يدرج التدخين على رأس قائمة مسببات الوفاة في كثير من البلدان، وهو عبارة عن عادة إدمانية مقترنة بشكل وثيق بأمراض داخلية خطيرة تصيب الجسم، مثل السرطان وأمراض الرئة، والأمراض المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية، حيث تؤكد منظمة الصحة العالمية أن منتجات التبغ تتسبب في وفاة 5.4 ملايين حالة سنوياً، وتتوقع زيادة عدد الحالات إلى10ملايين عند حلول عام 2025، حين ستكون70% من هذه الوفيات في الدول النامية.
وقد توصلت دراسة ألمانية إلى أن كثرة تعرض المراهقين لدعايات إعلانية عن خطر تدخين السجائر قد تدفعهم نحو التدخين العادة المضرة بالصحة.
وراقب الباحثون المشاركون في الدراسة، وعلى مدى تسعة أشهر الدور الذي قد تلعبه كافة أنواع الإعلانات الدعائية، من ضمنها تلك التي تروج للسجائر، للتأثير على المراهقين لبدء التدخين وقاموا بعرض مجموعة إعلانات لستة أنواع من السجائر، وثمانية أخرى لمنتجات مختلفة منها الحلوى والأزياء، والهواتف المحمولة والسيارات، على مجموعة تتألف من 2102 مراهقاً ألمانياً، لم يسبق لهم التدخين مطلقاً من قبل، وأجاب المشاركون في الدراسة عن استقصاءات حول عدد مرات مشاهدتهم لكل إعلان على حدة، وأسئلة أخرى تتعلق بسلوكيات التدخين بين الآباء والأقران.
وأكد الباحثون أنه خلال فترة الملاحظة لمدة تسعة أشهر، بدأ 13% من الطلاب التدخين، وأن زيادة أعداد الذي يبدأون عادةً التدخين مرتبطة بزيادة التعرض لإعلانات السجائر، طبقاً لما ورد بـ"وكالة أنباء البحرين".
ويقول معدو الدراسة، التي نشرت في "دورية طب الأطفال" إن البحث يظهر أن مشاهدة المراهقين لإعلانات السجائر، وليس الإعلانات الأخرى، على الأقل، تدفعهم للشروع في التدخين.
وفي أغسطس الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية، في تقرير لها من أن إعلانات التبغ والسجائر أصبحت تستهدف بشكل متزايد النساء، واللاتي يشلكن حوالي 20% من مدخني العالم الذين يتجاوز عددهم مليار شخص، ومن بين أكثر من خمسة ملايين شخص يموتون سنوياً من جراء تعاطي التبغ هناك 1.5 مليون امرأة تقريباً.
التدخين قنبلة موقوتة
وقد تحدث لشبكة الإعلام العربية "محيط" الدكتور مجدي بدران زميل معهد الطفولة جامعة عين شمس واستشاري حساسية ومناعة الأطفال والمراهقين وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، مؤكداً أن التدخين يغازل النساء، وذلك لأن إحصائيات اليوم تدل على أن هناك زيادة في معدل استهلاك التبغ بين المراهقات، خاصةً الأنواع الجديدة من التبغ، مثل لبان التبغ أو سجائر التبغ الملفوف بدون سلفر، وهذه الأنواع منتشرة حالياً بين المراهقات في أمريكا، مشيراً إلى أن20% حالياً من النساء على كوكب الأرض يدخن مع أنها كانت منذ عقدين لا تعدى هذه النسبة الـ5 %.
كما أوضح بدران أن تدخين الأم الحامل يؤدي إلى نقص الحيوانات المنوية عند أبنائها الذكور، كما يغير شفرات الجنين الوراثية "دي ان ايه"، مما يؤدي إلى اكتساب أمراض مزمنة جديدة على عالم الطفولة.
ويرى بدران أن التدخين يسبب مضاعفات شديدة على أنوثة المرأة مثل، الرائحة السيئة للفم ومشاكل الأسنان وفقد تذوق اللسان وظهور تجاعيد الجلد ويفاقم حب الشباب ونمو الشعر في أماكن، مثل الذقن واليدين والساقين وتغيير الصوت نحو الخشونة وزيادة آلم الدورة الشهرية والانقطاع المبكر للطمث وتأخر الحمل والعقم أحياناً، لأن نسبة الإخصاب تقل إلى 50%، نتيجة انخفاض اختزان البويضات، وكذلك أيضاً انخفاض عملية التبويض بسبب التأثير السمي المباشر للنيكوتين.
وفى أحدث الأبحاث العالمية تبين أن التدخين داخل الرحم بمعدل سيجاره كل يوم يتعرض لها الجنين، تخفض وزن المولود فيما بعد 20 جراماً.
ويتسبب التدخين في ثلث وفيات السرطان في فئة النساء، بل ويتسبب سرطان الرئة في عدد وفيات أكبر من سرطان الثدي بين النساء، وفي العام الماضي كان احتمال الحياة لمدة خمسة أعوام بين المصابات بسرطان الرئة 15% فقط.
التدخين السلبي.. انتحار جماعي
يدعو بدران بمحاربة التدخين وخاصةً السلبي منه، لأن العديد من الناس يعتقدون أن المدخن هو المتضرر الوحيد من تعاطي الدخان، إلا أن الأمر ليس كذلك، فالمدخن يضر أيضاً من حوله ويسبب لهم العديد من الأمراض بسبب هذه العادة السيئة التي تنتشر في الأماكن العامة وأماكن العمل.
