ضمن قناعاتي فسأذهب ان كان في مصر او الجزائر او ليبيا او اي مكان. ولكن اذا كان بنفس المستوى فلماذا أذهب الى هناك؟!
ما الدور الذي يريد تقديمه بسام كوسا في دور تحلّ من خلاله مشكلة نعاني منها جميعا او تطرح حلا؟
انا لا احلّ اي مشكلة فالفن ليس مهمته طرح حلّ لانه يصبح تعليميا. ومهمّة الفن ان يطرح المشكلة ويلقي الضوء عليها سواء كانت مثلا في القضاء او التعليم.
لماذا لديك موقف من مسلسل "وراء الشمس"؟
اولا لدي موقف من النتيجة التي خرجت من العمل كلّه وعلى المستوى الفني والبصري لدي ملاحظات كثيرة، وهذا لا يلغي ابدا جهود الناس التي عملت واقدّرها كثيرا. وانا على المستوى الفكري لديّ موقف فعندما نطرح مشكلة الاحهاض التي هي اشكالية في العالم، من المفترض ان لا يكون للفن موقف فناس معه وناس ضدّه ولندع المجتمع يقرّر موقفه.
فالعمل اظهر ان هناك قسمين قسم مع الاجهاض وقسم ضدّ الاجهاض فقام المخرج والمؤلف بطريقة رديئة جدا جعلوا كل الذين مع الاجهاض سلبيين ومجانين فيما من هم ضدّه ملائكة. وقد اظهر المسلسل الزوج وكأنه مجنون وعصبي بينما الاخ انتهازي فمالت الكفّة الى صالج جهة معارضي الاجهاض وهذا اسمه موقف وانا ضدّ الموقف ويجب ان تطرح الفكرة لتثير صراع افكار.
ومن جهة ثانية "متلازمة داون" او ما يعرف بالـ"منغولية" انا قلت لهم طوال الوقت ان يحذفوا الجانب الديني من النص، فاذا كنت انا شخص مسيحي وابني يعاني من هذه الحالة وهو جنبي لماذا عليه ان يراه وهو يصلي، هذه الحالات يجب ان تخرج خارج الدين فالمسيحي واليهودي والبوذي والملحد يهمني وهي مشكلة انسانية وليست دينية. ولم يكن يجب ان يلبسوه الابيض ويضعوا هذه على رأسه ليركع ويصلّي فقد غرّبته عنّي اذا كنت من دين آخر او غير مؤمن. ولذلك انا أخذت موقف ونادين خوري والدة علاء في المسلسل "تقدح" آية الكرسي في مشهد كامل لماذا كل هذا؟! فانا مسلم وانا لا أقبله.
هذا موقفي منهم وانا لا اتعامل معهم لا سمير حسين المتخلّف ولا هاني العشّي الانتهازي ولا المؤلّف الوصولي. انهم يدخلون الفكر الوهابي الى البلد. انهم مجموعة "عكاريت" انا اعمل في الفن ليس من اجل المال والشهرة. انا رجل في بلد لا اريد ان ارى فيه طائفية وحروب وضدّ اي تحزّب ديني فأرى علاء يلبس هذه الثياب فهل يعرف هذا ان يصلّي؟!! انا لا اقبل هذا التحيّز.
نحن لم نعد نتكلّم معا، وعندما كانت الوزيرة تكرّمني طلبت ان يجلسوهم على ابعد طاولة عنّي وممنوع ان اتكلّم معهم لانهم هؤلاء لهم فكر لا التقي معه. انا لو كنت اعلم ان هذا العمل سيتّجه نحو هذا الاتجاه الفكري لما كنت لأصوّره. واريد ان اقول انني انا نجحت في العمل وعلاء نجح لانه يمثّل مشكلته ولكن ليس المخرج الذي نجح. انا اعلم كيف يكون الكادر الفنّي والفن وانا شعرت باستياء شديد ولم استمتع بنجاح هذا الدور نهائيا.
ولكن انت تعاملت مع سمير حسين بالرغم من انه لا يملك تلك الخبرة الكبيرة جدا
انا تعاملت معه بكلّ حبّ ولم اعلم انه سيخدعني، عندما لم اكن في التصوير كان هو يصوّر وحده ولا يجب ان اكون مراقبا على عمله فهو مخرجّ وحرّ، اما عندما وضع هذا الفكر فعلى اي اساس تدخل هذا الفكر ومن قال انه من المسموح لك ان تقوم بهذا. ولو قال انه يريد هذا لما شاركت فيه ولا اقبل ان اشارك فيه.
