جمال سليمان : لن أعلّق على "باب الحارة"..وأنا قيمة مضافة في مصر
هو النجم السوري المتميّز دائما. استطاع في كل ادواره مهما اختلفت وتباعدت، ان يجذب المشاهد اليه ليأسره امام التلفزيون وينقله معه الى عالم الفن السابع. جمال سليمان نجم من ابرز نجوم شهر رمضان في كل عام، ويشارك هذه السنة في مسلسلين احدهما باللهجة المصرية هو الرابع له بعنوان "قصة حبّ"، اما الابرز فهو "ذاكرة الجسد" الذي ينقل الرواية الشهيرة للكاتبة الحزائرية احلام مستغانمي الى عالم التلفزيون.
في بداية شهر رمضان الكريم، "النشرة" حاورت الممثل المتألق جمال سليمان وكانت لنا معه هذه المقابلة.
اولا نقول لك رمضان كريم
شكرا وكل عام والجميع بخير.
هذا العام سنراك في "ذاكرة جسد" و"قصة حب".
نعم صحيح.
"ذاكرة الجسد" يروي حكاية آلاف النساء
لنتحدث عن "ذاكرة جسد". هي رواية اشاد بها المثقفون والقراء وقال الراحل نزار قباني انه كان يتمنى لو امضاها باسمه، لكن اماذا اخترت انت هذه الرواية لتقوم ببطولتها؟
كما قال الشاعر نزار قباني فهذا العمل فعلا رائع وجميل واستطاعت ان تحظى باعجاب الناس سواء القراء العاديين او المثقفين. ومن جهة اخرى هي رواية من نوع السهل الممتنع فتبدو للوهلة الاولى انها تحكي عن علاقة حب بين رجل وامرأة فيما هي حقيقة رواية تحكي عن اوطان وثورات وما آلت اليه الامور بين الستينات والثمانينات في المنطقة العربية بشكل عام. فاضافة الى كونها رواية رومانسية وعاطفية فهي رواية سياسية ايضا.
هناك من يقول بأن من يقوم بالادوار الوطنية والتي تنطوي على السياسة انما يهتمّ بالامر كدعاية اكثر من اهتمامه بالرسالة الوطنية للعمل. ما تعليقك؟
كلا فهذا ينطوي على الكثير من سوء النية فالفنان اذا لم يقم عندنا باعمال مهمة فسيقولون له ان كل اعمالك غير مهمة ولم تتحدث عن وطنك وبلدك واذا قام باعمال وطنية يقولون له انك تقوم باعمال دعائية.
صراحة هذا الكلام لا اسمعه الا عند الصحافيين العرب وعند بعض الشرائح المثقفة في الوطن العربي حيث يحتار الفرد معهم ما الذي يجب ان يقوم به. لا أحد يسعى للدعاية انما نحن نسعى ان نكون فنانين محترمين في نظر الناس وان نستغل اطلالاتنا على الشاشة، التي يتحلّق حولها المشاهدون باعتبار ان معظمهم لا يقرؤون عندنا، لكي يستفيدوا من العمل ولا يكون مجرّد ترفيه سطحي.
لماذا سيكون مسلسل "ذاكرة الجسد" باللغة الفصحى وليس العامية؟
كانت الفصحى هي الخيار الانسب. فالرواية كتبت باللغة العربية الفصحى ومن قرأها يعرف ان الرواية اعتمدت كثيرا على جماليات اللغة وشاعريتها بشكل كبير جدا، فلو كانت بالعامية ممكن ان يضيع الكثير منها.
والسبب الثاني ان نجعلها بمتناول المشاهد العربي سواء كان جزائري او سوري او مصري او خليجي او لبناني، اما لو كانت باللهجة العامية فطبعا كانت ستكون باللهجة الجزائرية واعتقد انه بالوقت الحالي ما زالت اللهجة الجزائرية صعبة الفهم على الكثير من المشاهدين. وطبعا لو عرضت العديد من الاعمال باللهجة الجزائرية ستصبح اللهجة اقرب لنا ولكن في الوقت الحالي ما زالت غير متداولة.
"ذاكرة الجسد" هي قصة فتاة تحبّ شخص تمارس الجنس مع شخص آخر وتتزوّج شخصا ثالثا، وهذا ليس حال البنت الشرقية عندنا .
