على غير عادة الفنانين الذين يروجون لمحاربة أسرهم لهم حين فكروا في الاتجاه إلى التمثيل، شجعت أسرة الفنان السوري تيم الحسن ابنها على ممارسة هوايته التي صقلها بالدراسة الأكاديمية في المعهد العالي للفنون المسرحية، وهو ما رسخ أقدامه وأثقل موهبته بدرجة لافتة.
علمًا بأنه كان فشل في اختبارات المعهد في المرة الأولى، وازداد إصرارًا على تكرار التجربة وتحقق مراده في المرة الثانية، واجتهد في الحصول على فرصةٍ جاءته أثناء دراسته في السنة الثانية من خلال الجزء الرابع من المسلسل الإذاعي "كان يا ما كان" وسمعه الجمهور دون أن يراه.
واعتبر تيم هذا الأمر خطوة مهمة في سبيل تحقيق طموحاته وأحلامه الفنية، أهلته لحفر اسمه بحروفٍ من ذهب في أعوام قليلة على حائط تاريخ الدراما السورية، ووقف في مصاف الكبار ممن سبقوه بخطى ثابتة معتمدًا على أداء مرهف وتلقائي ودارس.
موهبة تيم خرجت من الشرنقة مبكرًا وأثناء دراسته في السنة الثالثة، رغم وضعها في جو غلبت عليه النزعة التاريخية من خلال عددٍ من المسلسلات تناولت سير عددٍ من الأبطال الكبار وبدأها بشخصية "ابن كليب" أو "هجرس الجرو" شقيق الزير سالم في المسلسل الذي تناول قصة حياة الزير سالم عام 2000 من إخراج حاتم علي الذي كان بمثابة نقطة تحول كبيرة في حياة تيم، بعدما وضع يديه على جزء كبير من مفاتيح موهبته وعرف مناطق تفوقه وتميزه فأبدعا معًا في كل الأعمال التي شارك تيم في بطولتها، ومنها شخصية "العاضد لدين الله" في "صلاح الدين الأيوبي" عام 2001.
وفي العام التالي أسند إليه شخصية "الوليد بن يزيد" في مسلسل "صقر قريش"، ورغم أن مشاهد تيم في هذه الشخصية لم تتجاوز الثمانية مشاهد، إلا أنه اعتبرها بمثابة الزلزال الذي فجَّر بركان موهبته، وهو ما أكده بنفسه لاحقًا حين قال: "الدور القصير كان بمثابة المؤذن لانطلاق شرارتي الفنية، بالرغم من أن مشاهدي فيه لم تتعد 8 مشاهد فقط، ولكنها كانت كفيلة بلفت الأنظار إلى أدائي وموهبتي".
ثم قدم في العام نفسه دورًا يعد ملحمة في حد ذاته هو "أبو فراس الحمداني" في "أبو الطيب المتنبي"، وفي 2003 أبهرنا بتجسيده لشخصية "محمد بن أبي عامر" أو "الملك المنصور" في "ربيع قرطبة" ثم "الشيخ علي يونس" في "التغريبة الفلسطينية" و"المعتمد بن عبَّاد" في ملوك الطوائف"، كما أجاد بصورة مذهلة في تقديمه لشخصية "المعتمد بن عبَّاد" في مسلسل "ملوك الطوائف" عام2005، وفي العام الماضي شارك في صنع ملحمة عربية بدوية هي "صراع على الرمال" دارت أحداثها في الصحراء مع مطلع القرن الثامن عشر.
وواصل تيم تألقه أيضًا بعيدًا عن الأدوار التاريخية حين شارك في عدد من الأعمال الاجتماعية، ومنها "على طول الأيام" و"الانتظار" وأعاد المخرج هيثم حقي اكتشافه حين أسند إليه شخصية "بشير" الطالب الصحفي الذي يرتبط بقصة حب مع صديقته في المسلسل الاجتماعي ذي الصبغة التاريخية "رماد الأساطير" وغيًر جلده تمامًا في "على طول الأيام"، حين قدم شخصية "نبيل" الشاب الرومانسي الذي يتمتع بشفافية عالية.
تقمَّص تيم شخصية الشاعر الراحل نزار قباني في المسلسل الذي حمل الاسم نفسه، وأخرجه باسل الخطيب، وأجاد في الدور بشهادة الجمهور والنقاد وأفراد من عائلة نزار نفسه إلى جانب المخرج الذي أبدى انبهاره بأدائه، وأكد أنه لا يقل توهجًا عن كبار النجوم العالميين.
وكانت مرحلة الشباب التي جسَّدها أصعب من المرحلة الأخيرة التي أداها الرائع سلوم حداد، لأن مرحلة الشباب ركزت على إبراز ملامح التمرد على الواقع في شخصية نزار، وحرص تيم كعادته على معرفة كيف كان يتصرف نزار في حياته العادية وما عاداته وطباعه العامة، وشاهد اللقاءات والمقابلات التلفزيونية التي أجراها الشاعر الراحل، وقرأ له ديوانه كاملاً بأجزائه التسعة، ليصل إلى جميع تفاصيل الشخصية.
