مؤلف" ضيعة ضايعة ".. د.ممدوح حمادة : رحلة البحث عن عمل هي ما أوصلني للكتابة الدرامية .. وثقافة المخرج لا يجب ان تتوقف عند العين ..
دمشق - مينسك .. شام برس
أحد أهم كتاب الكوميديا الساخرة في سورية استطاع عبر أعماله العديدة أن يزرع البسمة على وجه الصغير قبل الكبير . لقبه البعض بعزيز نيسين الدراما السورية والبعض الآخر بـ" رائد الكوميديا الساخرة".الغربة بالنسبة له سفر ورحلة معرفة وإطلاع فعلى الرغم من بعده عن دمشق إلا أن ذاكرته مازالت تحتفظ بها، ومهما غاب عنها لا يضيع في حواريها، هو مؤلف ،عيلة ست نجوم ، بطل من هذا الزمان .. والقائمة تطول دون إغفال ذكر بقعة ضوء وضيعة ضايعة، إلى جانب العديد من الأعمال التي قدمها للأطفال منها" مدينة المعلومات ،بيتي العربي .." إنه الإعلامي الدكتور ممدوح حمادة الذي مازال لديه العديد من المشاريع الحاضرة في ذهنه ويسعى لترجمتها على أرض الواقع لتقدم فكراً ورؤى جديدة ، ممدوح حمادة فتح قلبه لـ شام برس في الحوار التالي ...
إلى أي مدى أثرت الغربة على إنجازاتك الإبداعية ؟
بداية أنا لست مع مصطلح الغربة،ولا أتعامل مع هذا الموضوع برومانسية، فهو واقع حياتي ألفته وتعايشت معه، وأفضل تسمية هذا الموضوع بالسفر، فالوطن هو حالة أكثر منه ارتباط غريزي بمكان ما، وكحالة فإنني لست بعيداً عن الوطن ولهذا فأنا لا أعتبر نفسي في غربة، أما بالنسبة للسفر فهو يمنح للإنسان الكثير من الأمور التي من أهمها بإعتقادي الإحتكاك مع ثقافات أخرى، الأمر الذي يترك أثراً عميقاً ليس فقط في مجال الإبداع وإنما في كل التفاصيل الحياتية، ولكن تأثيره في عملية الإبداع يكون أكبر، فهذا يؤثر بشكل آلي على عملية التواصل، فكلما كان الإحتكاك مع ثقافات أكثر كلما كانت الشريحة القادرة على تلقي رسالتك أكبر.
بما أنك لست مع مصطلح "الغربة "إذاً هل تخفف عنك الكتابة وطأة السفر ؟
لا يمكنني ربط الموضوعين ببعضهما البعض، ولا أريد أن أقول أنني اشعر بوطأة تحتاج إلى ما يخفف من حدتها، الكتابة فعل واع، الغاية منه إيصال رسالة ما، بغض النظر عن النتائج لاحقاً، وما أكتبه هنا بعيداً عن الوطن كنت سأكتبه لو كنت في الوطن بإضافة وحذف ما تفرضه تفاصيل الحياة اليومية على استقبالي للمحيط الذي أعيش فيه، ولكن ذلك لم يكن ليطال سوى التفاصيل.
كل من يزور دمشق أو يقيم فيها لابد وأن يرسخ في ذهنه شيء مرتبط بهذه المدينة .. حدثنا عن ذاكرة ممدوح حمادة الدمشقية ؟
أنا عشت في دمشق وعملت في دمشق ودرست بعض صفوف مدرستي في مدارس دمشق وأفتخر بدمشق وبإرتباطي بها، فهي ليست مدينة، إنها تاريخ، تاريخ ربما لا نزال نجهل متى بدأ على وجه التحديد، رغم كل ما كتب في هذا المجال، أما ذاكرتي فهي تحتفظ بكل دمشق، وربما تكون دمشق هي المدينة الوحيدة في العالم التي مهما غبت عنها فإنني لا أضيع في حواريها، حتى التي أدخلها للمرة الأولى، ربما كانت خريطتها في جينات السوريين، وأنا واحد منهم.
