سيف الدين سبيعي: الدراما السورية في أوجها
أنا لا أتوجه نحو أعمال البيئة الشامية بقدر ما أوجه إليها.
برغم إفراغ "باب الحارة" من مضمونه ونجومه في الأجزاء الثلاثة الأخيرة، إلا أنه لا يزال مستمراً.
المصريين يحاولون أن يقدموا مقترحاً آخر للصورة لديهم بعد أن احتكوا بالدراما السورية.
سأعود للتمثيل في حال وجدت دوراً مميزاً يناسبني.
أتمنى أن تكون سلافة نجمة النجوم وتصل لأعلى شيء تستطيع أن تصله.
خاص بوسطة – ديانا الهزيم
فنان شامل، حمل الفن بالجينات.. فوالده هو فنان الشعب الكبير رفيق سبيعي.. دخل التمثيل من أوسع أبوابه ليثبت نفسه فيما بعد مخرج متميز، يملك صوتاً جميلاً جعله يتجه نحو الغناء فيمارسه كهواية ليغني في إحدى الفرق ذات الصبغة السورية...
هوسه بالرياضة كبير حتى أنه برز كمعلق رياضي لأكثر من مباراة محلية... بتعامله اللطيف ومرحه الظاهر، استقبلَنا في مكتبه ليحدثنا عن أعماله الحالية ومشاريعه القادمة ونشاطاته، إنه الفنان سيف الدين سبيعي الذي كان لبوسطة معه هذا الحوار الممتع...
بداية، أستاذ سيف، لنعد بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، وتحديداً إلى سباعية "حكايا الغروب" والتي قوبلت بنقد كبير، ما سبب هذا الموضوع برأيك؟ وكيف تقّيمها كتجربة؟
أنا لم أسمع نقداً كثيراً حول السباعية، كل ما قيل كان مجرد انطباعات، فالبعض استطاع أن يفهم ما الذي عملناه والبعض الآخر لم يستطع.
أما عن السباعية كمشروع فلا نستطيع أن نعتبرها موسيقية، فنحن كنا نعمل على «دراما غنائية» إذا صح القول، والرقص والغناء عنصران أساسيان فيها، العمل بشكل عام فيه حالة من الرومانسية المفرطة التي كنا قصدناها فهو قدّم دراما غير واقعية، وظرفها مختلف فهي برأيي خطوة جديدة وأولى فعلياً نحو نوع جديد من الدراما هو الدراما الغنائية وربما كان يجب ألا تكون سباعية بل مسلسلاً كاملاً كي يتواصل معه الناس بشكل كامل، ولكن -برأيي الشخصي- أنا سعيد لأنه كان لي شرف المحاولة، وأحببتها ضمن هذا الظرف الإنتاجي الذي نُفذت فيه.
أخرجت الجزء الثاني من مسلسل "أهل الراية"، ألم تخشَ أن يحصل مقارنات بينك وبين مخرج الجزء الأول أو حتى بين الجزأين؟
أبداً، فالمقارنة دوماً موجودة بين أي مخرج وآخر في أي عمل فما بالك في العمل نفسه، وليس لدي أي مشكلة تجاه هذه المقارنة في حال حصلت.
إذاً ما الجديد الذي أضفته إلى العمل؟
أسلوب مختلف في المعالجة الإخراجية، وأنا لن أتحدث عنه بقدر ما سيلحظه المشاهدون من حيث التقطيع، طريقة اللقطات، بناء الحلقة، وأيضاً إيقاعها.
دخل نجوم جدد في هذا الجزء، وصُورت مشاهده في دمشق وكسب وقلعة الحصن، كما شاركَنَا ثلاثة نجوم من تركيا.
لماذا تتهم دوماً بتوجهك نحو أعمال البيئة الشامية؟
أنا لا أتوجه بقدر ما أُوجه. الوضع هنا أنه في حال وجدنا مخرجاً معيناً استطاع أن ينفذ نوعاً من الأعمال بالشكل الصحيح، عندها يكون تركيز المنتجين أقوى عليه فيطلبونه في هذا الاتجاه.
