تابع ....

3 - وجود كتب دينية بها اقتباسات كثيرة من الكتاب المقدس، يرجع تاريخها إلى القرن الأول وما بعده:
أ - فمن القرن الأول توجد: (1) رسالة لأكليمندس (أسقف روما سنة 80م) الذي كان رفيقاً لبولس الرسول (فيلبي 4: 3) تحتوي على 59 فصلاً، كلها مواعظ مؤسسة على فصول من الإنجيل. وقد أشار إليها إيريناوس سنة 170م وديونسيوس أسقف كورنثوس سنة 190م. وهذه الرسالة محفوظة الآن بمتحف لندن. (2) ثلاثة كتب لهرميس الذي كان رفيقاً لبولس الرسول (رومية 16: 14) وتتحدث عن حياة المسيح والعقائد المسيحية الواردة في العهد الجديد. (3) سبع رسائل لأغناطيوس (أسقف أنطاكية سنة 95م) تحثّ على التقوى والقداسة والإيمان الحقيقي بالمسيح، وهي محفوظة الآن بمتحف باريس.
ب - ومن القرن الثاني توجد: (1) رسالة لبوليكاربوس (أسقف أزمير، الذي كان تلميذاً ليوحنا الرسول) وهذه الرسالة تتحدث عن صلب المسيح وقيامته وصعوده. (2) تفسير الإنجيل تأليف بابياس أسقف هيرابوليس في ستة مجلدات. (3) كتاب ليوستينوس الفيلسوف يدافع فيه عن المسيحية، ويجادل بشأنها كثيرين من بينهم شخص يهودي يدعى تريفو. ولهذا الفيلسوف أيضاً رسائل موجّهة إلى الأمبراطور تيطس أنطونيوس والإمبراطور ماركوس أنطونيوس. وأيضاً إلى أعضاء مجلس السناتو في روما، يوضح فيها أسباب اعتناقه للمسيحية. (4) كتاب لهيجسبوس يصف فيه رحلته إلى الكنائس الشرقية والغربية. سجل فيه أنه وجد الكنائس المذكورة تسير وفقاً للتعاليم الواردة في إنجيل يسوع المسيح. (5) كتاب لإيريناوس أسقف ليون ذكر فيه ما سمعه عن رسل المسيح الإثني عشر، من الأشخاص الذين عاصروهم. (6) كتاب لأثيناغورس أحد فلاسفة المسيحيين القدامى سجل فيه أن الكنائس تواظب على دراسة إنجيل المسيح المكتوب بواسطة متى ومرقس ولوقا ويوحنا. (7) كتاب للفيلسوف أرستيدس يتضمن خلاصة التعاليم المسيحية، وقد أهداه مؤلفه إلى الإمبراطور أدريانوس. (8) كتاب اتفاق البشائر الأربع بقلم تيتيانوس. (9) تفسير الإنجيل بقلم باتنينوس وآخر بقلم أكلمندس. (10) مؤلفات ترتوليان الفيلسوف عن العقائد المسيحية.
ج - ومن القرن الثالث توجد (1) كتب أوريجانوس في التفسير والبحوث الدينية، وعددها كما يقول المؤرخون أكثر من 500 كتاب. (2) تاريخ الكنيسة وتعاليمها الأساسية ليوسابيوس المؤرخ المشهور. (3) كتب غريغوريوس أسقف قيصرية، وديونسيوس أسقف الإسكندرية، وكبريانوس أسقف قرطجنة وكلها تحتوي على دراسة للعقائد المسيحية، وتفسير لبعض الآيات الكتابية، وكثير من الحوادث التاريخية التي جرت في القرنين الأول والثاني.
وقد أحصى العلامة ميل والسير دافيد وغيرهما من العلماء، الآيات التي اقتبسها أصحاب الكتب المذكورة، فوجدوا أنها تبلغ حوالي ثلاثة أرباع الآيات الواردة في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا، وتحوي كل آيات العهد الجديد ما عدا إحدى عشرة آية. كما وجدوا أنه ليس هناك اقتباس في هذه الكتب إلا وهو موجود في هذا الكتاب. وقال غيرهم من العلماء إنه لو ضاعت نسخ الكتاب المقدس الحالي من الوجود، لأمكن جمع معظمه من الكتب الدينية السابق ذكرها، الأمر الذي يدل على أن نسخة الكتاب المقدس الحالية هي هي كما كانت منذ القرون الأولى، دون تغيير أو تبديل.

4 - شهادة بعض العلماء عن صدق الكتاب المقدس:
أ - شهادتهم عن صدق العهد الجديد (الإنجيل):
(1) قال جان جاك روسو: أتقولون إن ما يرويه الإنجيل اختراع متقن! كلا. إن الاختراع لا يكون على هذا النحو، فإن درجة التحقق من أعمال سقراط التي لا يشك أحد في صدقها، أقل من درجة التحقق من أعمال المسيح الواردة في الإنجيل .
(2) وقال هرناك أكبر علماء النقد: ظن ستروس في أوائل القرن التاسع عشر أن الإنجيل ليست له قيمة تاريخية، لكن اجتهاد جيلين من علماء النقد والتاريخ أعاد إليه قيمته من هذه الناحية، إذ ثبت أنه يرجع إلى الحقبة اليهودية الأصلية من الدين المسيحي .
