تقرير تسلمه البوطي من وزير الأوقاف كان وراء البيان ..أنزور : سأعلن اسم كل شخصية في المسلسل إذا ؟!
دمشق ..
«أنا أرى المستقبل بشكل جيد» بهذه العبارة بدأ المخرج نجدة أنزور جلسة معه في أثناء عرض عمله (ما ملكت أيمانكم) فالعمل يعالج موضوعاً حاراً اليوم في العالم أجمع، وكذلك يناقش مقولة تتعلق بتقدم الأمة وتحررها، ولا يرى فيما يقوم به إلا من باب التحذير القاسي الذي بدأه منذ سنوات في (الحور العين) وها هو يتابعه اليوم.. ويشير أنزور إلى أن الفكرة بنيت منذ ذلك العمل عندما تمَّ رصد الشارع السوري بشكل عشوائي، فهاله هذا الكم من النقاب الذي يعدّ صورة للفكر، والذي يمكن أن يسبب الأذى المطلق للبلد الذي نحبه، ومن أجواء تلك الجلسة اقتطفنا هذه المقاطع من آراء المخرج في العمل ورسالته، وما دار حوله.
رجال الأعمال ودورهم
هناك شخصيات إشكالية تم عرضها في العمل مثل شخصيات رجال الأعمال، وهي شخصيات مؤثرة في السياق العام للعمل والحياة، وقد حاول بعضهم أن يربط هذه الشخصيات بشخصيات حقيقية، وأنا واجهت الجميع لذلك لا أهاب عندما أواجه أشخاصاً، فلا شيء محدداً في العمل تجاه أحد، وأنا عندما أنظر إلى البلد أشكل شخصياتي بشكل يخدم القضية، أما القول إن شخصاً محدداً هو المقصود، فهذا أمر غير صحيح.. إنها نماذج مركبة أستطيع من خلالها أن أصب مجموعة كبيرة من السلبيات فيها.. وهذا لا يعني أن الشخصيات لا تتقاطع مع شخصيات في الواقع، لا، إنها تتقاطع، لأنني أقصد شريحة موجودة، وهذه الشريحة فاعلة أخلاقياً ومجتمعياً وسياسياً.. ومن الطبيعي أن يجد أحدهم شيئاً مشتركاً مع الواقع.. أنا أتحدث عن الواقع، أخاف على بلدي، لذلك لا بد من التقاطع معه، ولا أتحدث عن عالم افتراضي خيالي.
النماذج السيئة غايتي
أنا بحثت في عملي عن نوعين من النماذج بصورة أساسية، النموذج السيئ أصلاً، والنموذج المتورط معه، وأضفت شخصيات الوسط والشخصيات الضائعة، وذلك ضمن تحديدي لمثلث العقل والروح والجسد.. والمرأة التي لم تأخذ حقوقها مضطهدة، وهناك مشكلة مع المثلث الذي تملكه، ويتم التعامل معها كما يتم التعامل مع سبايا الحرب، ومن هنا أتى عنوان (ما ملكت أيمانكم)... والرسول صلى الله عليه وسلم قال في آخر ما قال: الصلاة وما ملكت أيمانكم.. تخيل الرأفة والوداعة في روح الرسول وانظر إلى موقفنا الحاضر من المرأة!!
نحن لسنا في المدينة الفاضلة، وهذه النماذج موجودة ومدروسة بعناية فائقة.. وانظر إلى الشخصية المفصلية (نادين) فتاة الوسط، لم تخطئ، لكنها لم تجد فرصة، وأمها كذلك، إنه مفهوم التورط الإنساني، ففي لحظة ما يتورط الشخص ويصبح بحاجة إلى شخص يتحدث معه، وفي المعالجة تظهر معادلة الروح والعقل والجسد.
