«أقاصيص» إلى بيئة الأعمال الشامية
تحولت “أقاصيص مسافر” للكاتب السوري الكبير زكريا تامر إلى مسلسل تلفزيوني جديد، يستوحي كل قصة ليجعل منها حلقة منفصلة مستقلة بذاتها، فيما تتصل الحلقات بروح الكوميديا السوداء التي تضحك وتبكي في آن!. السيناريست والصحفي منيف حسون أخذ على عاتقه وضع سيناريو وحوار العمل الجديد من وحي نصوص زكريا تامر القصيرة، وقد بذل جهوداً مميزة في تحويل النص إلى سيناريو تلفزيوني، ولاسيما أن كتابات زكريا هي من نوع السهل الممتنع والمدهش، والذي يخفي عمقاً ربما لا يكتشفه القارئ العادي، إلا بعد أن يقرأ النص مرات عديدة ليجد فيه دائماً ما هو جديد ومثير.
حارة الياقوت
بخبرته التلفزيونية التي تمتد إلى نصف قرن، اختار منيف حسون أن تكون بيئة العمل حارة شامية مفترضة هي “حارة الياقوت” ليضيف بذلك حارة شامية جديدة إلى ساحة الدراما السورية بعد “باب الحارة” و”ليالي الصالحية” و”ساروجة”. وهكذا جرى تصوير العمل في (83) منزلاً دمشقياً حقيقياً في دمشق القديمة، وفي إطار الحارة المفترضة. أما زمن المسلسل فهو وقت حقيقي يمتد بين أربعينيات وستينيات القرن الماضي، ويتحدث عن روح ومشكلات ذلك الزمان، رغم أن كتابات زكريا تامر يمكن إسقاطها على أي زمان أو مكان.
ويتناول العمل في حلقاته المنفصلة والمتصلة الحياة في دمشق من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويركز على سلوكيات الأفراد من خلال نماذج عاشت في ذلك الزمان.
قضايا منفصلة ومتصلة هي طبيعة نصوص زكريا تامر كقصص قصيرة، أملت أن تكون كل قصة موضوعاً لحلقة منفصلة، وإن كان العمل برمته يتصل على أرضية تداخل الموضوعات والمشكلات، حيث يشير مخرج العمل خالد الخالد إلى أن مسلسله الجديد يتألف من حلقات منفصلة ومتصلة، حيث تعالج كل حلقة قضية مختلفة لتشكل في مجموعها لوحات تعتمد كوميديا الموقف التراجيدية أو الكوميديا السوداء، مؤكداً أن المشاهد سيضحك، لكن من الداخل سيبدو وكأنه يبكي نتيجة التناقض الحاد الذي يجيد رسمه قاص كبير بحجم زكريا تامر.
من اللافت أن تسعين ممثلاً وممثلة من نجوم الدراما السورية يشاركون في هذا المسلسل، بحيث يقوم كل منهم بدور مختلف عن دوره في الحلقات الأخرى، بينما ستكون هناك شخصيات ثابتة تتكرر في كل حلقة، لتشكل رابطاً منظوراً بين الحلقات، بينما تتغير القصص والأحداث فيها.
الفنان المخضرم سليم صبري يلعب دور بائع الخضار، وهو شخص مهم من شخصيات حارة الياقوت، وله دور فاعل فيما يدور بالحارة، أما الفنان عبد الفتاح المزين الذي لمع واشتهر في مسلسل (أبو كامل) فإنه يلعب شخصية سعدو صاحب مقهى الحارة، والذي يتواصل بحكم موقعه مع جميع شباب ورجال الحارة، ويبني معهم صداقات.
ويقوم الفنان حسن دكاك بدور رئيس مخفر الحارة عبر ست حلقات، ويقدم صورة مختلفة عن الصورة النمطية لرئيس المخفر، وفي النتيجة فإن “حشرية” الناس تدفعه لتقديم استقالته!.
راقصة ومسكينة
وتلعب الفنانة عبير شمس الدين عدة شخصيات في العمل، حيث تجسد في إحدى الحلقات شخصية راقصة ملهى، وفي أخرى دور المرأة الساذجة المطيعة، وفي ثالثة شخصية فتاة بلهاء. وتبدو عبير سعيدة بهذا التنوع في الشخصيات التي تؤديها، وترى أن قيام الفنانة بتقديم وجوه مختلفة، تظهر قدرتها وتمكنها من أدواتها الفنية. كذلك تلعب الفنانة دينا هارون مجموعة من الشخصيات الجديدة، ومثلها الفنانة جيني إسبر. أما أماني الحكيم، فتعتبر نفسها ضيفة في هذا المسلسل، حيث تؤدي شخصية “أم زهير” المرأة الطيبة والصبورة على سيئات زوجها، والثرثارة في ذات الوقت، وهي تأمل أن تحقق بصمة مميزة من خلال هذه الشخصية.