وأنا كمخرج ليس لدي مشكلة، فأنا أقدم الأعمال الكوميدية والاجتماعية، وغيرها، بمعنى أنني أستقبل النص الجميل مهما كان نوعه وليس لدي تخصص. كنت سابقاً أحب التوجه نحو الأعمال الاجتماعية، لكنني وجدت أن النص الجميل هو الذي يغري المخرج ويجذبه، فأصبح لدي إيمان أن الورق هو العامل الأهم في نجاح أي عمل تلفزيوني.
الناس يقحمون مسلسل "باب الحارة" في أي حديث يتعلق بأعمال البيئة الشامية، ما السبب برأيك؟
"باب الحارة" أصبح له تاريخ ، فهذه السنة هي الخامسة له، والـ mbc كمحطة عرفت تماماً كيف تسوق له، فهي محطة كبيرة ولها قوة إعلامية ضخمة قادرة على الترويج، وباستطاعتها أن تجعل العمل الذي تريد هو الأفضل وفي المقدمة. الـ mbc استطاعت أن تجعل "باب الحارة العمل الجماهيري الأول وذلك بقوتهم الإعلامية والإعلانية برغم إفراغ العمل من مضمونه في الأجزاء الثلاثة الأخيرة، وحتى إفراغه من نجومه، لكن مع هذا كله لا يزال مستمراً.
برأيك هل نعيش اليوم أزمة دراما كما يقال، أم على العكس درامانا في أوجها؟
طبعاً هناك أزمة تسويق وإنتاج، وهي ناتجة عن رغبة بعض المحطات بإنتاج أعمالها بنفسها، فبدل أن تدفع مبالغ طائلة لشراء عمل ما هي تنتجه أو تشارك بإنتاجه، ومعظم الشركات السورية اليوم أصبحت إما شريكة لمحطة أو منتجاً منفذاً لأخرى، فأصبح هناك أزمة كبيرة في توزيع الأعمال وخاصةً للشركات التي تنتج بنفسها ولوحدها وهذه نتيجة طبيعية، وخاصةً بعد ظهور منافس جديد على الساحة وهو الدراما الخليجية التي أخذت حصة من هذه المحطات وحصة كبيرة تصل إلى 35%.
في البداية كان التنافس مصرياً سورياً، وربما وجدنا عملاً أو عملين خليجيَين، بينما اليوم ازدادت هذه الأعمال بمستوى كبير، ففي الكويت وحدها هذه السنة هناك 40 عملاً، وبالتالي هذا ما أثر على تسويق العمل السوري.
وما الحل في وجود أزمة كهذه؟
لحل برأيي هو وجود محطات سورية قادرة على استيعاب هذا الإنتاج الضخم. هذه المحطات يجب أن تكون مختصة بنشر الدراما السورية وبالتالي فهي بالتأكيد ستتابع، لأن الناس تحب الدراما السورية وتلاحقها أينما وجدت وهذا ما سيخلصنا من أمزجة أصحاب المحطات الذين يتحكمون بالتسويق. برأيي سبع محطات سورية كافية لحل أزمة كهذه وتطوير ونشر الدراما بالشكل الصحيح.
في مصر هناك تنظيم نقابي ينظم تسويق وعرض الإنتاج المصري دون أن يظلم أياً من الأعمال، فهم يتبعون أسلوب السلة المتكاملة، ما رأيك في هذا الموضوع؟
نعم، القطاع الاقتصادي في مصر كان يوزع الأعمال بشكل مجموعات، ولكن اليوم لم تعد هناك حاجة لهذه الخطة، وذلك بسبب ازدياد عدد المحطات المصرية وانتشارها، فلم تعد هناك مشكلة تسويقية بالنسبة لهم، لأن العدد الكبير لهذه المحطات قادر على استيعاب أي حجم إنتاج. ببساطة المصريون وصلوا لمرحلة الاكتفاء الذاتي، وهذا ما نحن نحاول أن نصل إليه ويجب أن نفعله.
