حقي: «القباني» تكريم لرائد من سورية
تبادر المخرجة السورية الشابة بالابتسام لدى سؤالها عما اذا كانت في موقع التصوير إيناس حقي أو إيناس هيثم حقي في إشارة إلى دور والدها المخرج المخضرم في تكوينها الإخراجي، وتكتفي بالقول بنوع من المواربة المحببة: «أنا إيناس حقي التي تخرجت في مدرسة هيثم حقي. وأجد نفسي ألتقي معه من خلال الشكل الذي اختاره وتفسيره الدراما والنصوص».
وتواصل ايناس حقي تصوير مسلسلها الجديد «أبو خليل القباني» في بيت نظام الدمشقي من دون الاكتفاء بتفاصيل البيت العريق، بل بالإضافة المميزة إلى ديكوراته بغية تحديد ملامح العصر الذي عاش فيه رائد المسرح الغنائي العربي في سورية (1833 – 1903)، وبخاصة أن مقاربة تلفزيونية لشخصية اشكالية مثله قد تخلّف الكثير من التفسيرات. تقول حقي: «إنها محاولة للمقاربة بالتعاون مع النص الذي كتبه الروائي خيري الذهبي، وبالاستعانة بعدد من المراجع التي قادتنا إلى مرحلة الشيخ أبي خليل القباني، ونحن نبذل أقصى ما بوسعنا في هذه المقاربة، فهناك تفاصيل تمنع في شكل من الأشكال مطابقة البيئة مثل الديكورات والأمكنة والاكسسوارات». وعن وجود معوقات أخرى لها علاقة بطبيعة المجتمع الذي عاش الرائد القباني في كنفه تقول حقي: «هناك فجوة في التوثيق لمسيرة حياته الفنية والإبداعية، فما بين خروج ابراهيم باشا من دمشق، ووصول الوالي صبحي باشا الذي تعاون مع القباني في هذه المرحلة نشأت فجوة في المراجع التي تشير إلى حياته وأعماله. وهذا مردّه إلى الانقلاب الذي حدث في بلاد الشام في تلك الحقبة. فثمة حكم مصري كان يمثله ابراهيم باشا، تبدل مع خروجه وحلول صبحي باشا محله، ممثلاً للسلطنة العثمانية في دمشق. وكما جرت العادة في المراحل التاريخية التي تحدث فيها انعطافات كبرى تضيع الكثير من الوثائق، اذ يتواجد موظفون كثر يوثقون لما بقي من العهد البائد، وآخرون يحاولون طمسه لحساب العهد الجديد. هنا يضيع بعض الحقائق وبعض التفاصيل، وان كانت حياة القباني في عهد صبحي باشا موثقة بأمان أكبر، من سفره إلى مصر وحتى نهاية حياته». وعن طبيعة تعاملها كمخرجة مع ما يمكن تسميته بالمرحلة المفقودة من حياة الشيخ التنويري أبي خليل القباني تقول حقي: «لقد استنتجنا من بعض المراجع الحالة الأقرب إلى حياته وأعماله، وإن كان يجب أن نعترف هنا أنه يحق للكاتب بأن يحاول أن يعدل من بعض الأحداث الحقيقية لصالح الصراع الدرامي في المسلسل». وعما اذا كانت هذه الإضافات قد تؤدي إلى خلافات مع الورثة كما هي الحال مع بعض مسلسلات السيرة الذاتية تقول المخرجة الشابة: «في الحقيقة أنا طلبت إلى الورثة في أكثر من مكان بأن تكون صدورهم رحبة، وأن يقبلوا محاولتنا بوصفها رغبة في تكريم هذا الرائد الكبير، ورغبة أكبر بالتطرق إلى شخصية عظيمة تتماشى مع السياق العام لحياته وانجازاته المسرحية في عموم سورية».
