فنانة شابة تتلمذت مسرحيا و استفادت من كل ما يقدمه المسرح من صقل للموهبة و تنمية للأدوات الفنية و ثقافة تغني الممثل و تنمي ملكاته و شقّت طريقها في عالم الدراما التلفزيونية بالعمل و الكد في ساحة تعجّ بالمنافسين و المنافسات حتى غدت من نجمات الشاشة، و مع أنها مثلت الكثير من الأدوار في المسلسلات التلفزيونية السورية و العربية إلا أنها تشعر بالظلم و بأنها حرمت إلى الآن من الفرص الذهبية التي تستحقها و تلقي باللوم على المعايير المجحفة التي يصل معها الفنان إلى بقعة الضوء كما تنتقد الكثير من السلبيات التي يعنيها فنانو الدراما السورية.
هذه المواضيع و غيرها الكثير تحدثت عنها سوسن أرشيد للوطن أونلاين في الحوار التالي، إلى التفاصيل:
• بعض الفنانين ارتبطوا بأدوار شريرة و آخرون بأدوار الإنسان الحكيم أو الطيب أو المجرم و هكذا، و من الملاحظ ارتباطك بدور الفتاة الطيبة و البسيطة في معظم أعمالك فهل هم المخرجون من يبقونك في هذا النمط و إلى أي حد يسبب هذا الأمر من إحراج؟.
ذلك الأمر لا يسبب لي الإحراج بقدر ما يخلق لدي نوعا من التحدي وهو إلى أي مدى يمكنني أن أستمر في تأدية هذه الأدوار بشكل سلس وجديد نوعا ما وفي إقناع المشاهد بالشخصية التي أؤدي وإلى حد يتأثر بها الناس ويترقبون مصيرها، والممثل دائما يرغب في الخروج من هذه القوالب الجامدة ولا يرغب في أن يراوح في المكان نفسه، و في الحقيقة أنا أبذل مجهودا كبيرا في تأدية هذه الشخصيات النمطية لأنني أريد أن يتابعني الجمهور على الدوام وأن يستمر في مشاهدتي كممثلة جيدة ولكن في الوقت نفسه أتمنى أن أخرج عن هذه القوالب لأن الممثل بقدر ما ينجح في تأدية أدوار تتلون بلون واحد يظل لديه موهبة مكبوتة تتطلع إلى الانفجار وقدرات وطاقات تمثيلية بأمس الحاجة إلى الظهور و إلى الترجمة إلى عمل و فن وتلك الطاقات التمثيلية غالبا ما تظهر في الشخصيات المركبة الصعبة كالشخصيات الشريرة أو المصابة بأمراض نفسية معقدة وأنا أعتقد أن المتعة كلها تكون في تأدية هذا النوع من الشخصيات المركبة ولكن متى يقتنع المخرجون في قدرتي على تأدية تلك الشخصيات؟. لا أعرف ولكن أتلهف لذلك الأمر بقوة شديدة .
• أنت خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية فإلى أي حد خدمتك الأكاديمية في الدراما التلفزيونية؟.
بما أن دراستي الأكاديمية كانت المسرح وكما نعرف جميعنا فالتمثيل المسرحي يختلف عن التمثيل التلفزيوني والسينمائي وباعتباري جربت الفنون الثلاثة فإنني أدرك تماما الاختلاف بينها جميعا، ومتعة الأداء في كل شيء أفعله وتحديدا تأدية أدواري في التلفزيون التي اعتمدت فيها على خبرتي الشخصية بالدرجة الأولى سواء من خلال العمل أو خبرتي في الحياة ومعرفتي بالأشخاص الذين عرفتهم في هذه الحياة.
• إذا ما تعلمته خلال سنوات الدراسة لم يخدمك في الحياة العملية بشكل مباشر و تحول إلى مجرد ثقافة عامة؟.