أين الطبقة الوسطى؟
العمل يطرح مقولة مهمة لماذا لم يتم الوقوف عندها؟
العمل يقول: أين الطبقة الوسطى في مجتمعنا؟
إنها في تآكل ومنسية، الطبقة الوسطى هي الأساس في أي مجتمع، ولو كانت موجودة ما سمعنا بالاستاذ الذي اتهم باللواط، وما سمعنا من تمنع ابنتها من التعامل مع فتاة غير محجبة، أو بالعكس..
نحن في العمل أمام فكر وشخصيات ومجتمع، وفي ظل غياب الطبقة الوسطى خرجت ليلى من المجتمع لتجد ملاذاً لها في باريس.. وفي النهاية أقول: سافرت لتعيش في فرنسا.. أنا من خلال الشخصيات جربت بناء المجتمع من جديد، وعندما كان ذلك متعذراً كان لا بد من المغادرة من جديد.
وفي هذا السياق تم تصوير التدريس الديني الذي يلغي بطروحاته الطبقة الوسطى وما تتمتع به من حيوية وفكر..
بالمناسبة هناك من أنكر هذه الشخصيات، وأنا لا أزال صامتاً، أما إذا وصل الموضوع إلى مرحلة محددة، فإنني سأكشف أسماء الشخصيات الحقيقية التي مثلها المسلسل، فجميع الشخصيات حقيقية، واحترامي لمقامات الناس ومشاعرهم هو الذي يجعلني لا أشير إليهم... وكذلك فإن العمل خضع لمراجعة عدد من الشخصيات الدينية الاعتبارية المحترمة ولن أكشف عن الأسماء إلا في حالات الضرورة القصوى.
زمجرة البوطي ومناماته
استنفروا من أجل حالات موجودة أصلاً ونسوا الأمر الحقيقي الذي أريد معالجته، فنحن غادرنا رمضان منذ أيام، وشخص واحد حسب الشرع يمكن أن يصوم على شهادته الملايين وأن يفطروا، فرؤية الهلال تكفي من شخص عن الأمة.. وفي حالة الزنا الفردية فإن الإسلام وضع حدوداً وشروطاً تقترب من التعجيز، وكأن الأمر يقول: إذا لم يفتضح أمر الفاعلين، فاتركوا الناس لله، ولا تتدخلوا في هذه الموضوعات. وهنا لا بد من الوقوف عند بيان البوطي، وذلك في إطار وضع حد لهذا النقاش، فبيانه ثلاثة أرباعه كلام مغلوط، فالزمجرة التي تحدث عنها في البيان هي صفة من صفات الله التي لم نتعلمها في حياتنا المدرسية والقرائية، فنحن نعرف الأسماء الحسنى التي وصف نفسه بها، أما هذه الصفة السلطوية الغاضبة فهي صفة بوطية طارئة، وإن كانت صحيحة فلدي أسئلة:
- لمَ لم تأت صفة الزمجرة من أجل غزة وما يحدث فيها؟
- لمَ لم تكن هذه الزمجرة من أجل العراق وما يحدث فيه؟
- لمَ لم يزمجر الخالق من أجل حرق القرآن؟
- ألن تكون الزمجرة والغضب إلا ضد المسلسل؟
لا يليق أن ننسب الفعل الإلهي إلى رؤيا ومنامات نراها، ولن أدخل في تفاصيل المعرفة والمتابعة، وأكتفي بما سألت: فكيف تأتي المنامات للدكتور البوطي على مسلسلي الذي لم يشاهده، ولا تأتي أمام كل الكوارث؟
البوطي ووزير الأوقاف!
لقائي بالبوطي كان عند شخص نعرفه بالمصادفة، وقد ذكرتم في «الوطن» أن البوطي أهداني كتاباً، نعم ولكن الأمر احتدم في النقاش، والذي يعنيني من ذلك بيان البوطي، فقد أخبرته بأنني استشرت المحامي بالنسبة للبيان، والمحامي أخبرني بدوره أن فيه هدراً للدم.
وأنا أعلمت البوطي بأنني في حال لم يتغير الموقف سأرفع دعوى جزائية.. وعرفت عندها من البوطي أن التقرير عن المسلسل هو من أناس موثوقين وليس منه، والذي جاء به للبوطي وزير الأوقاف!!
