«عاصفة» حنا مينة تهبّ على السينما السورية
بعد مسلسلي «نهاية رجل شجاع» و«بقايا صور» المقتبسين عن أعمال الروائي السوري المعروف، ها هي روايته «العاصفة والشراع» تنتقل إلى الشاشة الكبيرة على يد المخرج غسان شميط
«الطحين الأسود»، و«شيء ما يحترق» و«الهوية»، ثلاثة أفلام روائية طويلة وأخرى قصيرة أنجزها غسان شميط من دون أن تصنع له شهرةً سينمائيةً على المستوى الجماهيري. اليوم، يستعدّ السينمائي السوري لبدء تصوير فيلمه الروائي الجديد الذي قد يمثّل انطلاقةً مختلفة له، فضلاً عن أنّ هناك مَن يأمل أن يبعث الشريط الدماء في السينما السورية. والسبب أنّ العمل مقتبس عن «الشراع والعاصفة»، إحدى أهم روايات الأديب السوري حنّا مينة. وقد أعد سيناريو الفيلم وفيق يوسف ومخرج الفيلم نفسه. ومع أنّه كان ممكناً البدء بإنجاز الشريط منذ فترة ليتمكن مخرجه من عرضه في «مهرجان دمشق السينمائي» المقبل، إلا أنّ «المؤسسة العامة للسينما» أرادت شريكاً من القطاع الخاص ينتج معها العمل، حتى يتسنى لصنّاعه تقديمه في مستوى فني عالٍ. علماً بأنّ تقنيات هذه المؤسسة المتواضعة لا تسمح بتصوير عاصفة بلغة سينمائية حقيقية! كذلك، لا تسمح إمكاناتها برصد ميزانية كافية للفيلم، لأنه يحتاج إلى إمكانات كبيرة نسبياً ومواقع تصوير استثنائية. وبعدما كان مؤكداً أنّ مؤسسة السينما توصلت أخيراً إلى شريك من القطاع الخاص هو «شركة الهاني للإنتاج الفني»، إلا أن هذه الأخيرة اعتذرت في اللحظة الحرجة. لكنّ غسان شميط يؤكد في حديثه لـ«الأخبار» أنّه على وشك إبرام اتفاق جديد مع جهة يعلن عنها قريباً. إذ تصل ميزانية الفيلم تقريباً إلى 800 ألف دولار يذهب منها 140 ألف دولار لتصوير مشهد العاصفة فقط.
«هذه الرواية من أهم الأعمال العربية، وهي تمثّل طموحاً لأي مخرج لتحويلها إلى شريط سينمائي، وقد حاول مخرجون كثر، ومنهم الراحل مصطفى العقاد، إنجازها كفيلم، لكن الحظ لم يحالفهم. وقد أتى اهتمامهم بهذا العمل الأدبي بسبب العامل الدرامي الذي يتمتع به». يقول غسان شميط، مضيفاً أنّه منذ قراءته الأولى للرواية، تحدد في ذهنه المكان الذي يجب تصوير العاصفة فيه، وهو المشهد الذي سيأخذ حيزاً كبيراً من مدة الفيلم. يقول: «لا يمكن تحويل رواية «الشراع والعاصفة» إلى الشاشة الكبيرة من دون تجسيد مشهد العاصفة. هناك أعمال تلفزيونية حاولت تجسيد مشهد عاصفة بظروف حقيقية، لكن النتيجة كانت انقلاب قوارب التصوير».
هكذا، قرر شميط تصوير مشهد العاصفة في البلد الذي تخرّج منه حين درس الإخراج السينمائي وهو أوكرانيا. وما زاد اقتناعه بهذا الأمر أنّ هذا البلد الأوروبي يملك استوديو خاصاً بهذه المشاهد، كذلك فإنّ التكاليف الإنتاجية هناك أرخص من أي بلد آخر. ثم سيستكمل التصوير في المنطقة الساحلية السورية (طرطوس، وجبلة واللاذقية). وفي ما يخص الجانب التقني والخدع التي تُعَدّ ركناً أساسياً في العمل، أبرم شميط اتفاقاً مع فريق عمل مختص في هذه الأمور. كذلك، سيُنجز الغرافيك على أيدي فريق صمّم سابقاً أفلاماً هوليوودية وعالمية. ولم تتضح بعد أسماء الممثلين الذين سيؤدون أدوار البطولة، على اعتبار أنّ ذلك ما زال في طور النقاش مع أصحاب العلاقة.
