المثنى صبح : "القعقاع" رفع سقف الدراما التاريخية العربية
دمشق ..
بجرأة كبيرة خطا خطوة جديدة في عالم الدراما السورية ليضيف إلى أعماله الكوميدية والاجتماعية عملاً تاريخياً.. إنه المخرج الشاب المثنى صبح الذي أخرج مؤخراً المسلسل التاريخي الضخم «القعقاع بن عمرو التميمي» وحول تفاصيل هذا العمل من إشكاليات وتأثيرات كان لنا معه اللقاء التالي: برأيك ما عامل الجذب الأساسي للجمهور بالنسبة للعمل التاريخي؟
•• الذي يجذب الجمهور عادةً في العمل التاريخي هو طريقة تناول العمل، التي من الممكن أن تقرب المشاهد وتحببه بالعمل أو تبعده عنه نهائياً، ونحن خلال مسلسل «القعقاع» حاولنا أن نظهر الإبهار البصري بشكل مميز من أجل أن نقرب المادة التاريخية الموجودة في المسلسل من الجمهور، بالإضافة إلى أن الموضوع الذي يتناوله العمل عامل مهم جداً في جذب الجمهور، ونحن تناولنا خلال العمل مادة حساسة ومهمة جداً لأنها تتحدث عن فترة مهمة وطويلة من تاريخ الدين الإسلامي.
• بدأت تصوير المسلسل في وقت مبكر نسبياً، هل كنت تتوقع أن تتأخر في الانتهاء منه؟
•• كنت أتوقع أن أنتهي في الشهر الأول من هذا العام، ولكن المشكلة أننا صورنا في المغرب شهراً ونصف شهر ثم توقفنا لمدة 4 – 5 أشهر والسبب هو المشكلات مع المغاربة، ثم عاودنا التصوير في سورية في الشهر الثاني، فكان الزمن الفعلي للمسلسل هو 6 أشهر والزمن الكلي سنة تقريباً، لذلك أعتبر أنني أخطأت التقدير فلم أكن أتوقع أن أتعرض لهذه المشكلات.
• كيف تقرأ نص عمل يحمل مثل هذه الحساسية الدينية؟
•• دائماً ما تكون المسلسلات التاريخية التي تتناول قضايا دينية تحمل وجهتي نظر أو أكثر ونحن بشكل عام نتبنى وجه النظر الأقرب إلى العوام أي الأكثر شيوعاً، فمثلاً إذا كانت الرواية التاريخية لها مؤيدون بنسبة 75% ومعارضون بنسبة 25% فنحن نعتمد على الرواية الأولى، وعلى هذا الأساس أقرأ النص التاريخي.
• وبماذا ترد على الفئة المعارضة لهذه الرواية والتي تطالب بوقف عرض المسلسل؟
•• أقترح عليهم أن يقوموا بإنتاج مسلسل آخر حسب الرواية التي يؤمنون بها، وأقول لهم: إن المسلسل الذي قدمناه هو وجهة نظرنا كصناع للعمل، وأي مسلسل تاريخي ليس كتاباً أو وثيقة تاريخية وإنما هو رؤية تقدم وجهة نظر لا أكثر ولا أقل..
• هل حصل اختلاف وجهات نظر بينك وبين الكاتب على تفاصيل في النص أردت تغييرها؟
•• أنا لم أجتمع مع الكاتب بعد تسليمه للنص، وبالطبع قمت بتغييرات على النص يحق لي كمخرج أن أقوم بها.