فالبوطي أصدر بياناً جاء به وزير الأوقاف، وبعد النقاش تم الاتفاق على أن يتم الحديث بعد العرض ولكن من خلال لجنة وليس من خلال مشاهدته، وهذه مشكلة كبيرة ومخالفة للشرع والدين والرسول! ولن أدخل في تفاصيل استشارات قاموا بها على المستوى الخارجي مع الجفري وغيره لإصدار بيانات، وكأنه ينقصنا في بلدنا العلماء الذين نستشيرهم.. وقد طلبت من البوطي بما أنه يريد الاستشارة الخارجية أن نحتكم للقرضاوي، لكنه رفض، وواضح أنه لا يعترف به أو لا يريد رأيه!! فأين المرجعية؟ أنا أحترم البوطي ومكانته، وكلنا نعيش في سفينة مشتركة، والبلد ليس لواحد منا.
قادة الحزب العلماني يعيشون الفصام!
أنا لا يعنيني البيانات، ولم تخفني البيانات، وكل ما سجلته ضدها شخصي، فالبلد فيه قانون ودستور، ولا يحق لأحد أن ينصب نفسه خليفة ليقرر ويعمل وينفذ لا البوطي ولا سواه، حتى من أشرت إليهم من الشخصيات الاعتبارية فإن القانون لا يعترف بالحصانة، ونحن إما أن نقول على هذا المستوى ونعبر عن انفتاحنا وعلمانيتنا أو أن نسكت.. وأنا ماضٍ في مشروعي وعملي ولن يمنعني مانع حتى الذين يتربعون في مواقع المسؤولية.. وأنا من متابعتي أسجل هذه الحالة من الفصام بين الواقع والتطبيق، فنصف الذين ينتمون إلى حزب علماني هم أساس المشكلة.
انشر هذا الكلام، فنحن إما أن نفتح الأوراق أو لا نفتحها.
توجهات الدولة والمجتمع
في عملي أنا أعرف توجهي الشخصي ولا أعرف التوجهات، وما من أحد طلب مني أن أعمل شيئاً محدداً، ولكن المشكلة يا صديقي في البلد أن السياسة فوق، في خانة عالية جداً، والإعلام بعيد عنها، وعندما يصدر قرار من الدولة يبدأ الإعلام بقراءته وتفسيره لفهمه، وفي أغلب الأحيان لا يتم فهمه، وما أريد هو التقريب بين القرار السياسي والإعلام، وأن نكون كأي دولة منفتحة في العالم نمهد أمام القرار السياسي ونذلل كل الصعوبات.. هذا رأي شخصي ربما يكون قد نجح معنا.. في النهاية أقول: الحجاب ليس القصد، هو الشكل الذي يمكن أن نسميه إرثاً أو حرية، لكن الذي يعنيني هو حركة الشخصيات داخل المجتمع سواء كانت محجبة أو بغير حجاب، ولو حملت الكاميرا كما فعلت أنا وصورت عشوائياً لانتابك ما انتابني، وضمن الكادر الكثير من المسؤولين والمعنيين والقيادات الحزبية. ولو نظرت إلى عملي الآخر (ذاكرة الجسد) وهو نوع مختلف ستجد الرابط بينهما وهو إدانة مصادرة الرأي الآخر وأسلحة المجتمع والتشدد، فهو في سلامة المجتمع وما فيه ومن فيه.
دعوة للحوار
الحوار والسجال فرصة حقيقية يجب أن نستفيد منها، فليكن السجال موجوداً، وأنا مستعد لأي حوار أو نقاش، فليحضروا ما لديهم وأنا أحضر ما لدي والقرار في النهاية للناس والمتابعين ولا يجوز أن نصادر الآخر من خلال بيانات لأعمال لم تتم متابعتها، وأنا لا أوافق على محاكمة الآخر ورفضه بناء على كتاب ثقة أو مراسلة مع وزير الأوقاف.
