على مدى السنوات الماضية حاز الفنان السوري سامر المصري على إعجاب واهتمام الجمهور العربي، خاصة من خلال تجسيده الكثير من الشخصيات والأدوار في أعمال اجتماعية معاصرة، وفي أعمال تاريخية وكوميدية، وكان بارزا في الأعمال الشامية من خلال شخصية العكيد أبو شهاب في مسلسل «باب الحارة»، وشخصية المقاوم أبو حجاز في «بيت جدي»، وفي غيرها من الأعمال التلفزيونية، وينشغل الفنان السوري حاليا بتصوير عملين تلفزيونيين جديدين من بطولته. «الشرق الأوسط» التقت الفنان سامر المصري في دمشق، ودار الحوار التالي:
* ما هي الأعمال الجديدة التي تصورها لموسم رمضان المقبل، والشخصيات التي تقدمها؟
- هناك عملان تلفزيونيان جديدان أصورهما، وهما عمل كوميدي اجتماعي بعنوان: «ملك التاكسي»، وهو يتحدث عن سائق تاكسي عمومي يُدعى أبو جانتي، وهو نموذج بطل شعبي، وشخص بسيط يعيش مع والدته (سامية الجزائري) وشقيقته (تاج حيدر)، ويساعد الركاب الذين يركبون معه في حل مشكلاتهم، ويعمل لدى متعهد سيارات عمومي، ويمكن القول إن أبو جانتي شاهد عصر على مدينة دمشق، وهو شخصية مختلفة، تحمل روح الدعابة، بحيث إن أكبر مشكلة تواجهه يحلها، وأحلامه بسيطة، كما أؤدي دورا في مسلسل من البيئة الشامية يدعى «الدبور» وأجسد فيه شخصية تلقب بالدبور، وهو عمل من جزأين بستين حلقة نصورها كلها حاليا، وسيعرض الجزء الأول في رمضان المقبل، والجزء الثاني في رمضان العام القادم، وهو عمل جميل يضم نخبة من نجوم دراما البيئة الشامية، ويتحدث عن حكاية ظلم وأخذ ثأر وانتقام إنساني للدبور؛ حيث يُطرد من حارته ظلما، ومن ثم يعود ليستعيد مجده وأملاكه وعائلته المشتتة، فهي قصة جميلة من قصص دمشق. وحجم عملي في المسلسلين كبير جدا، ولذلك لم أصور غيرهما في هذا الموسم، بل كنت أرغب في الاستئثار بعمل واحد فقط، وهو مسلسل «ملك التاكسي»، ولكن لما وجدته في نص «الدبور» من مادة جميلة جعلني أقبل العمل فيه رغم ما يشكل لي من تعب وجهد كبير ومضاعف وعبء كبير علي، خاصة أنني أصورهما ونحن نقترب من شهر رمضان المبارك، وصدقني أنه في بعض الأيام لا أنام؛ حيث أتنقل بين العملين لأصور دوري فيهما.
* شخصية أبو جانتي كسائق تاكسي عمومي جسدتها أنت أيضا، وتابعها المشاهد في الجزء السادس من «بقعة ضوء» في لوحة كوميدية، ما أوجه الشبه بين الشخصيتين، وهل لنجاح اللوحة المذكورة علاقة بتقديم مسلسل كامل عنها؟
- طبعا بنينا العمل على هذه اللوحة، خصوصا أن «بقعة ضوء» يقدم فيه الممثل كاركتر في ربع ساعة أو حتى عشر دقائق؛ ففي رأيي أن «بقعة ضوء» هو حقل تجارب لشخصيات ولقطات من المجتمع مهمة، واستكشاف مدى تقبل الناس لهذه الكركترات وتكريسها.