• يتهم البعض العمل بأنه استخدم اسم القعقاع لتغطية أمور دينية أخرى تثير جدلاً دينياً، فما رأيك؟
•• هذا كلام أشخاص يبحثون عن شرارة من أجل إثارة أي جدل ليظهروا أنفسهم بهذه الطريقة غير الصحيحة، وكل ما قدمناه في هذا العمل هو بانوراما تاريخية لفترة من الدين الإسلامي من خلال شخصية القعقاع لا أكثر ولا أقل، فلماذا يحملون العمل أكثر مما يحمل!!؟
• كان هناك بعض الانتقادات حول أخطاء ظهرت في المسلسل تتعلق بالأمور الدينية (مثل لفظ حرف خطأ في آية قرآنية من قبل أحد الممثلين- ظهور الخلفاء يستخدمون اليد اليسرى أثناء تناول الطعام) فما ردك؟
•• بالنسبة للآية القرآنية كان هناك أربعة مراجع دينية في العمل تتابع هذه الأشياء فكل كلمة في العمل مرت في البداية على المدقق اللغوي ثم تم عرضها على شيخ إسلامي وتابع كل تفاصيل العمل، فهذه ليست مسؤوليتي على الرغم من أنني لم ألاحظ هذا الخطأ، وبالنسبة لأكل الخلفاء باليد اليسرى من وجهة نظري من الممكن أن يكون هذا الموضوع منقولاً بطريقة غير صحيحة، وأنا لم أدقق عليه لأنه أمر ثانوي، وأريد أن أضيف انتقاداً سخيفاً آخر سمعته حول المسلسل هو أن الرسول كان يلبس خفاً مفتوحاً وقد ظهر الصحابة في العمل وهم يلبسون خفاً مغلقاً، فكيف يؤكدون مثل هذا الأمر وقد كتب الحديث والسنة بعد 300 سنة من وفاة الرسول (ص) فكيف ستكون مثل هذه الأمور الصغيرة منقولة بالشكل الصحيح؟.
ومن يرى وينتقد مثل هذه القصص في مسلسل مثل القعقاع كالذي يرى الرواية الضعيفة في الإسلام ويسعى إلى خلق شيء من لا شيء، فلماذا لم ير هؤلاء المنتقدين الإنتاج الضخم والجهود الكبيرة التي قدمت في العمل.
• هل كنت تتوقع مثل ردود الأفعال المعارضة هذه؟
•• بالطبع.. لأن العمل الاجتماعي المعاصر يكون له مؤيدون ومعارضون فللناس وجهات نظر، فما بالك بقضية تتعلق بالتاريخ الإسلامي كتبت بعد أكثر من 200 سنة من حدوثها، وكل تاريخنا الإسلامي مبني على عهدة الراوي، لهذا أي قضية سيكون لها مؤيدون ومعارضون، وأنا أتقبل وجهات النظر الأخرى مهما كانت ولكنني ضد أن يتهم الناس بعضهم بهذه الطريقة الرديئة والتي تشكك بوطنية أو دين الجهة الأخرى، وأعترف أننا عندما بدأنا بهذا العمل كنا نعلم أنه ستظهر مثل هذه الردود.
• هل وجودك كمخرج منفذ في عدد من الأعمال التاريخية هو ما دفعك لخوض هذه التجربة الجديدة؟
•• لا، هذا لا علاقة له بدخولي هذه التجربة، بل على العكس فعندما كنت مخرجاً منفذاً في الأعمال التاريخية كنت متعباً جداً خاصةً أنني عملت لمدة خمس سنوات مخرجاً منفذاً في أعمال تاريخية ضخمة فكان عملاً مرهقاً بالنسبة لي، ولكن ما دفعني لهذه التجربة هو من مبدأ أن المخرج يجب أن يجرب جميع أدواته، بالإضافة إلى أن هذا النوع من الأعمال يستهويني مثلما يستهويني عمل كوميدي مكتوب بطريقة جميلة، فالمهم أن تكون المادة تستهوي المخرج حتى يخوض أي تجربة جديدة.
• ما الخبرات العالمية التي تم الاعتماد عليها في تصوير المسلسل؟
•• الشركة العالمية التي تم الاعتماد عليها قامت بتنفيذ الغرافيك فقط، وهي شركة ساهمت في صنع الفيلم العالمي «أفاتار»، وأعتبر أن أهم ما ميّز الغرافيك الذي قدمته الشركة هو وجود التأثيرات فيه، ولكن باقي الخبرات كانت كلها سورية من مدير التصوير إلى مصمم المعارك طبعاً بالإضافة إلى الخبرات الإيرانية من مصمم المبارزات، وهذا التخصص بالخبرات العالمية وبهذه المساحة لم يكن أيضاً موجوداً في الدراما السورية من قبل.
