محمد خير الجراح .. بطل الأدوار المؤثرة
دمشق .. شام برس من خلدون عليا
يعد دور البطولة في مسلسل ما حلم أي ممثل أو ممثلة، حيث إن الممثل يعمل جاهداً للوصول إلى مرحلة يستطيع معها تجسيد أدوار البطولة، وإذا كنا نتفق على أن الدراما السورية لا تعتمد على بطل مطلق للعمل الدرامي لتدور في فلكه في بقية الأدوار الأخرى وتساعده على الظهور بشكل أكبر، إلا أن أي مسلسل يضم بداخله شخصية مؤثرة بشكل كبير بمجرى الأحداث وهو ما يسمى دور البطولة الذي يسند إلى نجوم الصف الأول سواء من النجوم الكبار أمثال: عباس النوري، بسام كوسا، جمال سليمان، أيمن زيدان، سلاف فواخرجي. وبالطبع من الجيل «العتيق» النجم الكبير دريد لحام، رفيق سبيعي، منى واصف وآخرين، ومن النجوم الشباب «باسم ياخور، قصي خولي، باسل خياط، تيم حسن، سلافة معمار، أمل عرفة».
إلا أن اللافت للنظر هو وجود ممثلين وممثلات تلقى على عاتقهم أدوار مساعدة لدور البطولة وذات تأثير كبير في سيرورة العمل، إلا أنهم لا ينالون أدوار البطولة رغم الأداء اللافت والكبير الذي يقدمونه في أدوارهم، وهنا الأمثلة تطول لتضم أسماء محفورة في قلوب الجمهور، ومن هذه الأسماء الفنان محمد خير الجراح الذي قدم أدواراً مميزة ولافتة وتحتاج إلى جهد كبير، فعلى الرغم من أنها ليست أدوار بطولة مطلقة إلا أنها أدوار مركبة وتحتاج إلى تركيز وجهد مضاعفين لكونها أدواراً مؤثرة مباشرة في سياق الأحداث، وتعد محاور أساسية في الأعمال الدرامية ولا يمكن لأي فنان عادي أن يؤديها، وبالتالي يمكن اعتبارها أدوار ظل للبطولة إلا أنها لا تقل حجماً وأهمية عن أدوار البطولة بحد ذاتها.
وهذا في الحقيقة مايثير الاستغراب في بقاء فنانين من أمثال الجراح أسيري الأدوار المساعدة، على الرغم من أن إعطاء دور البطولة لفنان مثل محمد خير الجراح هو الحافز الحقيقي لتفجير الطاقات والمواهب الخلاقة التي تحتاج إلى مساحة دور اكبر لإظهارها، خصوصاً وكما ذكرنا سابقاً ان الجراح قد أبدع في ادوار مهمة سواء أكانت كوميدية أم اجتماعية أم غيرها، فهو من الفنانين الذين تألقوا في لوحات بقعة ضوء حيث قدم شخصيات مهمة جداً في هذا العمل الذي يحتاج إلى فنان متنوع وموهوب، وكذلك الأمر فقد قدم شخصية أضفت لوناً مختلفاً على مسلسل باب الحارة بأجزائه العديدة وهي شخصية «أبو بدر» التي حملت طابعاً خاصاً مختلفاً عن طبيعة الشخصيات الأخرى فساهمت في إغناء العمل من خلال شخصية ذلك الرجل ضعيف الشخصية أمام زوجته في زمن كانت فيه الرجولة والشوارب هي العنوان الأبرز، وبالتالي إقناع أي ممثل الجمهور بهذا النوع من الشخصيات في إطار تلك الفترة الزمنية يحتاج إلى جهد مضاعف وإحساس كبير والعمل على الإحاطة بالشخصية من جميع جوانبها، ولم يقل دور الجراح في مسلسل زمن العار أهمية عما سبق، حيث لمسنا دور ذلك الشخص الانتهازي الوصولي والمستغل لحاجة الناس، فقدم شخصية مختلفة وجديدة ضمن إطار البيئة الاجتماعية الحالية، وما تعانيه من تناقضات وحالات