* كيف هي علاقتك مع المخرج بسام الملا؛ حيث جسدت شخصية أبو شهاب في مسلسل «باب الحارة» الذي يخرجه، وحاليا يصور الجزء الخامس منه؟
- العلاقة منقطعة نهائيا، ولم يعد لي علاقة بـ«باب الحارة» نهائيا، واعتذرت عن العمل فيه من الجزء الرابع، ولن أعود نهائيا، وليس لي علاقة مع أحد من القائمين عليه، لا مخرجين ولا منتجين، والسبب أنني لم أقبل ما كان يحاول المخرج أن يقدمه للجمهور، وهذا الكلام أقوله - كما أعتقد - لأول مرة؛ حيث كانت هناك محاولات من مخرج «باب الحارة» لتحويل شخصية العكيد (أبو شهاب) التي جسدتها في الأجزاء الأولى من بطل عربي وبطل في أذهان كل الناس من الطفل وحتى الرجل والمرأة إلى عميل؛ فرفضت قبول تحويل هذه الشخصية بهذا الشكل، ولم أؤثر التحدث فيه لكي لا أخرب صفو العلاقة مع محطة "ام بي سي"، ولدي أوراق وثبوتيات وقَّع عليها المخرج، وعليها ختم شركته أن العكيد أبو شهاب يهرب من الحارة، ويكتشف لاحقا أنه عميل للإنجليز، وهذا لا يمكن أن يتقبله حتى أي طفل عربي أحب شخصية العكيد أبو شهاب وتماهى بها ورأى فيها القوة والعزة والكرامة والشهامة، وهذا سبب اعتذاري عن المشاركة في الجزء الرابع من «باب الحارة»، وآثرت أن أبقي الشخصية في مركز عالٍ ومتقدم وسامٍ بنظر الناس، على أن أسمح بمرور هذا الموضوع وقلب نظرة المشاهدين في الشخصية البطلة، وهذه طريقة بائسة للانتقام، فالفن ليس لتصفية الحسابات.
* أي لن تظهر في الجزء الخامس المقبل، ولن يعود العكيد أبو شهاب؟
- أبدا ونهائيا لن يظهر العكيد أبو شهاب، رغم قيام القائمين على المسلسل بالترويج عبر الصحافة والإنترنت بعودة أبو شهاب، وهي محاولات لإحياء هذا المسلسل مرة أخرى، وقد وجهت إنذارا عبر كاتب العدل لمخرج «باب الحارة» بعدم استغلال اسمي للترويج للجزء الخامس، خصوصا أنني فتحت عددا من مواقع الإنترنت الإخبارية فوجدت صوري بشخصية العكيد أبو شهاب، وأخبار تردد عودة أبو شهاب، وهم يعرفون أنني غير موجود، ولن أعود نهائيا مهما حصل.
* هل لديك أعمال خارج سورية، هل دعيت للمشاركة في الدراما المصرية؟
- نعم دعيت إلى مصر هذا العام للمشاركة في فيلم سينمائي مع المخرج محمد خالد، ومسلسل تلفزيوني مع المخرج أحمد صقر، وكلمني المنتج طارق صيام للمشاركة في مسلسل مصري، ولكن اعتذرت لأنني، وكما شاهدت بعض تجارب المشاركات السورية في الدراما المصرية، وجدت أنها ليست حالة متكاملة، وأن هناك حلقة ناقصة عندما يمثل ممثل سوري في مصر، هناك ممثلون نجحوا بحدود، ولكن أحب أن يكون هنا النجاح كاملا، وأنا أحترم الدراما المصرية ولكنني لست من المتحمسين والمتشجعين كثيرا للمشاركة في الدراما المصرية، ولست من المتهافتين على العمل فيها، ولكن عندما يعجبني النص فلن أتردد بالمشاركة في أي دور، ولكن بلهجتي؛ لأنني سأكون أكثر صدقا وأكثر إتقانا.
* أعمال البيئة الشامية كظاهرة كاسحة في خارطة الدراما، كيف نحافظ على ألقها ونجاحها وعدم الوقوع في فخ التكرار واجترار الأعمال الناجحة؟
- لا يوجد اجترار ولا تكرار، ولا كثرة في أعمال البيئة الشامية؛ فهناك عملان أو ثلاثة كل عام، وهو جزء بسيط من 30 مسلسلا سوريا ينجز في العام، وهو رقم منطقي جدا.