• بالنسبة للمدينة التي تم بناؤها، هل ستقوم شركة سورية الدولية بالاستفادة منها لاحقاً؟
•• المدينة التي تم بناؤها لتصوير المدينة المنورة تم هدمها بعد الانتهاء من التصوير لأنها كانت مبنية في حرم أثري.
• حدثنا عن السفرة إلى الهند واستخدام الفيلة في التصوير لأول مرة؟
•• قبل الذهاب إلى الهند كان الموضوع بالنسبة لي هماً بحد ذاته، حيث وجدت صعوبة كبيرة في السفر إلى بلاد جديدة للعمل فيها، ولكن عندما وصلت وبدأت العمل شعرت أنه بداية لشيء جديد ومميز فكان أول مسلسل سوري يصور بالهند وأول مرة يتم استخدام الفيلة في الدراما السورية وبالتالي حققنا إنجازاً كبيراً.
• أدخلت نوعاً جديداً على الدراما السورية من خلال تصوير معارك بحرية، فكيف ترى هذه الإضافة؟
•• كنت محظوظاً جداً لأنني حققت رؤيتي في العمل وهذا شيء مهم جداً وصعب خاصةً في الأعمال التاريخية، وهذا يعود إلى الإنتاج الجيد الذي كان معي، فجميع طاقم العمل كان متمكناً جداً من عمله من المصور إلى المونتير إلى مساعدي الإخراج إلى مصمم المعارك ومصمم المبارزات والمبارزين، وبهذا الفريق تحت إدارتي استطعنا خلق هذه المعارك المميزة التي كانت على مستوى عال من الإبداع.
• هل سيكون نجاح هذا النوع من المعارك حافزاً للمنتجين لإدخالها على الدراما التاريخية؟
•• أنا بكل تواضع أقول انني رفعت السقف في الدراما التاريخية العربية فنياً ودينياً وتاريخياً، وأي عمل تاريخي سيقدم لاحقاً يجب أن يبدأ من بعد القعقاع أي يجب أن يتجاوز القعقاع، فأي عمل تاريخي -بغض النظر إذا كان جيداً أو سيئاً- يجب أن يحمل التقنيات والإبهار البصري الذي حمله القعقاع، وخاصة أننا شملنا في العمل جميع الأمور التاريخية المميزة من معارك بحرية وبرية وبناء مدن وتصوير في أمكان مختلفة كالهند والمغرب واستخدام الفيلة خلال التصوير.
• عندما قرأت النص المسلسل هل كنت تتوقع أن يظهر العمل بهذا الشكل تبعاً للإمكانات الموجودة؟
•• لو لم أكن على يقين أن الإمكانيات ستتوفر لتحقيق ذلك لما كنت لأدخل في هذه التجربة، فأي عمل تاريخي أريد أن أدخل به يجب أن أحول الصورة الذهنية الخاصة به إلى صورة حقيقية.
• إلى أي مدى تؤثر أسماء نجوم العمل على جذب الجمهور للمسلسل؟
•• طبعاً أسماء النجوم عامل أساسي لجذب الجمهور، وأنا مؤمن جداً بمدرسة النجوم السوريين وأعتبر أن وجود الممثلين السوريين النجوم في أي عمل هو نجاح للعمل، وبشكل أو بآخر لا يمكن الاعتماد على ممثلين لا يحققون النجاح للعمل، والمخرج يكون محظوظاً جداً إذا استطاع أن يضم إلى عمله أكبر عدد من النجوم، وهذا الذي لم أستطع أن أحققه بشكل كبير في القعقاع بسبب ارتباطات النجوم مع أعمال أخرى.