دمشق ..
«أنا أرى المستقبل بشكل جيد» بهذه العبارة بدأ المخرج نجدة أنزور جلسة معه في أثناء عرض عمله (ما ملكت أيمانكم) فالعمل يعالج موضوعاً حاراً اليوم في العالم أجمع، وكذلك يناقش مقولة تتعلق بتقدم الأمة وتحررها، ولا يرى فيما يقوم به إلا من باب التحذير القاسي الذي بدأه منذ سنوات في (الحور العين) وها هو يتابعه اليوم.. ويشير أنزور إلى أن الفكرة بنيت منذ ذلك العمل عندما تمَّ رصد الشارع السوري بشكل عشوائي، فهاله هذا الكم من النقاب الذي يعدّ صورة للفكر، والذي يمكن أن يسبب الأذى المطلق للبلد الذي نحبه، ومن أجواء تلك الجلسة اقتطفنا هذه المقاطع من آراء المخرج في العمل ورسالته، وما دار حوله.
رجال الأعمال ودورهم
هناك شخصيات إشكالية تم عرضها في العمل مثل شخصيات رجال الأعمال، وهي شخصيات مؤثرة في السياق العام للعمل والحياة، وقد حاول بعضهم أن يربط هذه الشخصيات بشخصيات حقيقية، وأنا واجهت الجميع لذلك لا أهاب عندما أواجه أشخاصاً، فلا شيء محدداً في العمل تجاه أحد، وأنا عندما أنظر إلى البلد أشكل شخصياتي بشكل يخدم القضية، أما القول إن شخصاً محدداً هو المقصود، فهذا أمر غير صحيح.. إنها نماذج مركبة أستطيع من خلالها أن أصب مجموعة كبيرة من السلبيات فيها.. وهذا لا يعني أن الشخصيات لا تتقاطع مع شخصيات في الواقع، لا، إنها تتقاطع، لأنني أقصد شريحة موجودة، وهذه الشريحة فاعلة أخلاقياً ومجتمعياً وسياسياً.. ومن الطبيعي أن يجد أحدهم شيئاً مشتركاً مع الواقع.. أنا أتحدث عن الواقع، أخاف على بلدي، لذلك لا بد من التقاطع معه، ولا أتحدث عن عالم افتراضي خيالي.
النماذج السيئة غايتي
أنا بحثت في عملي عن نوعين من النماذج بصورة أساسية، النموذج السيئ أصلاً، والنموذج المتورط معه، وأضفت شخصيات الوسط والشخصيات الضائعة، وذلك ضمن تحديدي لمثلث العقل والروح والجسد.. والمرأة التي لم تأخذ حقوقها مضطهدة، وهناك مشكلة مع المثلث الذي تملكه، ويتم التعامل معها كما يتم التعامل مع سبايا الحرب، ومن هنا أتى عنوان (ما ملكت أيمانكم)... والرسول صلى الله عليه وسلم قال في آخر ما قال: الصلاة وما ملكت أيمانكم.. تخيل الرأفة والوداعة في روح الرسول وانظر إلى موقفنا الحاضر من المرأة!!
نحن لسنا في المدينة الفاضلة، وهذه النماذج موجودة ومدروسة بعناية فائقة.. وانظر إلى الشخصية المفصلية (نادين) فتاة الوسط، لم تخطئ، لكنها لم تجد فرصة، وأمها كذلك، إنه مفهوم التورط الإنساني، ففي لحظة ما يتورط الشخص ويصبح بحاجة إلى شخص يتحدث معه، وفي المعالجة تظهر معادلة الروح والعقل والجسد.
أين الطبقة الوسطى؟
العمل يطرح مقولة مهمة لماذا لم يتم الوقوف عندها؟
العمل يقول: أين الطبقة الوسطى في مجتمعنا؟
إنها في تآكل ومنسية، الطبقة الوسطى هي الأساس في أي مجتمع، ولو كانت موجودة ما سمعنا بالاستاذ الذي اتهم باللواط، وما سمعنا من تمنع ابنتها من التعامل مع فتاة غير محجبة، أو بالعكس..