هذا تعميم وهو مفهوم رومانسي ومتداول رغم ان الامور تغيرت كثيرا فليس كل بنت غربية تعشق رجلا وتنام مع رجل وتتزوّج رجلا، فعلى الاقلّ استطيع القول انّ البنت الغربية تتزوّج من تحبّه. انا لا اهين البنت الشرقية ولكن انا ضدّ التعميم فهناك بنات شرقيات يصحّ عليهم هذا القول وهناك بنات لا يصحّ عليهم هذا.
نحن في المسلسل امام امرأة هناك الكثير من التناقضات في شخصيتها والحيرة في تكوينها، وهذه الحيرة هي بشكل من الاشكال حيرة مجتمع ما بعد الاستقلال هل يذهب وراء عواطفه وقيمه ومثله ام يذهب وراء نزعاته الشخصية ام وراء مصالحه. وانا برأيي هذه حال الحياة وهي تشبه في هذا الرواية آلاف النساء العربيات سواء كانوا جزائريات او لبنانيات او سوريات.
ولكي نبتعد عن مطبّ التعميم والافكار الجاهلة المسبقة عن أي مجتمع، نقول ان هذه هي قصة تلك البنت عندما تعرّفت على رجل اختلطت مشاعرها هل هو صورة الاب المفقود الذي لم تراه خاصة وانه كان صديق والده ومجاهدا تحت قيادة ابيها، ام هي تحب هذا الشاعر الفلسطيني الذي يمثل التمرّد ويشبه حالة ابوها وحالتها في ما يشبه المنفى الباريسي وهو عليه هالة الشاعر الفلسطيني المقاتل، ولكنها في النهاية اختارت الزواج من الرجا الذي يملك المال والسلطة وعاشت غير سعيدة معه.
انا اعتقد ان هذه حكاية آلاف النساء وليس امرأة واحدة، ولكن في كل الاحوال فليس هدف المسلسل ان يقول ان هناك آلاف النساء بل هو يقدم هذه الحكاية التي قد تكون هي القاعدة او الاستثناء وهذا غير مهم انما المهم هي قصتها نفسها.
هل انتهى تصوير المسلسل واين صورتوه؟
نعم لقد انتهينا من التصوير الذي تم بين باريس والجزائر وسوريا ولبنان.
هل تعتقد ان الاقبال على المسلسل سيوازي الاقبال الكبير على الرواية ؟
اعتقد انه سيكون اكثر بكثير، فرغم ان الرواية اخذت شهرة كبيرة جدا وقد تخطّى عدد قرائها اكثر بكثير من معظم الروايات التي صدرت في العقود الاخيرة. ولكن يبقى عدد قرّاء الروايات اقلّ بكثير من مشاهدي التلفزيون، فالرواية يقرأها 100 او 200 أو 300 الف بينما المسلسل يشاهده الملايين وهذا لا يعني ان المسلسل اهم او الرواية الاهم ولكن التلفزيون مشاهد جدا وحتى من قرأ الرواية اعتقد انه سيشاهد المسلسل.
"قصة حبّ" يخبرنا عن ما يحدث في مدارسنا اليوم"
اخبرنا قليلا عن مسلسل "قصة حبّ".
"قصة حبّ" لا يقلّ بنظري اهمية عن "ذاكرة الجسد" فهو مسلسل جريء ومعاصر ايضا. العب فيه دور ناظر مدرسة ومدرّس للغة العربية، ويأخذ المشاهد الى عالم التدريس والمدارس وما يحدث فيها الآن. فنحن لا نفكر بما يحدث في المدارس وما يحصل بداخلها فهناك الكثير من الصراعات الاجتماعية والاقتصاجية التي انعكست على المدرسة والصراعات بين الطلاب وبينهم وبين الاساتذة وبين الاساتذة نفسهم وداخل العائلات ايضا.
الشخصية التي تؤديها جديدة بالنسبة لك كما يبدو
طبعا جديدة جدا. والعائلة العربية اليوم الى ايّ مدى فعلا ما زالت الروابط العائلية القوية موجودة بيننا؟ وهل ما زالت الروابط هذه اقوى من المصالح الشخصية والمادية للفرد؟ ام ان الامور تغيّرت بالنسبة لما نسمّيه نحن بالعائلة العربية.
جمال سليمان احبَّك الناس العام الماضي في "اهل الراية" لماذا انسحبت من الجزء الثاني؟
بكل بساطة لم يكن لديّ الرغبة بالقيام بجزء ثانٍ من المسلسل.