إذاً لماذا لا نتحرك بسرعة؟ ومن هو المسؤول عن خطوة كهذه؟
هنا في سورية استحدثوا قطاعاً إنتاجياً في التلفزيون وقامت باستلامه السيدة ديانا جبور، وهذا القطاع هدفه مشاركة شركات القطاع الخاص بأعمالها، ويقوم هو بالتسويق لها حتى بدعم من الدولة التي تشارك أيضاً، فهو بالتالي يأخذ الأعمال من المنتجين ما يسهل الأمر على المنتج الذي ما عليه سوى أن ينتج ويأخذ حصته، دون أن يخشى مسألة التسويق ووقت العرض فهذه أصبحت مهمة القطاع الاقتصادي المدعوم من قبل الدولة.
عملية كهذه، من هو المتضرر منها؟
المتضررون هم الأشخاص الذين يريدون أن تكون الحصة كاملة لهم، والقضية الأساسية التي يُخشى منها هنا هي قضية وجود المحسوبيات التي تسيّر الشركات، فالبعض يخاف أن تُعطى الأعمال لأشخاص معينين وتُنتج أعمال دون غيرها، وهكذا، فمثلاً لو أنت بنيت علاقة جيدة مع القطاع الاقتصادي ستتمكن من إنتاج مسلسلك، وإن لم تكن لديك علاقات جيدة فلن تستطيع ذلك، ولكن كل هذا لا يزال افتراضات غير موجودة بعد.
هناك العديد من الأعمال المصرية اليوم تصور من الألف إلى الياء في سورية، فما رأيك بهذا الشيء كمخرج وممثل؟
شيء ممتاز طبعاً، وهذا دليل على أن المصريين يحاولون أن يقدموا مقترحاً آخر للصورة لديهم بعد أن احتكّوا بالدراما السورية. هم يحاولون تطوير الأمور التقنية كالإضاءة والتصوير وغيرها بطريقة مختلفة عن طريقتهم، لأنهم يبحثون عن مواقع تصوير جديدة، وسورية بالنسبة لهم أستوديو كبير ببيوتها وحدائقها ومناطقها، كما أن التصوير الخارجي فيها سهل جداً على عكس مصر، وبالتالي فمن الطبيعي أن يبحثوا عن أماكن جديدة، وهذا يفيدنا كسوريين من حيث الانتشار، ويفيد الفنيين والممثلين وكل من يعمل بهذا المجال.
أين أنت اليوم من التمثيل؟
ابتعدت الفترة الماضية عن التمثيل لانشغالي بالإخراج، ولسبب ثانٍ هو «أني كنت سمين وشكلي ما عاد مثل الأول»، لكنني اليوم بت أستطيع العودة للتمثيل في حال وجدت دوراً مميزاً يناسبني، لكن المسألة هي مسألة وقت، "ضاحكاً" وحتى المخرجين اليوم قد لا يطلبونني بعدما أصبحت مخرجاً...
جربت التمثيل والإخراج، أيهما شعرت أنه أمتع بالنسبة لك؟
بالنسبة لي الإخراج أمتع، فأنا أستمتع بصناعة المادة الفنية أكثر من أن أكون جزء منها.
وما السبب في عدم وجود تعاون فني مشترك وواضح بينك وبين زوجتك سلافة وخاصةً أنك مخرج وهي ممثلة متميزة؟
منذ البداية كان هناك اتفاق بيني وبين زوجتي على استقلالية كل منا بعمله، وكنت أفضل ألا أتدخل بمسيرة سلافة الفنية، حتى أنني لم أكن أريد أن تكون فرصتها الذهبية معي أنا كمخرج كي لا تجرح هذه الفرصة، فيقال أبدعت لأن زوجها مخرج العمل.
وسلافة نجحت وحدها وسارت نحو النجومية، أما اليوم اختلف الوضع فأنا أستطيع أن أطلبها كنجمة وبطلة لأي عمل لي لأنها أصبحت نجمة فعلاً، وبالتالي ستضيف إلى عملي في حال كان دور البطولة الذي ستؤديه يناسبها، وأستطيع أن أطلبها لأنها أبدعت وأثبتت نفسها وليس لأنها زوجتي.
