لإطلالته على التلفاز نكهة خاصة، يرسم الابتسامة على وجوه الملايين، له رؤيته الخاصة ومشروعه في العمل الدرامي، عرفناه في حلقات “بقعة ضوء” فأسر القلوب وأمتع الجميع على مدار الحلقات التي وجد بها انه الفنان السوري ايمن رضا، وكان ل “الخليج” معه الحوار الآتي:
ما سبب غيابك عن الأدوار الكوميدية في الفترة الأخيرة؟
الغياب في الأساس لوجود شح في الأعمال الكوميدية فبعد مسلسل “بقعة ضوء” لم يخرج عمل كوميدي باستثناء “ضيعة ضايعة” وهو عمل ميزته أن أغلب الممثلين الذين عملوا فيه هم أبناء المنطقة الساحلية ويتكلمون اللهجة ذاتها، كما أن انقطاعي كان بسبب عدم وجود إنتاج كوميدي في الدراما السورية وقد دفعني هذا الغياب للعمل على مسلسل “بقعة زيت” بعد عرض “بيست أوف” من مسلسل “بقعة ضوء” والنجاح الذي حظي به، فقررت الشركة أن تباشر بتصوير “بقعة ضوء” وفي هذه الأثناء كنت أجمع لوحات “بقعة زيت” والذي هو استمرار ل “بقعة ضوء” ولكنني لا أستطيع أن أبقي على الاسم نفسه لأنني قدمت تنازلاً عن المشروع للشركة في أول عام قدمته ولكن عندما قررت الشركة إنتاجه مجدداً بدأنا بلم الشمل وعدنا لنقوم ب “بقعة ضوء” بجزئها الجديد .
ما الاختلاف بين “بقعة ضوء” بجزئها الجديد وباقي الأجزاء؟
الاختلاف الذي يحدث بين “بقعة ضوء” سابقاً ولاحقاً هو في الأفكار والوقت فمسلسل “بقعة ضوء” بدأ قبل سبع سنوات والمواضيع التي كنا ننتقدها في ذلك الوقت أصبحت من الأمور العادية، كالرشوة والفساد وغيرها، لذلك نتجه نحو الجانب الإنساني ونحو التخصص لأن هدفنا في “بقعة ضوء” هو الإضحاك بالفكرة، ونحن نحب أن يكون على شاشاتنا العربية في رمضان حجم الضحك كبيراً جداً، وقد تركنا الأخبار السياسية للقنوات المعنية لأن ما تبثه واقعي ولا نستطيع أن نصل إليه في الدراما .
التشاركية في العمل الفني هو ما ميز الدراما السورية، فهل ينطبق هذا على الجزء الجديد من “بقعة ضوء”؟
منذ أن أوجدنا “بقعة ضوء” أوجدنا التشاركية وكانت حرباً على الفردية والبطل الأوحد وحرباً على الفكر الواحد الذي تتابعه في ثلاثين حلقة، لأن كل حلقة من هذا الجزء تحتوي على ثلاث أو أربع أفكار أي هي ثلاثة أو أربعة مسلسلات وقد كان سعينا بالأساس في “بقعة ضوء” هو أن نمشي على خط صحيح وخصوصاً في الدراما لأنه عمل جماعي وليس عملاً فردياً فلذلك التشاركية موجودة تبدأ من عامل البوفيه وتنتهي بالشركة المنتجة .
هل ترى أن ما يقدم ضمن الأعمال التاريخية تنقصه الدقة في سرد المعلومة التاريخية الحقيقية؟ ولماذا لا نراك في عمل تاريخي؟
الأعمال التاريخية تعاني أحادية الجانب وتتناول التراجيديا التي ضمن الشخصية ولا تتناول الكوميديا الموجودة داخلها، وهكذا تبقى ناقصة وغير مؤنسنة وتبقى هي أداة لإسقاط فكرة يريدون قولها، وهي هروب للوراء وأظن أنه في العام 2010 يكفينا العودة إلى الوراء، والمسلسلات التاريخية ومن ثم البدوية وغيرها كفيلة بأن تعيدنا إلى عام ،1300 كما أن الأعمال التاريخية تعتمد على الإخراج، فالممثل دوره ضئيل ووجوده هو فقط لإيصال فكرة واحدة وعند متابعتك للعمل من خلال ثلاثين حلقة ترى أن هذه الفكرة من الممكن قولها بسهرة تلفزيونية واحدة، وأنا لا أدخل العمل التاريخي لأن المخرجين تعودوا على كوني ممثلاً كوميدياً رغم أنني أثبت أنني تراجيدي أيضاً وقد ابتعدت عن الكوميديا بمجموعة من الأعمال وأرى أن الأعمال التاريخية هي حبة مخدر وأنا لا يستهويني التخدير .