• أثناء مشاهدتك للمسلسل كيف تقيم النتائج؟
•• هناك رضا والحمد لله عن النتائج التي ظهرت حتى الآن، ولكن دائماً أحب أن أقدم الأفضل، ولو كان لدينا وقت ومال أكثر لكنا قدمنا العمل بطريقة أفضل.
• بعد تجربة القعقاع هل تشجعت لإنتاج عمل تاريخي آخر؟
•• نعم لأنني أحب هذا النوع من الأعمال، وهناك أكثر من شخصية تاريخية في مخيلتي ولكن لن أصرح عنها حتى تتبلور بالشكل الصحيح، وأنا أشعر بمتعة هذه الأعمال على الرغم من صعوبتها.
• كيف ترى وجود مسلسل «القعقاع» في زحمة المسلسلات الرمضانية؟
•• يعتبر القعقاع المسلسل التاريخي المميز الوحيد لهذا العام، والمختلف عن أغلب الأعمال التي تعرض حالياً، فبين عدد كبير من المسلسلات المعاصرة والبيئية هو عمل مميز في نوعه، وأنا مسرور جداً لهذا الوضع.
• لو لم تخرج عملاً تاريخياً ضخماً كهذا، هل كان من الممكن أن تخرج عملين لهذا العام؟
•• أتمنى أن أستطيع ولكن حتى الآن أجد أن الموضوع صعب إلى حد ما.
• سمعنا أنك تحضر لمسلسل اجتماعي جديد من تأليف أمل حنا بعنوان «جلسات نسائية» فهل من تفاصيل؟
•• لم أقرر بعد، حتى انني حتى الآن لم أنته من مونتاج القعقاع، وبعد انتهائي سأنام شهراً كاملاً (ضاحكاً)، ولكن هناك أكثر من مشروع أحدهم تاريخي وآخر معاصر، ومن الممكن أن يكون هناك مشروع في مصر ولكن حتى الآن لم أقرر أي واحد منها.
تشرين دراما - لمى علي
دمشق ..
بجرأة كبيرة خطا خطوة جديدة في عالم الدراما السورية ليضيف إلى أعماله الكوميدية والاجتماعية عملاً تاريخياً.. إنه المخرج الشاب المثنى صبح الذي أخرج مؤخراً المسلسل التاريخي الضخم «القعقاع بن عمرو التميمي» وحول تفاصيل هذا العمل من إشكاليات وتأثيرات كان لنا معه اللقاء التالي: برأيك ما عامل الجذب الأساسي للجمهور بالنسبة للعمل التاريخي؟
•• الذي يجذب الجمهور عادةً في العمل التاريخي هو طريقة تناول العمل، التي من الممكن أن تقرب المشاهد وتحببه بالعمل أو تبعده عنه نهائياً، ونحن خلال مسلسل «القعقاع» حاولنا أن نظهر الإبهار البصري بشكل مميز من أجل أن نقرب المادة التاريخية الموجودة في المسلسل من الجمهور، بالإضافة إلى أن الموضوع الذي يتناوله العمل عامل مهم جداً في جذب الجمهور، ونحن تناولنا خلال العمل مادة حساسة ومهمة جداً لأنها تتحدث عن فترة مهمة وطويلة من تاريخ الدين الإسلامي.
• بدأت تصوير المسلسل في وقت مبكر نسبياً، هل كنت تتوقع أن تتأخر في الانتهاء منه؟
•• كنت أتوقع أن أنتهي في الشهر الأول من هذا العام، ولكن المشكلة أننا صورنا في المغرب شهراً ونصف شهر ثم توقفنا لمدة 4 – 5 أشهر والسبب هو المشكلات مع المغاربة، ثم عاودنا التصوير في سورية في الشهر الثاني، فكان الزمن الفعلي للمسلسل هو 6 أشهر والزمن الكلي سنة تقريباً، لذلك أعتبر أنني أخطأت التقدير فلم أكن أتوقع أن أتعرض لهذه المشكلات.