ولا تعتبرها منافسة لك؟
كمخرج، لا تنافسني سلافة، فلكل منا مجاله المختلف، لكن في أي حالة أخرى أنا ليس لدي أي مشكلة، فأنا كسيف أتمنى أن تكون سلافة نجمة النجوم وتصل لأعلى شيء تستطيع أن تصله حتى لو أثر هذا علي بطريقة ما فأنا سأكون سعيد وفخور بسلافة.
ما سبب هوسك الكبير بالرياضة؟ ولماذا لم تمتهنها كمهنة منذ البداية؟
هوس الرياضة معي مذ كنت صغيراً، فأنا رياضي منذ زمن طويل، بدايةً برياضة الغطس، ومن ثم كرة السلة، ولدي شغف كبير بكل أنواع الرياضة وأحب متابعتها دوماً، وأنا لم أمتهن الرياضة (كرة السلة تحديداً) كوني كنت قصيراً بدايةً ولأنني اتجهت نحو الفن فيما بعد.
والموسيقى؟
أنا أحب الموسيقى جداً وتحديداً الغناء، وأنا اليوم أغني ضمن فرقة اسمها "مرمر" تقدم الموسيقى الغربية ولكن بجو سوري، فهي مشروع سوري لكن بموسيقى غربية، ونحن نعمل معاً منذ ثلاث سنوات تقريباً وحالياً نحضر ألبوم سيكون الثاني للفرقة والأول لي معها، فأنا أمارس هوايتي بالغناء من خلال هذه الفرقة.
ما هي مشاريعك التي تحضرها حالياً؟
هناك مشروعان حالياً، سأبدأ غالباً بهما بعد انقضاء شهر رمضان، الأول هو عمل جديد بعنوان "طالع الفضة"، عمل شامي يتحدث عن منطقة طالع الفضة في نهاية شارع مدحت باشا بدمشق القديمة ويتحدث عن دمشق في عام 1914، وهو نص جميل جداً ومنفذ بما يجب أن تكون عليه الدراما الشامية أي بالنطاق التاريخي الصحيح، النص كتبه الفنان عباس النوري وزوجته عنود الخالد. أما المشروع الثاني فلن أتحدث عنه اليوم لأن الأمور لم تتبلور بعد لكن بالتأكيد ستكون بوسطة أول من يعلم عند البت به.
أنا لا أتوجه نحو أعمال البيئة الشامية بقدر ما أوجه إليها.
برغم إفراغ "باب الحارة" من مضمونه ونجومه في الأجزاء الثلاثة الأخيرة، إلا أنه لا يزال مستمراً.
المصريين يحاولون أن يقدموا مقترحاً آخر للصورة لديهم بعد أن احتكوا بالدراما السورية.
سأعود للتمثيل في حال وجدت دوراً مميزاً يناسبني.
أتمنى أن تكون سلافة نجمة النجوم وتصل لأعلى شيء تستطيع أن تصله.
خاص بوسطة – ديانا الهزيم
فنان شامل، حمل الفن بالجينات.. فوالده هو فنان الشعب الكبير رفيق سبيعي.. دخل التمثيل من أوسع أبوابه ليثبت نفسه فيما بعد مخرج متميز، يملك صوتاً جميلاً جعله يتجه نحو الغناء فيمارسه كهواية ليغني في إحدى الفرق ذات الصبغة السورية...
هوسه بالرياضة كبير حتى أنه برز كمعلق رياضي لأكثر من مباراة محلية... بتعامله اللطيف ومرحه الظاهر، استقبلَنا في مكتبه ليحدثنا عن أعماله الحالية ومشاريعه القادمة ونشاطاته، إنه الفنان سيف الدين سبيعي الذي كان لبوسطة معه هذا الحوار الممتع...
بداية، أستاذ سيف، لنعد بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، وتحديداً إلى سباعية "حكايا الغروب" والتي قوبلت بنقد كبير، ما سبب هذا الموضوع برأيك؟ وكيف تقّيمها كتجربة؟
أنا لم أسمع نقداً كثيراً حول السباعية، كل ما قيل كان مجرد انطباعات، فالبعض استطاع أن يفهم ما الذي عملناه والبعض الآخر لم يستطع.
