بعد تراجع الممثلين هل ينجح المخرجون في تجربة الإنتاج؟
فيما أصبحت تفاصيل ظاهرة «المنتج ـ الممثل» في الدراما السورية معروفة بكلّ ما فيها من إيجابيات وسلبيات، لم يكن واضحاً للجميع ما اذا كانت هذه الظاهرة ستصل إلى مستوى تأخذ فيه صفة المشاريع بالمعنى المؤسساتي ـ الاقتصادي.. وإن حمل بعضها القليل صفة المشروع الفني وترك تأثيره الواضح على الدراما السورية، ولا سيما في بداية انطلاقتها الثانية في تسعينيات القرن الفائت... فقد اكتفت معظم شركات الإنتاج التي يمتلكها ممثلون بالعمل بصفة منتج منفذ، أو العمل بأموال «سلفة العرض الحصري»، حيث يقرع المنتج أبواب المحطات التلفزيونية ليعرض عليها «بضاعته النظرية» من المسلسلات، لتختار المحطات ما تحتاجه منها وتدفع سلفة مالية لما انتقته، ليعود المنتج بعدها وينفذ ما طلبت المحطة منه.
ومع غياب التمويل، لم يستطع الممثل ـ المنتج أن يصمد طويلاً في سوق الإنتاج الدرامي، وجاءت الأزمة المالية العالمية الأخيرة لترخي بظلال ثقيلة على مشاريعه الدرامية هذه، لنشهد تراجعاً كبيراًَ فيها خلال العامين الأخيرين. ومع هذا التراجع عاد عدد من الممثلين ـ المنتجين إلى العمل مع شركات إنتاج أخرى كممثلين، وذلك بعد سنوات من العمل الطويل في أعمال درامية من إنتاجهم.
هكذا تخلى كلّ من النجوم: أيمن زيدان، سلوم حداد، فراس إبراهيم، سوزان نجم الدين.. وآخرون عن صفة المنتج، ليكتفوا بصفة الممثل خلال السنتين الأخيرتين.. ومنهم مَن تخلّى، على ما يبدو، عن فكرة الإنتاج نهائياً. ومنهم أيضاً، من منح نفسه استراحة محارب بانتظار تعافي السوق الإنتاجي من الهزات المالية التي عصفت به مفضّلاً التمهّل في الإنتاج.. فيما ينتظر آخرون تمويل يطرق باب شركاتهم ليعاودوا مسيرتهم الإنتاجية.
إذاً.. أحياناً يكون الحدث الذي لم يحصل هو الأكثر دلالة، وتراجع ظاهرة «الممثل ـ المنتج» خلال العامين الأخيرين ستبدو المؤشر الحاسم، في أنّها لم تشكّل مشاريع مؤسسات بمقدار ما كانت مشاريع مدفوعة بقوة نجاحات الدراما السورية ورغبة سوق العرض الفضائي بالمسلسل السوري ونجاح الممثل السوري (أيمن زيدان مثالاً) في إدارة أعمال درامية ضخمة («نهاية رجل شجاع»، «أخوة التراب»..).
ومع انخفاض أسهم تلك الظاهرة (الممثل ـ المنتج) في سوق العرض الدرامي اليوم، ترتفع حظوظ ظاهرة مشابهة هي ظاهرة «المخرج ـ المنتج»، وللأسباب ذاتها التي ساهمت في خروج الممثل من ساحة الإنتاج، أي بقوة دفع رغبة الآخرين بأعمال هذا المخرج وثقة بمنتجه الدرامي.. فقام المخرج حاتم علي بتأسيس شركة «صورة» للإنتاج الفني بقوة دفع من مسلسل «صراع على الرمال» وسمعته الإخراجية التي سبقت هذا العمل. ودخل المخرج بسام الملا سوق الإنتاج بفعل مسلسل «باب الحارة». وجاءت ثقة قناة «أبو ظبي» وقنوات فضائية أخرى بالقدرات الإخراجية للمخرج نجدت أنزور لتدفعه لتبني إنتاج أكثر من مسلسل هذا العام. وبالمثل جاءت شراكة باسل الخطيب مع شركة إنتاج مصرية للقيام بإنتاج مسلسله «أنا القدس».
