دريد لحام لـ"السفير":تركت منصبي كسفير ولم أترك مسعاي تجاه المحرومين
15 حزيران 2010
في العام 2004، اصطحب الفنان العربي دريد لحام أفراد عائلته وأحفاده إلى الجنوب اللبناني حيث وقف عند بوابة فاطمة ليرمي جنود الاحتلال الصهيوني بحجر، متخلياً بذلك عن جواز سفره الدبلوماسي بوصفه سفيراً لمنظمة «يونيسيف» للنيات الحسنة لصالح انحيازه إلى قناعاته الوطنية. بعد أقل من ست سنوات من ذلك التاريخ، كان الرجل يصطحب زوجته ليكسر حصار غزة، حيث كان بانتظاره عند معبر رفح حشد كبير من وسائل الإعلام، واعتبر حينها أنّه أعاد مسألة الحصار إلى الواجهة الإعلامية..
وما بين الزيارتين، كان دريد لحام دوماً الفنان الملتزم بقضايا أمته داخل مربّع الشاشة الصغيرة وخارجها، وبقوّة دفع جماهيريته فيها..
دريد لحام هو باختصار «مبدع استراتيجي» يعرف بالضبط كيف يولّد الأفكار الجديدة والكبيرة التي سرعان ما تأتي تفاصيلها بأكثر من ظاهرها... وتأتي شهادة الدكتوراه الفخرية التي تنوي الجامعة الأميركية في بيروت تقديمها له في السادس والعشرين من الشهر الجاري، في سياق حياة الرجل التي تبقى وحدة متكاملة.
وبحسب الدعوة التي وجّهها رئيس الجامعة بيتر دورمان إلى الفنان لحام، وحصلت «السفير» على نسخة منها، فإنّ الجائزة منحت له «اعترافاً وتكريماًُ لمساهماتكم القيّمة في مجال الفنون، لقد جلبتم الكثير من المتعة لأجيال عدّة من المشاهدين في العالم العربي من خلال التمثيل والكتابة والإخراج، إنّ مسيرة حياتكم الملهمة - من الفقر النسبي إلى النجاح الأكاديمي والنجومية على المسرح والشاشة وخدمة المجتمع كسفير اليونيسيف - تسطّر الكثير عما يمكن أيّا منا أن ينجزه في حال توفر المزيج المناسب من الموهبة والفرصة والعزيمة».
وتعليقاً على منحه شهادة الدكتوراه الفخرية، قال الفنان دريد لحام لـصحيفة « السفير»: «بلا شك انّ المرء يشعر بفخر كبير عند منحه مثل هذه الشهادة الآتية من جامعة عريقة في الشرق الأوسط، ولا سيما انّنا جميعنا تمنينا في شبابنا لو أنّنا انتسبنا لجامعة بهذا المستوى..».
ويرى لحام أنّه «عندما يلفت فنان مثلي نظر جامعة بمثل هذا المستوى، فهذا يعني أنّني استطعت تحقيق نوع من النجاح على المستوى الفني والمهني والإنساني، وواحد من الأسباب التي ذكرها رئيس الجامعة بيتر دورمان لمنحي الدكتوراه هو مسألة الجهد الإنساني في المجتمع».
وتبدو شهادة الدكتوراه الفخرية بالنسبة إلى لحام كأنّها شهادة تفيد بأنّه يمضي في الطريق الصحيح، لذلك يجد أنّها لا ترتّب عليه أكثر من المضي قدماً بما أنجزه على الصعيد الإنساني وسواه.
يقول إنّه، بشكل عام، يقف إلى جانب «المظلوم والمسكين والأطفال والطفولة... خاصة خلال السنوات التي قضيتها مع اليونيسيف، صحيح أنّني تركت منصبي كسفير اليونيسيف للنيات الحسنة، لكن لم أترك مسعاي ولا جهدي تجاه الأشخاص المحرومين من لمسة حنان..».
وهو يعتبر أنّ مساعيه السابقة هي جزء من وصفة صحيحة وضعها لما يجب أن يكون عليه الفنان، وبدأ على ما يبدو يجني ثمارها اليوم، وهو يرى أنّه «بعيداً عن مسألة الموهبة والنجاح بأدوار الفنان وعمله المهني هناك شق اجتماعي» في حياته يتمثّل بأن «ينبض قلب الفنان بهموم مجتمعه، فلا يعيش في برج عاجي بعيداً عما يجري حوله، وبالتالي لا بد من أن يكون منسجماً جداً مع آمال الناس وأحلامهم، ويدافع عنها بشكل أو بآخر ليس بالكلمة فقط، وإنّما بالفعل إذا استطاع..».