بالضبط، الخبرة الأكاديمية هي نوعا من الثقافة يعلمك كيف تكون حرا مع نفسك و لكنه يخدم الممثل كثيرا في فهم الشخصية بكل نواحيها، كيف كانت تفكر وكيف كانت تعيش ويعلمه أيضا كيف يلتقط تلك الشخصيات التي في الطريق ويخلق نوعا من السرور في أعماقه، وفي المعهد عملنا على شخصيات عديدة ومتنوعة ما أدى إلى صقل الموهبة التي نمتلكها، هذه هي الأمور التي نكتسبها من المعهد بالإضافة إلى الثقافة لأننا في المعهد نضطر إلى القراءة الكثيفة سواء كانت حول المسرح أو الفنون الأخرى كالرسم والنحت وبالتالي نكون قد صقلنا الموهبة التي نمتلكها بالثقافة أيضا.
• كيف تفضلين أن يكون تعامل المخرج مع الممثل الفنان ؟
لا أحبذ أن يكون هناك حدودا لتعامل المخرج مع الفنان وأحب على العموم المخرج الذي يعرف كيف يوجه الممثل تمثيليا بشكل صحيح وأن يضبط أداءه للشخصية، لأن الممثل في لحظة ما قد ينفعل أكثر من المطلوب أو قد يخرج عن خط الأداء المرسوم للشخصية نتيجة اختلاط المشاعر والعواطف لديه، لأن الممثل لا يشاهد أدائه الفني لحظة التمثيل وبالتالي قد يخرج عن الحدود المرسومة.
كما أحب المخرج الذي يعرف ماذا يريد لا المخرج المشتت ذهنيا وإنما ذلك الذي دخل ملعب هذه المهنة وفي مخيلته مخطط محدد لما يريده يستند إلى رأي ووجهة نظر وثقافة معينة و فوق كل هذا يجب أن يحب المخرج عمله و أن يحترمه كشرط أساسي للنجاح.
• ماذا عن شركات الإنتاج هل تعانين من مشكلات في تعاملك معها ؟.
المشكلة أنه لا يوجد تقاليد للمهنة وحتى أننا نسمع من الجيل القديم أنه كان هناك تقاليد أجمل وأفضل مما هو سائد حاليا حيث يقال: إنه كان هناك تنظيم للوقت أكثر بحيث لا يضطر الممثل للانتظار فترات طويلة، وحتى طريقة التعامل كانت مختلفة، نحن الآن نفتقر إلى تنظيم المواعيد و إلى غرفة للاستراحة في موقع التصوير، وإن وجدت الغرفة يكون فيها ما لا يقل عن عشرة أشخاص والبعض منهم قد يدخن كثيرا وربما البعض الآخر لا يتحمل رائحة التدخين هذه التفاصيل الصغيرة و غيرها الكثير بالنسبة لي هي نوع من عدم الاحترام لخصوصية الممثل ولوقته ولطاقته وباعتقادي الممثل في سورية لو لم يكن جبارا لما كان هناك شيء اسمه الدراما السورية لأن الممثلين في سورية أشخاص يحبون ويحترمون مهنتهم لدرجة يتحملون كل السلبيات المحاطة بهم ليستمروا بالفن السوري إلى الأمام وهناك شيء آخر أكرهه كثيرا وهو أن أذهب إلى توقيع عقد عمل مع الشركة المنتجة لأنني أعتبر العقد شيئا تجاريا بحتا وماديا ويحده الكثير من الحسابات والممثل إنسان عاطفي وحالم ويشبه الأطفال ويحب اللعب ولذلك يحدث دائما تصادم بين الحالتين ودائما أحس نفسي مغبونة وفي لحظات كثيرة أفكر بأني لست بتاجر لأفاوض على الأجر المادي وهذه القصة حتى هذه اللحظة تربكني وتقلقني لذلك أشعر بضرورة وجود شخص آخر يأخذ هذه المهمة الصعبة نيابة عن الممثل لأنه أن يكون الشخص ممثلا وتاجرا في الوقت نفسه ذلك الأمر يبدو مستحيلا من وجهة نظري .