وتبدو معادلة «المخرج ـ المنتج» قياساً بطبيعة العمل في الدراما السورية، والتي تميل إلى البطولة الجماعية في التمثيل ونسب العمل إلى اسم مخرجه، الأكثر استقراراً وقدرة على الاستمرار في السوق الإنتاجي السوري.. إلا أنّ ذلك لا يعفي أصحابها من ضرورة الاستفادة من دروس تجربة «الممثل ـ المنتج»، والعمل مرحلياً على تأسيس شركات بملاءات مالية وقدرات مؤسساتية، لامتلاك القدرة على الاستمرار والعمل في السوق الإنتاجي الدرامي حتى لو تخلى عنها الآخرون.
ويبقى الدرس الأول المستوحى من تراجع دور «الممثل ـ المنتج» في الدراما السورية وقد بالغ بدور «المنتج ـ المنفذ» هو التالي: لكي تصحّ التوقعات بشأن حركة الإنتاج في الدراما السورية، من المهم متابعة البيانات الاقتصادية لجهات التمويل وأغلبها (خارجي وخليجي)، واتجاهات الفضائيات العربية ورغباتها .
يذكر أن الفنان عبد الهادي الصباغ يكاد أن يكون الممثل ـ المنتج الوحيد الذي استمر في العمل خلال العامين الأخيرين. بينما انضمت الفنانة لورا أبو أسعد لسوق «المنتج ـ الممثل» هذا العام بإنتاجها مسلسل «قيود عائلية». وقد عاد الفنان سامر المصري ليخوض تجربة الإنتاج في مسلسل «يوميات أبو جانتي ـ ملك التاكسي» وهي التجربة الإنتاجية الثانية له بعد مسلسل «حكم العدالة» الذي أنجزه قبل عامين
فيما أصبحت تفاصيل ظاهرة «المنتج ـ الممثل» في الدراما السورية معروفة بكلّ ما فيها من إيجابيات وسلبيات، لم يكن واضحاً للجميع ما اذا كانت هذه الظاهرة ستصل إلى مستوى تأخذ فيه صفة المشاريع بالمعنى المؤسساتي ـ الاقتصادي.. وإن حمل بعضها القليل صفة المشروع الفني وترك تأثيره الواضح على الدراما السورية، ولا سيما في بداية انطلاقتها الثانية في تسعينيات القرن الفائت... فقد اكتفت معظم شركات الإنتاج التي يمتلكها ممثلون بالعمل بصفة منتج منفذ، أو العمل بأموال «سلفة العرض الحصري»، حيث يقرع المنتج أبواب المحطات التلفزيونية ليعرض عليها «بضاعته النظرية» من المسلسلات، لتختار المحطات ما تحتاجه منها وتدفع سلفة مالية لما انتقته، ليعود المنتج بعدها وينفذ ما طلبت المحطة منه.
ومع غياب التمويل، لم يستطع الممثل ـ المنتج أن يصمد طويلاً في سوق الإنتاج الدرامي، وجاءت الأزمة المالية العالمية الأخيرة لترخي بظلال ثقيلة على مشاريعه الدرامية هذه، لنشهد تراجعاً كبيراًَ فيها خلال العامين الأخيرين. ومع هذا التراجع عاد عدد من الممثلين ـ المنتجين إلى العمل مع شركات إنتاج أخرى كممثلين، وذلك بعد سنوات من العمل الطويل في أعمال درامية من إنتاجهم.