وأشار بدران إلى أن 06 ألف مصري يموتون سنوياً من التبغ، بحسب اخر دراسة لوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، اتضح أن التدخين السلبي ينتشر بنسبة مرتفعة في مصر،عن طريق الأماكن العامة مثل، المواصلات العامة: 80% يتعرضون للتدخين السلبي، باستثناء مترو الأنفاق، المنازل: 71% من المصريين يسمحون بالتدخين داخل منازلهم، المطاعم: 70% يتعرضون له فى المطاعم، أماكن عمل مختلفة: 61% من جميع العاملين، المنشآت الصحية: 49%.
وشدد على أنه من حق غير المدخن أن يحمي نفسه من آثار التدخين السلبي بالابتعاد عن المناطق التي يدخن فيها المدخنون ولفت إلى أن للتدخين السلبى أضراراً تصل إلى 80% لغير المدخن والذي لايدخن مطلقاً وأن المشكلة الكبرى تكمن فى وجود مدخن سلبي وسط مجموعة من المدخنين مما يؤدى إلى تعرضه لـ80% لسموم التبغ من كل مدخن بجواره وأن المشكلة الأكبر تكمن فى أن كل مدخن إيجابي يتواجد مع مدخنين آخرين يتعرض إلى 20% من أضرار تدخينه هو شخصياً و80% من سموم من يدخن حوله فيما يشبه ظاهرة الانتحار الجماعي.
التدخين يضر الجسم منذ الدقائق الأولى
كما توصلت دراسة أمريكية حديثة أن التدخين يبدأ بالإضرار بالبدن منذ الدقائق الأولى، وليس بعد سنوات.
وأظهرت هذه الدراسة التي نشرتها دورية "بحوث كيماوية في علم السموم"، أن المواد الكيماوية المتسببة في السرطان، تتكون سريعاً بعد التدخين. واعتبر العلماء الذين أنجزوا هذه الدراسة أن نتائجها تحذير قوي لكل من ينوي التدخين.
كما وصفت جمعية "آش رماد" لمكافحة التدخين هذه النتائج "بالمثيرة للخوف" محذرة من الاستمرار في التدخين. ولم يعد خافياً على الكل أن ما ينجم عن التدخين من أمراض القلب إلى بعض أصناف السرطان، لكن هذه الدراسة تشير إلى أن التفاعل الذي يؤدي إلى هذه الأمراض يبدأ منذ تدخين أول سيجارة، طبقاً لما ورد بموقع "البي بي سي".
وانكب اهتمام العلماء على مستوى من الكيماويات يرتبط بالسرطان هي الهيدروكربونات العطرية متعددة الدورات لدى 12 شخصاً بعد التدخين. وقد أضيفت جرعات من هذه المادة الكيميائية إلى سجائر هؤلاء الأشخاص. وبعد التدخين حول جسم المدخن هذه المادة إلى مادة كيميائية أخرى تلحق أضراراً بالحمض النووي "دي إن أيه" وارتبط مفعولها بالسرطان.
وأظهر البحث أن هذه العملية لا تحتاج سوى لمدة زمنية تتراوح مابين 15 دقيقة وثلاثين دقيقة للوقوع.
خطوات للإقلاع عن التدخين
في بحث يفيد الرجال والسيدات كثيراً في الإقلاع عن التدخين، قام مجموعة من الباحثين فى انجلترا بتقديم عشر خطوات، إذا التزم بها أى مدخن فانه سينجح فى التخلص من تلك العادة السيئة.. وتتلخص هذه الخطوات فى النقاط الاتية:
أولاً: حدد يوماً تبدأ فيه الاقلاع عن التدخين وقبلها بيوم حاول إزالة جميع طفايات السجائر والولاعات التي تستخدم عند التدخين.
ثانياً: لا تحاول شغل بالك بأنك ستقلع عن التدخين لأن ذلك قد يشعرك بأنك فقدت شيئاً، واذا طلب منك أحد سيجارة قل له أنا لا أدخن وعليك أن تفكر فى كم الفوائد التى ستكتسبها بعد ذلك.
ثالثاً: قم بزيارة لأحد المتخصصين فى مجال التنويم المغناطيسى، حتى يلهيك عن التدخين فى الأوقات التى ترغب فى التدخين فيها.
رابعاً: حاول تجربة العلاج بوخز الإبر الصينية، فقد ثبت أنها فعالة جداً فى القضاء على الرغبة الملحة فى التدخين.
خامساً: حاول التغلب على إدمانك لمادة النيكوتين عن طريق مضع بعض الحلوى وقطع اللبان واستخدام الرذاذ الأنفى الذى يعالج ويكافح الرغبة فى التدخين.
سادساً: لاتحاول التفكير فى التدخين فى أى وقت من الأوقات، وإذا شعرت بضعف أمام هذه الرغبة فعليك اللجوء فوراً لعمل أى شئ مثل ممارسة بعض النشاط الرياضى أو التنزه مع صديق، أو مشاهدة التليفزيون المهم أن تشغل نفسك بأى شئ أخر ينسيك التدخين.
سابعاً: حاول أن تضع النقود عائقا لك عن التدخين, فشراء علبة سجائر كل يوم سيكلفك فى نهاية الشهر مبلغاً مالياً كبيراً.
ثامناً: حاول تثقيف نفسك بقراءة بعض الكتب الإرشادية التى تبرز أهمية وفوائد الاقلاع عن التدخين.
تاسعاً: ممارسة التمارين الرياضية شئ مهم، لأنها تزيد من إفراز هرمون "أندروفينز" الذى يساعدك فى التخلص من إدمان النيكوتين.
عاشراً: حاول تهوية المنزل وفتح الشبابيك وتجنب مجالسة المدخنين.