سلافة معمار ..بطلة 4 مسلسلات هذا العام
وراء ذلك الوجه الجميل، وتلك الملامح البريئة تكمن موهبة تمردت على كل شيء، فواقعها الذي رفضته في “زمن العار” سجل “بثينة” في أرشيفنا الدرامي الفني اسما لا نستطيع إلا أن نكرمه، واختياراتها التي لا تسير على وتيرة واحدة جعلتنا نراها في كل الفصول والألوان، فهي الشابة الجميلة وفتاة الأحلام، وهي الأخت الحنون والحضن الدافئ الذي يحتوي العالم كله، وهي القوية المتمردة، وهي في نفس الوقت “الحفيانة” التي تجسدها بدور “صبحة” في “أبواب الغيم” المسلسل البدوي الذي تقوم بتصويره حالياً بين دبي وسوريا والمغرب. إنها الفنانة السورية المبدعة سلافة معمار التي جمعت بين جمال الشكل والمضمون لتثبت للجميع أن فوزها بالجوائز العديدة لا تستحقه إلا فنانة مثقفة ومتواضعة وواثقة بنفسها. التقيناها في صحراء المرموم على طريق دبي - العين حين كانت تصور بعض المشاهد هناك وكان لنا معها هذا الحوار:
من هي “صبحة الحفيانة” وما الذي أغراك لتقديم هذا الدور؟
- “صبحة الحفيانة” فتاة بدوية، وشخصية برية مشاكسة ومتمردة وسليطة اللسان، وهي كما صورها الكاتب “العنزة الشاردة المتمردة على القطيع” والتي يمتزج في شكلها البياض مع الاحمرار، تبدأ هذه الفتاة منذ صغرها في أوائل العشرينات بالعمل، ويمتد دورها حتى تصل إلى سبعين عاما، وتمر بقصة حب مع “مجول” الشخصية التي يجسدها عبد المحسن النمر، ولكن بطريقة مختلفة، فعلى صعيد البوح بهذا الحب سيكون الأمر مختلفا حيث سنراه يتجسد بشكل غير مباشر لنلمحه بين السطور، وهو ما أراه مميزاً بالنص.
هل ترددت في قبول المشاركة ب”أبواب الغيم” أم وافقت فوراً؟
- أعجبني النص لحظة قراءتي له، ولكن كنت أرى الفكرة غريبة نوعاً ما، فكوني سأقدم دور فتاة بدوية في الصحراء وأنا لا أحمل ملامحها لأنني شقراء وبيضاء كانت تلك علامة استفهام بالنسبة لي، ولكن اختيار حاتم علي لي لأجسد هذه الشخصية جعلني أقرر خوض التحدي، فاختياره يعني أنه رأى بي شيئاً مميزاً سأضيفه للدور، قررت ألا أسمح لهذه التجربة المغرية والغنية بأن تضيع مني، خصوصاً أن القصة والأشعار لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والنص رائع والمخرج متميز، والإنتاج ضخم، والممثلون رائعون.
ألا ترين قيامك بتجسيد شخصية البدوية “الحفيانة” التي تصل إلى عمر السبعين عاما مغامرة كبيرة، حيث ستتخلين عن جزء كبير من جمالك؟
- هذا العمل كله بالنسبة لي مغامرة كبيرة، ابتداء من الشكل وانتهاء بمكان التصوير، ولكن سبق لي أن تخليت عن “الماكياج” في “زمن العار” الذي شكل لي نقلة نوعية في مسيرتي الفنية، ولكني أريد أن اعرف ردة فعل الجمهور علي كفتاة بدوية بعيدة كل البعد عن الصورة المعهودة للملامح البدوية، إلى جانب العجوز التي سأظهر عليها في عمر السبعين، والتي سيكون شكلي فيها مختلفاً وجديداً، ولكني رغم ذلك أرى أن هذه هي متعة التمثيل، حيث يستطيع الممثل أن يغير ويتلون في شكله ويظهر بشخصيات وأدوار مختلفة، وبالنسبة لشكلي الطبيعي فالجمهور يعرفه من خلال أعمالي الحديثة، ولكن كم هو مغر أن يكون لي الخيار بأن أغير مظهري بالكامل، أو أن أظهر بلا “ماكياج” ليشعر الجمهور بطبيعتي وعفويتي على الشاشة.