كيف استطعت على الرغم من سنين سفرك الطويلة أن تنجز أعمالك وتكون بهذه الحميمية والقرب من الشارع السوري؟
بالنسبة لحياتي فقد عشت ما يقارب من نصفها (حتى الآن) في سوريا وهي الفترة التي تكون فيها ذاكرة الإنسان كقطعة الإسفنج، تغب كل شيء، ولذلك فإنني أعتقد أن لدي ما يكفي من مخزون لكي أكون على قرب كاف من الواقع السوري، إضافة إلى ذلك فإن وجودي بعيدا عن سوريا لا يقطع صلتي بالوطن، فأنا على احتكاك دائم بأصدقائي وبأهلي وبمعارفي، وعدا عن ذلك ما توفره وسائل الإعلام التي تجعل التعرف على الأحداث عملية سريعة جدا بحيث تمكن الإنسان من البقاء على إطلاع دائم، أما الحميمية، إن كانت موجودة فسببها على ما أعتقد سعيي لمخاطبة الإنسان فيما أريد قوله.
إعلامي ، مدرس في الجامعة ، مترجم .. وأخيراً كاتب درامي هذا التنوع ماذا أعطاك؟
أنا عملت في الكثير من المهن التي لم أعد أذكرها كلها، لأن بعضها عملت فيها أسابيع معدودة، وهذا كان يشكل أمراً مثيراً للفضول لدي، ويشكل متعة بالنسبة لي، في المرحلة الأولى من كل مهنة على أقل تقدير، أما ما الذي منحه ذلك لي، فهو قدرتي على التكلم بلسان هؤلاء جميعا بدون أن أتلعثم.
من أين استمد ممدوح حمادة الحس الكوميدي الساخر؟
هذا سؤال لا يمكنني الإجابة عليه، لأنني لا أعرف الإجابة.
البعض لقبك بعزيز نيسين الدراما السورية ... مارأيك بهذا اللقب ؟ وماأوجه الشبه بينك وبينه؟
ليس لدي علم أن أحداُ ما أطلق علي هذا اللقب، وإن كان ذلك كما ذكرت فربما أطلقه شخص يكن لي مودة، بغاية المديح، ولكن من وجهة نظري شخصياً، فأنا ضد هذه الألقاب والتصنيفات، لأنها تشكل مسبقاً فرزاً ظالماً لا داعي له، هناك الكثير من الكتاب السوريين الجديرين بالإحترام والذين لديهم الكثير مما يقدمونه، ربما لم تسنح لهم الفرصة للتعرف عليهم من قبل الجمهور، وقبل أن أستحق مثل هذا التصنيف "رغم عدم رغبتي به"، فإنه علي أن أنجز نصف ما أنجزه عزيز نيسين على الأقل فهو اسم عالمي في مجال الأدب، وليس من مجال لجمعي معه في مقارنة.، وحتى الآن فإن إطلاق مثل هذا اللقب يصلح للسخرية أكثر مما يصلح للمديح.
ماهو السبب في توجهك للكتابة الدرامية ؟
أنا أمارس كتابة القصة القصيرة منذ بداية الثمانينات، وعندما عدت إلى الوطن بعد تخرجي من كلية الصحافة كانت رغبتي هي العمل في الصحافة، ولكن هذا لم يكن متوفرًا في ذلك الوقت، الأمر الذي دفعني للتفكير بالبحث عن مجالات أخرى تتفق وتوجهاتي، وتظافرت الصدف حتى وجدت نفسي أكتب للدراما التلفزيونية، بإختصار يمكن القول أن الذي أوصلني إلى العمل في هذه المهنة هي رحلة البحث عن عمل.
ضيعة ضايعة عمل كوميدي البعض وصفه بالابتذال والبعض الأخر بالكوميديا الجادة ما مفهوم الكوميديا عند ممدوح حمادة ؟
الابتذال مفهوم يختلف من شخص إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى، وهناك من وصف ضيعة ضايعة بالإبتذال، وهي مهمة صعبة لمن يكتب للكوميديا، والإبتذال برأيي هو اللجوء إلى مفاتيح غير مطلوبة للحصول على رد فعل كوميدي لدى المشاهد، وغالباً ما يتم اللجوء إلى هذه المفاتيح عند غياب الموقف الكوميدي في الحدث، وهو أمر معقد.والكوميديا بحسب التعريف العلمي لها هي كل ما يولد إنطباع كوميدي (أي كل ما يؤدي إلى الضحك) ومنها تتفرع أنواعها الداخلية التي تختلف بحسب تصنيفها من مدرسة إلى أخرى، ولكن الضحك بحسب اعتقادي هو حامل لرسالة ما، وهنا يتوقف الأمر على الكاتب وما هي الرسالة التي يود إيصالها، ولكن في كافة الأحوال فإن الكوميديا يتحقق فيها شرط الكوميديا عندما تستطيع أن تولد رد الفعل الذي تكلمنا عنه بدون تكلف، وبدون إساءة إلى إنسانية الإنسان.
