افتتاح مميز لمهرجان دمشق السينمائي السابع عشر
برعاية الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة وتحت شعار«دمشق سينما ومكان» انطلقت أمس السبت 31 تشرين الأول 2009 فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي في دار الأسد للثقافة والفنون (دار الأوبرا) وذلك بمشاركة 270 فيلماً طويلاً وقصيراً من 52 دولة عربية وأجنبية.
تتميز هذه الدورة من مهرجان دمشق السينمائي الدولي، بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسه حيث صادفت أولى دورات المهرجان عام 1979، ورغم ذلك تغيب تظاهرة السينما السورية عن التظاهرات السينمائية التي يحتفي بها المهرجان، مع العلم أن البدايات الأولى للسينما السورية تعود لعام 1956 حيث عمل بها القطاع الخاص آنذاك، قبل أن تصبح عام 1979 تابعة للدولة بشكل شبه حصري.
يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان 20 فيلماً عربياً وأجنبياً، ويشمل المهرجان عدة تظاهرات سينمائية يحتفي من خلالها بعدد من المخرجين والممثلين الذين تركوا بصمة واضحة في عالم السينما العالمية، منها: تظاهرة المخرج الإيطالي فيديريكو فيلليني، وتعرض للمرة الأولى ضمن مهرجان عربي، تظاهرة المخرج البريطاني ستانلي كوبريك، تظاهرة المخرج الألماني فريتز لانغ، تظاهرة الروسي نيكيتا ميخالكوف، تظاهرة الأميركي سيدني بولاك، إضافة لتظاهرة «سوق الفيلم الدولي».
كما يحتفي المهرجان في هذه الدورة بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009 عبر تظاهرة «فلسطين بعيون السينما» حيث ستعرض عدة أفلام منها: «كفر قاسم» للمخرج برهان علوية، «المخدوعون» للمخرج توفيق صالح، «المتبقي» للمخرج الإيراني سيف الله داد، و«ملح هذا البحر» للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، إضافة لندوة المهرجان المركزية التي تدور حول سينما القضية الفلسطينية.
افتتح المهرجان بعروض راقصة من إخراج المخرج والممثل السوري ماهر صليبي الذي استعان بخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية - قسم الرقص التعبيري، فكانت أجسادهم الحرة أداة مطواعة وراقية لتجسيد الفكرة الإخراجية للفنان صليبي، والتي استمدها من التظاهرات السينمائية التي يحتفي بها مهرجان دمشق السينمائي الدولي.
هذا وقد ألقى السيد محمد الأحمد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما ومدير مهرجان دمشق السينمائي كلمة مطولة جاء فيها: «ثلاثون عاماً انقضت على صافرة البداية، ثلاثون عاماً هي الزمن الذي عبر منذ إطلالته الأولى، حدث هذا عام 1979، فماذا بعد وإلى أين يمضي هذا القطار بأهله وفي أي محطة سيتوقف، وهل سيتوقف أصلاً، أسئلة ليس لها من جواب غير مراوغ، لأننا وهكذا نبدو، سوف نظل شديدي الإخلاص لتلك البراءة الأولى. فالزمن الذي عبر قصير بالقياس على عمر هذه المدينة التي اسمها دمشق، والتي عجز المؤرخون عن تقدير عمرها الحقيقي فقالوا هي أقدم مدينة مأهولة بالسكان على وجه الأرض».
ويضيف السيد محمد الأحمد: «ربما كان سعينا إلى أقامة مهرجان للسينما في دمشق يهدف إلى تقديم الشيء المميز الذي لا يزدريه الزمن. فالسينما هي ذلك الممشى المعتم الطويل الذي ينتهي حتماً بنافذة يفتحها المتفرج ليطل على كون من الأنوار والظلال والألوان والموسيقى والهمسات التائهة كغيمات في الفضاء. وأخيراً، وبعيداً عن مجلس حقوق الإنسان وبعيداً عن تقرير القاضي غولدستون، ثمة هدية من دمشق، من وزارة الثقافة، من المؤسسة العامة للسينما، إلى احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009، فيلم روائي طويل عن القضية الفلسطينية بعنوان "بوابة الجنة" سوف يمثل السينما السورية في المسابقة الرسمية للمهرجان».