وماذا عن مكان التصوير والصعوبات التي تواجهك فيه؟
- الصحراء جميلة جداً، ولكن التصوير فيها متعب لظروفها القاسية، فحرارة الجو والرمال والغبار والتعرض المباشر لعوامل الطبيعة من الصعب تحملها، ولكنها رغم ذلك متعة كبيرة، ويكفي المدى الذي يستوعب امتداد نظري في الصحراء فيعطيني شعورا بالراحة.
بما أنه العمل البدوي الأول بالنسبة لك، هل شكلت لك اللهجة مشكلة؟
- كانت اللهجة ولا تزال مشكلة بالنسبة لي، وكونها المرة الأولى التي أقدم فيها عملاً بدوياً، فالموضوع يتطلب مني الكثير من التدريب، وتكرار تصوير المشاهد، حتى أتجاوز حاجز اللغة ويبدأ احساسي بالشخصية، ورغم أن هذا أمر متعب إلا أنه ممتع لأنه يجعلني أدخل عوالم جديدة ويضيف إلى رصيدي لهجة جميلة.
تم تكريمك عن دور “بثينة” في “زمن العار” ماذا يمثل لك هذا الدور؟
- حصلت “بثينة” على جوائز عدة كجائزة دبي للدراما وجائزة مهرجان القاهرة وجائزة مهرجان أدونيا في سوريا، إلى جانب حصولها على المركز الأول باستفتاءات مجلات كثيرة، وهذا أسعدني كثيراً، فمن الجميل أن يشعر الفنان بالتقدير حين يقدم عملاً مميزاً، حيث يترك هذا التقدير بصمة إيجابية في نفسه ويدفعه لتقديم الأفضل، كما أن ردة فعل الناس حين ألتقي بهم في الشوارع جميلة حيث يحدثونني عن هذا الدور وهذا هو بنظري الجائزة الكبرى.
ما الذي ميز “زمن العار” عن غيره برأيك؟
توفرت في “زمن العار” كل شروط العمل المميز بإجماع النقاد، فالنص رائع، والمخرجة مبدعة والممثلون معروفون بقدراتهم التمثيلية الفائقة، كما أن عرضه على قناة مهمة زاد انتشاره.
وما الذي ميزك فيه رغم مسيرتك الفنية الطويلة وتقديمك لأعمال كثيرة؟
في مسيرة أي فنان يكون هناك منعطف يتعلق بدور معين وشخصية أداها، و”بثينة” حركت في داخلي أشياء كثيرة، فكلنا نعرف هذه الفتاة، انها واحدة من أخواتنا وقريباتنا وجاراتنا، وتعيش معنا وبيننا، هذه الواقعية أشعرتني بالشخصية التي لامست العالم ليتعاطف معها، إلى جانب أن “بثينة” كانت الشخصية المحورية التي تدور حولها الأحداث، وهو ما أعطاها فرصة للعب بالتمثيل وإظهار قدراتها، ونجاحها يؤكد أننا في الوطن العربي نمتلك مشكلة عامة في النصوص وهي أننا نبعد المرأة عن أن تكون هي المحور، فالشخصية النسائية لدينا لا تحمل عادة دور البطولة، وهو عكس ما رأيناه في “زمن العار” الذي سلط الضوء على المرأة وبين أنها تحتمل أن تكون مركز الأحداث.
ذكرت أن العالم تعاطف مع “بثينة” في “زمن العار” رغم أنه في الواقع لا يقبل عارها، فما سبب هذا التعاطف برأيك؟
- العالم تعاطف مع “بثينة” لوجود معالجة صحيحة للشخصية، فهناك كتاب أبدعوا في تقديم هذه المعالجة بطريق صحيحة، حيث عرضوا الدوافع الإنسانية والعاطفية التي دفعت “بثينة” لارتكاب هذا الفعل الشائن اجتماعيا، فالفضل في المقام الأول يعود للمعالجة الذكية في النص، إلى جانب أن رشا شربتجي مخرجة مرهفة الحس إلى حد كبير، وقريبة جدا من الممثلين وتعطيهم مساحات واسعة ليعبروا عن الشخصية التي يلعبونها، هذا كله ساعدني على أن أتفاعل مع ظروف “بثينة” وأندمج معها بصدق، وأجسد مشاعرها ومعاناتها وحاجاتها العاطفية والنفسية.