نحن في العمل أمام فكر وشخصيات ومجتمع، وفي ظل غياب الطبقة الوسطى خرجت ليلى من المجتمع لتجد ملاذاً لها في باريس.. وفي النهاية أقول: سافرت لتعيش في فرنسا.. أنا من خلال الشخصيات جربت بناء المجتمع من جديد، وعندما كان ذلك متعذراً كان لا بد من المغادرة من جديد.
وفي هذا السياق تم تصوير التدريس الديني الذي يلغي بطروحاته الطبقة الوسطى وما تتمتع به من حيوية وفكر..
بالمناسبة هناك من أنكر هذه الشخصيات، وأنا لا أزال صامتاً، أما إذا وصل الموضوع إلى مرحلة محددة، فإنني سأكشف أسماء الشخصيات الحقيقية التي مثلها المسلسل، فجميع الشخصيات حقيقية، واحترامي لمقامات الناس ومشاعرهم هو الذي يجعلني لا أشير إليهم... وكذلك فإن العمل خضع لمراجعة عدد من الشخصيات الدينية الاعتبارية المحترمة ولن أكشف عن الأسماء إلا في حالات الضرورة القصوى.
زمجرة البوطي ومناماته
استنفروا من أجل حالات موجودة أصلاً ونسوا الأمر الحقيقي الذي أريد معالجته، فنحن غادرنا رمضان منذ أيام، وشخص واحد حسب الشرع يمكن أن يصوم على شهادته الملايين وأن يفطروا، فرؤية الهلال تكفي من شخص عن الأمة.. وفي حالة الزنا الفردية فإن الإسلام وضع حدوداً وشروطاً تقترب من التعجيز، وكأن الأمر يقول: إذا لم يفتضح أمر الفاعلين، فاتركوا الناس لله، ولا تتدخلوا في هذه الموضوعات. وهنا لا بد من الوقوف عند بيان البوطي، وذلك في إطار وضع حد لهذا النقاش، فبيانه ثلاثة أرباعه كلام مغلوط، فالزمجرة التي تحدث عنها في البيان هي صفة من صفات الله التي لم نتعلمها في حياتنا المدرسية والقرائية، فنحن نعرف الأسماء الحسنى التي وصف نفسه بها، أما هذه الصفة السلطوية الغاضبة فهي صفة بوطية طارئة، وإن كانت صحيحة فلدي أسئلة:
- لمَ لم تأت صفة الزمجرة من أجل غزة وما يحدث فيها؟
- لمَ لم تكن هذه الزمجرة من أجل العراق وما يحدث فيه؟
- لمَ لم يزمجر الخالق من أجل حرق القرآن؟
- ألن تكون الزمجرة والغضب إلا ضد المسلسل؟
لا يليق أن ننسب الفعل الإلهي إلى رؤيا ومنامات نراها، ولن أدخل في تفاصيل المعرفة والمتابعة، وأكتفي بما سألت: فكيف تأتي المنامات للدكتور البوطي على مسلسلي الذي لم يشاهده، ولا تأتي أمام كل الكوارث؟
البوطي ووزير الأوقاف!
لقائي بالبوطي كان عند شخص نعرفه بالمصادفة، وقد ذكرتم في «الوطن» أن البوطي أهداني كتاباً، نعم ولكن الأمر احتدم في النقاش، والذي يعنيني من ذلك بيان البوطي، فقد أخبرته بأنني استشرت المحامي بالنسبة للبيان، والمحامي أخبرني بدوره أن فيه هدراً للدم.
وأنا أعلمت البوطي بأنني في حال لم يتغير الموقف سأرفع دعوى جزائية.. وعرفت عندها من البوطي أن التقرير عن المسلسل هو من أناس موثوقين وليس منه، والذي جاء به للبوطي وزير الأوقاف!!
