علماء ينجحون بإنعاش الذكريات القديمة بالدماغ


نجح علماء للمرة الأولى من العثور على طريقة لإنعاش الخلايا العصبية في الدماغ بشكل يعيد للمرء الذكريات الذاوية أو القديمة بشكل واضح تماماً، وذلك بفضل دراسات جرت على فئران سمحت بالتعرف على أنزيمات قادرة على تنشيط الذاكرة.
وقد تفتح أبواباً واسعة لفهم عمل الدماغ ومعالجة أمراض مثل الذهايمر والخرف. وقال العلماء الذين عملوا على الدراسة إنهم أجروا تعديلات جينية سمحت لهم بتوليد خلايا قادرة على ضح أنزيم بروتين "كيناس أم زيتا" في مناطق محددة من أدمغة الفئران بصورة تجعلها أكثر قدرة على تذكر الأحداث السابقة.
وأشار الطبيب تود ساكتور، أحد الباحثين العاملين على الدراسة التي نشرتها مجلة العلوم: "لقد قام بروتين "كيناس أم زيتا" بما عجز عن العلم لسنوات، إذ أنه أنعش خلايا الذاكرة القديمة، وجعل الذكريات المشوشة أو المضمحلة حاضرة من جديد في الدماغ بصورة قوية".
وأكد ساكتور أن الأدوية الموجودة حالياً لتقوية الذاكرة، بما في ذلك الريتالين والأمفيتامين، وحتى الكافيين، لا يمكن لها أن تنعش الذكريات القديمة، بل تقوي الخلايا لتستوعب بشكل أفضل الذكريات الراهنة فقط.
ومن جانبه، قال جوزيف لودوكس، أخصائي الأعصاب في جامعة نيويورك: "هذه النتائج مذهلة بالفعل، لأنها أظهرت إمكانية إنعاش ذكريات قديمة ومطمورة في غياهب الذاكرة، حتى دون أن يحاول المرء بذل جهد لاستعادتها".
وأوضح ساكتور أن أنزيم روتين "كيناس أم زيتا" يمتاز عن سائر أنزيمات جسد الإنسان بأنه لا يتواجد إلا في الدماغ، كما يتمتع بخاصية أخرى وهي أنه يبقى نشطاً طوال حياة الإنسان، بمجرد أن يتم إفرازه، ما يعني أنه يزيد القدرة على التذكر طوال الوقت.
يذكر أن الاختبار قام على دراسة تصرفات مجموعة من الفئران التي جرى تدريبها على رفض المياه العذبة عبر تعريضها للألم كلما شربت منها، وذلك لدفعها إلى التعود على المياه شبه المالحة، وبعد أن اعتادت الفئران على ترك المياه العذبة لمدة أسبوع (ما يعادل 20 شهراً من حياة البشر) جرى حقن المادة في أدمغتها، وعادت إليها ذاكرتها لتقبل على المياه العذبة من جديد.