ثم تلته كلمة الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة التي ركزت على أهمية دور السينما في حياة الشعوب، حيث قال في كلمته : «إنه فرح الفن ونشوته الذي طاف حولنا ونحن نتابع حفل الافتتاح مع الموسيقى والرقص والمعلومة التي تقدم بخفة ورشاقة. أعتقد أن مهرجاننا هذا في مكانه الصحيح وفي العربة المليئة بالإبداع، لذا أهدي هذا الحفل لكل المبدعين الذين أضاؤوا شموع الفرح في مهرجاننا الثلاثين. في هذا المهرجان نريد أن نقدم ذروة ما أبدع فنانو العالم وذروة ما أبدع الفنان العربي والسوري، إنه مكان للتلاقي والتعارف وتبادل الخبرات. ففي دمشق التي تكبر وتزداد حضوراً في الثقافة العالمية، وتُمثل التاريخ والأسطورة والحضارة الأولى، هذه المدينة التي تعتبر واحدة من أقدم المدن التي سرعان ما لحقت بموكب السينما العالمية».
وأنهى الدكتور رياض نعسان آغا حديثه عن القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، فقال: «إن وجدان الأمة العربية متعلق بالقدس، والقدس في هذا العام وفي كل عام سوف تبقى عاصمة أبدية للثقافة العربية، فهي الحضور الدائم فينا، وهي الوجع الساكن في أعماقنا. أيها السادة نهدي مهرجاننا لأهلنا في القدس ونرجوا أن تُجسد السينما العربية والعالمية أضخم ملحمة عرفتها البشرية، فالسينما تنهل من حكاياتنا ومن ملاحم الشعوب، وهل ثمة ملحمة في التاريخ كملحمة نضال الشعب الفلسطيني، فتحية لهم ولكل من يقاوم، ولتبقَ دمشق التي آمنت بالمقاومة، المكان الذي يزدهر دائماً بعظمة الإنسان».
وقد كان من المقرر أن تكون المخرجة الألمانية الكبيرة هيلما ساندرز برامز، عضواً في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، غير أنها اعتذرت في اللحظات الأخيرة لأسباب صحية قاهرة، وأرسلت رسالة قرأها السيد محمد الأحمد مدير المهرجان وذلك بناء على طلبها.
تلتها كلمة الممثلة المصرية نيللي نيابة عن ضيوف المهرجان بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على تأسيسه. لتبدأ بعدها فقرة تكريم السينمائيين من سورية والوطن العربي والعالم.
هذا وقد اختتم حفل الافتتاح بعرض الفيلم البيروفي «حليب الأسى» للمخرجة كلوديا ليوسا، التي فازت بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين لعام 2009. وسيختتم المهرجان بالفيلم الصيني «مفتون للأبد».
يذكر أن مهرجان دمشق السينمائي الدولي مستمر لغاية يوم السبت 7 تشرين الثاني 2009.
برعاية الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة وتحت شعار«دمشق سينما ومكان» انطلقت أمس السبت 31 تشرين الأول 2009 فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي في دار الأسد للثقافة والفنون (دار الأوبرا) وذلك بمشاركة 270 فيلماً طويلاً وقصيراً من 52 دولة عربية وأجنبية.
تتميز هذه الدورة من مهرجان دمشق السينمائي الدولي، بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسه حيث صادفت أولى دورات المهرجان عام 1979، ورغم ذلك تغيب تظاهرة السينما السورية عن التظاهرات السينمائية التي يحتفي بها المهرجان، مع العلم أن البدايات الأولى للسينما السورية تعود لعام 1956 حيث عمل بها القطاع الخاص آنذاك، قبل أن تصبح عام 1979 تابعة للدولة بشكل شبه حصري.
يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان 20 فيلماً عربياً وأجنبياً، ويشمل المهرجان عدة تظاهرات سينمائية يحتفي من خلالها بعدد من المخرجين والممثلين الذين تركوا بصمة واضحة في عالم السينما العالمية، منها: تظاهرة المخرج الإيطالي فيديريكو فيلليني، وتعرض للمرة الأولى ضمن مهرجان عربي، تظاهرة المخرج البريطاني ستانلي كوبريك، تظاهرة المخرج الألماني فريتز لانغ، تظاهرة الروسي نيكيتا ميخالكوف، تظاهرة الأميركي سيدني بولاك، إضافة لتظاهرة «سوق الفيلم الدولي».
كما يحتفي المهرجان في هذه الدورة بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009 عبر تظاهرة «فلسطين بعيون السينما» حيث ستعرض عدة أفلام منها: «كفر قاسم» للمخرج برهان علوية، «المخدوعون» للمخرج توفيق صالح، «المتبقي» للمخرج الإيراني سيف الله داد، و«ملح هذا البحر» للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، إضافة لندوة المهرجان المركزية التي تدور حول سينما القضية الفلسطينية.
افتتح المهرجان بعروض راقصة من إخراج المخرج والممثل السوري ماهر صليبي الذي استعان بخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية - قسم الرقص التعبيري، فكانت أجسادهم الحرة أداة مطواعة وراقية لتجسيد الفكرة الإخراجية للفنان صليبي، والتي استمدها من التظاهرات السينمائية التي يحتفي بها مهرجان دمشق السينمائي الدولي.