طماع وانتهازي
ويلعب الفنان صالح الحايك شخصية “البيك” في عدة حلقات، حيث يظهر بصور مختلفة، تعبر عن الشخصية الشريرة، فهو طماع أو انتهازي أو استغلالي، وفي كل مرة يظهر في شخصية تتميز بالشر!. أما الفنان بشار إسماعيل، فيتألق في شخصية “أبو دياب” الذي يدعي الشهامة، ويثير المشكلات، لكنه ينتهي أخيراً إلى كاتب تقارير تُلحق الأذى بالآخرين. كما يلعب شخصية المليونير المحتال، ودور التاجر الطماع الذي يمتص دماء الفقراء!. بينما تجسد الفنانة أنطوانيت نجيب شخصية الخاطبة التي تلعب دوراً كبيراً في البيئة الشامية بتعريف العائلات على بعضها، وترشيح الفتيات للزواج. ويبدو من الصعب الإحاطة بأسماء الفنانين والشخصيات التي لعبوها أمام هذا الحشد الكبير منهم، لكنه من المفيد الإشارة إلى مشاركة بعضهم في هذا العمل، ولاسيما باسل خياط ومحمد حداقي ورنا أبيض ورندة مرعشلي وسمر سامي ومحمد خير الجراح وزهير عبد الكريم ووفاء الموصلي وحسام تحسين بك وأندريه سكاف.
أسئلة تثار
العمل يتألف من 26 حلقة، وسيعرض في رمضان المقبل “كعرض أول” على الفضائية السورية، ومع توقعات النجاح له من خلال اسم الكاتب زكريا تامر، فإن هناك أسئلة تثار، وهي: طالما أن منيف حسون قد كتب السيناريو والحوار عن قصص تامر، فهل نجد حدوداً فاصلة بين إبداعات الكاتب، وجهود السيناريست وإضافاته التطبيقية، وهذا السؤال طالما تكرر كلما تم تحويل نص أدبي إلى سيناريو لمسلسل تلفزيوني، لكن الأهم هو النجاح الذي يتوقعه المخرج والسيناريست والممثلون للعمل.
المصدر: الاتحاد الاماراتية
تحولت “أقاصيص مسافر” للكاتب السوري الكبير زكريا تامر إلى مسلسل تلفزيوني جديد، يستوحي كل قصة ليجعل منها حلقة منفصلة مستقلة بذاتها، فيما تتصل الحلقات بروح الكوميديا السوداء التي تضحك وتبكي في آن!. السيناريست والصحفي منيف حسون أخذ على عاتقه وضع سيناريو وحوار العمل الجديد من وحي نصوص زكريا تامر القصيرة، وقد بذل جهوداً مميزة في تحويل النص إلى سيناريو تلفزيوني، ولاسيما أن كتابات زكريا هي من نوع السهل الممتنع والمدهش، والذي يخفي عمقاً ربما لا يكتشفه القارئ العادي، إلا بعد أن يقرأ النص مرات عديدة ليجد فيه دائماً ما هو جديد ومثير.
حارة الياقوت
بخبرته التلفزيونية التي تمتد إلى نصف قرن، اختار منيف حسون أن تكون بيئة العمل حارة شامية مفترضة هي “حارة الياقوت” ليضيف بذلك حارة شامية جديدة إلى ساحة الدراما السورية بعد “باب الحارة” و”ليالي الصالحية” و”ساروجة”. وهكذا جرى تصوير العمل في (83) منزلاً دمشقياً حقيقياً في دمشق القديمة، وفي إطار الحارة المفترضة. أما زمن المسلسل فهو وقت حقيقي يمتد بين أربعينيات وستينيات القرن الماضي، ويتحدث عن روح ومشكلات ذلك الزمان، رغم أن كتابات زكريا تامر يمكن إسقاطها على أي زمان أو مكان.
ويتناول العمل في حلقاته المنفصلة والمتصلة الحياة في دمشق من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويركز على سلوكيات الأفراد من خلال نماذج عاشت في ذلك الزمان.
قضايا منفصلة ومتصلة هي طبيعة نصوص زكريا تامر كقصص قصيرة، أملت أن تكون كل قصة موضوعاً لحلقة منفصلة، وإن كان العمل برمته يتصل على أرضية تداخل الموضوعات والمشكلات، حيث يشير مخرج العمل خالد الخالد إلى أن مسلسله الجديد يتألف من حلقات منفصلة ومتصلة، حيث تعالج كل حلقة قضية مختلفة لتشكل في مجموعها لوحات تعتمد كوميديا الموقف التراجيدية أو الكوميديا السوداء، مؤكداً أن المشاهد سيضحك، لكن من الداخل سيبدو وكأنه يبكي نتيجة التناقض الحاد الذي يجيد رسمه قاص كبير بحجم زكريا تامر.