هكذا تخلى كلّ من النجوم: أيمن زيدان، سلوم حداد، فراس إبراهيم، سوزان نجم الدين.. وآخرون عن صفة المنتج، ليكتفوا بصفة الممثل خلال السنتين الأخيرتين.. ومنهم مَن تخلّى، على ما يبدو، عن فكرة الإنتاج نهائياً. ومنهم أيضاً، من منح نفسه استراحة محارب بانتظار تعافي السوق الإنتاجي من الهزات المالية التي عصفت به مفضّلاً التمهّل في الإنتاج.. فيما ينتظر آخرون تمويل يطرق باب شركاتهم ليعاودوا مسيرتهم الإنتاجية.
إذاً.. أحياناً يكون الحدث الذي لم يحصل هو الأكثر دلالة، وتراجع ظاهرة «الممثل ـ المنتج» خلال العامين الأخيرين ستبدو المؤشر الحاسم، في أنّها لم تشكّل مشاريع مؤسسات بمقدار ما كانت مشاريع مدفوعة بقوة نجاحات الدراما السورية ورغبة سوق العرض الفضائي بالمسلسل السوري ونجاح الممثل السوري (أيمن زيدان مثالاً) في إدارة أعمال درامية ضخمة («نهاية رجل شجاع»، «أخوة التراب»..).
ومع انخفاض أسهم تلك الظاهرة (الممثل ـ المنتج) في سوق العرض الدرامي اليوم، ترتفع حظوظ ظاهرة مشابهة هي ظاهرة «المخرج ـ المنتج»، وللأسباب ذاتها التي ساهمت في خروج الممثل من ساحة الإنتاج، أي بقوة دفع رغبة الآخرين بأعمال هذا المخرج وثقة بمنتجه الدرامي.. فقام المخرج حاتم علي بتأسيس شركة «صورة» للإنتاج الفني بقوة دفع من مسلسل «صراع على الرمال» وسمعته الإخراجية التي سبقت هذا العمل. ودخل المخرج بسام الملا سوق الإنتاج بفعل مسلسل «باب الحارة». وجاءت ثقة قناة «أبو ظبي» وقنوات فضائية أخرى بالقدرات الإخراجية للمخرج نجدت أنزور لتدفعه لتبني إنتاج أكثر من مسلسل هذا العام. وبالمثل جاءت شراكة باسل الخطيب مع شركة إنتاج مصرية للقيام بإنتاج مسلسله «أنا القدس».
وتبدو معادلة «المخرج ـ المنتج» قياساً بطبيعة العمل في الدراما السورية، والتي تميل إلى البطولة الجماعية في التمثيل ونسب العمل إلى اسم مخرجه، الأكثر استقراراً وقدرة على الاستمرار في السوق الإنتاجي السوري.. إلا أنّ ذلك لا يعفي أصحابها من ضرورة الاستفادة من دروس تجربة «الممثل ـ المنتج»، والعمل مرحلياً على تأسيس شركات بملاءات مالية وقدرات مؤسساتية، لامتلاك القدرة على الاستمرار والعمل في السوق الإنتاجي الدرامي حتى لو تخلى عنها الآخرون.
ويبقى الدرس الأول المستوحى من تراجع دور «الممثل ـ المنتج» في الدراما السورية وقد بالغ بدور «المنتج ـ المنفذ» هو التالي: لكي تصحّ التوقعات بشأن حركة الإنتاج في الدراما السورية، من المهم متابعة البيانات الاقتصادية لجهات التمويل وأغلبها (خارجي وخليجي)، واتجاهات الفضائيات العربية ورغباتها .
يذكر أن الفنان عبد الهادي الصباغ يكاد أن يكون الممثل ـ المنتج الوحيد الذي استمر في العمل خلال العامين الأخيرين. بينما انضمت الفنانة لورا أبو أسعد لسوق «المنتج ـ الممثل» هذا العام بإنتاجها مسلسل «قيود عائلية». وقد عاد الفنان سامر المصري ليخوض تجربة الإنتاج في مسلسل «يوميات أبو جانتي ـ ملك التاكسي» وهي التجربة الإنتاجية الثانية له بعد مسلسل «حكم العدالة» الذي أنجزه قبل عامين
Comment