شاعر إنجليزي ولد وتوفي في الفترة (1340 - 1400) ويعد أهم شخصية ظهرت في الأدب الإنجليزي قبل شكسبير.
رد للغة الإنجليزية اعتبارها وقيمتها بعد أن كانت قد طغت عليها لغة الغزاة الفرنسيين، حتى أصبحت الفرنسية هي لغة الأدب والبلاط وأعطاها مرونة جديدة فجعل منها أداة طيعة للوصف والتعبير.
شغل مناصب حكومية، وقام برحلات دبلوماسية عديدة. نمت في نفس جيفري روح الملاحظة، فوسعت من أفقه، وزادت من تجاربه.
انقسمت حياة جيفري الأدبية إلى ثلاث مراحل: الأولى (1359 - 1375) تأثر فيها بالأدب الفرنسي، وترجم جزءاً من الملحمة الشعرية: (رومان دي لاروز)، التي تعتبر من أهم المراجع لأساطير القرون الوسطى وعاداتها، كما ألف فيها: (كتاب الدوقة) (1369).
وكانت المرحلة الثانية (1372 - 1385) وفيها وقع تحت مؤثرات إيطالية، وترجم بعض الأعمال الأدبية الإيطالية. وأهم مؤلفاته في هذه المرحلة: (بيت الشهرة) و (برلمان الطيور) ويظهر فيهما تأثره بالشاعر الإيطالي دانتي.
أما المرحلة الأخيرة، فتبدأ في (1385) وتنتهي بنهاية حياته الفنية، وهي المرحلة التي ظهرت فيها أنضج مؤلفاته، وتوصل فيها إلى أسلوبه الخاص، وإلى وزن شعري جديد، وأهمها القصيدة القصصية الكبرى: (تروليس وكريسيدا) التي أخذ قصتها عن الكاتب الإيطالي بوكاشيو، وربما كتبها بين (1385 - 1386)، و (أسطورة النساء الصالحات) التي بدأها عام (1385)، وتحكي سير النساء اللاتي اشتهرن بالعفة والإخلاص في التاريخ.
من أشهر مؤلفات جيفري تشوسر: (حكايات كانتربرى) التي بدأها (1387) ووافته المنية دون أن يتمها، وهي مجموعة من القصص يسردها الشاعر على لسان عدد من الحجاج إلى ضريح القديس توماس في كانتربرى.
وتظهر شخصية كل من هؤلاء الحجاج واضحة جلية من خلال القصة التي يرويها.
وتصور لنا هذه (الحكايات) الحياة والمجتمع الإنجليزي في القرون الوسطى أبدع تصوير.
ولقد جمع جيفري تشوسر في فنه بين صدق الوصف ورحابة الخيال بحيث أصبحت (حكايات كانتربرى) من روائع الأدب العالمي.