• يقال إن بعض الفنانين يغنون الشخصية التي يؤدونها بإضفائهم عليها تفاصيل كثيرة نابعة من شخصيتهم، فهل تؤدين الشخصية كما هي مكتوبة على الورق أم تضيفين عليها بصمتك الخاصة ؟
طبعا أضيف عليها الكثير لأننا حتى الآن نفتقر إلى نصوص تكون خطوط الشخصية فيها واضحة ومحددة والممثل دائما يبذل جهدا مضاعفا ليظهر شكل الشخصية وروحها وتصرفاتها وتفاصيلها لأن قلة من الكتاب يملكون القدرة على تقديم وصف دقيق للشخصية بحيث يكون بإمكان الممثل أن يمسك خيوط الشخصية الأساسية من اللحظة الأولى و حتى نهاية العمل .
• هل تشعرين بالغيرة من نجاح زميلاتك في الوسط الفني ؟
طبعا أشعر بالغيرة ولكن الغيرة البناءة الإيجابية بمعنى عندما أشاهد ممثلة ما قد أدت دورا مميزا لا أقدر إلا أن أهنئها وفي نفس الوقت يلح السؤال بداخلي: كيف يمكنني أن أقدم شيئا بشكل مختلف يجعلني أقفز خطوات إلى الأمام، ولولا وجود الغيرة بين الفنانين لما كان بمقدور أحد أن يتطور لأن الغيرة هي المحرك الأساسي لكل شيء وإن تتفاوت من شخص لآخر .
• ما هي برأيك المعايير التي يمكن من خلالها تقييم جهد وموهبة الفنان بشكل سليم ؟
مشكلة الناس الذين يشاهدون لدينا سأقولها لك بصراحة أنهم يضعون عنوانا عريضا على ممثل أخذ فرصة جيدة فتسلطت عليها الأضواء وبالنتيجة ما يحدث هو أن المشاهدين سيشاهدون ذلك الممثل في الأعمال الأخرى دائما احترافيا وممتازا ولا يلاحظون عيوبه التمثيلية فيغضّون النظر عن تلك العيوب وهذه المشكلة موجودة لدينا في التقييم بشكل مستمر وطالما سُلّطت عليك تلك البقعة من الضوء انتهى الأمر و ستكون دائما مبدعا وناجحا في كل الأعمال القادمة في نظرهم على الرغم من أن ذلك الممثل ربما يكرر نفسه أو ربما أنجز العمل السابق بشكل أفضل وأهم بكثير، وعندما يتم عرض مسلسل ما يضعون الضوء على بعض الأسماء ويتفرجون على هؤلاء الأسماء فقط ولم يعد بمقدورهم أن يلاحظوا بقية الممثلين الموجودين في العمل والذين بدورهم ربما يعملون بطريقة خاصة جدا وحساسة واحترافية أكثر من تلك الأسماء المضاءة ولذلك لا أستطيع أن أقول ما هي المعايير لأنه في الأساس لا يوجد لدينا معايير فعندما تريد أن تقيم ممثلا ما يتحتم عليك أن تشاهد خطه الكامل في العمل وإلى أي حد استطاع أن يمسك خيوط الشخصية بشكل صحيح وإلى أي حد أثر في المشاهد في لحظة من اللحظات، ولكن نحن على ما يبدو أمة عاطفية لا نملك معايير فنية حقيقية أو ربما الأشخاص الذين يقيَمون ليسوا الأشخاص الذين يجب أن يقيَموا بمعنى هم أشخاص غير مختصين بالتقييم في ظل غياب معايير سليمة لتقييم جهد الفنان، فعلى الممثل أن ينتظر حتى تقع عليه بقعة الضوء تلك في لحظة من اللحظات ويأخذ دورا مهما ويتكرر وجهه على الشاشة على الدوام حينها فقط سيشتهر و يصنف على أنه موهوب و مبدع، والكارثة الأكبر هي أن بعض الممثلين يكررون أنفسهم بطريقة مفضوحة جدا من عمل لآخر ورغم ذلك ينال بعضهم التصفيق ويتم منحهم شهادة تقدير وامتياز .