• كيف تقرأ نص عمل يحمل مثل هذه الحساسية الدينية؟
•• دائماً ما تكون المسلسلات التاريخية التي تتناول قضايا دينية تحمل وجهتي نظر أو أكثر ونحن بشكل عام نتبنى وجه النظر الأقرب إلى العوام أي الأكثر شيوعاً، فمثلاً إذا كانت الرواية التاريخية لها مؤيدون بنسبة 75% ومعارضون بنسبة 25% فنحن نعتمد على الرواية الأولى، وعلى هذا الأساس أقرأ النص التاريخي.
• وبماذا ترد على الفئة المعارضة لهذه الرواية والتي تطالب بوقف عرض المسلسل؟
•• أقترح عليهم أن يقوموا بإنتاج مسلسل آخر حسب الرواية التي يؤمنون بها، وأقول لهم: إن المسلسل الذي قدمناه هو وجهة نظرنا كصناع للعمل، وأي مسلسل تاريخي ليس كتاباً أو وثيقة تاريخية وإنما هو رؤية تقدم وجهة نظر لا أكثر ولا أقل..
• هل حصل اختلاف وجهات نظر بينك وبين الكاتب على تفاصيل في النص أردت تغييرها؟
•• أنا لم أجتمع مع الكاتب بعد تسليمه للنص، وبالطبع قمت بتغييرات على النص يحق لي كمخرج أن أقوم بها.
• يتهم البعض العمل بأنه استخدم اسم القعقاع لتغطية أمور دينية أخرى تثير جدلاً دينياً، فما رأيك؟
•• هذا كلام أشخاص يبحثون عن شرارة من أجل إثارة أي جدل ليظهروا أنفسهم بهذه الطريقة غير الصحيحة، وكل ما قدمناه في هذا العمل هو بانوراما تاريخية لفترة من الدين الإسلامي من خلال شخصية القعقاع لا أكثر ولا أقل، فلماذا يحملون العمل أكثر مما يحمل!!؟
• كان هناك بعض الانتقادات حول أخطاء ظهرت في المسلسل تتعلق بالأمور الدينية (مثل لفظ حرف خطأ في آية قرآنية من قبل أحد الممثلين- ظهور الخلفاء يستخدمون اليد اليسرى أثناء تناول الطعام) فما ردك؟
•• بالنسبة للآية القرآنية كان هناك أربعة مراجع دينية في العمل تتابع هذه الأشياء فكل كلمة في العمل مرت في البداية على المدقق اللغوي ثم تم عرضها على شيخ إسلامي وتابع كل تفاصيل العمل، فهذه ليست مسؤوليتي على الرغم من أنني لم ألاحظ هذا الخطأ، وبالنسبة لأكل الخلفاء باليد اليسرى من وجهة نظري من الممكن أن يكون هذا الموضوع منقولاً بطريقة غير صحيحة، وأنا لم أدقق عليه لأنه أمر ثانوي، وأريد أن أضيف انتقاداً سخيفاً آخر سمعته حول المسلسل هو أن الرسول كان يلبس خفاً مفتوحاً وقد ظهر الصحابة في العمل وهم يلبسون خفاً مغلقاً، فكيف يؤكدون مثل هذا الأمر وقد كتب الحديث والسنة بعد 300 سنة من وفاة الرسول (ص) فكيف ستكون مثل هذه الأمور الصغيرة منقولة بالشكل الصحيح؟.
ومن يرى وينتقد مثل هذه القصص في مسلسل مثل القعقاع كالذي يرى الرواية الضعيفة في الإسلام ويسعى إلى خلق شيء من لا شيء، فلماذا لم ير هؤلاء المنتقدين الإنتاج الضخم والجهود الكبيرة التي قدمت في العمل.