ما رأيك بمسلسل "باب الحارة" والذي يقدّم هذا العام الجزء الخامس والاخير منه؟
انا لا اعلّق على مسلسلات زملائي واترك التعليق للنقّاد.
"اعتذرنا عن بيع "ذاكرة جسد" الى اي محطة مصرية"
ولكن "باب الحارة" يعرض على التلفزيون المصري بعد مقاطعة المسلسلات السورية لاكثر من 20 عاما.
هذا الامر غير صحيح فقد عرض التلفزيون المصري "صلاح الدين" و"ملوك الطوائف" وعدد من الاعمال التلفزيونية بينها "المحكوم" و"خان الحرير". وليس صحيحا ان "باب الحارة" اول عمل سوري يعرض في رمضان. وكان لديهم رغبة شديدة في عرض "ذاكرة الجسد" ولكن نحن اعتذرنا عن بيع "ذاكرة الجسد" الى احدى المحطات المصرية لانه لديّ مسلسل في مصر ولم يكن من المناسب ان يعرض المسلسلين معا في مصر فتأجّل عرض "ذاكرة جسد" الى ما بعد رمضان.
كان نقيب الممثلين المصريين اشرف زكي قد أخذ قرارا يمنع الممثلين غير المصريين من تمثيل اكثر من عمل في العام، وعاد وتراجع عنه. ولكنه قال لنا ان القرار لم يكن بسببك انما بسب مدّعي الفنّ ما تعليقك؟
الفنانون في مصر لهم نقابة منتخبة ديمقراطيا ويحق لهم اتخاذ القرارات التي تناسبهم وانا لا مشكلة لدي ابدا مع الامر واترك الآراء والتقييم للآخرين لانني اذا اعطيت رأيي في أيّ مسألة سأفهم بطريقة خاطئة. ولكن القرار اصبح قديما وانا اعرف ان د.اشرف لم يوجه القرار ضدي شخصيا لان رجل يحترمني وانا احترمه وهو رجل مثقف وفهيم وعنده وعي لمصلحة بلده.
وانا اعتقد ان القرار اتخذ تحت ضغط معيّن من قبل اعضاء معيّنين في النقابة شعروا ان هذا الامر شعروا ان هذا الامر يهدد فرص عمل بعض الممثلين، على اعتبار انه لو لم يكن فلانا وفلانة اتوا من سوريا او لبنان او اي بلد كانوا قاموا ببطولات المسلسلات التي قمنا به ولا اعرف اذا كان هذا دقيقا او لا ولكن على العموم هم احرار في اتخاذ القرارات التي تناسبهم.
"مصر اضافت لنا ونحن اضفنا لها"
انا الذي قلته واعيد قوله انه عندما نقول مصر هوليوود الشرق فعلينا ان نفهم ماذا تعني هوليوود الشرق، وايضا نحن في مصر الذين نجحنا وشكلنا قيمة مضافة في مسلسلات نجحت وحضرها الملايين. وعندما ذهبنا الى مصر فهي اضافت لنا الكثير ونحن ايضا اضفنا فنحن لم نكن عاطلين عن العمل ومعتدين على المهنة بل كنا نجوم في بلادنا وعندنا اعمالنا واحيانا نسمع عتبا كبيرا باننا مقصرون في بلدنا وتجاه الدراما عندنا.
والمسألة كانت بالنسبة لي بعيدة تماما عن ان هذا مصري وهذا سوري لان الفضائيات غيرت الكثير من المعطيات ولم يعد هناك انتاج بالمعني المحلي انا مصري انتح مسلسل بابطال مصريين وابيعه لتلفزيون مصري وكذلك فسي سوريا فهناك انتاج من كل الدول العربية وتباع لمختلف المحطات وبنجوم من كثير من الدول.
ولكن لا يمكن انكار ان نجاح الدراما السورية قد اثّر على الدراما المصرية.
اثّر ايجابا وليس سلبا لانها ادخلت حالة تنافسية شريفة جدا وهذا ادّى فعلا الى نوع من الردّ المصري الذي بدأت ملامحه اعتبارا منذ عامين تظهر. فالدراما المصرية قامت بما يشبه الانعطافة المهمة من الاعتناء والاهتمام بالشكل الفني للعمل وواقعيته وطريقة التصوير والاضاءة والكادر والاخراج اقرب الى السينما منه الى التلفزيون. وهذا كله من التأثيرات الايجابية لحالة التنافس لان التنافس دائما جوهر التطوّر في الحياة.