وعما إذا كان سيناريو الفيلم سيسير على خط الرواية نفسه، مع تركيزه على المواضيع التي طرحتها بدءاً بالأوضاع السورية في ظل الاحتلال الفرنسي مروراً بالتناقضات التي يفرزها مجتمع غير متجانس، وانتهاءً بالبحّارين وإرادتهم الصلبة في قهر المصاعب، وعلى رأسها العواصف، أو أنه سيقدّم أحداثاً جديدة وشخصيات إضافية من دون الاعتماد على الرواية إلا في ما يخص الفكرة
الرئيسية، يقول شميط: «حاولنا السير مع الفكرة الأساسية التي تتلخص فيها الرواية ككل، لكننا لم نتشعب في أكثر من اتجاه. حاولنا السير بمحاذاة الشخصية الأساسية وهي البطل الشعبي الطرطوسي الذي بني عليه العمل. وقد ارتأينا إنهاء الفيلم مع نهاية العاصفة، لكونها ذروة النجاح بالنسبة إلى الشخصية المحورية. بينما تقدم الرواية أحداثاً عديدة بعد العاصفة. كذلك، اعتمد السيناريو على تقديم قصة متكاملة تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية، وركّز على علاقة بطل العمل بالبحر والتحدّيات التي تقف في وجهه».
ويتوقع مخرج «الشراع والعاصفة» أن يكون شريطه الجديد جاهزاً للعرض مع نهاية العام الحالي، على أن يشارك في مهرجانات عربية وعالمية.
من جهة أخرى، فضّل حنا مينة ألا يقرأ سيناريو العمل كما اعتاد أن يفعل سابقاً، حين يقع الخيار على أحد أعماله الأدبية لتحويلها إلى عمل فني. وقد قرّر أن يرى العمل على الشاشة مباشرة ثم يحكم عليه. وهو ما يعدّه شميط تحدّياً كبيراً، لذا سيحاول بذل كل ما يمكن حتى يخرج العمل بسوية فنية عالية. علماً بأنّه أكّد أنّ كل مَن اطلع على السيناريو، أشاد به ورأى أنّه يلخص رؤية حنا مينة، وما أراد أن يقوله من روايته.
عراب الدراما السورية
مع مسلسل «نهاية رجل شجاع» الذي أخرجه نجدت أنزور، وأدى بطولته أيمن زيدان، وكتب السيناريو حسن م يوسف عن رواية حنا مينة، انطلقت الدراما التلفزيونية السورية، وحققت مكانة متميزة في الوطن العربي. ثم عاد أنزور إلى روايات صاحب «الياطر» ليحوّل روايته «بقايا صور» إلى مسلسل. لكنه لم يحظ بشهرة «نهاية رجل شجاع». وهذه المرة، سيقتبس غسان شميط عن رواية «الشراع والعاصفة»، وهو ما جعل الجمهور السوري متفائلاً، عسى أن تكون روايات مينة منقذاً للسينما السورية من حالة التعثر التي تلازمها منذ سنين. إذ لا تنتج «المؤسسة العامة للسينما» أكثر من فيلمين، وغالباً ما يكون مستواهما متدنياً.
المصدر: وسام كنعان - الأخبار
بعد مسلسلي «نهاية رجل شجاع» و«بقايا صور» المقتبسين عن أعمال الروائي السوري المعروف، ها هي روايته «العاصفة والشراع» تنتقل إلى الشاشة الكبيرة على يد المخرج غسان شميط
«الطحين الأسود»، و«شيء ما يحترق» و«الهوية»، ثلاثة أفلام روائية طويلة وأخرى قصيرة أنجزها غسان شميط من دون أن تصنع له شهرةً سينمائيةً على المستوى الجماهيري. اليوم، يستعدّ السينمائي السوري لبدء تصوير فيلمه الروائي الجديد الذي قد يمثّل انطلاقةً مختلفة له، فضلاً عن أنّ هناك مَن يأمل أن يبعث الشريط الدماء في السينما السورية. والسبب أنّ العمل مقتبس عن «الشراع والعاصفة»، إحدى أهم روايات الأديب السوري حنّا مينة. وقد أعد سيناريو الفيلم وفيق يوسف ومخرج الفيلم نفسه. ومع أنّه كان ممكناً البدء بإنجاز الشريط منذ فترة ليتمكن مخرجه من عرضه في «مهرجان دمشق السينمائي» المقبل، إلا أنّ «المؤسسة العامة للسينما» أرادت شريكاً من القطاع الخاص ينتج معها العمل، حتى يتسنى لصنّاعه تقديمه في مستوى فني عالٍ. علماً بأنّ تقنيات هذه المؤسسة المتواضعة لا تسمح بتصوير عاصفة بلغة سينمائية حقيقية! كذلك، لا تسمح إمكاناتها برصد ميزانية كافية للفيلم، لأنه يحتاج إلى إمكانات كبيرة نسبياً ومواقع تصوير استثنائية. وبعدما كان مؤكداً أنّ مؤسسة السينما توصلت أخيراً إلى شريك من القطاع الخاص هو «شركة الهاني للإنتاج الفني»، إلا أن هذه الأخيرة اعتذرت في اللحظة الحرجة. لكنّ غسان شميط يؤكد في حديثه لـ«الأخبار» أنّه على وشك إبرام اتفاق جديد مع جهة يعلن عنها قريباً. إذ تصل ميزانية الفيلم تقريباً إلى 800 ألف دولار يذهب منها 140 ألف دولار لتصوير مشهد العاصفة فقط.