وحول معنى مسلسل عن شخصية كانت تطالب بالتواجد بين الناس، فيما الوعد بعرضه مشفّراً في موسم رمضان المقبل على محطة «أوربت» ما يزال قائماً، تقول حقي: «الوعد الأول بأن نعرضه على القناة الأرضية الأولى (السورية) ليكون بين الناس كما كان يرغب هو، أما في ما يتعلق بالوعد الثاني، فهو مطالبتنا بعرضه كاملاً وغير مشفر، ونأمل أن نتمكن من تحقيق هذا». وتضيف حقي حول الايقاع المسرحي الذي فرض نفسه على حياة القباني، وعما اذا كان يقلقها الوقوع فيه: «في الحقيقة، أعوّل على هذا الايقاع المسرحي، باعتبار أن جزءاً كبيراً من الجانب البصري للمسلسل والمعالجة البصرية يتعلق بالقسم المسرحي، بخاصة أننا نتناول بعض هذه الأعمال كدلالة على مشروعه المسرحي. ولن يكون هناك امكان لتناول كل الموشحات والمسرحيات والأغاني التي عمل عليها في حياته». وعن مشروع تلفزيوني مماثل كان في عهدة المخرج السوري مأمون البني حول الشخصية نفسها تقول ايناس حقي موضحة: «عندما علم المخرج البني بأن هناك محاولة في القطاع الخاص لإنتاج مسلسل عن حياة الشيخ القباني وأعماله اعترض في بادئ الأمر من باب أن مسلسلاً كهذا لا بد من أن يكون من انتاج حكومي انطلاقاً من أهمية وقيمة الموضوع بالنسبة للثقافة السورية. ولكن بما أن الهيئة العامة للتلفزيون السوري لم تقدم على انتاج هذا العمل مع العلم أنها تمتلك نصاً عنه منذ عشر سنوات، تقدمت جهة خاصة وأبدت كامل الرغبة والاستعداد لإنتاج هذا العمل دون ابطاء أو تأخير». ولا ترى حقي ضرراً في امكان صنع مسلسلين عن القباني في الوقت ذاته، وتقول: «الموضوع لا يتعلق بي أو بمسلسلي، بل بالجهة المنتجة. وحياة القباني تحتمل صنع الكثير عنه، فهي غنية جداً، ونحن اضطررنا في بعض الاحيان إلى حذف الكثير من الحوادث التي قد لا يتسع لها عملنا».
وتشير حقي الى إن دراستها الأكاديمية لرقص الباليه أفادتها في هذا المسلسل بالذات فـ «الباليه أفادني بشيئين في مجال الاخراج: الأول مفهوم الفضاء والتعامل مع المكان. والآخر مفهوم الجسد. وهذا الأخير مهم في عالم التمثيل وادارة الممثلين».
المسلسل من انتاج «ريلز» فيلم التابعة لشبكة أوربت، ويؤدي فيه النجم السوري باسل الخياط دور القباني، ويشارك فيه نجوم الدراما السورية خالد تاجا، وفاء موصللي، ديمة قندلفت، سلاف عويشق، عبدالهادي الصباغ، اياد أبو الشامات، خالد القيش، إضافة الى ممثلين من لبنان ومصر وعدد كبير من الممثلين الشباب.
تبادر المخرجة السورية الشابة بالابتسام لدى سؤالها عما اذا كانت في موقع التصوير إيناس حقي أو إيناس هيثم حقي في إشارة إلى دور والدها المخرج المخضرم في تكوينها الإخراجي، وتكتفي بالقول بنوع من المواربة المحببة: «أنا إيناس حقي التي تخرجت في مدرسة هيثم حقي. وأجد نفسي ألتقي معه من خلال الشكل الذي اختاره وتفسيره الدراما والنصوص».
وتواصل ايناس حقي تصوير مسلسلها الجديد «أبو خليل القباني» في بيت نظام الدمشقي من دون الاكتفاء بتفاصيل البيت العريق، بل بالإضافة المميزة إلى ديكوراته بغية تحديد ملامح العصر الذي عاش فيه رائد المسرح الغنائي العربي في سورية (1833 – 1903)، وبخاصة أن مقاربة تلفزيونية لشخصية اشكالية مثله قد تخلّف الكثير من التفسيرات. تقول حقي: «إنها محاولة للمقاربة بالتعاون مع النص الذي كتبه الروائي خيري الذهبي، وبالاستعانة بعدد من المراجع التي قادتنا إلى مرحلة الشيخ أبي خليل القباني، ونحن نبذل أقصى ما بوسعنا في هذه المقاربة، فهناك تفاصيل تمنع في شكل من الأشكال مطابقة البيئة مثل الديكورات والأمكنة والاكسسوارات». وعن وجود معوقات أخرى لها علاقة بطبيعة المجتمع الذي عاش الرائد القباني في كنفه تقول حقي: «هناك فجوة في التوثيق لمسيرة حياته الفنية والإبداعية، فما بين خروج ابراهيم باشا من دمشق، ووصول الوالي صبحي باشا الذي تعاون مع القباني في هذه المرحلة نشأت فجوة