أما عن السباعية كمشروع فلا نستطيع أن نعتبرها موسيقية، فنحن كنا نعمل على «دراما غنائية» إذا صح القول، والرقص والغناء عنصران أساسيان فيها، العمل بشكل عام فيه حالة من الرومانسية المفرطة التي كنا قصدناها فهو قدّم دراما غير واقعية، وظرفها مختلف فهي برأيي خطوة جديدة وأولى فعلياً نحو نوع جديد من الدراما هو الدراما الغنائية وربما كان يجب ألا تكون سباعية بل مسلسلاً كاملاً كي يتواصل معه الناس بشكل كامل، ولكن -برأيي الشخصي- أنا سعيد لأنه كان لي شرف المحاولة، وأحببتها ضمن هذا الظرف الإنتاجي الذي نُفذت فيه.
أخرجت الجزء الثاني من مسلسل "أهل الراية"، ألم تخشَ أن يحصل مقارنات بينك وبين مخرج الجزء الأول أو حتى بين الجزأين؟
أبداً، فالمقارنة دوماً موجودة بين أي مخرج وآخر في أي عمل فما بالك في العمل نفسه، وليس لدي أي مشكلة تجاه هذه المقارنة في حال حصلت.
إذاً ما الجديد الذي أضفته إلى العمل؟
أسلوب مختلف في المعالجة الإخراجية، وأنا لن أتحدث عنه بقدر ما سيلحظه المشاهدون من حيث التقطيع، طريقة اللقطات، بناء الحلقة، وأيضاً إيقاعها.
دخل نجوم جدد في هذا الجزء، وصُورت مشاهده في دمشق وكسب وقلعة الحصن، كما شاركَنَا ثلاثة نجوم من تركيا.
لماذا تتهم دوماً بتوجهك نحو أعمال البيئة الشامية؟
أنا لا أتوجه بقدر ما أُوجه. الوضع هنا أنه في حال وجدنا مخرجاً معيناً استطاع أن ينفذ نوعاً من الأعمال بالشكل الصحيح، عندها يكون تركيز المنتجين أقوى عليه فيطلبونه في هذا الاتجاه.
وأنا كمخرج ليس لدي مشكلة، فأنا أقدم الأعمال الكوميدية والاجتماعية، وغيرها، بمعنى أنني أستقبل النص الجميل مهما كان نوعه وليس لدي تخصص. كنت سابقاً أحب التوجه نحو الأعمال الاجتماعية، لكنني وجدت أن النص الجميل هو الذي يغري المخرج ويجذبه، فأصبح لدي إيمان أن الورق هو العامل الأهم في نجاح أي عمل تلفزيوني.
الناس يقحمون مسلسل "باب الحارة" في أي حديث يتعلق بأعمال البيئة الشامية، ما السبب برأيك؟
"باب الحارة" أصبح له تاريخ ، فهذه السنة هي الخامسة له، والـ mbc كمحطة عرفت تماماً كيف تسوق له، فهي محطة كبيرة ولها قوة إعلامية ضخمة قادرة على الترويج، وباستطاعتها أن تجعل العمل الذي تريد هو الأفضل وفي المقدمة. الـ mbc استطاعت أن تجعل "باب الحارة العمل الجماهيري الأول وذلك بقوتهم الإعلامية والإعلانية برغم إفراغ العمل من مضمونه في الأجزاء الثلاثة الأخيرة، وحتى إفراغه من نجومه، لكن مع هذا كله لا يزال مستمراً.
برأيك هل نعيش اليوم أزمة دراما كما يقال، أم على العكس درامانا في أوجها؟
طبعاً هناك أزمة تسويق وإنتاج، وهي ناتجة عن رغبة بعض المحطات بإنتاج أعمالها بنفسها، فبدل أن تدفع مبالغ طائلة لشراء عمل ما هي تنتجه أو تشارك بإنتاجه، ومعظم الشركات السورية اليوم أصبحت إما شريكة لمحطة أو منتجاً منفذاً لأخرى، فأصبح هناك أزمة كبيرة في توزيع الأعمال وخاصةً للشركات التي تنتج بنفسها ولوحدها وهذه نتيجة طبيعية، وخاصةً بعد ظهور منافس جديد على الساحة وهو الدراما الخليجية التي أخذت حصة من هذه المحطات وحصة كبيرة تصل إلى 35%.
