أفقت هذا الصباح على عزيف الرياح وكان الفجر يبزغ في كآبة وهدوء وما من بشير بطلوع الشمس ,الغيوم الدكناء بلون التراب تطوقّ المدينة والفضاء شاحب ترتعد فيه الغربان السود وتتناثر فرادى على السطوح الكامدة وفي البعيد نحو الجنوب تتحرك أغصان الحور العارية كما تتحرك قوائم حيوان كسول .
ياله من عالم أصم !!
كل الأشياء فيه خرساء عقلتها أنفاس الصقيع الأبيض .
قريباً تأتي الثلوج وتتساقط في براعم الزنبق بيضاء ناصعة كالصفحة الأولى من كتاب لم يسطرّه قلم ولم تطأه قدم
كعذراء لم تبعث فيها يد الغدر.