«هذه الرواية من أهم الأعمال العربية، وهي تمثّل طموحاً لأي مخرج لتحويلها إلى شريط سينمائي، وقد حاول مخرجون كثر، ومنهم الراحل مصطفى العقاد، إنجازها كفيلم، لكن الحظ لم يحالفهم. وقد أتى اهتمامهم بهذا العمل الأدبي بسبب العامل الدرامي الذي يتمتع به». يقول غسان شميط، مضيفاً أنّه منذ قراءته الأولى للرواية، تحدد في ذهنه المكان الذي يجب تصوير العاصفة فيه، وهو المشهد الذي سيأخذ حيزاً كبيراً من مدة الفيلم. يقول: «لا يمكن تحويل رواية «الشراع والعاصفة» إلى الشاشة الكبيرة من دون تجسيد مشهد العاصفة. هناك أعمال تلفزيونية حاولت تجسيد مشهد عاصفة بظروف حقيقية، لكن النتيجة كانت انقلاب قوارب التصوير».
هكذا، قرر شميط تصوير مشهد العاصفة في البلد الذي تخرّج منه حين درس الإخراج السينمائي وهو أوكرانيا. وما زاد اقتناعه بهذا الأمر أنّ هذا البلد الأوروبي يملك استوديو خاصاً بهذه المشاهد، كذلك فإنّ التكاليف الإنتاجية هناك أرخص من أي بلد آخر. ثم سيستكمل التصوير في المنطقة الساحلية السورية (طرطوس، وجبلة واللاذقية). وفي ما يخص الجانب التقني والخدع التي تُعَدّ ركناً أساسياً في العمل، أبرم شميط اتفاقاً مع فريق عمل مختص في هذه الأمور. كذلك، سيُنجز الغرافيك على أيدي فريق صمّم سابقاً أفلاماً هوليوودية وعالمية. ولم تتضح بعد أسماء الممثلين الذين سيؤدون أدوار البطولة، على اعتبار أنّ ذلك ما زال في طور النقاش مع أصحاب العلاقة.
وعما إذا كان سيناريو الفيلم سيسير على خط الرواية نفسه، مع تركيزه على المواضيع التي طرحتها بدءاً بالأوضاع السورية في ظل الاحتلال الفرنسي مروراً بالتناقضات التي يفرزها مجتمع غير متجانس، وانتهاءً بالبحّارين وإرادتهم الصلبة في قهر المصاعب، وعلى رأسها العواصف، أو أنه سيقدّم أحداثاً جديدة وشخصيات إضافية من دون الاعتماد على الرواية إلا في ما يخص الفكرة
الرئيسية، يقول شميط: «حاولنا السير مع الفكرة الأساسية التي تتلخص فيها الرواية ككل، لكننا لم نتشعب في أكثر من اتجاه. حاولنا السير بمحاذاة الشخصية الأساسية وهي البطل الشعبي الطرطوسي الذي بني عليه العمل. وقد ارتأينا إنهاء الفيلم مع نهاية العاصفة، لكونها ذروة النجاح بالنسبة إلى الشخصية المحورية. بينما تقدم الرواية أحداثاً عديدة بعد العاصفة. كذلك، اعتمد السيناريو على تقديم قصة متكاملة تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية، وركّز على علاقة بطل العمل بالبحر والتحدّيات التي تقف في وجهه».
ويتوقع مخرج «الشراع والعاصفة» أن يكون شريطه الجديد جاهزاً للعرض مع نهاية العام الحالي، على أن يشارك في مهرجانات عربية وعالمية.
من جهة أخرى، فضّل حنا مينة ألا يقرأ سيناريو العمل كما اعتاد أن يفعل سابقاً، حين يقع الخيار على أحد أعماله الأدبية لتحويلها إلى عمل فني. وقد قرّر أن يرى العمل على الشاشة مباشرة ثم يحكم عليه. وهو ما يعدّه شميط تحدّياً كبيراً، لذا سيحاول بذل كل ما يمكن حتى يخرج العمل بسوية فنية عالية. علماً بأنّه أكّد أنّ كل مَن اطلع على السيناريو، أشاد به ورأى أنّه يلخص رؤية حنا مينة، وما أراد أن يقوله من روايته.
عراب الدراما السورية
مع مسلسل «نهاية رجل شجاع» الذي أخرجه نجدت أنزور، وأدى بطولته أيمن زيدان، وكتب السيناريو حسن م يوسف عن رواية حنا مينة، انطلقت الدراما التلفزيونية السورية، وحققت مكانة متميزة في الوطن العربي. ثم عاد أنزور إلى روايات صاحب «الياطر» ليحوّل روايته «بقايا صور» إلى مسلسل. لكنه لم يحظ بشهرة «نهاية رجل شجاع». وهذه المرة، سيقتبس غسان شميط عن رواية «الشراع والعاصفة»، وهو ما جعل الجمهور السوري متفائلاً، عسى أن تكون روايات مينة منقذاً للسينما السورية من حالة التعثر التي تلازمها منذ سنين. إذ لا تنتج «المؤسسة العامة للسينما» أكثر من فيلمين، وغالباً ما يكون مستواهما متدنياً.
المصدر: وسام كنعان - الأخبار
Comment