* ولكن هناك من يقول بتشابه الشخصيات في هذا النوع من المسلسلات؟
- لا، أبدا، لا يوجد تشابه، فلو أخذنا مثلا مسلسلي «بيت جدي» و«باب الحارة» وقارنا بينهما، نلاحظ أن هناك مفهوما مختلفا بين العملين في طريقة تناول البيئة الشامية؛ ففي «باب الحارة» وبكل أجزائه هناك مع أو ضد، حيث لا توجد أطياف؛ فإما وطني أو جاسوس، لا يوجد حل وسط، بينما في «بيت جدي» كان هناك وضع مختلف؛ فمثلا جسدت أنا شخصية وطنية مع المقاومة (أبو حجاز) بينما أخي يعمل مع الفرنسيين، والأب يقف حائرا بين الابنين، وكان هناك شيء أقرب للتصديق وأقرب للمنطق والواقع الذي عاشته سورية في تلك المرحلة، وبرأيي أن «باب الحارة» مكتوب بذهنية عام 2000، وليس بذهنية عام 1920؛ ففي الفترة الحالية توجد ظاهرة في العالم العربي، وهي إما معنا أو ضدنا، لا نقبل رأي الآخر.
* البعض يقول عن أعمال البيئة الشامية إنها فانتازيا شامية، وليست واقعية، ولا تمت للواقع بصلة، وشخصياتها بعيدة عن البيئة الشامية الحقيقية؟
- في رأيي أنها تقريبا فانتازيا شامية، ولكن تأخذ أدواتها من مرحلة أحبها الناس، وهناك حكايات كثيرة لا تنتهي؛ فدمشق مدينة قديمة جدا، وفيها الكثير من الحكايات لا تنتهي، والمواقف التي حصلت يمكن للكتاب الاستفادة منها وتقديم أعمال تلفزيونية بالاعتماد عليها، ويقدمونها للجمهور العريض، وهذا شيء مشروع في الفن، فهناك مراحل كثيرة كرست في الفن العالمي في أميركا وأوروبا، وفي العالم كله هناك مراحل غنية انتهل منها الكتاب، وقدموا أعمالا كثيرة، وما زالوا ينهلون منها.
* ما رأيك في ظاهرة الأعمال المدبلجة وما قيل عن تأثيرها على الدراما السورية، وهل عرض عليك أحد المشاركة بصوتك فيها؟
- طبعا لم ولن يتجرأ أحد على الطلب مني المشاركة فيها؛ فأنا لا أبيع صوتي لأي دراما في العالم، وأنا لا أستطيع (ليس من موقعي كفنان، بل من كوني مثقفا عربيا) التحدث عن الدراما المدبلجة، طالما الجمهور يحب هذا النوع من الدراما، وأنا لست مع هذه الظاهرة وتكريسها كشكل عضوي أساسي في ذائقة الفرجة العربية؛ فإلى حد ما ربما هي تقدم صورة للعرب عن طبيعة حياة بلد ما، ولكن فيها طمس ملامح وتشويش حيث طبيعة شخص تختلف عن طبيعة شخص آخر، وتقدم بلهجة مغايرة للمشاهد حيث تقدم أفكارا غير موجودة في المجتمع العربي، ولا تتناسب معه أحيانا، لكن الجمهور أحبها وأنا أرى فيها الميلودراما، وهي مرض من أمراض الدراما، فهي موجودة في الدراما التركية بشكل قوي ومركز، ويتم التركيز عليها في كل المسلسلات التركية، وعلى ما يبدو فإن النسبة الكبرى من الشعب العربي شعب حزين عاطفي يحب الميلودراما، ويحب الموقف الدرامي الذي يصل إلى البكاء، وحتى أكثر من مرحلة البكاء، وتكرار حالة البكاء، وأنا كنت مع الدراما المدبلجة في أن تُدبلج باللغة العربية الفصحى، كنوع من تأطير هذه الحالات على أنها دراما طارئة، وليست دراما وطنية، ولكن تحويلها للهجة العامية خطر على المدى البعيد.