في المراجع التي تشير إلى حياته وأعماله. وهذا مردّه إلى الانقلاب الذي حدث في بلاد الشام في تلك الحقبة. فثمة حكم مصري كان يمثله ابراهيم باشا، تبدل مع خروجه وحلول صبحي باشا محله، ممثلاً للسلطنة العثمانية في دمشق. وكما جرت العادة في المراحل التاريخية التي تحدث فيها انعطافات كبرى تضيع الكثير من الوثائق، اذ يتواجد موظفون كثر يوثقون لما بقي من العهد البائد، وآخرون يحاولون طمسه لحساب العهد الجديد. هنا يضيع بعض الحقائق وبعض التفاصيل، وان كانت حياة القباني في عهد صبحي باشا موثقة بأمان أكبر، من سفره إلى مصر وحتى نهاية حياته». وعن طبيعة تعاملها كمخرجة مع ما يمكن تسميته بالمرحلة المفقودة من حياة الشيخ التنويري أبي خليل القباني تقول حقي: «لقد استنتجنا من بعض المراجع الحالة الأقرب إلى حياته وأعماله، وإن كان يجب أن نعترف هنا أنه يحق للكاتب بأن يحاول أن يعدل من بعض الأحداث الحقيقية لصالح الصراع الدرامي في المسلسل». وعما اذا كانت هذه الإضافات قد تؤدي إلى خلافات مع الورثة كما هي الحال مع بعض مسلسلات السيرة الذاتية تقول المخرجة الشابة: «في الحقيقة أنا طلبت إلى الورثة في أكثر من مكان بأن تكون صدورهم رحبة، وأن يقبلوا محاولتنا بوصفها رغبة في تكريم هذا الرائد الكبير، ورغبة أكبر بالتطرق إلى شخصية عظيمة تتماشى مع السياق العام لحياته وانجازاته المسرحية في عموم سورية».
وحول معنى مسلسل عن شخصية كانت تطالب بالتواجد بين الناس، فيما الوعد بعرضه مشفّراً في موسم رمضان المقبل على محطة «أوربت» ما يزال قائماً، تقول حقي: «الوعد الأول بأن نعرضه على القناة الأرضية الأولى (السورية) ليكون بين الناس كما كان يرغب هو، أما في ما يتعلق بالوعد الثاني، فهو مطالبتنا بعرضه كاملاً وغير مشفر، ونأمل أن نتمكن من تحقيق هذا». وتضيف حقي حول الايقاع المسرحي الذي فرض نفسه على حياة القباني، وعما اذا كان يقلقها الوقوع فيه: «في الحقيقة، أعوّل على هذا الايقاع المسرحي، باعتبار أن جزءاً كبيراً من الجانب البصري للمسلسل والمعالجة البصرية يتعلق بالقسم المسرحي، بخاصة أننا نتناول بعض هذه الأعمال كدلالة على مشروعه المسرحي. ولن يكون هناك امكان لتناول كل الموشحات والمسرحيات والأغاني التي عمل عليها في حياته». وعن مشروع تلفزيوني مماثل كان في عهدة المخرج السوري مأمون البني حول الشخصية نفسها تقول ايناس حقي موضحة: «عندما علم المخرج البني بأن هناك محاولة في القطاع الخاص لإنتاج مسلسل عن حياة الشيخ القباني وأعماله اعترض في بادئ الأمر من باب أن مسلسلاً كهذا لا بد من أن يكون من انتاج حكومي انطلاقاً من أهمية وقيمة الموضوع بالنسبة للثقافة السورية. ولكن بما أن الهيئة العامة للتلفزيون السوري لم تقدم على انتاج هذا العمل مع العلم أنها تمتلك نصاً عنه منذ عشر سنوات، تقدمت جهة خاصة وأبدت كامل الرغبة والاستعداد لإنتاج هذا العمل دون ابطاء أو تأخير». ولا ترى حقي ضرراً في امكان صنع مسلسلين عن القباني في الوقت ذاته، وتقول: «الموضوع لا يتعلق بي أو بمسلسلي، بل بالجهة المنتجة. وحياة القباني تحتمل صنع الكثير عنه، فهي غنية جداً، ونحن اضطررنا في بعض الاحيان إلى حذف الكثير من الحوادث التي قد لا يتسع لها عملنا».
وتشير حقي الى إن دراستها الأكاديمية لرقص الباليه أفادتها في هذا المسلسل بالذات فـ «الباليه أفادني بشيئين في مجال الاخراج: الأول مفهوم الفضاء والتعامل مع المكان. والآخر مفهوم الجسد. وهذا الأخير مهم في عالم التمثيل وادارة الممثلين».
المسلسل من انتاج «ريلز» فيلم التابعة لشبكة أوربت، ويؤدي فيه النجم السوري باسل الخياط دور القباني، ويشارك فيه نجوم الدراما السورية خالد تاجا، وفاء موصللي، ديمة قندلفت، سلاف عويشق، عبدالهادي الصباغ، اياد أبو الشامات، خالد القيش، إضافة الى ممثلين من لبنان ومصر وعدد كبير من الممثلين الشباب.
Comment