والفعل، كما يفهمه دريد لحام، هو أن تكسر حصار غزة، «حتى لو كنت وحيداً، هو أن ترمي حجراً عند بوابة فاطمة.. وأن تكون من موقعك كصاحب تجربة إبداعية مصدر إزعاج لعدوك»، كما كانت الحال معه حين نشرت صحيفة «بديعوت أحرونوت» مقالاً هجومياً ضدّه إثر زيارته للجنوب اللبناني، وهو المقال الذي يحتفظ لحام بنسخة منه في مكتبه، و«يتباهى» به أمام ضيوفه كما لو أنّه يتباهى بجائزة رفيعة نالها..
يشرح لحام: «أنا فخور لأنّني كنت مزعجاً لإسرائيل خاصة بسبب وقوفي إلى جانب المقاومة.. وأفخر بأنّني مزعج لعدوي على الرغم من أنّي لم أطلق عليه الرصاص وإنّما استفزته مواقفي».
ويستذكر الفنان دريد لحام زيارته إلى غزة.. فيقول «استمرت الحرب على غزة 23 يوماً وعندما انتهت تهيأ لي أنّ الناس تناست مسألة غزة والجرائم التي ارتكبت فيها، كان ذلك هو الهدف الأول من زياتي: أن تبقى غزة في البال..».
ويؤكد أنّه سعيد جداً اليوم بهذا الضجيج العالمي لمسألة كسر الحصار عن غزة، «والآن هناك مجموعات رسمية وشعبية تنتظر دورها على معبر رفح للدخول إلى غزة ومواساة أهلها.. ويشرح أنّ زياراتهم لا تعني أنّهم كسروا الحصار «لكن حالهم حال مَن يزور مريضاً في المستشفى، فزيارتك له لن تشفيه لكنّها بلا شك تساعده معنوياً على تحمل الألم.
في العام 2004، اصطحب الفنان العربي دريد لحام أفراد عائلته وأحفاده إلى الجنوب اللبناني حيث وقف عند بوابة فاطمة ليرمي جنود الاحتلال الصهيوني بحجر، متخلياً بذلك عن جواز سفره الدبلوماسي بوصفه سفيراً لمنظمة «يونيسيف» للنيات الحسنة لصالح انحيازه إلى قناعاته الوطنية. بعد أقل من ست سنوات من ذلك التاريخ، كان الرجل يصطحب زوجته ليكسر حصار غزة، حيث كان بانتظاره عند معبر رفح حشد كبير من وسائل الإعلام، واعتبر حينها أنّه أعاد مسألة الحصار إلى الواجهة الإعلامية..
وما بين الزيارتين، كان دريد لحام دوماً الفنان الملتزم بقضايا أمته داخل مربّع الشاشة الصغيرة وخارجها، وبقوّة دفع جماهيريته فيها..
دريد لحام هو باختصار «مبدع استراتيجي» يعرف بالضبط كيف يولّد الأفكار الجديدة والكبيرة التي سرعان ما تأتي تفاصيلها بأكثر من ظاهرها... وتأتي شهادة الدكتوراه الفخرية التي تنوي الجامعة الأميركية في بيروت تقديمها له في السادس والعشرين من الشهر الجاري، في سياق حياة الرجل التي تبقى وحدة متكاملة.
وبحسب الدعوة التي وجّهها رئيس الجامعة بيتر دورمان إلى الفنان لحام، وحصلت «السفير» على نسخة منها، فإنّ الجائزة منحت له «اعترافاً وتكريماًُ لمساهماتكم القيّمة في مجال الفنون، لقد جلبتم الكثير من المتعة لأجيال عدّة من المشاهدين في العالم العربي من خلال التمثيل والكتابة والإخراج، إنّ مسيرة حياتكم الملهمة - من الفقر النسبي إلى النجاح الأكاديمي والنجومية على المسرح والشاشة وخدمة المجتمع كسفير اليونيسيف - تسطّر الكثير عما يمكن أيّا منا أن ينجزه في حال توفر المزيج المناسب من الموهبة والفرصة والعزيمة».