• ما هو هم سوسن الفني ؟
طموح الممثل كبير دائما فهو يريد أن يفعل شيئا لم يسبق أن قام بفعله، فعلى سبيل المثال الممثل الذي لم يحظ بالأدوار التي يريدها أو المساحات التي يحلم بها فطالما سيشعر بهذا الإحساس الذي يجعله ممثلا قابلا للتطور والإبداع و دائما إذا سألت الممثل ستلاحظ أنه في حالة دائمة من الشكوى والقلق فهناك دائما شيء يقلق راحته و يقض مضجعه، لأن الممثل بشكل عام طماع في طريقه نحو القمة التي سينتهي معها عطاؤه .
هذه المواضيع و غيرها الكثير تحدثت عنها سوسن أرشيد للوطن أونلاين في الحوار التالي، إلى التفاصيل:
• بعض الفنانين ارتبطوا بأدوار شريرة و آخرون بأدوار الإنسان الحكيم أو الطيب أو المجرم و هكذا، و من الملاحظ ارتباطك بدور الفتاة الطيبة و البسيطة في معظم أعمالك فهل هم المخرجون من يبقونك في هذا النمط و إلى أي حد يسبب هذا الأمر من إحراج؟.
ذلك الأمر لا يسبب لي الإحراج بقدر ما يخلق لدي نوعا من التحدي وهو إلى أي مدى يمكنني أن أستمر في تأدية هذه الأدوار بشكل سلس وجديد نوعا ما وفي إقناع المشاهد بالشخصية التي أؤدي وإلى حد يتأثر بها الناس ويترقبون مصيرها، والممثل دائما يرغب في الخروج من هذه القوالب الجامدة ولا يرغب في أن يراوح في المكان نفسه، و في الحقيقة أنا أبذل مجهودا كبيرا في تأدية هذه الشخصيات النمطية لأنني أريد أن يتابعني الجمهور على الدوام وأن يستمر في مشاهدتي كممثلة جيدة ولكن في الوقت نفسه أتمنى أن أخرج عن هذه القوالب لأن الممثل بقدر ما ينجح في تأدية أدوار تتلون بلون واحد يظل لديه موهبة مكبوتة تتطلع إلى الانفجار وقدرات وطاقات تمثيلية بأمس الحاجة إلى الظهور و إلى الترجمة إلى عمل و فن وتلك الطاقات التمثيلية غالبا ما تظهر في الشخصيات المركبة الصعبة كالشخصيات الشريرة أو المصابة بأمراض نفسية معقدة وأنا أعتقد أن المتعة كلها تكون في تأدية هذا النوع من الشخصيات المركبة ولكن متى يقتنع المخرجون في قدرتي على تأدية تلك الشخصيات؟. لا أعرف ولكن أتلهف لذلك الأمر بقوة شديدة .
• أنت خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية فإلى أي حد خدمتك الأكاديمية في الدراما التلفزيونية؟.
بما أن دراستي الأكاديمية كانت المسرح وكما نعرف جميعنا فالتمثيل المسرحي يختلف عن التمثيل التلفزيوني والسينمائي وباعتباري جربت الفنون الثلاثة فإنني أدرك تماما الاختلاف بينها جميعا، ومتعة الأداء في كل شيء أفعله وتحديدا تأدية أدواري في التلفزيون التي اعتمدت فيها على خبرتي الشخصية بالدرجة الأولى سواء من خلال العمل أو خبرتي في الحياة ومعرفتي بالأشخاص الذين عرفتهم في هذه الحياة.
• إذا ما تعلمته خلال سنوات الدراسة لم يخدمك في الحياة العملية بشكل مباشر و تحول إلى مجرد ثقافة عامة؟.
بالضبط، الخبرة الأكاديمية هي نوعا من الثقافة يعلمك كيف تكون حرا مع نفسك و لكنه يخدم الممثل كثيرا في فهم الشخصية بكل نواحيها، كيف كانت تفكر وكيف كانت تعيش ويعلمه أيضا كيف يلتقط تلك الشخصيات التي في الطريق ويخلق نوعا من السرور في أعماقه، وفي المعهد عملنا على شخصيات عديدة ومتنوعة ما أدى إلى صقل الموهبة التي نمتلكها، هذه هي الأمور التي نكتسبها من المعهد بالإضافة إلى الثقافة لأننا في المعهد نضطر إلى القراءة الكثيفة سواء كانت حول المسرح أو الفنون الأخرى كالرسم والنحت وبالتالي نكون قد صقلنا الموهبة التي نمتلكها بالثقافة أيضا.