مختلفة، فكانت شخصية مؤثرة إلى درجة معقولة في مجرى الأحداث، وهي أيضاً شخصية تحتاج إلى جهد ومتابعة حقيقية لعوالمها الداخلية وطريقة تعاطيها مع الآخر ومحاولة الوصول إلى الهدف مهما كانت الطرق، أما في مسلسل كوم الحجر فإن الجراح استطاع أن يقدم منحى الشخصية السابقة نفسها ولكن في مكان وزمان مختلفين وبعيدين كل البعد عن شخصيته في زمن العار التي أتت لاحقاً، إلا انه أتقن أداءها بشكل لافت وقبل ذلك كان دوره في مسلسل ليالي الصالحية وبعدها في أهل الراية وصولاً إلى أعمال اجتماعية وكوميدية، ومنها صبايا وسباعية حكايات الغروب، وفي تلك الأعمال استطاع الجراح أن يؤدي شخصيات مختلفة الطابع والشكل والمضمون حتى وإن تشابه بعضها بالخط العام فإنه كان يضع لمسة خاصة وأداء مختلفاً في كل عمل ما جعل من هذه الشخصيات عناصر فاعلة في أي عمل درامي موجودة فيه، وأثبتت قدرات الفنان محمد خير الجراح في أدائها سواء أكانت من خلال الإحساس الحقيقي أم من خلال الواقعية والأداء المتزن البعيد عن التكلف والتصنع وهذا ما جعل منها في النهاية شخصيات جماهيرية محبوبة حتى وإن كانت الأدوار التي تلعبها في مسيرة الأعمال سلبية أحياناً، وبالوقت نفسه جعلت من الجراح بطل الأدوار المؤثرة.
ومع هذا الاستعراض البسيط يبقى السؤال قائماً: ما المعيار الذي يمنح دور البطولة على أساسه في الدراما السورية؟!.
دمشق .. شام برس من خلدون عليا
يعد دور البطولة في مسلسل ما حلم أي ممثل أو ممثلة، حيث إن الممثل يعمل جاهداً للوصول إلى مرحلة يستطيع معها تجسيد أدوار البطولة، وإذا كنا نتفق على أن الدراما السورية لا تعتمد على بطل مطلق للعمل الدرامي لتدور في فلكه في بقية الأدوار الأخرى وتساعده على الظهور بشكل أكبر، إلا أن أي مسلسل يضم بداخله شخصية مؤثرة بشكل كبير بمجرى الأحداث وهو ما يسمى دور البطولة الذي يسند إلى نجوم الصف الأول سواء من النجوم الكبار أمثال: عباس النوري، بسام كوسا، جمال سليمان، أيمن زيدان، سلاف فواخرجي. وبالطبع من الجيل «العتيق» النجم الكبير دريد لحام، رفيق سبيعي، منى واصف وآخرين، ومن النجوم الشباب «باسم ياخور، قصي خولي، باسل خياط، تيم حسن، سلافة معمار، أمل عرفة».
إلا أن اللافت للنظر هو وجود ممثلين وممثلات تلقى على عاتقهم أدوار مساعدة لدور البطولة وذات تأثير كبير في سيرورة العمل، إلا أنهم لا ينالون أدوار البطولة رغم الأداء اللافت والكبير الذي يقدمونه في أدوارهم، وهنا الأمثلة تطول لتضم أسماء محفورة في قلوب الجمهور، ومن هذه الأسماء الفنان محمد خير الجراح الذي قدم أدواراً مميزة ولافتة وتحتاج إلى جهد كبير، فعلى الرغم من أنها ليست أدوار بطولة مطلقة إلا أنها أدوار مركبة وتحتاج إلى تركيز وجهد مضاعفين لكونها أدواراً مؤثرة مباشرة في سياق الأحداث، وتعد محاور أساسية في الأعمال الدرامية ولا يمكن لأي فنان عادي أن يؤديها، وبالتالي يمكن اعتبارها أدوار ظل للبطولة إلا أنها لا تقل حجماً وأهمية عن أدوار البطولة بحد ذاتها.