* هناك تحديات تواجه الدراما السورية، البعض يخاف عليها من التراجع من حيث عدد الأعمال المنتجة في الموسم الواحد، ما رأيك بذلك، ومقترحاتك للمحافظة عليها؟
- من حيث الكم الإنتاجي، يتعلق الأمر هنا بالأزمة المالية العالمية؛ لأن الكتلة الإعلانية المعروضة في القنوات الفضائية قلَّت، وهذا ما جعل هذه القنوات تخفف الطلب على الأعمال الدرامية فقل عددها، ولكن أرى أن الدراما السورية في حالة صحية جيدة، وهناك تنوع دائم ومطلوب في كل موسم، والموسم الماضي، ورغم قلة الأعمال السورية استطاعت أن تفرض وجودها، وعرضت الأعمال السورية في الوقت الذهبي في معظم المحطات العربية، وخاصة القوية منها، وما زال المسلسل السوري يحوز على الوقت الذهبي، وهذا يعني أن المشاهد العربي ما زال يطلب الدراما السورية أولا، كما أنه بحاجة للدراما الخليجية وللدراما المصرية أيضا.
* وما رأيك في ما يقال عن وجود طفرة في ارتفاع أجور الفنانين السوريين، وخاصة ممثلي الصف الأول؟
- من الطبيعي أن تتطور الأجور مع تطور الدراما السورية، فهي صناعة في الأصل، وأي صناعة تتطور سينعكس ذلك إيجابيا على أجور صناعها، وحتى أجور الفنيين تطورت، ومنذ بدء تطور الدراما السورية وفورتها كانت الأجور قليلة، ولكن صدرت الكثير من القرارات التي خدمتها، وجعلتها تتطور بشكل كبير، ومنها تحرير سقف الأجور وتحفيز الدراما السورية، وازدياد نجومية بعض الممثلين السوريين، وكذلك ذهاب بعض الفنانين إلى مصر، جعل الأجور ترتفع للفنانين السوريين، رغم أن ذلك آخر الأسباب التي حفزت رفع الأجور.
* هل أنت راض عن أجرك في المسلسلات؟
- طبعا راض عنه، وبشكل دائم.
* هل لديك هوايات شخصية؟
- نعم، لدي هواية اقتناء الخيول العربية الأصيلة، وشاركت قبل أيام في مسابقة جمال الخيول العربية بدورة 2010 في دمشق، وحصلت على المركز الثاني والرابع في المسابقة.
* ما هي الأعمال الجديدة التي تصورها لموسم رمضان المقبل، والشخصيات التي تقدمها؟
- هناك عملان تلفزيونيان جديدان أصورهما، وهما عمل كوميدي اجتماعي بعنوان: «ملك التاكسي»، وهو يتحدث عن سائق تاكسي عمومي يُدعى أبو جانتي، وهو نموذج بطل شعبي، وشخص بسيط يعيش مع والدته (سامية الجزائري) وشقيقته (تاج حيدر)، ويساعد الركاب الذين يركبون معه في حل مشكلاتهم، ويعمل لدى متعهد سيارات عمومي، ويمكن القول إن أبو جانتي شاهد عصر على مدينة دمشق، وهو شخصية مختلفة، تحمل روح الدعابة، بحيث إن أكبر مشكلة تواجهه يحلها، وأحلامه بسيطة، كما أؤدي دورا في مسلسل من البيئة الشامية يدعى «الدبور» وأجسد فيه شخصية تلقب بالدبور، وهو عمل من جزأين بستين حلقة نصورها كلها حاليا، وسيعرض الجزء الأول في رمضان المقبل، والجزء الثاني في رمضان العام القادم، وهو عمل جميل يضم نخبة من نجوم دراما البيئة الشامية، ويتحدث عن حكاية ظلم وأخذ ثأر وانتقام إنساني للدبور؛ حيث يُطرد من حارته ظلما، ومن ثم يعود ليستعيد مجده وأملاكه وعائلته المشتتة، فهي قصة جميلة من قصص دمشق. وحجم عملي في المسلسلين كبير جدا، ولذلك لم أصور غيرهما في هذا الموسم، بل كنت أرغب في الاستئثار بعمل واحد فقط، وهو مسلسل «ملك التاكسي»، ولكن لما وجدته في نص «الدبور» من مادة جميلة جعلني أقبل العمل فيه رغم ما يشكل لي من تعب وجهد كبير ومضاعف وعبء كبير علي، خاصة أنني أصورهما ونحن نقترب من شهر رمضان المبارك، وصدقني أنه في بعض الأيام لا أنام؛ حيث أتنقل بين العملين لأصور دوري فيهما.