(3) وقال جولشر أحد علماء النقد أيضاً: الأناجيل مستندات قوية لتاريخ يسوع المسيح .
(4) وقال سير فريزر أستاذ علم الدين المقارن: وجود الإنجيل الحالي منذ القرن الأول مؤيَّد بشهادة تاريخية لا مجال للشك فيها .
(5) وقال دكتور برايت: بفضل اكتشافات قمران، أصبحنا نوقن أن العهد الجديد هو هو، كما كُتب بواسطة تلاميذ المسيح. وأن كل الأحداث الواردة فيه، يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين 25 و80 ميلادية .
(6) وقال السير وليم رمزي في كتاب شهادة الاكتشافات الحديثة لصدق العهد الجديد: كنت أعتقد أن سفر أعمال الرسل كُتب بعد الحوادث التي دُوِّنت فيه بحقبة طويلة من الزمن. ولكن بدراستي للوثائق الرومانية اتضح لي أني كنت مخطئاً في اعتقادي .
(7) وقال الأب لاجرانج مدير المعهد الكتابي: لا يوجد الآن أي عالم حقيقي يشك في صدق العهد الجديد، ولذلك أصبح الدفاع عنه مضيعة للوقت .
ب - شهادتهم عن صدق العهد القديم (التوراة):
(1) قال دانا العالم الجيولوجي والمسيو كوفيبيه ومستر سميث العالم الإنجليزي: أثبتت مواضع الاتفاق بين قصة الخَلْق الواردة في التوراة وبين تاريخ الأرض المأخوذ من الاكتشافات الطبيعية، صدق انتساب الكتاب المقدس إلى أصلٍ إلهي .
(2) وقال الأستاذ ولي: تأيد صدق حادثة الطوفان الواردة في سفر التكوين، لأنه بالبحث في طبيعة أرض العراق، وُجدت طبقات من الغِرْين عمقها 8 أقدام. وتحت هذه الطبقات وُجدت آثار أقدم المدنيات المعروفة لغاية الآن .
(3) وقال أحد علماء اللغة الأشورية: ثبت صدق حروب الملوك ضد سدوم وعمورة التي ذكرها سفر التكوين (14: 17 - 23) من الكتابات الأشورية التي اكتُشفت حديثاً .
(4) وقال العلامة نيابور: الحوادث التاريخية الواردة في العهد القديم صادقةٌ كل الصدق، فهي تنبئنا بكل دقة عن هزائم اليهود، كما تنبئنا عن انتصاراتهم في العهد المذكور .
ج - شهاداتهم عن صدق الكتاب المقدس بصفة عامة:
(1) قال إسحق نيوتن: أثبت البحث النزيه صدق الكتاب المقدس، وأن كل ما جاء به يحمل في طياته البراهين الكافية على صدقه .
(2) وقال رينان بعد زيارته لفلسطين: تجلّى أمامي الآن تاريخ الكتاب المقدس الذي كنت أشك في صدقه بصورةٍ أثارت إعجابي ودهشتي .
(3) وقال غيره: على الرغم من أن كتَبَة الكتاب المقدس لم يقصدوا بهتاريخاً بحتاً، غير أنه أصدق مرجع تاريخي للعصور التي يشير إليها. وتدل القرائن على أنه لم يعد هناك مجال لنقده أو الاعتراض عليه .
(4) وقال أحد أعضاء جمعية الاكتشافات الفلسطينية بقيادة السير جيمز نيل: يا له من أمرٍ عجيب! كنا نظن في أول الأمر أننا سنجد أخطاء كثيرة في الكتاب المقدس، ولكن لم نكن نمكث ثلاثة أسابيع في مكان من الحفريات، إلا وكنا نتحقق أن هذا الكتاب كتب بكل دقة وعناية .
(5) وقال سبرجن: نحن لا ندافع عن الكتاب المقدس، لكنه هو يدافع عن نفسه .
(6) وقال وستكوت: ليس هناك دليل على وجود أي اتفاق مقصود بين كتَبَة أسفار الكتاب المقدس، وهذا دليل على نزاهتهم .
(7) وقال أودلف سفير اليهودي المتنصِّر: للكتاب المقدس هدف واحد، فليس هناك أي تعارض بين العهدين القديم والجديد، فالعلاقة بينهما مثل العلاقة بين المسألة وحلّها، أو أساس البيت وجدرانه، مما يدل على أن كتَبَته جميعاً كانوا منقادين بروح الله نفسه .
(8) وقال هنري مارتن: يشبه الكتاب المقدس قصراً بناه كثيرون، ولكن الذي وضع تصميمه شخص واحد . أي أنه كله موحى به من الله.
(9) وقال الأستاذ فيليب مورو: من يتتبّع تاريخ الفكر البشري يتضح له عدم استقراره على حالة واحدة، فآراء الناس تختلف باختلاف عقولهم وباختلاف البلاد والعصور التي يعيشون فيها. أما الكتاب المقدس، فعلى الرغم من اختلاف الذين كتبوه (من جهة ثقافتهم والبلاد والعصور التي عاشوا فيها) فليس هناك أي اختلاف أو تعارض في ما كتبوه، ممّا يدل على أنهم لم يكونوا إلا آلاتٍ في يد الله نفسه .