• هل كنت تتوقع مثل ردود الأفعال المعارضة هذه؟
•• بالطبع.. لأن العمل الاجتماعي المعاصر يكون له مؤيدون ومعارضون فللناس وجهات نظر، فما بالك بقضية تتعلق بالتاريخ الإسلامي كتبت بعد أكثر من 200 سنة من حدوثها، وكل تاريخنا الإسلامي مبني على عهدة الراوي، لهذا أي قضية سيكون لها مؤيدون ومعارضون، وأنا أتقبل وجهات النظر الأخرى مهما كانت ولكنني ضد أن يتهم الناس بعضهم بهذه الطريقة الرديئة والتي تشكك بوطنية أو دين الجهة الأخرى، وأعترف أننا عندما بدأنا بهذا العمل كنا نعلم أنه ستظهر مثل هذه الردود.
• هل وجودك كمخرج منفذ في عدد من الأعمال التاريخية هو ما دفعك لخوض هذه التجربة الجديدة؟
•• لا، هذا لا علاقة له بدخولي هذه التجربة، بل على العكس فعندما كنت مخرجاً منفذاً في الأعمال التاريخية كنت متعباً جداً خاصةً أنني عملت لمدة خمس سنوات مخرجاً منفذاً في أعمال تاريخية ضخمة فكان عملاً مرهقاً بالنسبة لي، ولكن ما دفعني لهذه التجربة هو من مبدأ أن المخرج يجب أن يجرب جميع أدواته، بالإضافة إلى أن هذا النوع من الأعمال يستهويني مثلما يستهويني عمل كوميدي مكتوب بطريقة جميلة، فالمهم أن تكون المادة تستهوي المخرج حتى يخوض أي تجربة جديدة.
• ما الخبرات العالمية التي تم الاعتماد عليها في تصوير المسلسل؟
•• الشركة العالمية التي تم الاعتماد عليها قامت بتنفيذ الغرافيك فقط، وهي شركة ساهمت في صنع الفيلم العالمي «أفاتار»، وأعتبر أن أهم ما ميّز الغرافيك الذي قدمته الشركة هو وجود التأثيرات فيه، ولكن باقي الخبرات كانت كلها سورية من مدير التصوير إلى مصمم المعارك طبعاً بالإضافة إلى الخبرات الإيرانية من مصمم المبارزات، وهذا التخصص بالخبرات العالمية وبهذه المساحة لم يكن أيضاً موجوداً في الدراما السورية من قبل.
• بالنسبة للمدينة التي تم بناؤها، هل ستقوم شركة سورية الدولية بالاستفادة منها لاحقاً؟
•• المدينة التي تم بناؤها لتصوير المدينة المنورة تم هدمها بعد الانتهاء من التصوير لأنها كانت مبنية في حرم أثري.
• حدثنا عن السفرة إلى الهند واستخدام الفيلة في التصوير لأول مرة؟
•• قبل الذهاب إلى الهند كان الموضوع بالنسبة لي هماً بحد ذاته، حيث وجدت صعوبة كبيرة في السفر إلى بلاد جديدة للعمل فيها، ولكن عندما وصلت وبدأت العمل شعرت أنه بداية لشيء جديد ومميز فكان أول مسلسل سوري يصور بالهند وأول مرة يتم استخدام الفيلة في الدراما السورية وبالتالي حققنا إنجازاً كبيراً.
• أدخلت نوعاً جديداً على الدراما السورية من خلال تصوير معارك بحرية، فكيف ترى هذه الإضافة؟
•• كنت محظوظاً جداً لأنني حققت رؤيتي في العمل وهذا شيء مهم جداً وصعب خاصةً في الأعمال التاريخية، وهذا يعود إلى الإنتاج الجيد الذي كان معي، فجميع طاقم العمل كان متمكناً جداً من عمله من المصور إلى المونتير إلى مساعدي الإخراج إلى مصمم المعارك ومصمم المبارزات والمبارزين، وبهذا الفريق تحت إدارتي استطعنا خلق هذه المعارك المميزة التي كانت على مستوى عال من الإبداع.