* شخصية أبو جانتي كسائق تاكسي عمومي جسدتها أنت أيضا، وتابعها المشاهد في الجزء السادس من «بقعة ضوء» في لوحة كوميدية، ما أوجه الشبه بين الشخصيتين، وهل لنجاح اللوحة المذكورة علاقة بتقديم مسلسل كامل عنها؟
- طبعا بنينا العمل على هذه اللوحة، خصوصا أن «بقعة ضوء» يقدم فيه الممثل كاركتر في ربع ساعة أو حتى عشر دقائق؛ ففي رأيي أن «بقعة ضوء» هو حقل تجارب لشخصيات ولقطات من المجتمع مهمة، واستكشاف مدى تقبل الناس لهذه الكركترات وتكريسها.
* كيف هي علاقتك مع المخرج بسام الملا؛ حيث جسدت شخصية أبو شهاب في مسلسل «باب الحارة» الذي يخرجه، وحاليا يصور الجزء الخامس منه؟
- العلاقة منقطعة نهائيا، ولم يعد لي علاقة بـ«باب الحارة» نهائيا، واعتذرت عن العمل فيه من الجزء الرابع، ولن أعود نهائيا، وليس لي علاقة مع أحد من القائمين عليه، لا مخرجين ولا منتجين، والسبب أنني لم أقبل ما كان يحاول المخرج أن يقدمه للجمهور، وهذا الكلام أقوله - كما أعتقد - لأول مرة؛ حيث كانت هناك محاولات من مخرج «باب الحارة» لتحويل شخصية العكيد (أبو شهاب) التي جسدتها في الأجزاء الأولى من بطل عربي وبطل في أذهان كل الناس من الطفل وحتى الرجل والمرأة إلى عميل؛ فرفضت قبول تحويل هذه الشخصية بهذا الشكل، ولم أؤثر التحدث فيه لكي لا أخرب صفو العلاقة مع محطة "ام بي سي"، ولدي أوراق وثبوتيات وقَّع عليها المخرج، وعليها ختم شركته أن العكيد أبو شهاب يهرب من الحارة، ويكتشف لاحقا أنه عميل للإنجليز، وهذا لا يمكن أن يتقبله حتى أي طفل عربي أحب شخصية العكيد أبو شهاب وتماهى بها ورأى فيها القوة والعزة والكرامة والشهامة، وهذا سبب اعتذاري عن المشاركة في الجزء الرابع من «باب الحارة»، وآثرت أن أبقي الشخصية في مركز عالٍ ومتقدم وسامٍ بنظر الناس، على أن أسمح بمرور هذا الموضوع وقلب نظرة المشاهدين في الشخصية البطلة، وهذه طريقة بائسة للانتقام، فالفن ليس لتصفية الحسابات.
* أي لن تظهر في الجزء الخامس المقبل، ولن يعود العكيد أبو شهاب؟
- أبدا ونهائيا لن يظهر العكيد أبو شهاب، رغم قيام القائمين على المسلسل بالترويج عبر الصحافة والإنترنت بعودة أبو شهاب، وهي محاولات لإحياء هذا المسلسل مرة أخرى، وقد وجهت إنذارا عبر كاتب العدل لمخرج «باب الحارة» بعدم استغلال اسمي للترويج للجزء الخامس، خصوصا أنني فتحت عددا من مواقع الإنترنت الإخبارية فوجدت صوري بشخصية العكيد أبو شهاب، وأخبار تردد عودة أبو شهاب، وهم يعرفون أنني غير موجود، ولن أعود نهائيا مهما حصل.