فالبوطي أصدر بياناً جاء به وزير الأوقاف، وبعد النقاش تم الاتفاق على أن يتم الحديث بعد العرض ولكن من خلال لجنة وليس من خلال مشاهدته، وهذه مشكلة كبيرة ومخالفة للشرع والدين والرسول! ولن أدخل في تفاصيل استشارات قاموا بها على المستوى الخارجي مع الجفري وغيره لإصدار بيانات، وكأنه ينقصنا في بلدنا العلماء الذين نستشيرهم.. وقد طلبت من البوطي بما أنه يريد الاستشارة الخارجية أن نحتكم للقرضاوي، لكنه رفض، وواضح أنه لا يعترف به أو لا يريد رأيه!! فأين المرجعية؟ أنا أحترم البوطي ومكانته، وكلنا نعيش في سفينة مشتركة، والبلد ليس لواحد منا.
قادة الحزب العلماني يعيشون الفصام!
أنا لا يعنيني البيانات، ولم تخفني البيانات، وكل ما سجلته ضدها شخصي، فالبلد فيه قانون ودستور، ولا يحق لأحد أن ينصب نفسه خليفة ليقرر ويعمل وينفذ لا البوطي ولا سواه، حتى من أشرت إليهم من الشخصيات الاعتبارية فإن القانون لا يعترف بالحصانة، ونحن إما أن نقول على هذا المستوى ونعبر عن انفتاحنا وعلمانيتنا أو أن نسكت.. وأنا ماضٍ في مشروعي وعملي ولن يمنعني مانع حتى الذين يتربعون في مواقع المسؤولية.. وأنا من متابعتي أسجل هذه الحالة من الفصام بين الواقع والتطبيق، فنصف الذين ينتمون إلى حزب علماني هم أساس المشكلة.
انشر هذا الكلام، فنحن إما أن نفتح الأوراق أو لا نفتحها.
توجهات الدولة والمجتمع
في عملي أنا أعرف توجهي الشخصي ولا أعرف التوجهات، وما من أحد طلب مني أن أعمل شيئاً محدداً، ولكن المشكلة يا صديقي في البلد أن السياسة فوق، في خانة عالية جداً، والإعلام بعيد عنها، وعندما يصدر قرار من الدولة يبدأ الإعلام بقراءته وتفسيره لفهمه، وفي أغلب الأحيان لا يتم فهمه، وما أريد هو التقريب بين القرار السياسي والإعلام، وأن نكون كأي دولة منفتحة في العالم نمهد أمام القرار السياسي ونذلل كل الصعوبات.. هذا رأي شخصي ربما يكون قد نجح معنا.. في النهاية أقول: الحجاب ليس القصد، هو الشكل الذي يمكن أن نسميه إرثاً أو حرية، لكن الذي يعنيني هو حركة الشخصيات داخل المجتمع سواء كانت محجبة أو بغير حجاب، ولو حملت الكاميرا كما فعلت أنا وصورت عشوائياً لانتابك ما انتابني، وضمن الكادر الكثير من المسؤولين والمعنيين والقيادات الحزبية. ولو نظرت إلى عملي الآخر (ذاكرة الجسد) وهو نوع مختلف ستجد الرابط بينهما وهو إدانة مصادرة الرأي الآخر وأسلحة المجتمع والتشدد، فهو في سلامة المجتمع وما فيه ومن فيه.
دعوة للحوار
الحوار والسجال فرصة حقيقية يجب أن نستفيد منها، فليكن السجال موجوداً، وأنا مستعد لأي حوار أو نقاش، فليحضروا ما لديهم وأنا أحضر ما لدي والقرار في النهاية للناس والمتابعين ولا يجوز أن نصادر الآخر من خلال بيانات لأعمال لم تتم متابعتها، وأنا لا أوافق على محاكمة الآخر ورفضه بناء على كتاب ثقة أو مراسلة مع وزير الأوقاف.
Comment