إلى أي مدى يستطيع المخرج التأثير في الممثل وإظهار أفضل ما لديه؟
- المخرج والممثل خطان متوازيان، وإن لم يكن بينهما اتفاق وراحة وتفاهم على الأهداف العليا للشخصية فمن المؤكد أنه ستنتج عن ذلك هوة كبيرة، ولا شك في أن رشا شربتجي كان لها دور كبير في ظهوري بصورة مميزة في “زمن العار”، فهي حساسة جدا وتقوم بالتحضير الجيد قبل التصوير، وتتناقش مع الممثل في الحركات وردود الأفعال وغيرها، وهذه التهيئة قبل العمل تجعلنا نحصل على نتائج جيدة، ولكن في النهاية لا يبدع المخرج بلا ممثل مبدع، ولا يقدم الممثل دورا لامعا بلا مخرج متميز.
هل تلقيت عروضا من الدراما المصرية بعد تألقك في “زمن العار”؟
- تلقيت عروضاً كثيرة ولم أقبلها، ولا يعني ذلك أنني ضد العمل في مصر، بل على العكس تماما، فالعمل بأي بلد في الوطن العربي يعتبر تجربة جديدة وخصوصا في مصر التي تحقق الانتشار السريع، ولكني أفضل حين أقدم عملا في مصر أن يكون مختلفا عما يقدم لي في سوريا على الأقل، وأن يشكل لي نقلة مميزة ومختلفة، ولذا فلن أعمل في مصر إلا حين أتلقى دورا يقدم لي شيئاً مختلفاً.
ما رأيك بالدراما العربية، وهل ترينها ضائعة الهوية؟
- لا، على العكس، فهويتها عربية، وأرى هذا الدمج بين دول الوطن العربي إضافة للدراما، فعمل مثل “هدوء نسبي” الذي احتوى على ممثلين من جنسيات مختلفة لا نستطيع أن نراه إلا متميزا بكل المقاييس، حيث نشعر بغنى العمل وثقله، وخصوصا إن كانت هناك ضرورة درامية تتطلب ذلك الدمج، كما أن ذلك يزيد الألفة، وها نحن في “أبواب الغيم” نقدم عملاً عربياً يجمع نجوما من الأردن وسوريا ولبنان والسعودية وغيرهم، وهذا في مصلحة العمل برأيي.
تشاركين في أعمال عدة ستعرض في شهر رمضان المقبل، حدثينا عنها؟
أصور حاليا “أبواب الغيم” وهي التجربة الأولى التي تجمعني بحاتم علي، وأشارك في مسلسل “ما ملكت أيمانكم” مع نجدت أنزور، كما يجسد “قيود عائلية” الذي كتبته يارا صبري وريما فليحان تعاملي للمرة الثانية مع ماهر صليبي، وسأكون ضيفة بدور صغير في مسلسل “أهل الراية”، وسأحاول ألا أفوت فرصة المشاركة في مسلسل “يخت شرقي” مع رشا شربتجي إن كان الوقت مناسبا واستطعت التوفيق بينه وبين “أبواب الغيم” لأن العمل مع رشا متعة كبيرة.
نلاحظ اختلافاً في استراتيجيتك هذا العام عن السابق، حيث تشاركين بأربعة أعمال وتتمنين المشاركة بالخامس، على عكس تفرغك ل”زمن العار” العام الماضي، ما السبب؟
- في كل موسم يضع الفنان استراتيجية معينة تناسب ظروفه ورؤيته، فحين كنت أصور “زمن العار” رفضت الأعمال التي عرضت علي لأني كنت قد قررت ألا أقدم غيره في تلك الفترة، ولكني في الوقت الحالي أشعر برغبة بتقديم أكثر من عمل، وربما أكتفي العام المقبل بعمل واحد، فلكل سنة حساباتها واستراتيجيتها، وغالباً ما تأتي الاستراتيجيات مختلفة من عام لآخر، وأتمنى أن تكون استراتيجيتي لهذا العام موفقة.