* هل لديك أعمال خارج سورية، هل دعيت للمشاركة في الدراما المصرية؟
- نعم دعيت إلى مصر هذا العام للمشاركة في فيلم سينمائي مع المخرج محمد خالد، ومسلسل تلفزيوني مع المخرج أحمد صقر، وكلمني المنتج طارق صيام للمشاركة في مسلسل مصري، ولكن اعتذرت لأنني، وكما شاهدت بعض تجارب المشاركات السورية في الدراما المصرية، وجدت أنها ليست حالة متكاملة، وأن هناك حلقة ناقصة عندما يمثل ممثل سوري في مصر، هناك ممثلون نجحوا بحدود، ولكن أحب أن يكون هنا النجاح كاملا، وأنا أحترم الدراما المصرية ولكنني لست من المتحمسين والمتشجعين كثيرا للمشاركة في الدراما المصرية، ولست من المتهافتين على العمل فيها، ولكن عندما يعجبني النص فلن أتردد بالمشاركة في أي دور، ولكن بلهجتي؛ لأنني سأكون أكثر صدقا وأكثر إتقانا.
* أعمال البيئة الشامية كظاهرة كاسحة في خارطة الدراما، كيف نحافظ على ألقها ونجاحها وعدم الوقوع في فخ التكرار واجترار الأعمال الناجحة؟
- لا يوجد اجترار ولا تكرار، ولا كثرة في أعمال البيئة الشامية؛ فهناك عملان أو ثلاثة كل عام، وهو جزء بسيط من 30 مسلسلا سوريا ينجز في العام، وهو رقم منطقي جدا.
* ولكن هناك من يقول بتشابه الشخصيات في هذا النوع من المسلسلات؟
- لا، أبدا، لا يوجد تشابه، فلو أخذنا مثلا مسلسلي «بيت جدي» و«باب الحارة» وقارنا بينهما، نلاحظ أن هناك مفهوما مختلفا بين العملين في طريقة تناول البيئة الشامية؛ ففي «باب الحارة» وبكل أجزائه هناك مع أو ضد، حيث لا توجد أطياف؛ فإما وطني أو جاسوس، لا يوجد حل وسط، بينما في «بيت جدي» كان هناك وضع مختلف؛ فمثلا جسدت أنا شخصية وطنية مع المقاومة (أبو حجاز) بينما أخي يعمل مع الفرنسيين، والأب يقف حائرا بين الابنين، وكان هناك شيء أقرب للتصديق وأقرب للمنطق والواقع الذي عاشته سورية في تلك المرحلة، وبرأيي أن «باب الحارة» مكتوب بذهنية عام 2000، وليس بذهنية عام 1920؛ ففي الفترة الحالية توجد ظاهرة في العالم العربي، وهي إما معنا أو ضدنا، لا نقبل رأي الآخر.
* البعض يقول عن أعمال البيئة الشامية إنها فانتازيا شامية، وليست واقعية، ولا تمت للواقع بصلة، وشخصياتها بعيدة عن البيئة الشامية الحقيقية؟
- في رأيي أنها تقريبا فانتازيا شامية، ولكن تأخذ أدواتها من مرحلة أحبها الناس، وهناك حكايات كثيرة لا تنتهي؛ فدمشق مدينة قديمة جدا، وفيها الكثير من الحكايات لا تنتهي، والمواقف التي حصلت يمكن للكتاب الاستفادة منها وتقديم أعمال تلفزيونية بالاعتماد عليها، ويقدمونها للجمهور العريض، وهذا شيء مشروع في الفن، فهناك مراحل كثيرة كرست في الفن العالمي في أميركا وأوروبا، وفي العالم كله هناك مراحل غنية انتهل منها الكتاب، وقدموا أعمالا كثيرة، وما زالوا ينهلون منها.