• هل سيكون نجاح هذا النوع من المعارك حافزاً للمنتجين لإدخالها على الدراما التاريخية؟
•• أنا بكل تواضع أقول انني رفعت السقف في الدراما التاريخية العربية فنياً ودينياً وتاريخياً، وأي عمل تاريخي سيقدم لاحقاً يجب أن يبدأ من بعد القعقاع أي يجب أن يتجاوز القعقاع، فأي عمل تاريخي -بغض النظر إذا كان جيداً أو سيئاً- يجب أن يحمل التقنيات والإبهار البصري الذي حمله القعقاع، وخاصة أننا شملنا في العمل جميع الأمور التاريخية المميزة من معارك بحرية وبرية وبناء مدن وتصوير في أمكان مختلفة كالهند والمغرب واستخدام الفيلة خلال التصوير.
• عندما قرأت النص المسلسل هل كنت تتوقع أن يظهر العمل بهذا الشكل تبعاً للإمكانات الموجودة؟
•• لو لم أكن على يقين أن الإمكانيات ستتوفر لتحقيق ذلك لما كنت لأدخل في هذه التجربة، فأي عمل تاريخي أريد أن أدخل به يجب أن أحول الصورة الذهنية الخاصة به إلى صورة حقيقية.
• إلى أي مدى تؤثر أسماء نجوم العمل على جذب الجمهور للمسلسل؟
•• طبعاً أسماء النجوم عامل أساسي لجذب الجمهور، وأنا مؤمن جداً بمدرسة النجوم السوريين وأعتبر أن وجود الممثلين السوريين النجوم في أي عمل هو نجاح للعمل، وبشكل أو بآخر لا يمكن الاعتماد على ممثلين لا يحققون النجاح للعمل، والمخرج يكون محظوظاً جداً إذا استطاع أن يضم إلى عمله أكبر عدد من النجوم، وهذا الذي لم أستطع أن أحققه بشكل كبير في القعقاع بسبب ارتباطات النجوم مع أعمال أخرى.
• أثناء مشاهدتك للمسلسل كيف تقيم النتائج؟
•• هناك رضا والحمد لله عن النتائج التي ظهرت حتى الآن، ولكن دائماً أحب أن أقدم الأفضل، ولو كان لدينا وقت ومال أكثر لكنا قدمنا العمل بطريقة أفضل.
• بعد تجربة القعقاع هل تشجعت لإنتاج عمل تاريخي آخر؟
•• نعم لأنني أحب هذا النوع من الأعمال، وهناك أكثر من شخصية تاريخية في مخيلتي ولكن لن أصرح عنها حتى تتبلور بالشكل الصحيح، وأنا أشعر بمتعة هذه الأعمال على الرغم من صعوبتها.
• كيف ترى وجود مسلسل «القعقاع» في زحمة المسلسلات الرمضانية؟
•• يعتبر القعقاع المسلسل التاريخي المميز الوحيد لهذا العام، والمختلف عن أغلب الأعمال التي تعرض حالياً، فبين عدد كبير من المسلسلات المعاصرة والبيئية هو عمل مميز في نوعه، وأنا مسرور جداً لهذا الوضع.
• لو لم تخرج عملاً تاريخياً ضخماً كهذا، هل كان من الممكن أن تخرج عملين لهذا العام؟
•• أتمنى أن أستطيع ولكن حتى الآن أجد أن الموضوع صعب إلى حد ما.
• سمعنا أنك تحضر لمسلسل اجتماعي جديد من تأليف أمل حنا بعنوان «جلسات نسائية» فهل من تفاصيل؟
•• لم أقرر بعد، حتى انني حتى الآن لم أنته من مونتاج القعقاع، وبعد انتهائي سأنام شهراً كاملاً (ضاحكاً)، ولكن هناك أكثر من مشروع أحدهم تاريخي وآخر معاصر، ومن الممكن أن يكون هناك مشروع في مصر ولكن حتى الآن لم أقرر أي واحد منها.
تشرين دراما - لمى علي
Comment