في البداية كان التنافس مصرياً سورياً، وربما وجدنا عملاً أو عملين خليجيَين، بينما اليوم ازدادت هذه الأعمال بمستوى كبير، ففي الكويت وحدها هذه السنة هناك 40 عملاً، وبالتالي هذا ما أثر على تسويق العمل السوري.
وما الحل في وجود أزمة كهذه؟
لحل برأيي هو وجود محطات سورية قادرة على استيعاب هذا الإنتاج الضخم. هذه المحطات يجب أن تكون مختصة بنشر الدراما السورية وبالتالي فهي بالتأكيد ستتابع، لأن الناس تحب الدراما السورية وتلاحقها أينما وجدت وهذا ما سيخلصنا من أمزجة أصحاب المحطات الذين يتحكمون بالتسويق. برأيي سبع محطات سورية كافية لحل أزمة كهذه وتطوير ونشر الدراما بالشكل الصحيح.
في مصر هناك تنظيم نقابي ينظم تسويق وعرض الإنتاج المصري دون أن يظلم أياً من الأعمال، فهم يتبعون أسلوب السلة المتكاملة، ما رأيك في هذا الموضوع؟
نعم، القطاع الاقتصادي في مصر كان يوزع الأعمال بشكل مجموعات، ولكن اليوم لم تعد هناك حاجة لهذه الخطة، وذلك بسبب ازدياد عدد المحطات المصرية وانتشارها، فلم تعد هناك مشكلة تسويقية بالنسبة لهم، لأن العدد الكبير لهذه المحطات قادر على استيعاب أي حجم إنتاج. ببساطة المصريون وصلوا لمرحلة الاكتفاء الذاتي، وهذا ما نحن نحاول أن نصل إليه ويجب أن نفعله.
إذاً لماذا لا نتحرك بسرعة؟ ومن هو المسؤول عن خطوة كهذه؟
هنا في سورية استحدثوا قطاعاً إنتاجياً في التلفزيون وقامت باستلامه السيدة ديانا جبور، وهذا القطاع هدفه مشاركة شركات القطاع الخاص بأعمالها، ويقوم هو بالتسويق لها حتى بدعم من الدولة التي تشارك أيضاً، فهو بالتالي يأخذ الأعمال من المنتجين ما يسهل الأمر على المنتج الذي ما عليه سوى أن ينتج ويأخذ حصته، دون أن يخشى مسألة التسويق ووقت العرض فهذه أصبحت مهمة القطاع الاقتصادي المدعوم من قبل الدولة.
عملية كهذه، من هو المتضرر منها؟
المتضررون هم الأشخاص الذين يريدون أن تكون الحصة كاملة لهم، والقضية الأساسية التي يُخشى منها هنا هي قضية وجود المحسوبيات التي تسيّر الشركات، فالبعض يخاف أن تُعطى الأعمال لأشخاص معينين وتُنتج أعمال دون غيرها، وهكذا، فمثلاً لو أنت بنيت علاقة جيدة مع القطاع الاقتصادي ستتمكن من إنتاج مسلسلك، وإن لم تكن لديك علاقات جيدة فلن تستطيع ذلك، ولكن كل هذا لا يزال افتراضات غير موجودة بعد.
هناك العديد من الأعمال المصرية اليوم تصور من الألف إلى الياء في سورية، فما رأيك بهذا الشيء كمخرج وممثل؟
شيء ممتاز طبعاً، وهذا دليل على أن المصريين يحاولون أن يقدموا مقترحاً آخر للصورة لديهم بعد أن احتكّوا بالدراما السورية. هم يحاولون تطوير الأمور التقنية كالإضاءة والتصوير وغيرها بطريقة مختلفة عن طريقتهم، لأنهم يبحثون عن مواقع تصوير جديدة، وسورية بالنسبة لهم أستوديو كبير ببيوتها وحدائقها ومناطقها، كما أن التصوير الخارجي فيها سهل جداً على عكس مصر، وبالتالي فمن الطبيعي أن يبحثوا عن أماكن جديدة، وهذا يفيدنا كسوريين من حيث الانتشار، ويفيد الفنيين والممثلين وكل من يعمل بهذا المجال.