هل تعكس المسلسلات الشامية صور الواقع السوري والدمشقي في الفترة التي يتحدثون عنها، رغم أنك قمت بأداء شخصية ضمن إحدى هذه المسلسلات؟
برأيي أنها تعكس واقع الشركة المنتجة والمخرج لأن كل الأعمال الشامية التي قدمت حتى الآن تبين أن المرأة مسحوقة ولكنني أرى أن المرأة منذ أفروديت وحتى زنوبيا هي المسيطرة وفي عام 2010 هي المهيمنة، فقد وجد في دمشق سيدات يقمن بصباحيات ويذهبن إلى السينما يلتقطن الصور عند المصورين، فما يقدم هو وجهة نظر بعض المخرجين والشركات المنتجة، وللأسف فإن الدول الخليجية هي من يساهم في انتشار هذه الأعمال وهي تعتقد بأن هذا الاستوديو هو واقع حقيقي، لأننا نقلنا له واقعنا بطريقة خاطئة، وأصبحت تعتبر أن هذه الشخصيات موجودة في الحقيقة، وأحب أن أذكر أنه خرج من هذه الحارات نزار قباني ودريد لحام وهاني الروماني ونصر الدين البحرة، وأقرب مسلسل لحقيقية الشام هو “الحصرم الشامي” الذي حجز ولم يعرض لأن “الأوربت” لم ترغب في بيعه .
ماذا تقدم المسلسلات التركية المدبلجة من رؤية بصرية جمالية . . ماذا تضيف . . وماذا تأخذ؟
تقدم أجواء جديدة لم نشاهدها في السابق وتقدم لنا الرفاهية والحرية وتقدم “لوكيشنات” جديدة فتركيا جميلة جداً وسياحية وفيها قصص حب، بينما تتناول أغلب الأعمال العربية المآسي، فتركيا تقدم أعمالاً رومانسية وقد انتشرت لأنها بأصوات الممثلين السوريين وساعدت اللهجة السورية بذلك لأنها مفهومة وسلسة .
ينتقل الممثلون السوريون نحو الدراما العربية، فهل تعتبر أن هذا الانتقال هو إفقار للدراما أم إغناء لها لأنهم حققوا مكانتهم عربياً؟
في كل الأحوال هو إغناء للدراما العربية التي يتواجدون فيها فأنا لست مع دراما سورية ودراما مصرية أنا مع دراما عربية، لأن انتكاس الدراما المصرية هو انتكاس للدراما السورية وعندما تنتكس السورية تنتكس الخليجية، فتواجدهم مسألة تجارية لأن الفن في مصر هو تجارة وفي الوقت نفسه يلاحظ أن الأسعار التي تقدم للفنانين في الخارج أعلى مما هي عليه في سوريا وأنا مع الأعمال التي تجمع الطرفين طالما أنه فن عربي سيؤدي بالنتيجة لتبادل الخبرات، وقد استطعنا أن ندخل القنوات المصرية بجهدنا بعد أن كانوا قد اقتحمونا سابقاً، نحن الآن متعادلون وننتظر منهم الجديد كما ننتظر من أنفسنا في حال التنافس الشريف، أما المخرجون السوريون فأغلبهم يعملون في الإنتاج الخليجي وليس المصري رغم أنهم ضمن أعمال تخرج في مصر وبما أننا في أماكن لا تحكمها القواعد فلا يوجد مشكلة من تحول الممثلين إلى مخرجين .
هناك نجوم الصف الأول ونجوم الصف الثاني . . هل يظلم ممثلو الصف الثاني في سوريا؟
هذا التقييم هو تقييم شركات إنتاج وتقييم صاحب رأس المال والمعلن والمنتج ومن يدخل بالتركيبة وليس تقييماً جماهيرياً وممثلو الدرجة الثانية هم في هذا المكان بسبب قلة علاقاتهم والفنان غير مضطر لأن يبحث عن من يتبنى موهبته لذلك أغلب الممثلين في الدرجة الثانية والثالثة يتحولون إلى أبطال لأنهم استطاعوا أن يقوموا بإنتاج أعمالهم الخاصة .
ما أسباب ضعف السينما السورية؟
طالما أن السينما السورية تقتصر على القطاع العام، فستبقى ضعيفة وإذا لم يدخل المنتجون ولم يكن عندنا دور عرض جيدة لن يكون هناك سينما حقيقية فالسينما عندنا بحاجة لإعادة تأهيل وأنا أرى أنه إذا لم يكن هناك خمسة دور عرض على الأقل لن تتحسن السينما عندنا وقد قاطعت مهرجان دمشق لأنني لم أر خلال خمس وعشرين سنة إلا أفلام مهرجانات ونحن بحاجة إلى أفلام جماهيرية وفي هذا العام كانت الفكرة أن نقوم بإنتاج مسلسل “بقعة ضوء” بمخرجين متعددين، وكانت الفكرة أن نقوم بأول مهرجان تلفزيوني عربي، ولكننا لم نستطع تحقيق مهرجان مسرحي وسينمائي لذلك رفض المخرجون عامة هذا المشروع ولم يكونوا راغبين في دخول الفن بمنافسة شريفة فهم يريدون أن تكون المنافسة من تحت الطاولة لذلك لم نتطور وهذا الموضوع عمل مؤسسات وليس عمل أفراد .