• كيف تفضلين أن يكون تعامل المخرج مع الممثل الفنان ؟
لا أحبذ أن يكون هناك حدودا لتعامل المخرج مع الفنان وأحب على العموم المخرج الذي يعرف كيف يوجه الممثل تمثيليا بشكل صحيح وأن يضبط أداءه للشخصية، لأن الممثل في لحظة ما قد ينفعل أكثر من المطلوب أو قد يخرج عن خط الأداء المرسوم للشخصية نتيجة اختلاط المشاعر والعواطف لديه، لأن الممثل لا يشاهد أدائه الفني لحظة التمثيل وبالتالي قد يخرج عن الحدود المرسومة.
كما أحب المخرج الذي يعرف ماذا يريد لا المخرج المشتت ذهنيا وإنما ذلك الذي دخل ملعب هذه المهنة وفي مخيلته مخطط محدد لما يريده يستند إلى رأي ووجهة نظر وثقافة معينة و فوق كل هذا يجب أن يحب المخرج عمله و أن يحترمه كشرط أساسي للنجاح.
• ماذا عن شركات الإنتاج هل تعانين من مشكلات في تعاملك معها ؟.
المشكلة أنه لا يوجد تقاليد للمهنة وحتى أننا نسمع من الجيل القديم أنه كان هناك تقاليد أجمل وأفضل مما هو سائد حاليا حيث يقال: إنه كان هناك تنظيم للوقت أكثر بحيث لا يضطر الممثل للانتظار فترات طويلة، وحتى طريقة التعامل كانت مختلفة، نحن الآن نفتقر إلى تنظيم المواعيد و إلى غرفة للاستراحة في موقع التصوير، وإن وجدت الغرفة يكون فيها ما لا يقل عن عشرة أشخاص والبعض منهم قد يدخن كثيرا وربما البعض الآخر لا يتحمل رائحة التدخين هذه التفاصيل الصغيرة و غيرها الكثير بالنسبة لي هي نوع من عدم الاحترام لخصوصية الممثل ولوقته ولطاقته وباعتقادي الممثل في سورية لو لم يكن جبارا لما كان هناك شيء اسمه الدراما السورية لأن الممثلين في سورية أشخاص يحبون ويحترمون مهنتهم لدرجة يتحملون كل السلبيات المحاطة بهم ليستمروا بالفن السوري إلى الأمام وهناك شيء آخر أكرهه كثيرا وهو أن أذهب إلى توقيع عقد عمل مع الشركة المنتجة لأنني أعتبر العقد شيئا تجاريا بحتا وماديا ويحده الكثير من الحسابات والممثل إنسان عاطفي وحالم ويشبه الأطفال ويحب اللعب ولذلك يحدث دائما تصادم بين الحالتين ودائما أحس نفسي مغبونة وفي لحظات كثيرة أفكر بأني لست بتاجر لأفاوض على الأجر المادي وهذه القصة حتى هذه اللحظة تربكني وتقلقني لذلك أشعر بضرورة وجود شخص آخر يأخذ هذه المهمة الصعبة نيابة عن الممثل لأنه أن يكون الشخص ممثلا وتاجرا في الوقت نفسه ذلك الأمر يبدو مستحيلا من وجهة نظري .
• يقال إن بعض الفنانين يغنون الشخصية التي يؤدونها بإضفائهم عليها تفاصيل كثيرة نابعة من شخصيتهم، فهل تؤدين الشخصية كما هي مكتوبة على الورق أم تضيفين عليها بصمتك الخاصة ؟
طبعا أضيف عليها الكثير لأننا حتى الآن نفتقر إلى نصوص تكون خطوط الشخصية فيها واضحة ومحددة والممثل دائما يبذل جهدا مضاعفا ليظهر شكل الشخصية وروحها وتصرفاتها وتفاصيلها لأن قلة من الكتاب يملكون القدرة على تقديم وصف دقيق للشخصية بحيث يكون بإمكان الممثل أن يمسك خيوط الشخصية الأساسية من اللحظة الأولى و حتى نهاية العمل .