هذا وقد ألقى السيد محمد الأحمد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما ومدير مهرجان دمشق السينمائي كلمة مطولة جاء فيها: «ثلاثون عاماً انقضت على صافرة البداية، ثلاثون عاماً هي الزمن الذي عبر منذ إطلالته الأولى، حدث هذا عام 1979، فماذا بعد وإلى أين يمضي هذا القطار بأهله وفي أي محطة سيتوقف، وهل سيتوقف أصلاً، أسئلة ليس لها من جواب غير مراوغ، لأننا وهكذا نبدو، سوف نظل شديدي الإخلاص لتلك البراءة الأولى. فالزمن الذي عبر قصير بالقياس على عمر هذه المدينة التي اسمها دمشق، والتي عجز المؤرخون عن تقدير عمرها الحقيقي فقالوا هي أقدم مدينة مأهولة بالسكان على وجه الأرض».
ويضيف السيد محمد الأحمد: «ربما كان سعينا إلى أقامة مهرجان للسينما في دمشق يهدف إلى تقديم الشيء المميز الذي لا يزدريه الزمن. فالسينما هي ذلك الممشى المعتم الطويل الذي ينتهي حتماً بنافذة يفتحها المتفرج ليطل على كون من الأنوار والظلال والألوان والموسيقى والهمسات التائهة كغيمات في الفضاء. وأخيراً، وبعيداً عن مجلس حقوق الإنسان وبعيداً عن تقرير القاضي غولدستون، ثمة هدية من دمشق، من وزارة الثقافة، من المؤسسة العامة للسينما، إلى احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009، فيلم روائي طويل عن القضية الفلسطينية بعنوان "بوابة الجنة" سوف يمثل السينما السورية في المسابقة الرسمية للمهرجان».
ثم تلته كلمة الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة التي ركزت على أهمية دور السينما في حياة الشعوب، حيث قال في كلمته : «إنه فرح الفن ونشوته الذي طاف حولنا ونحن نتابع حفل الافتتاح مع الموسيقى والرقص والمعلومة التي تقدم بخفة ورشاقة. أعتقد أن مهرجاننا هذا في مكانه الصحيح وفي العربة المليئة بالإبداع، لذا أهدي هذا الحفل لكل المبدعين الذين أضاؤوا شموع الفرح في مهرجاننا الثلاثين. في هذا المهرجان نريد أن نقدم ذروة ما أبدع فنانو العالم وذروة ما أبدع الفنان العربي والسوري، إنه مكان للتلاقي والتعارف وتبادل الخبرات. ففي دمشق التي تكبر وتزداد حضوراً في الثقافة العالمية، وتُمثل التاريخ والأسطورة والحضارة الأولى، هذه المدينة التي تعتبر واحدة من أقدم المدن التي سرعان ما لحقت بموكب السينما العالمية».
وأنهى الدكتور رياض نعسان آغا حديثه عن القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، فقال: «إن وجدان الأمة العربية متعلق بالقدس، والقدس في هذا العام وفي كل عام سوف تبقى عاصمة أبدية للثقافة العربية، فهي الحضور الدائم فينا، وهي الوجع الساكن في أعماقنا. أيها السادة نهدي مهرجاننا لأهلنا في القدس ونرجوا أن تُجسد السينما العربية والعالمية أضخم ملحمة عرفتها البشرية، فالسينما تنهل من حكاياتنا ومن ملاحم الشعوب، وهل ثمة ملحمة في التاريخ كملحمة نضال الشعب الفلسطيني، فتحية لهم ولكل من يقاوم، ولتبقَ دمشق التي آمنت بالمقاومة، المكان الذي يزدهر دائماً بعظمة الإنسان».
وقد كان من المقرر أن تكون المخرجة الألمانية الكبيرة هيلما ساندرز برامز، عضواً في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، غير أنها اعتذرت في اللحظات الأخيرة لأسباب صحية قاهرة، وأرسلت رسالة قرأها السيد محمد الأحمد مدير المهرجان وذلك بناء على طلبها.
تلتها كلمة الممثلة المصرية نيللي نيابة عن ضيوف المهرجان بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على تأسيسه. لتبدأ بعدها فقرة تكريم السينمائيين من سورية والوطن العربي والعالم.
هذا وقد اختتم حفل الافتتاح بعرض الفيلم البيروفي «حليب الأسى» للمخرجة كلوديا ليوسا، التي فازت بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين لعام 2009. وسيختتم المهرجان بالفيلم الصيني «مفتون للأبد».
يذكر أن مهرجان دمشق السينمائي الدولي مستمر لغاية يوم السبت 7 تشرين الثاني 2009.
مازن عباس
Comment