* ما رأيك في ظاهرة الأعمال المدبلجة وما قيل عن تأثيرها على الدراما السورية، وهل عرض عليك أحد المشاركة بصوتك فيها؟
- طبعا لم ولن يتجرأ أحد على الطلب مني المشاركة فيها؛ فأنا لا أبيع صوتي لأي دراما في العالم، وأنا لا أستطيع (ليس من موقعي كفنان، بل من كوني مثقفا عربيا) التحدث عن الدراما المدبلجة، طالما الجمهور يحب هذا النوع من الدراما، وأنا لست مع هذه الظاهرة وتكريسها كشكل عضوي أساسي في ذائقة الفرجة العربية؛ فإلى حد ما ربما هي تقدم صورة للعرب عن طبيعة حياة بلد ما، ولكن فيها طمس ملامح وتشويش حيث طبيعة شخص تختلف عن طبيعة شخص آخر، وتقدم بلهجة مغايرة للمشاهد حيث تقدم أفكارا غير موجودة في المجتمع العربي، ولا تتناسب معه أحيانا، لكن الجمهور أحبها وأنا أرى فيها الميلودراما، وهي مرض من أمراض الدراما، فهي موجودة في الدراما التركية بشكل قوي ومركز، ويتم التركيز عليها في كل المسلسلات التركية، وعلى ما يبدو فإن النسبة الكبرى من الشعب العربي شعب حزين عاطفي يحب الميلودراما، ويحب الموقف الدرامي الذي يصل إلى البكاء، وحتى أكثر من مرحلة البكاء، وتكرار حالة البكاء، وأنا كنت مع الدراما المدبلجة في أن تُدبلج باللغة العربية الفصحى، كنوع من تأطير هذه الحالات على أنها دراما طارئة، وليست دراما وطنية، ولكن تحويلها للهجة العامية خطر على المدى البعيد.
* هناك تحديات تواجه الدراما السورية، البعض يخاف عليها من التراجع من حيث عدد الأعمال المنتجة في الموسم الواحد، ما رأيك بذلك، ومقترحاتك للمحافظة عليها؟
- من حيث الكم الإنتاجي، يتعلق الأمر هنا بالأزمة المالية العالمية؛ لأن الكتلة الإعلانية المعروضة في القنوات الفضائية قلَّت، وهذا ما جعل هذه القنوات تخفف الطلب على الأعمال الدرامية فقل عددها، ولكن أرى أن الدراما السورية في حالة صحية جيدة، وهناك تنوع دائم ومطلوب في كل موسم، والموسم الماضي، ورغم قلة الأعمال السورية استطاعت أن تفرض وجودها، وعرضت الأعمال السورية في الوقت الذهبي في معظم المحطات العربية، وخاصة القوية منها، وما زال المسلسل السوري يحوز على الوقت الذهبي، وهذا يعني أن المشاهد العربي ما زال يطلب الدراما السورية أولا، كما أنه بحاجة للدراما الخليجية وللدراما المصرية أيضا.
* وما رأيك في ما يقال عن وجود طفرة في ارتفاع أجور الفنانين السوريين، وخاصة ممثلي الصف الأول؟
- من الطبيعي أن تتطور الأجور مع تطور الدراما السورية، فهي صناعة في الأصل، وأي صناعة تتطور سينعكس ذلك إيجابيا على أجور صناعها، وحتى أجور الفنيين تطورت، ومنذ بدء تطور الدراما السورية وفورتها كانت الأجور قليلة، ولكن صدرت الكثير من القرارات التي خدمتها، وجعلتها تتطور بشكل كبير، ومنها تحرير سقف الأجور وتحفيز الدراما السورية، وازدياد نجومية بعض الممثلين السوريين، وكذلك ذهاب بعض الفنانين إلى مصر، جعل الأجور ترتفع للفنانين السوريين، رغم أن ذلك آخر الأسباب التي حفزت رفع الأجور.
* هل أنت راض عن أجرك في المسلسلات؟
- طبعا راض عنه، وبشكل دائم.
* هل لديك هوايات شخصية؟
- نعم، لدي هواية اقتناء الخيول العربية الأصيلة، وشاركت قبل أيام في مسابقة جمال الخيول العربية بدورة 2010 في دمشق، وحصلت على المركز الثاني والرابع في المسابقة.
هشام عدرة - الشرق الأوسط
Comment