ماذا قدم لك فيلم “سيلينا” على سبيل النص والرؤية الجديدة؟
هذا الفيلم لم يقدم لي شيئاً، أخذ مني لأن الفكرة قديمة مع الاحترام للرحابنة ولحاتم علي، فحاتم علي بذل جهداً لإخراج عمل جميل ولا يمكن أن يخرج عمل سينمائي من أجل أي كان، وكان ذلك ذكرى للأخوين رحباني ولكنه لا ينتمي لأي نوع من أنواع السينما لا الغنائية ولا الراقصة هو تجربة لأننا نبحث عن إقامة سينما خاصة ولأنه خاص كنا متشجعين للعمل فيه، الفيلم لم يضف لي أي شيء وأنا حزين لأني لم أضف له شيئاً .
بدأت بمجموعة مسلسلات الكوميديا في سلسلة النجوم السلسلة الكوميديا، والتي كان لها وقع على المشاهد العربي ماذا تقول حول ذلك؟
أستطيع القول إنني من أوائل الناس الذين دخلوا المعهد وعند تخرجي كانت بداية الإنتاج الخاص لذلك كانت تلك المسلسلات بداية الانتقال للمرحلة التأسيسية والتي خرجت بعدها “بقعة ضوء” وقد كانت حالة تجريب في الكوميديا، ولا أخفيك فقد كان هناك تقصير من الممثلين السوريين وأنا واحد منهم، ولكننا لن نتوقف عن التجريب لأن الفن بحاجة للتجريب ولكن يجب أن يترافق بالفكر وبحالة من الإبداع، وفي الفن ليس هناك شيء مضمون فهو يتميز بأنه يدخل في مساحة التجريب .
عملت في إعلان لمنتج غذائي مع الفنان باسم ياخور ماذا أضافت لك هذه التجربة على الصعيد الفني؟
كانت الفكرة أن ندخل عالم الإعلان كما دخلنا عالم الفوازير، وكما دخلنا عالم الغناء وكما دخلنا على عالم التكثيف فنحن لا نتوقف عن خوض التجارب، وعندما دخلنا عليه كان الإعلان السوري هو إعلان بسيط جداً ولكننا استطعنا تحقيق سلسلة ناجحة وكانت هي بداية “بقعة ضوء” من دون أن يشعر الناس وعندما لاقت نجاح تحولت إلى دراما .
لماذا لم تقم بإعادة تجربة الفوازير؟
لم تعاد لأن المرة الوحيدة لها ميزتها الخاصة، وبما أنه من المعتاد أن تكون الفوازير نسائية قررنا أن نقدم فوازير رجالية وقدمنا خمس عشرة حلقة، ومع الفنانة نورمان أسعد أصبحت فوازير نسائية وفشلت التجربة مع العلم أن في الفوازير خمساً وثمانين أغنية من تأليفنا أنا والفنان باسم ياخور وتلحيننا وهذا لا يعرفه الجمهور فذهبت التجربة سدى لإضافتهم العنصر النسائي، ولكنني لا أقلل من قيمة الفنانة نورمان أسعد فهي نجمة نعتز بها .
المسرح يعيش حالة فردية وخاصة جداً وهو في حال تدهور مستمر ماذا تستطيع القول حول هذا الموضوع؟
هناك فنانون كبار يعملون في المسرح وتكون أغلب أعمالهم عالمية حيث يتجهون نحو المسرح الشكسبيري والروسي وغيره ولكننا بحاجة لمسرح يشبه عبد اللطيف فتحي في ما يقدمه، فعلى خريجي المعهد أن يقدموا عملا شعبيا، لأن ميزة المسرح أنه عنصر فرجة وهو شعبي وشعبيته تأتي من تواجد الشعب وليس من منطقته الشعبية ولكن للأسف منذ عام 1985 هو مقبرة من غير زائر وهذا سببه كثرة المونودراما .
ما جديدك؟
أصور حالياً مسلسل “أسعد الوراق” وأجسد شخصية أحد الثوار بالجبل وهو للمخرجة رشا شربتجي والشركة المنتجة هي لهاني العشي ومسلسل “أهل الراية” بجزئه الثاني وقد دخل على الدور تطورات مهمة كما طرأت تغييرات على العمل وأعتقد أن العمل منافس لكل الأعمال الشامية نظراً لوجود النجوم المهمين فيه .
Comment