وتعليقاً على منحه شهادة الدكتوراه الفخرية، قال الفنان دريد لحام لـصحيفة « السفير»: «بلا شك انّ المرء يشعر بفخر كبير عند منحه مثل هذه الشهادة الآتية من جامعة عريقة في الشرق الأوسط، ولا سيما انّنا جميعنا تمنينا في شبابنا لو أنّنا انتسبنا لجامعة بهذا المستوى..».
ويرى لحام أنّه «عندما يلفت فنان مثلي نظر جامعة بمثل هذا المستوى، فهذا يعني أنّني استطعت تحقيق نوع من النجاح على المستوى الفني والمهني والإنساني، وواحد من الأسباب التي ذكرها رئيس الجامعة بيتر دورمان لمنحي الدكتوراه هو مسألة الجهد الإنساني في المجتمع».
وتبدو شهادة الدكتوراه الفخرية بالنسبة إلى لحام كأنّها شهادة تفيد بأنّه يمضي في الطريق الصحيح، لذلك يجد أنّها لا ترتّب عليه أكثر من المضي قدماً بما أنجزه على الصعيد الإنساني وسواه.
يقول إنّه، بشكل عام، يقف إلى جانب «المظلوم والمسكين والأطفال والطفولة... خاصة خلال السنوات التي قضيتها مع اليونيسيف، صحيح أنّني تركت منصبي كسفير اليونيسيف للنيات الحسنة، لكن لم أترك مسعاي ولا جهدي تجاه الأشخاص المحرومين من لمسة حنان..».
وهو يعتبر أنّ مساعيه السابقة هي جزء من وصفة صحيحة وضعها لما يجب أن يكون عليه الفنان، وبدأ على ما يبدو يجني ثمارها اليوم، وهو يرى أنّه «بعيداً عن مسألة الموهبة والنجاح بأدوار الفنان وعمله المهني هناك شق اجتماعي» في حياته يتمثّل بأن «ينبض قلب الفنان بهموم مجتمعه، فلا يعيش في برج عاجي بعيداً عما يجري حوله، وبالتالي لا بد من أن يكون منسجماً جداً مع آمال الناس وأحلامهم، ويدافع عنها بشكل أو بآخر ليس بالكلمة فقط، وإنّما بالفعل إذا استطاع..».
والفعل، كما يفهمه دريد لحام، هو أن تكسر حصار غزة، «حتى لو كنت وحيداً، هو أن ترمي حجراً عند بوابة فاطمة.. وأن تكون من موقعك كصاحب تجربة إبداعية مصدر إزعاج لعدوك»، كما كانت الحال معه حين نشرت صحيفة «بديعوت أحرونوت» مقالاً هجومياً ضدّه إثر زيارته للجنوب اللبناني، وهو المقال الذي يحتفظ لحام بنسخة منه في مكتبه، و«يتباهى» به أمام ضيوفه كما لو أنّه يتباهى بجائزة رفيعة نالها..
يشرح لحام: «أنا فخور لأنّني كنت مزعجاً لإسرائيل خاصة بسبب وقوفي إلى جانب المقاومة.. وأفخر بأنّني مزعج لعدوي على الرغم من أنّي لم أطلق عليه الرصاص وإنّما استفزته مواقفي».
ويستذكر الفنان دريد لحام زيارته إلى غزة.. فيقول «استمرت الحرب على غزة 23 يوماً وعندما انتهت تهيأ لي أنّ الناس تناست مسألة غزة والجرائم التي ارتكبت فيها، كان ذلك هو الهدف الأول من زياتي: أن تبقى غزة في البال..».
ويؤكد أنّه سعيد جداً اليوم بهذا الضجيج العالمي لمسألة كسر الحصار عن غزة، «والآن هناك مجموعات رسمية وشعبية تنتظر دورها على معبر رفح للدخول إلى غزة ومواساة أهلها.. ويشرح أنّ زياراتهم لا تعني أنّهم كسروا الحصار «لكن حالهم حال مَن يزور مريضاً في المستشفى، فزيارتك له لن تشفيه لكنّها بلا شك تساعده معنوياً على تحمل الألم.
Comment