"لا يجب ان نصبّ الزيت على النار"
ما رأي جمال سليمان بالخلاف بين فيروز وابناء منصور الرحباني؟
انا حزنت لهذا الخلاف، والرحابنة هي واحدة من اسطع واجمل القصص لنا كشعب عربي ونريد ان تبقى قصة الابداع والتألق هذه ان تبقى محفوظة في ذاكرتنا بشكل رائع وجميل. انا اعرف الراحل منصور الرحباني واولاد منصور وعملت معهم وهم بصراحة من ارقى الناس ويستحقون بجدارة حمل لقب الرحابنة. والسيدة فيروز لم يحصل لي الشرف ان اتعرّف عليها هي وعائلتها ولكن زياد الرحباني لا يحتاج لشهادتي والسيدة فيروز بالتأكيد ليست بحاجة لشهادة احد فهي واحدة من الايقونات والنجوم الحقيقيين في العالم العربي كفنانة رائعة وسيرتها كانسانة وهي من النسور الذين حملوا الفن العربي وحلقوا فيه.
اما عن الخلاف القانوني فكنت اتمنى ان لا يصل للمحاكم ويبقى ضمن العائلة. ولكن بمفهومي لحقوق الملكية طالما هناك مسرحية للاخوين الرحباني ببساطة شديدة هي ملك للاخوين الرحباني، ولا يوجد داعي في الكتابات الصحفية ان يقللوا من قيمة منصور او عاصي ولا احد يعرف حجم مساهمة كل منهما وهما رضيا ان يوقعا باسم الاخوين الرحباني، وانا اناشد الصحافة ان لا تغرق بمطب المزايدات ولنترك الامر للعائلة والقضاء ولا نصبّ الزيت على النار.
ختاما، ماذا تقول لقرّاء "النشرة فن" ؟
انا اقول لهم كل عام وانتم بخير ورمضان كريم واتمنى ان ينال العملان اللذان ساظهر فيهما على الشاشة مع زملائي والمخرجين والكتاب اعجاب الجمهور واعجاب المشاهدين.
12 آب 2010 هلا المر - أعدّ التقرير: وسيم حيدر
هو النجم السوري المتميّز دائما. استطاع في كل ادواره مهما اختلفت وتباعدت، ان يجذب المشاهد اليه ليأسره امام التلفزيون وينقله معه الى عالم الفن السابع. جمال سليمان نجم من ابرز نجوم شهر رمضان في كل عام، ويشارك هذه السنة في مسلسلين احدهما باللهجة المصرية هو الرابع له بعنوان "قصة حبّ"، اما الابرز فهو "ذاكرة الجسد" الذي ينقل الرواية الشهيرة للكاتبة الحزائرية احلام مستغانمي الى عالم التلفزيون.
في بداية شهر رمضان الكريم، "النشرة" حاورت الممثل المتألق جمال سليمان وكانت لنا معه هذه المقابلة.
اولا نقول لك رمضان كريم
شكرا وكل عام والجميع بخير.
هذا العام سنراك في "ذاكرة جسد" و"قصة حب".
نعم صحيح.
"ذاكرة الجسد" يروي حكاية آلاف النساء
لنتحدث عن "ذاكرة جسد". هي رواية اشاد بها المثقفون والقراء وقال الراحل نزار قباني انه كان يتمنى لو امضاها باسمه، لكن اماذا اخترت انت هذه الرواية لتقوم ببطولتها؟
كما قال الشاعر نزار قباني فهذا العمل فعلا رائع وجميل واستطاعت ان تحظى باعجاب الناس سواء القراء العاديين او المثقفين. ومن جهة اخرى هي رواية من نوع السهل الممتنع فتبدو للوهلة الاولى انها تحكي عن علاقة حب بين رجل وامرأة فيما هي حقيقة رواية تحكي عن اوطان وثورات وما آلت اليه الامور بين الستينات والثمانينات في المنطقة العربية بشكل عام. فاضافة الى كونها رواية رومانسية وعاطفية فهي رواية سياسية ايضا.