وراء ذلك الوجه الجميل، وتلك الملامح البريئة تكمن موهبة تمردت على كل شيء، فواقعها الذي رفضته في “زمن العار” سجل “بثينة” في أرشيفنا الدرامي الفني اسما لا نستطيع إلا أن نكرمه، واختياراتها التي لا تسير على وتيرة واحدة جعلتنا نراها في كل الفصول والألوان، فهي الشابة الجميلة وفتاة الأحلام، وهي الأخت الحنون والحضن الدافئ الذي يحتوي العالم كله، وهي القوية المتمردة، وهي في نفس الوقت “الحفيانة” التي تجسدها بدور “صبحة” في “أبواب الغيم” المسلسل البدوي الذي تقوم بتصويره حالياً بين دبي وسوريا والمغرب. إنها الفنانة السورية المبدعة سلافة معمار التي جمعت بين جمال الشكل والمضمون لتثبت للجميع أن فوزها بالجوائز العديدة لا تستحقه إلا فنانة مثقفة ومتواضعة وواثقة بنفسها. التقيناها في صحراء المرموم على طريق دبي - العين حين كانت تصور بعض المشاهد هناك وكان لنا معها هذا الحوار:
من هي “صبحة الحفيانة” وما الذي أغراك لتقديم هذا الدور؟
- “صبحة الحفيانة” فتاة بدوية، وشخصية برية مشاكسة ومتمردة وسليطة اللسان، وهي كما صورها الكاتب “العنزة الشاردة المتمردة على القطيع” والتي يمتزج في شكلها البياض مع الاحمرار، تبدأ هذه الفتاة منذ صغرها في أوائل العشرينات بالعمل، ويمتد دورها حتى تصل إلى سبعين عاما، وتمر بقصة حب مع “مجول” الشخصية التي يجسدها عبد المحسن النمر، ولكن بطريقة مختلفة، فعلى صعيد البوح بهذا الحب سيكون الأمر مختلفا حيث سنراه يتجسد بشكل غير مباشر لنلمحه بين السطور، وهو ما أراه مميزاً بالنص.
هل ترددت في قبول المشاركة ب”أبواب الغيم” أم وافقت فوراً؟
- أعجبني النص لحظة قراءتي له، ولكن كنت أرى الفكرة غريبة نوعاً ما، فكوني سأقدم دور فتاة بدوية في الصحراء وأنا لا أحمل ملامحها لأنني شقراء وبيضاء كانت تلك علامة استفهام بالنسبة لي، ولكن اختيار حاتم علي لي لأجسد هذه الشخصية جعلني أقرر خوض التحدي، فاختياره يعني أنه رأى بي شيئاً مميزاً سأضيفه للدور، قررت ألا أسمح لهذه التجربة المغرية والغنية بأن تضيع مني، خصوصاً أن القصة والأشعار لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والنص رائع والمخرج متميز، والإنتاج ضخم، والممثلون رائعون.
ألا ترين قيامك بتجسيد شخصية البدوية “الحفيانة” التي تصل إلى عمر السبعين عاما مغامرة كبيرة، حيث ستتخلين عن جزء كبير من جمالك؟
- هذا العمل كله بالنسبة لي مغامرة كبيرة، ابتداء من الشكل وانتهاء بمكان التصوير، ولكن سبق لي أن تخليت عن “الماكياج” في “زمن العار” الذي شكل لي نقلة نوعية في مسيرتي الفنية، ولكني أريد أن اعرف ردة فعل الجمهور علي كفتاة بدوية بعيدة كل البعد عن الصورة المعهودة للملامح البدوية، إلى جانب العجوز التي سأظهر عليها في عمر السبعين، والتي سيكون شكلي فيها مختلفاً وجديداً، ولكني رغم ذلك أرى أن هذه هي متعة التمثيل، حيث يستطيع الممثل أن يغير ويتلون في شكله ويظهر بشخصيات وأدوار مختلفة، وبالنسبة لشكلي الطبيعي فالجمهور يعرفه من خلال أعمالي الحديثة، ولكن كم هو مغر أن يكون لي الخيار بأن أغير مظهري بالكامل، أو أن أظهر بلا “ماكياج” ليشعر الجمهور بطبيعتي وعفويتي على الشاشة.