وكانت مرحلة الشباب التي جسَّدها أصعب من المرحلة الأخيرة التي أداها الرائع سلوم حداد، لأن مرحلة الشباب ركزت على إبراز ملامح التمرد على الواقع في شخصية نزار، وحرص تيم كعادته على معرفة كيف كان يتصرف نزار في حياته العادية وما عاداته وطباعه العامة، وشاهد اللقاءات والمقابلات التلفزيونية التي أجراها الشاعر الراحل، وقرأ له ديوانه كاملاً بأجزائه التسعة، ليصل إلى جميع تفاصيل الشخصية.
ولم تكن إثارة الجدل التي صاحبت عرض مسلسل "الملك فاروق" داخل الأوساط الشعبية والفنية في مصر، بمنأى عن الأداء المذهل الذي خفقت له القلوب على اختلاف أطيافها، وتحول "تيم" إلى نجم كبير في سماء إبداع القاهرة، واختصر هذا الدور له ملايين الأميال في الوصول إلى قلوب الجمهور المصري خاصة والعربي عامة.
ومثلت طريقة أدائه بأسلوب السهل الممتنع صدمة كبيرة لكثيرين من العاملين في التمثيل، كون الاعتراضات زادت عن حدودها طوال فترة التحضير للعمل وحتى الانتهاء من تصويره حول الهدف من وراء قيام فنان سوري بتجسيد شخصية ملك مصر، الأمر الذي يبدو أنه شكل ضغوطًا نفسية كبيرة على تيم، فجَّرت بداخله طاقة إبداعية ودرجة عالية من التركيز وضحت في كل مشهد، إلى جانب قدرته على استيعاب كل التفاصيل الإخراجية التي ذاكرها جيدًا مع المبدع الكبير حاتم علي، وأسكت أداء تيم بشكل خاص كل الأصوات المستنكرة، وأثبت أن الإبداع الخالص ليس له جنسية أو ديانة محددة
طبيعة تيم الهادئة على الشاشة هي نفسها في الواقع، حيث يحرص دائمًا على الابتعاد عن إثارة المشاكل أو الخلافات سواء داخل الوسط الفني أو خارجه، فلم يُسمع عنه أنه دخل في صدامٍ مع أحد من زملائه، كما أثنى عليه جميع المخرجين الذين عملوا معه سواء على الصعيد الإنساني أو العملي.
وفضًل تيم الزواج مبكرًا، بعدما التقى بالفنانة ديما بياعة، حيث تعرف عليها في إحدى الحفلات الفنية، وتزوجها عام 2004 وأنجب منها ابنهما الوحيد "ورد"، وكما يبتعد تيم عن المشاكل في حياته الفنية، مفضلاً عدم الدخول في مهاترات إعلامية مع أحد من زملائه، حافظ كذلك على أن تبقى حياته العائلية بعيدة عن الإعلام، رغم أن زوجته فنانة أيضًا، ويؤكد أن علاقته بالكاميرا هي المهنة والموهبة وليس الظهور من دون داعٍ.
وفضًل تيم الزواج مبكرًا، بعدما التقى بالفنانة ديما بياعة، حيث تعرف عليها في إحدى الحفلات الفنية، وتزوجها عام 2004 وأنجب منها ابنهما الوحيد "ورد"، وكما يبتعد تيم عن المشاكل في حياته الفنية، مفضلاً عدم الدخول في مهاترات إعلامية مع أحد من زملائه، حافظ كذلك على أن تبقى حياته العائلية بعيدة عن الإعلام، رغم أن زوجته فنانة أيضًا، ويؤكد أن علاقته بالكاميرا هي المهنة والموهبة وليس الظهور من دون داعٍ.
ويدلل القريبون منه على موقفه هذا بأن مسئولي مهرجان القاهرة للإعلام لم يتمكنوا من العثور عليه حين حصل على جائزة أحسن ممثل عام 2007 عن دوره في "الملك فاروق" رغم وجوده في القاهرة.
وربما تكون تلك العلاقة التي حددها لنفسه هي ما تجعله يتحدث حتى عن أدواره باختصار شديد رغبةً في التحرر منها، فهو يخرج منها بصعوبة أكبر من دخوله فيها كما حدث مع "الملك فاروق" الذي تقمصه حتى بعد الانتهاء من عرضه لدرجة أزعجت زوجته.
ورغم دراسته للفن المسرحي إلا أنه لم يشارك إلا في مسرحية واحدة أثناء دراسته عنوانها "كلاسيك"، كما يترقب ردود الفعل تجاه أول مشاركة سينمائية له من خلال فيلم "ميكانو" الذي يعرض تجاريًا للجمهور بداية من الشهر 27 يناير /كانون الثاني الجاري.
وربما تكون تلك العلاقة التي حددها لنفسه هي ما تجعله يتحدث حتى عن أدواره باختصار شديد رغبةً في التحرر منها، فهو يخرج منها بصعوبة أكبر من دخوله فيها كما حدث مع "الملك فاروق" الذي تقمصه حتى بعد الانتهاء من عرضه لدرجة أزعجت زوجته.
ورغم دراسته للفن المسرحي إلا أنه لم يشارك إلا في مسرحية واحدة أثناء دراسته عنوانها "كلاسيك"، كما يترقب ردود الفعل تجاه أول مشاركة سينمائية له من خلال فيلم "ميكانو" الذي يعرض تجاريًا للجمهور بداية من الشهر 27 يناير /كانون الثاني الجاري.
Comment