انت انسان صادق جدا، الا يسبّب لك هذا الصدق مشاكل مع الناس؟
انا نصف المجتمع الفنّي لديّ مشاكل معهم، والمسألة ليست مسألة صدق. انا عندي وجهة نظر فلا يمكنني من اجل مصالحي ان اتملّق فلانا او فلان فلا مبرّر لهذا. انا اتعامل من شخص لشخص واذا كان يريد مبخّرين فليبحث عن غيري فانا لا انفع للتبخير.
عرفنا انك لا تبخّر من انتخابات النقابة، هل تطمح لتصبح نقيب؟
ابدا مستحيل دعوني لكي اذهب وقلت لهم "فشرتوا". هذه المهمة لها ناسها وانا لا اصلح.
من يصلح اذا كان بسام كوسا المثقّف لا يصلح لها؟
هم كانوا يحاربونني بهذه النقطة ويقولون لا تنتخبوهم لانهم مثقفون. وكل الانتخابات في العالم ليس فيها نزاهة وانا كنت اعتقد انه هناك نزاهة فكنت رومانتيكيا حينها وتبين انه هناك اموال ودفع ونساء.
ما هي مطالبك من النقابة؟
انا لا مطالب لديّ. ارسل احدهم ليدفع رسومي السنوية كل عام ويجلب لي الوصل، وهي لا قدرة لها على تنفيذ اي مطلب. الآن تجري انتخابات لمجلس جديد واتمنى لهم التوفيق لكي يكونوا اكثر شرفا فقط.
انت صرّحت ان مهنة التمثيل تشعرك بعدم الامان، هل بسبب المواضيع المطروحة ام من ناحية وجود عمل او عدم وجوده؟
ولا واحد منهما. انا قلت انها تفقدني الامان بما معنى ان هذه هي مهنة بحث وشكّ فهل ما نقوم به صحيح ام لا. وعندما يستسلم احدهم لتصفيق معيّن او ضوء معيّن او لاغراء معيّن فهذا يعني انه وقع بشرّ اعماله و"أكل الضرب".
انت متواضع ولا تحبّ المدح
ان أُمتدح فهذا اعتزّ به كثيرا ولكن لا يجب ان يؤثّر على عقلي وافكاري. وانا كلمة متواضع لا احبّها فانا لست متواضعا.
كيف هذا التناقض تقول انك لست متواضعا وتقول انك لا تريد ان تشوّش افكارك من الاضواء؟
ما اعنيه ان هذه المهنة فيها اضواء خادعة جدا بنات وسيارات وهواتف واموال، "بطقّوا الفيوزات تبعه".
الا تغرّك المعجبات؟
لا والله هن جميلات (ضاحكا) ولكنهن لا تغرني. ما اقصده ان هذه الامور كلها آنية فعندما يغيب احدهم لسنتين يظهر غيره ويذهب هو فتذهب الاضواء ولن يبكي على بابه احد ليعود الى الفن. هناك مهنة نعمل فيها نحن مثلها مثل غيرها نستمتع بشهرتها وبمحبّة الناس كثيرا وبالنجاح ولكن لا تجعلنا نفقد توازننا. فهناك من صار يشعر بأنّه ظلّ الله على الارض وانا هذا اسمّيه المراهقة المهنيّة ويشعر بانه يسيطر على الارض كلها وهذا موجود في كل المهن. فانا تخرّجت من الفنون الجميلة وفي السنة الاولى يشعر انه اهم من الجميع ويخفّ هذا مع الوقت.
هناك الكثيرون يصفونك بانك خليفة الممثل السوري الكبير دريد لحّام، ما تعليقك؟
انا ضد هذه الفكرة ولكن بالنسبة لي دريد لحام سيذكر في الدراما العربية كوسام كبير وهو قامة عالية جدا ومن المؤسسين كانوا وبذلوا جهدا خارقا وبظرف لم يكن هناك وسائل مساعدة اصعب كثيرا من ظروفنا ونحن أصعب من الممثلين الجدد.