هناك من يقول بأن من يقوم بالادوار الوطنية والتي تنطوي على السياسة انما يهتمّ بالامر كدعاية اكثر من اهتمامه بالرسالة الوطنية للعمل. ما تعليقك؟
كلا فهذا ينطوي على الكثير من سوء النية فالفنان اذا لم يقم عندنا باعمال مهمة فسيقولون له ان كل اعمالك غير مهمة ولم تتحدث عن وطنك وبلدك واذا قام باعمال وطنية يقولون له انك تقوم باعمال دعائية.
صراحة هذا الكلام لا اسمعه الا عند الصحافيين العرب وعند بعض الشرائح المثقفة في الوطن العربي حيث يحتار الفرد معهم ما الذي يجب ان يقوم به. لا أحد يسعى للدعاية انما نحن نسعى ان نكون فنانين محترمين في نظر الناس وان نستغل اطلالاتنا على الشاشة، التي يتحلّق حولها المشاهدون باعتبار ان معظمهم لا يقرؤون عندنا، لكي يستفيدوا من العمل ولا يكون مجرّد ترفيه سطحي.
لماذا سيكون مسلسل "ذاكرة الجسد" باللغة الفصحى وليس العامية؟
كانت الفصحى هي الخيار الانسب. فالرواية كتبت باللغة العربية الفصحى ومن قرأها يعرف ان الرواية اعتمدت كثيرا على جماليات اللغة وشاعريتها بشكل كبير جدا، فلو كانت بالعامية ممكن ان يضيع الكثير منها.
والسبب الثاني ان نجعلها بمتناول المشاهد العربي سواء كان جزائري او سوري او مصري او خليجي او لبناني، اما لو كانت باللهجة العامية فطبعا كانت ستكون باللهجة الجزائرية واعتقد انه بالوقت الحالي ما زالت اللهجة الجزائرية صعبة الفهم على الكثير من المشاهدين. وطبعا لو عرضت العديد من الاعمال باللهجة الجزائرية ستصبح اللهجة اقرب لنا ولكن في الوقت الحالي ما زالت غير متداولة.
"ذاكرة الجسد" هي قصة فتاة تحبّ شخص تمارس الجنس مع شخص آخر وتتزوّج شخصا ثالثا، وهذا ليس حال البنت الشرقية عندنا .
هذا تعميم وهو مفهوم رومانسي ومتداول رغم ان الامور تغيرت كثيرا فليس كل بنت غربية تعشق رجلا وتنام مع رجل وتتزوّج رجلا، فعلى الاقلّ استطيع القول انّ البنت الغربية تتزوّج من تحبّه. انا لا اهين البنت الشرقية ولكن انا ضدّ التعميم فهناك بنات شرقيات يصحّ عليهم هذا القول وهناك بنات لا يصحّ عليهم هذا.
نحن في المسلسل امام امرأة هناك الكثير من التناقضات في شخصيتها والحيرة في تكوينها، وهذه الحيرة هي بشكل من الاشكال حيرة مجتمع ما بعد الاستقلال هل يذهب وراء عواطفه وقيمه ومثله ام يذهب وراء نزعاته الشخصية ام وراء مصالحه. وانا برأيي هذه حال الحياة وهي تشبه في هذا الرواية آلاف النساء العربيات سواء كانوا جزائريات او لبنانيات او سوريات.
ولكي نبتعد عن مطبّ التعميم والافكار الجاهلة المسبقة عن أي مجتمع، نقول ان هذه هي قصة تلك البنت عندما تعرّفت على رجل اختلطت مشاعرها هل هو صورة الاب المفقود الذي لم تراه خاصة وانه كان صديق والده ومجاهدا تحت قيادة ابيها، ام هي تحب هذا الشاعر الفلسطيني الذي يمثل التمرّد ويشبه حالة ابوها وحالتها في ما يشبه المنفى الباريسي وهو عليه هالة الشاعر الفلسطيني المقاتل، ولكنها في النهاية اختارت الزواج من الرجا الذي يملك المال والسلطة وعاشت غير سعيدة معه.
انا اعتقد ان هذه حكاية آلاف النساء وليس امرأة واحدة، ولكن في كل الاحوال فليس هدف المسلسل ان يقول ان هناك آلاف النساء بل هو يقدم هذه الحكاية التي قد تكون هي القاعدة او الاستثناء وهذا غير مهم انما المهم هي قصتها نفسها.
هل انتهى تصوير المسلسل واين صورتوه؟
نعم لقد انتهينا من التصوير الذي تم بين باريس والجزائر وسوريا ولبنان.