• هل تشعرين بالغيرة من نجاح زميلاتك في الوسط الفني ؟
طبعا أشعر بالغيرة ولكن الغيرة البناءة الإيجابية بمعنى عندما أشاهد ممثلة ما قد أدت دورا مميزا لا أقدر إلا أن أهنئها وفي نفس الوقت يلح السؤال بداخلي: كيف يمكنني أن أقدم شيئا بشكل مختلف يجعلني أقفز خطوات إلى الأمام، ولولا وجود الغيرة بين الفنانين لما كان بمقدور أحد أن يتطور لأن الغيرة هي المحرك الأساسي لكل شيء وإن تتفاوت من شخص لآخر .
• ما هي برأيك المعايير التي يمكن من خلالها تقييم جهد وموهبة الفنان بشكل سليم ؟
مشكلة الناس الذين يشاهدون لدينا سأقولها لك بصراحة أنهم يضعون عنوانا عريضا على ممثل أخذ فرصة جيدة فتسلطت عليها الأضواء وبالنتيجة ما يحدث هو أن المشاهدين سيشاهدون ذلك الممثل في الأعمال الأخرى دائما احترافيا وممتازا ولا يلاحظون عيوبه التمثيلية فيغضّون النظر عن تلك العيوب وهذه المشكلة موجودة لدينا في التقييم بشكل مستمر وطالما سُلّطت عليك تلك البقعة من الضوء انتهى الأمر و ستكون دائما مبدعا وناجحا في كل الأعمال القادمة في نظرهم على الرغم من أن ذلك الممثل ربما يكرر نفسه أو ربما أنجز العمل السابق بشكل أفضل وأهم بكثير، وعندما يتم عرض مسلسل ما يضعون الضوء على بعض الأسماء ويتفرجون على هؤلاء الأسماء فقط ولم يعد بمقدورهم أن يلاحظوا بقية الممثلين الموجودين في العمل والذين بدورهم ربما يعملون بطريقة خاصة جدا وحساسة واحترافية أكثر من تلك الأسماء المضاءة ولذلك لا أستطيع أن أقول ما هي المعايير لأنه في الأساس لا يوجد لدينا معايير فعندما تريد أن تقيم ممثلا ما يتحتم عليك أن تشاهد خطه الكامل في العمل وإلى أي حد استطاع أن يمسك خيوط الشخصية بشكل صحيح وإلى أي حد أثر في المشاهد في لحظة من اللحظات، ولكن نحن على ما يبدو أمة عاطفية لا نملك معايير فنية حقيقية أو ربما الأشخاص الذين يقيَمون ليسوا الأشخاص الذين يجب أن يقيَموا بمعنى هم أشخاص غير مختصين بالتقييم في ظل غياب معايير سليمة لتقييم جهد الفنان، فعلى الممثل أن ينتظر حتى تقع عليه بقعة الضوء تلك في لحظة من اللحظات ويأخذ دورا مهما ويتكرر وجهه على الشاشة على الدوام حينها فقط سيشتهر و يصنف على أنه موهوب و مبدع، والكارثة الأكبر هي أن بعض الممثلين يكررون أنفسهم بطريقة مفضوحة جدا من عمل لآخر ورغم ذلك ينال بعضهم التصفيق ويتم منحهم شهادة تقدير وامتياز .
• ما هو هم سوسن الفني ؟
طموح الممثل كبير دائما فهو يريد أن يفعل شيئا لم يسبق أن قام بفعله، فعلى سبيل المثال الممثل الذي لم يحظ بالأدوار التي يريدها أو المساحات التي يحلم بها فطالما سيشعر بهذا الإحساس الذي يجعله ممثلا قابلا للتطور والإبداع و دائما إذا سألت الممثل ستلاحظ أنه في حالة دائمة من الشكوى والقلق فهناك دائما شيء يقلق راحته و يقض مضجعه، لأن الممثل بشكل عام طماع في طريقه نحو القمة التي سينتهي معها عطاؤه .
Comment