وماذا عن مكان التصوير والصعوبات التي تواجهك فيه؟
- الصحراء جميلة جداً، ولكن التصوير فيها متعب لظروفها القاسية، فحرارة الجو والرمال والغبار والتعرض المباشر لعوامل الطبيعة من الصعب تحملها، ولكنها رغم ذلك متعة كبيرة، ويكفي المدى الذي يستوعب امتداد نظري في الصحراء فيعطيني شعورا بالراحة.
بما أنه العمل البدوي الأول بالنسبة لك، هل شكلت لك اللهجة مشكلة؟
- كانت اللهجة ولا تزال مشكلة بالنسبة لي، وكونها المرة الأولى التي أقدم فيها عملاً بدوياً، فالموضوع يتطلب مني الكثير من التدريب، وتكرار تصوير المشاهد، حتى أتجاوز حاجز اللغة ويبدأ احساسي بالشخصية، ورغم أن هذا أمر متعب إلا أنه ممتع لأنه يجعلني أدخل عوالم جديدة ويضيف إلى رصيدي لهجة جميلة.
تم تكريمك عن دور “بثينة” في “زمن العار” ماذا يمثل لك هذا الدور؟
- حصلت “بثينة” على جوائز عدة كجائزة دبي للدراما وجائزة مهرجان القاهرة وجائزة مهرجان أدونيا في سوريا، إلى جانب حصولها على المركز الأول باستفتاءات مجلات كثيرة، وهذا أسعدني كثيراً، فمن الجميل أن يشعر الفنان بالتقدير حين يقدم عملاً مميزاً، حيث يترك هذا التقدير بصمة إيجابية في نفسه ويدفعه لتقديم الأفضل، كما أن ردة فعل الناس حين ألتقي بهم في الشوارع جميلة حيث يحدثونني عن هذا الدور وهذا هو بنظري الجائزة الكبرى.
ما الذي ميز “زمن العار” عن غيره برأيك؟
توفرت في “زمن العار” كل شروط العمل المميز بإجماع النقاد، فالنص رائع، والمخرجة مبدعة والممثلون معروفون بقدراتهم التمثيلية الفائقة، كما أن عرضه على قناة مهمة زاد انتشاره.
وما الذي ميزك فيه رغم مسيرتك الفنية الطويلة وتقديمك لأعمال كثيرة؟
في مسيرة أي فنان يكون هناك منعطف يتعلق بدور معين وشخصية أداها، و”بثينة” حركت في داخلي أشياء كثيرة، فكلنا نعرف هذه الفتاة، انها واحدة من أخواتنا وقريباتنا وجاراتنا، وتعيش معنا وبيننا، هذه الواقعية أشعرتني بالشخصية التي لامست العالم ليتعاطف معها، إلى جانب أن “بثينة” كانت الشخصية المحورية التي تدور حولها الأحداث، وهو ما أعطاها فرصة للعب بالتمثيل وإظهار قدراتها، ونجاحها يؤكد أننا في الوطن العربي نمتلك مشكلة عامة في النصوص وهي أننا نبعد المرأة عن أن تكون هي المحور، فالشخصية النسائية لدينا لا تحمل عادة دور البطولة، وهو عكس ما رأيناه في “زمن العار” الذي سلط الضوء على المرأة وبين أنها تحتمل أن تكون مركز الأحداث.
ذكرت أن العالم تعاطف مع “بثينة” في “زمن العار” رغم أنه في الواقع لا يقبل عارها، فما سبب هذا التعاطف برأيك؟
- العالم تعاطف مع “بثينة” لوجود معالجة صحيحة للشخصية، فهناك كتاب أبدعوا في تقديم هذه المعالجة بطريق صحيحة، حيث عرضوا الدوافع الإنسانية والعاطفية التي دفعت “بثينة” لارتكاب هذا الفعل الشائن اجتماعيا، فالفضل في المقام الأول يعود للمعالجة الذكية في النص، إلى جانب أن رشا شربتجي مخرجة مرهفة الحس إلى حد كبير، وقريبة جدا من الممثلين وتعطيهم مساحات واسعة ليعبروا عن الشخصية التي يلعبونها، هذا كله ساعدني على أن أتفاعل مع ظروف “بثينة” وأندمج معها بصدق، وأجسد مشاعرها ومعاناتها وحاجاتها العاطفية والنفسية.