هل تعتقد ان الاقبال على المسلسل سيوازي الاقبال الكبير على الرواية ؟
اعتقد انه سيكون اكثر بكثير، فرغم ان الرواية اخذت شهرة كبيرة جدا وقد تخطّى عدد قرائها اكثر بكثير من معظم الروايات التي صدرت في العقود الاخيرة. ولكن يبقى عدد قرّاء الروايات اقلّ بكثير من مشاهدي التلفزيون، فالرواية يقرأها 100 او 200 أو 300 الف بينما المسلسل يشاهده الملايين وهذا لا يعني ان المسلسل اهم او الرواية الاهم ولكن التلفزيون مشاهد جدا وحتى من قرأ الرواية اعتقد انه سيشاهد المسلسل.
"قصة حبّ" يخبرنا عن ما يحدث في مدارسنا اليوم"
اخبرنا قليلا عن مسلسل "قصة حبّ".
"قصة حبّ" لا يقلّ بنظري اهمية عن "ذاكرة الجسد" فهو مسلسل جريء ومعاصر ايضا. العب فيه دور ناظر مدرسة ومدرّس للغة العربية، ويأخذ المشاهد الى عالم التدريس والمدارس وما يحدث فيها الآن. فنحن لا نفكر بما يحدث في المدارس وما يحصل بداخلها فهناك الكثير من الصراعات الاجتماعية والاقتصاجية التي انعكست على المدرسة والصراعات بين الطلاب وبينهم وبين الاساتذة وبين الاساتذة نفسهم وداخل العائلات ايضا.
الشخصية التي تؤديها جديدة بالنسبة لك كما يبدو
طبعا جديدة جدا. والعائلة العربية اليوم الى ايّ مدى فعلا ما زالت الروابط العائلية القوية موجودة بيننا؟ وهل ما زالت الروابط هذه اقوى من المصالح الشخصية والمادية للفرد؟ ام ان الامور تغيّرت بالنسبة لما نسمّيه نحن بالعائلة العربية.
جمال سليمان احبَّك الناس العام الماضي في "اهل الراية" لماذا انسحبت من الجزء الثاني؟
بكل بساطة لم يكن لديّ الرغبة بالقيام بجزء ثانٍ من المسلسل.
ما رأيك بمسلسل "باب الحارة" والذي يقدّم هذا العام الجزء الخامس والاخير منه؟
انا لا اعلّق على مسلسلات زملائي واترك التعليق للنقّاد.
"اعتذرنا عن بيع "ذاكرة جسد" الى اي محطة مصرية"
ولكن "باب الحارة" يعرض على التلفزيون المصري بعد مقاطعة المسلسلات السورية لاكثر من 20 عاما.
هذا الامر غير صحيح فقد عرض التلفزيون المصري "صلاح الدين" و"ملوك الطوائف" وعدد من الاعمال التلفزيونية بينها "المحكوم" و"خان الحرير". وليس صحيحا ان "باب الحارة" اول عمل سوري يعرض في رمضان. وكان لديهم رغبة شديدة في عرض "ذاكرة الجسد" ولكن نحن اعتذرنا عن بيع "ذاكرة الجسد" الى احدى المحطات المصرية لانه لديّ مسلسل في مصر ولم يكن من المناسب ان يعرض المسلسلين معا في مصر فتأجّل عرض "ذاكرة جسد" الى ما بعد رمضان.
كان نقيب الممثلين المصريين اشرف زكي قد أخذ قرارا يمنع الممثلين غير المصريين من تمثيل اكثر من عمل في العام، وعاد وتراجع عنه. ولكنه قال لنا ان القرار لم يكن بسببك انما بسب مدّعي الفنّ ما تعليقك؟
الفنانون في مصر لهم نقابة منتخبة ديمقراطيا ويحق لهم اتخاذ القرارات التي تناسبهم وانا لا مشكلة لدي ابدا مع الامر واترك الآراء والتقييم للآخرين لانني اذا اعطيت رأيي في أيّ مسألة سأفهم بطريقة خاطئة. ولكن القرار اصبح قديما وانا اعرف ان د.اشرف لم يوجه القرار ضدي شخصيا لان رجل يحترمني وانا احترمه وهو رجل مثقف وفهيم وعنده وعي لمصلحة بلده.