الا ترى انك مسؤول عن المشوار الذي بدأه دريد لحام؟
كلا انا اقوم بمشواري وكل واحد يقوم بمشواره ولا احد يختصر الدراما السورية التي هي بانوراما كاملة اسمها مسيرة فن وانا ودريد لحّام جزء من البانوراما. كلنا نحن نساوي التاريخ الفني المعاصر لهذا البلد. وعلى عظمة زياد الرحباني فهو وحده لا يساوي الفن اللبناني، لان زياد سيكون جنبه شوشو والعقيقي وسلوى القطريب والاخوين والجميع. الفن هو ذاكرة الامة وروحها سواء كانت كبيرة او صغيرة او متقدمة او متخلّفة.
لماذا انت مبتعد عن السينما السورية؟
السينما هي من تبتعد عنا ولسنا نحن من نبتعد عنها، وكذلك المسرح وكل الفنون فهي اكبر من الافراد المسرح هو من تركنا نظر الى الأمة فرآها لا تهتم به ولا تدلّله ولا تحترمه ولا توليه الاهتمام ولا فرص او خدمات انما تضطهده وتهينه ولذا يهجر ويغادر الى امة تحترمه. نحن ننتظر في الدور لدخول مسارح اوروبا.
والسينما السورية الانتاج مقلّ والآلية المؤسساتية ليست سويّة برأيي ولها مشاكلها وعيوبها وبالتالي النتاج يشبه المؤسسة.
السينما هي من تبتعد عنا ولسنا نحن من نبتعد عنها، وكذلك المسرح وكل الفنون فهي اكبر من الافراد المسرح هو من تركنا نظر الى الأمة فرآها لا تهتم به ولا تدلّله ولا تحترمه ولا توليه الاهتمام ولا فرص او خدمات انما تضطهده وتهينه ولذا يهجر ويغادر الى امة تحترمه. نحن ننتظر في الدور لدخول مسارح اوروبا.
والسينما السورية الانتاج مقلّ والآلية المؤسساتية ليست سويّة برأيي ولها مشاكلها وعيوبها وبالتالي النتاج يشبه المؤسسة.
ما رأيك بدوبلاج المسلسلات التركية؟
"يصطفلوا" انا لا ادبلج ولكن "يصطفلوا". الامر له جوانب سلبية وايجابية ولكن انا افضّل اذا ارادوا ان يجلبوا الاعمال من خارج البلد فليأتوا بالاعمال اللائقة والجيّدة والمحترمة لان البلدان هذه لديها اعمال عالية المستوى انما الآن هم يذهبون ليأتوا بأرخص الأعمال ثمنا ليربحوا اكثر ويدبلجوه ويرموه الينا.
وهم يؤذوننا نحن كمشاهديم ويؤذون الدراما التركية التي لديها اعمال عالية المستوى حتى على مستوى السينما ولا تعبّر عنها هذه الاعمال التي تأتينا. انا اذهب الى اسطمبول في تركيا وهم لا يعرفون الابطال الذين اشتهروا عندنا وصاروا نجوما. ومن الجانب الايجابي فان المشاهد يتعرّف على الثقافات الاخرى وآلية التفكير وهذا يفيد.
كما تعرفنا نحن على التاريخ من خلال "باب الحارة" والرجال والنساء وطريقة التعامل؟
ليس التاريخ فهو ليس وثائقيا يورّخ لمرحلة معينة. والمرأة مضطهدة كانت وما زالت حتى الآن وهي تأتي ثانيا في كل مجتمعاتنا.
هل كنت انت مع ان يتم صنع جزء ثان وثالث ورابع وخامس من "باب الحارة" خاصة وانك شاركت في اوّل جزء فقط؟
نقول في امثالنا ان "الله اذا بحبّ واحد بيستفقده او بياخده" فانا الله أخذني منذ الجزء الاوّل لانه يحبني كثيرا.
ما جديد بسام كوسا وما الذي يحضّر له؟
انا اقرأ عدّة نصوص وادرسها وسنرى فيما بعد.
ليس التاريخ فهو ليس وثائقيا يورّخ لمرحلة معينة. والمرأة مضطهدة كانت وما زالت حتى الآن وهي تأتي ثانيا في كل مجتمعاتنا.
هل كنت انت مع ان يتم صنع جزء ثان وثالث ورابع وخامس من "باب الحارة" خاصة وانك شاركت في اوّل جزء فقط؟
نقول في امثالنا ان "الله اذا بحبّ واحد بيستفقده او بياخده" فانا الله أخذني منذ الجزء الاوّل لانه يحبني كثيرا.
ما جديد بسام كوسا وما الذي يحضّر له؟
انا اقرأ عدّة نصوص وادرسها وسنرى فيما بعد.
Comment