على ذكر" ضيعة ضايعة "علمنا أنك تحضر أيضاً فيلماً سينمائياً للمخرج الليث حجو .. ما هو سر الثقة المتبادلة بينك وبينه ؟
في الحقيقة هناك الكثير من المشاريع المحتملة مع المخرج الليث حجو، وليس فيلم واحد، ولكن الفيلم السينمائي يتطلب بعض الشروط الإنتاجية التي لم تتوفر بعد لخوض مثل هذه التجربة.
أما أسباب الثقة بالمخرج الليث حجو فهي كثيرة، أولها صفاته الإنسانية التي جعلتنا أصدقاء بغض النظر عن العمل المشترك الذي يجمعنا، وثانيها إخلاصه للنص واحترامه للكاتب من الناحية المهنية، فهو لا يقدم على أي تغيير في بنية النص من وراء ظهر الكاتب، رغم صعوبة مراسه كمخرج، فهو لا يقبل المساومة على عمله، وهو أمر لمسته منه في أول لقاء بيننا في الجزء الثاني من بقعة ضوء وكان وقتها لا يزال مخرجاً مغموراً في حين كان يقف أمام عدسته أشهر نجوم سوريا، وكان لدى الكثيرين منهم رغبة في التدخل في النصوص إلا أنه لم يرضخ لذلك، وعندما يقتنع معهم كان يناقش الكاتب أولاً لكي يقوم بالتعديل إذا اتفق معه على ذلك، هذا أيضا حصل مع المخرج الصديق هشام شربتجي الذي كان يتعامل مع النص باحترام كبير.من جهة أخرى فإنه أمر بالغ الأهمية عندما يتمكن مخرج من قراءة الفكرة وليس فقط من قراءة السطور، لأنه إن لم يقرأها فلن يوصلها عبر الشاشة، وأكثر شيء أكرهه وأعتقد أن جميع الكتاب يشاطرونني ذلك، هو عندما يتدخل مخرج ويقوم بتغييرات في النص دون الرجوع إلى الكاتب، ويكون البلاء عظيماً عندما يكون المخرج من النوع المغرور وقليل الثقافة، ففي هذه الحال تصل الفكرة إلى الشاشة معكوسة، وأنا شخصيا ارفض التعامل مع هذه النوعية من المخرجين، بعد أن تعرضت لعدة مواقف قام مخرج العمل فيها بتقديم صورة مقلوبة عما كتب في النص ، تصوري أن ترسلي رسالة لصديق تكتبين فيها (صباح الخير يا صديقي) فيفتحها ليرى (عليك اللعنة يا ...)، هذا ما يفلعه هؤلاء و هذا النمط من المخرجين بلاء على الدراما السورية، ربما كوادرهم جميلة، ولكن ثقافة المخرج لا تتوقف على العين، وإنما تطال الرأس أيضاً.
كان هناك مشروع فيلم رسوم متحركة لشركة " تايغر فيلم" إلى أين وصل .؟ ولماذا لم يبصر النور حتى الأن ؟
بدعوة من الصديق مناع حجازي ، عملت لفترات متقطعة في هذه الشركة التي كان يديرها، وبالإشتراك معه ومع أصدقاء آخرين وضعنا خططاً لسنة كاملة من أعمال الأطفال في مجال المسرح والتلفزيون وحتى السينما، وقد أثمر العمل لاحقاً عن عدة مشاريع شاهدت النور وكان لي مساهمة محورية فيها ومنها "مدينة المعلومات 1" و" مدينة المعلومات 2" و"بيتي العربي" ومسلسل الكرتون "كليلة ودمنة 1" الذي كتبت له السيناريو وعرض على الكثير من الشاشات، وفيلم " كليلة ودمنة" وغيرها من المشاريع التي لم تر النور بعد لأسباب إنتاجية على الأغلب، وحين تسنح الفرصة فأنا على ثقة أنها سترى النور.