وانا اعتقد ان القرار اتخذ تحت ضغط معيّن من قبل اعضاء معيّنين في النقابة شعروا ان هذا الامر شعروا ان هذا الامر يهدد فرص عمل بعض الممثلين، على اعتبار انه لو لم يكن فلانا وفلانة اتوا من سوريا او لبنان او اي بلد كانوا قاموا ببطولات المسلسلات التي قمنا به ولا اعرف اذا كان هذا دقيقا او لا ولكن على العموم هم احرار في اتخاذ القرارات التي تناسبهم.
"مصر اضافت لنا ونحن اضفنا لها"
انا الذي قلته واعيد قوله انه عندما نقول مصر هوليوود الشرق فعلينا ان نفهم ماذا تعني هوليوود الشرق، وايضا نحن في مصر الذين نجحنا وشكلنا قيمة مضافة في مسلسلات نجحت وحضرها الملايين. وعندما ذهبنا الى مصر فهي اضافت لنا الكثير ونحن ايضا اضفنا فنحن لم نكن عاطلين عن العمل ومعتدين على المهنة بل كنا نجوم في بلادنا وعندنا اعمالنا واحيانا نسمع عتبا كبيرا باننا مقصرون في بلدنا وتجاه الدراما عندنا.
والمسألة كانت بالنسبة لي بعيدة تماما عن ان هذا مصري وهذا سوري لان الفضائيات غيرت الكثير من المعطيات ولم يعد هناك انتاج بالمعني المحلي انا مصري انتح مسلسل بابطال مصريين وابيعه لتلفزيون مصري وكذلك فسي سوريا فهناك انتاج من كل الدول العربية وتباع لمختلف المحطات وبنجوم من كثير من الدول.
ولكن لا يمكن انكار ان نجاح الدراما السورية قد اثّر على الدراما المصرية.
اثّر ايجابا وليس سلبا لانها ادخلت حالة تنافسية شريفة جدا وهذا ادّى فعلا الى نوع من الردّ المصري الذي بدأت ملامحه اعتبارا منذ عامين تظهر. فالدراما المصرية قامت بما يشبه الانعطافة المهمة من الاعتناء والاهتمام بالشكل الفني للعمل وواقعيته وطريقة التصوير والاضاءة والكادر والاخراج اقرب الى السينما منه الى التلفزيون. وهذا كله من التأثيرات الايجابية لحالة التنافس لان التنافس دائما جوهر التطوّر في الحياة.
"لا يجب ان نصبّ الزيت على النار"
ما رأي جمال سليمان بالخلاف بين فيروز وابناء منصور الرحباني؟
انا حزنت لهذا الخلاف، والرحابنة هي واحدة من اسطع واجمل القصص لنا كشعب عربي ونريد ان تبقى قصة الابداع والتألق هذه ان تبقى محفوظة في ذاكرتنا بشكل رائع وجميل. انا اعرف الراحل منصور الرحباني واولاد منصور وعملت معهم وهم بصراحة من ارقى الناس ويستحقون بجدارة حمل لقب الرحابنة. والسيدة فيروز لم يحصل لي الشرف ان اتعرّف عليها هي وعائلتها ولكن زياد الرحباني لا يحتاج لشهادتي والسيدة فيروز بالتأكيد ليست بحاجة لشهادة احد فهي واحدة من الايقونات والنجوم الحقيقيين في العالم العربي كفنانة رائعة وسيرتها كانسانة وهي من النسور الذين حملوا الفن العربي وحلقوا فيه.
اما عن الخلاف القانوني فكنت اتمنى ان لا يصل للمحاكم ويبقى ضمن العائلة. ولكن بمفهومي لحقوق الملكية طالما هناك مسرحية للاخوين الرحباني ببساطة شديدة هي ملك للاخوين الرحباني، ولا يوجد داعي في الكتابات الصحفية ان يقللوا من قيمة منصور او عاصي ولا احد يعرف حجم مساهمة كل منهما وهما رضيا ان يوقعا باسم الاخوين الرحباني، وانا اناشد الصحافة ان لا تغرق بمطب المزايدات ولنترك الامر للعائلة والقضاء ولا نصبّ الزيت على النار.
ختاما، ماذا تقول لقرّاء "النشرة فن" ؟
انا اقول لهم كل عام وانتم بخير ورمضان كريم واتمنى ان ينال العملان اللذان ساظهر فيهما على الشاشة مع زملائي والمخرجين والكتاب اعجاب الجمهور واعجاب المشاهدين.
Comment