إلى أي مدى يستطيع المخرج التأثير في الممثل وإظهار أفضل ما لديه؟
- المخرج والممثل خطان متوازيان، وإن لم يكن بينهما اتفاق وراحة وتفاهم على الأهداف العليا للشخصية فمن المؤكد أنه ستنتج عن ذلك هوة كبيرة، ولا شك في أن رشا شربتجي كان لها دور كبير في ظهوري بصورة مميزة في “زمن العار”، فهي حساسة جدا وتقوم بالتحضير الجيد قبل التصوير، وتتناقش مع الممثل في الحركات وردود الأفعال وغيرها، وهذه التهيئة قبل العمل تجعلنا نحصل على نتائج جيدة، ولكن في النهاية لا يبدع المخرج بلا ممثل مبدع، ولا يقدم الممثل دورا لامعا بلا مخرج متميز.
هل تلقيت عروضا من الدراما المصرية بعد تألقك في “زمن العار”؟
- تلقيت عروضاً كثيرة ولم أقبلها، ولا يعني ذلك أنني ضد العمل في مصر، بل على العكس تماما، فالعمل بأي بلد في الوطن العربي يعتبر تجربة جديدة وخصوصا في مصر التي تحقق الانتشار السريع، ولكني أفضل حين أقدم عملا في مصر أن يكون مختلفا عما يقدم لي في سوريا على الأقل، وأن يشكل لي نقلة مميزة ومختلفة، ولذا فلن أعمل في مصر إلا حين أتلقى دورا يقدم لي شيئاً مختلفاً.
ما رأيك بالدراما العربية، وهل ترينها ضائعة الهوية؟
- لا، على العكس، فهويتها عربية، وأرى هذا الدمج بين دول الوطن العربي إضافة للدراما، فعمل مثل “هدوء نسبي” الذي احتوى على ممثلين من جنسيات مختلفة لا نستطيع أن نراه إلا متميزا بكل المقاييس، حيث نشعر بغنى العمل وثقله، وخصوصا إن كانت هناك ضرورة درامية تتطلب ذلك الدمج، كما أن ذلك يزيد الألفة، وها نحن في “أبواب الغيم” نقدم عملاً عربياً يجمع نجوما من الأردن وسوريا ولبنان والسعودية وغيرهم، وهذا في مصلحة العمل برأيي.
تشاركين في أعمال عدة ستعرض في شهر رمضان المقبل، حدثينا عنها؟
أصور حاليا “أبواب الغيم” وهي التجربة الأولى التي تجمعني بحاتم علي، وأشارك في مسلسل “ما ملكت أيمانكم” مع نجدت أنزور، كما يجسد “قيود عائلية” الذي كتبته يارا صبري وريما فليحان تعاملي للمرة الثانية مع ماهر صليبي، وسأكون ضيفة بدور صغير في مسلسل “أهل الراية”، وسأحاول ألا أفوت فرصة المشاركة في مسلسل “يخت شرقي” مع رشا شربتجي إن كان الوقت مناسبا واستطعت التوفيق بينه وبين “أبواب الغيم” لأن العمل مع رشا متعة كبيرة.
نلاحظ اختلافاً في استراتيجيتك هذا العام عن السابق، حيث تشاركين بأربعة أعمال وتتمنين المشاركة بالخامس، على عكس تفرغك ل”زمن العار” العام الماضي، ما السبب؟
- في كل موسم يضع الفنان استراتيجية معينة تناسب ظروفه ورؤيته، فحين كنت أصور “زمن العار” رفضت الأعمال التي عرضت علي لأني كنت قد قررت ألا أقدم غيره في تلك الفترة، ولكني في الوقت الحالي أشعر برغبة بتقديم أكثر من عمل، وربما أكتفي العام المقبل بعمل واحد، فلكل سنة حساباتها واستراتيجيتها، وغالباً ما تأتي الاستراتيجيات مختلفة من عام لآخر، وأتمنى أن تكون استراتيجيتي لهذا العام موفقة.
Comment