من اللافت أن تسعين ممثلاً وممثلة من نجوم الدراما السورية يشاركون في هذا المسلسل، بحيث يقوم كل منهم بدور مختلف عن دوره في الحلقات الأخرى، بينما ستكون هناك شخصيات ثابتة تتكرر في كل حلقة، لتشكل رابطاً منظوراً بين الحلقات، بينما تتغير القصص والأحداث فيها.
الفنان المخضرم سليم صبري يلعب دور بائع الخضار، وهو شخص مهم من شخصيات حارة الياقوت، وله دور فاعل فيما يدور بالحارة، أما الفنان عبد الفتاح المزين الذي لمع واشتهر في مسلسل (أبو كامل) فإنه يلعب شخصية سعدو صاحب مقهى الحارة، والذي يتواصل بحكم موقعه مع جميع شباب ورجال الحارة، ويبني معهم صداقات.
ويقوم الفنان حسن دكاك بدور رئيس مخفر الحارة عبر ست حلقات، ويقدم صورة مختلفة عن الصورة النمطية لرئيس المخفر، وفي النتيجة فإن “حشرية” الناس تدفعه لتقديم استقالته!.
راقصة ومسكينة
وتلعب الفنانة عبير شمس الدين عدة شخصيات في العمل، حيث تجسد في إحدى الحلقات شخصية راقصة ملهى، وفي أخرى دور المرأة الساذجة المطيعة، وفي ثالثة شخصية فتاة بلهاء. وتبدو عبير سعيدة بهذا التنوع في الشخصيات التي تؤديها، وترى أن قيام الفنانة بتقديم وجوه مختلفة، تظهر قدرتها وتمكنها من أدواتها الفنية. كذلك تلعب الفنانة دينا هارون مجموعة من الشخصيات الجديدة، ومثلها الفنانة جيني إسبر. أما أماني الحكيم، فتعتبر نفسها ضيفة في هذا المسلسل، حيث تؤدي شخصية “أم زهير” المرأة الطيبة والصبورة على سيئات زوجها، والثرثارة في ذات الوقت، وهي تأمل أن تحقق بصمة مميزة من خلال هذه الشخصية.
طماع وانتهازي
ويلعب الفنان صالح الحايك شخصية “البيك” في عدة حلقات، حيث يظهر بصور مختلفة، تعبر عن الشخصية الشريرة، فهو طماع أو انتهازي أو استغلالي، وفي كل مرة يظهر في شخصية تتميز بالشر!. أما الفنان بشار إسماعيل، فيتألق في شخصية “أبو دياب” الذي يدعي الشهامة، ويثير المشكلات، لكنه ينتهي أخيراً إلى كاتب تقارير تُلحق الأذى بالآخرين. كما يلعب شخصية المليونير المحتال، ودور التاجر الطماع الذي يمتص دماء الفقراء!. بينما تجسد الفنانة أنطوانيت نجيب شخصية الخاطبة التي تلعب دوراً كبيراً في البيئة الشامية بتعريف العائلات على بعضها، وترشيح الفتيات للزواج. ويبدو من الصعب الإحاطة بأسماء الفنانين والشخصيات التي لعبوها أمام هذا الحشد الكبير منهم، لكنه من المفيد الإشارة إلى مشاركة بعضهم في هذا العمل، ولاسيما باسل خياط ومحمد حداقي ورنا أبيض ورندة مرعشلي وسمر سامي ومحمد خير الجراح وزهير عبد الكريم ووفاء الموصلي وحسام تحسين بك وأندريه سكاف.
أسئلة تثار
العمل يتألف من 26 حلقة، وسيعرض في رمضان المقبل “كعرض أول” على الفضائية السورية، ومع توقعات النجاح له من خلال اسم الكاتب زكريا تامر، فإن هناك أسئلة تثار، وهي: طالما أن منيف حسون قد كتب السيناريو والحوار عن قصص تامر، فهل نجد حدوداً فاصلة بين إبداعات الكاتب، وجهود السيناريست وإضافاته التطبيقية، وهذا السؤال طالما تكرر كلما تم تحويل نص أدبي إلى سيناريو لمسلسل تلفزيوني، لكن الأهم هو النجاح الذي يتوقعه المخرج والسيناريست والممثلون للعمل.
المصدر: الاتحاد الاماراتية
Comment