وهذا في الحقيقة مايثير الاستغراب في بقاء فنانين من أمثال الجراح أسيري الأدوار المساعدة، على الرغم من أن إعطاء دور البطولة لفنان مثل محمد خير الجراح هو الحافز الحقيقي لتفجير الطاقات والمواهب الخلاقة التي تحتاج إلى مساحة دور اكبر لإظهارها، خصوصاً وكما ذكرنا سابقاً ان الجراح قد أبدع في ادوار مهمة سواء أكانت كوميدية أم اجتماعية أم غيرها، فهو من الفنانين الذين تألقوا في لوحات بقعة ضوء حيث قدم شخصيات مهمة جداً في هذا العمل الذي يحتاج إلى فنان متنوع وموهوب، وكذلك الأمر فقد قدم شخصية أضفت لوناً مختلفاً على مسلسل باب الحارة بأجزائه العديدة وهي شخصية «أبو بدر» التي حملت طابعاً خاصاً مختلفاً عن طبيعة الشخصيات الأخرى فساهمت في إغناء العمل من خلال شخصية ذلك الرجل ضعيف الشخصية أمام زوجته في زمن كانت فيه الرجولة والشوارب هي العنوان الأبرز، وبالتالي إقناع أي ممثل الجمهور بهذا النوع من الشخصيات في إطار تلك الفترة الزمنية يحتاج إلى جهد مضاعف وإحساس كبير والعمل على الإحاطة بالشخصية من جميع جوانبها، ولم يقل دور الجراح في مسلسل زمن العار أهمية عما سبق، حيث لمسنا دور ذلك الشخص الانتهازي الوصولي والمستغل لحاجة الناس، فقدم شخصية مختلفة وجديدة ضمن إطار البيئة الاجتماعية الحالية، وما تعانيه من تناقضات وحالات مختلفة، فكانت شخصية مؤثرة إلى درجة معقولة في مجرى الأحداث، وهي أيضاً شخصية تحتاج إلى جهد ومتابعة حقيقية لعوالمها الداخلية وطريقة تعاطيها مع الآخر ومحاولة الوصول إلى الهدف مهما كانت الطرق، أما في مسلسل كوم الحجر فإن الجراح استطاع أن يقدم منحى الشخصية السابقة نفسها ولكن في مكان وزمان مختلفين وبعيدين كل البعد عن شخصيته في زمن العار التي أتت لاحقاً، إلا انه أتقن أداءها بشكل لافت وقبل ذلك كان دوره في مسلسل ليالي الصالحية وبعدها في أهل الراية وصولاً إلى أعمال اجتماعية وكوميدية، ومنها صبايا وسباعية حكايات الغروب، وفي تلك الأعمال استطاع الجراح أن يؤدي شخصيات مختلفة الطابع والشكل والمضمون حتى وإن تشابه بعضها بالخط العام فإنه كان يضع لمسة خاصة وأداء مختلفاً في كل عمل ما جعل من هذه الشخصيات عناصر فاعلة في أي عمل درامي موجودة فيه، وأثبتت قدرات الفنان محمد خير الجراح في أدائها سواء أكانت من خلال الإحساس الحقيقي أم من خلال الواقعية والأداء المتزن البعيد عن التكلف والتصنع وهذا ما جعل منها في النهاية شخصيات جماهيرية محبوبة حتى وإن كانت الأدوار التي تلعبها في مسيرة الأعمال سلبية أحياناً، وبالوقت نفسه جعلت من الجراح بطل الأدوار المؤثرة.
ومع هذا الاستعراض البسيط يبقى السؤال قائماً: ما المعيار الذي يمنح دور البطولة على أساسه في الدراما السورية؟!.
Comment