أين أنت اليوم من التمثيل؟
ابتعدت الفترة الماضية عن التمثيل لانشغالي بالإخراج، ولسبب ثانٍ هو «أني كنت سمين وشكلي ما عاد مثل الأول»، لكنني اليوم بت أستطيع العودة للتمثيل في حال وجدت دوراً مميزاً يناسبني، لكن المسألة هي مسألة وقت، "ضاحكاً" وحتى المخرجين اليوم قد لا يطلبونني بعدما أصبحت مخرجاً...
جربت التمثيل والإخراج، أيهما شعرت أنه أمتع بالنسبة لك؟
بالنسبة لي الإخراج أمتع، فأنا أستمتع بصناعة المادة الفنية أكثر من أن أكون جزء منها.
وما السبب في عدم وجود تعاون فني مشترك وواضح بينك وبين زوجتك سلافة وخاصةً أنك مخرج وهي ممثلة متميزة؟
منذ البداية كان هناك اتفاق بيني وبين زوجتي على استقلالية كل منا بعمله، وكنت أفضل ألا أتدخل بمسيرة سلافة الفنية، حتى أنني لم أكن أريد أن تكون فرصتها الذهبية معي أنا كمخرج كي لا تجرح هذه الفرصة، فيقال أبدعت لأن زوجها مخرج العمل.
وسلافة نجحت وحدها وسارت نحو النجومية، أما اليوم اختلف الوضع فأنا أستطيع أن أطلبها كنجمة وبطلة لأي عمل لي لأنها أصبحت نجمة فعلاً، وبالتالي ستضيف إلى عملي في حال كان دور البطولة الذي ستؤديه يناسبها، وأستطيع أن أطلبها لأنها أبدعت وأثبتت نفسها وليس لأنها زوجتي.
ولا تعتبرها منافسة لك؟
كمخرج، لا تنافسني سلافة، فلكل منا مجاله المختلف، لكن في أي حالة أخرى أنا ليس لدي أي مشكلة، فأنا كسيف أتمنى أن تكون سلافة نجمة النجوم وتصل لأعلى شيء تستطيع أن تصله حتى لو أثر هذا علي بطريقة ما فأنا سأكون سعيد وفخور بسلافة.
ما سبب هوسك الكبير بالرياضة؟ ولماذا لم تمتهنها كمهنة منذ البداية؟
هوس الرياضة معي مذ كنت صغيراً، فأنا رياضي منذ زمن طويل، بدايةً برياضة الغطس، ومن ثم كرة السلة، ولدي شغف كبير بكل أنواع الرياضة وأحب متابعتها دوماً، وأنا لم أمتهن الرياضة (كرة السلة تحديداً) كوني كنت قصيراً بدايةً ولأنني اتجهت نحو الفن فيما بعد.
والموسيقى؟
أنا أحب الموسيقى جداً وتحديداً الغناء، وأنا اليوم أغني ضمن فرقة اسمها "مرمر" تقدم الموسيقى الغربية ولكن بجو سوري، فهي مشروع سوري لكن بموسيقى غربية، ونحن نعمل معاً منذ ثلاث سنوات تقريباً وحالياً نحضر ألبوم سيكون الثاني للفرقة والأول لي معها، فأنا أمارس هوايتي بالغناء من خلال هذه الفرقة.
ما هي مشاريعك التي تحضرها حالياً؟
هناك مشروعان حالياً، سأبدأ غالباً بهما بعد انقضاء شهر رمضان، الأول هو عمل جديد بعنوان "طالع الفضة"، عمل شامي يتحدث عن منطقة طالع الفضة في نهاية شارع مدحت باشا بدمشق القديمة ويتحدث عن دمشق في عام 1914، وهو نص جميل جداً ومنفذ بما يجب أن تكون عليه الدراما الشامية أي بالنطاق التاريخي الصحيح، النص كتبه الفنان عباس النوري وزوجته عنود الخالد. أما المشروع الثاني فلن أتحدث عنه اليوم لأن الأمور لم تتبلور بعد لكن بالتأكيد ستكون بوسطة أول من يعلم عند البت به.
Comment