بعد إنتهاء ضيعة ضايعة ماذا يخبئ ممدوح حمادة للمشاهد ؟
هناك محاولة الآن لكتابة عمل لا يزال في مراحله الأولى وسيقوم بإخراجه الصديق المخرج الليث حجو عندما نصل إلى قناعة أنه أصبح جاهزاً للعرض، وهناك مشاريع أخرى لا تزال في حالة الفكرة لايمكن أن أتكهن بأنها ستخرج إلى النور أم لا.
دمشق - مينسك .. شام برس
أحد أهم كتاب الكوميديا الساخرة في سورية استطاع عبر أعماله العديدة أن يزرع البسمة على وجه الصغير قبل الكبير . لقبه البعض بعزيز نيسين الدراما السورية والبعض الآخر بـ" رائد الكوميديا الساخرة".الغربة بالنسبة له سفر ورحلة معرفة وإطلاع فعلى الرغم من بعده عن دمشق إلا أن ذاكرته مازالت تحتفظ بها، ومهما غاب عنها لا يضيع في حواريها، هو مؤلف ،عيلة ست نجوم ، بطل من هذا الزمان .. والقائمة تطول دون إغفال ذكر بقعة ضوء وضيعة ضايعة، إلى جانب العديد من الأعمال التي قدمها للأطفال منها" مدينة المعلومات ،بيتي العربي .." إنه الإعلامي الدكتور ممدوح حمادة الذي مازال لديه العديد من المشاريع الحاضرة في ذهنه ويسعى لترجمتها على أرض الواقع لتقدم فكراً ورؤى جديدة ، ممدوح حمادة فتح قلبه لـ شام برس في الحوار التالي ...
إلى أي مدى أثرت الغربة على إنجازاتك الإبداعية ؟
بداية أنا لست مع مصطلح الغربة،ولا أتعامل مع هذا الموضوع برومانسية، فهو واقع حياتي ألفته وتعايشت معه، وأفضل تسمية هذا الموضوع بالسفر، فالوطن هو حالة أكثر منه ارتباط غريزي بمكان ما، وكحالة فإنني لست بعيداً عن الوطن ولهذا فأنا لا أعتبر نفسي في غربة، أما بالنسبة للسفر فهو يمنح للإنسان الكثير من الأمور التي من أهمها بإعتقادي الإحتكاك مع ثقافات أخرى، الأمر الذي يترك أثراً عميقاً ليس فقط في مجال الإبداع وإنما في كل التفاصيل الحياتية، ولكن تأثيره في عملية الإبداع يكون أكبر، فهذا يؤثر بشكل آلي على عملية التواصل، فكلما كان الإحتكاك مع ثقافات أكثر كلما كانت الشريحة القادرة على تلقي رسالتك أكبر.
بما أنك لست مع مصطلح "الغربة "إذاً هل تخفف عنك الكتابة وطأة السفر ؟
لا يمكنني ربط الموضوعين ببعضهما البعض، ولا أريد أن أقول أنني اشعر بوطأة تحتاج إلى ما يخفف من حدتها، الكتابة فعل واع، الغاية منه إيصال رسالة ما، بغض النظر عن النتائج لاحقاً، وما أكتبه هنا بعيداً عن الوطن كنت سأكتبه لو كنت في الوطن بإضافة وحذف ما تفرضه تفاصيل الحياة اليومية على استقبالي للمحيط الذي أعيش فيه، ولكن ذلك لم يكن ليطال سوى التفاصيل.
كل من يزور دمشق أو يقيم فيها لابد وأن يرسخ في ذهنه شيء مرتبط بهذه المدينة .. حدثنا عن ذاكرة ممدوح حمادة الدمشقية ؟
أنا عشت في دمشق وعملت في دمشق ودرست بعض صفوف مدرستي في مدارس دمشق وأفتخر بدمشق وبإرتباطي بها، فهي ليست مدينة، إنها تاريخ، تاريخ ربما لا نزال نجهل متى بدأ على وجه التحديد، رغم كل ما كتب في هذا المجال، أما ذاكرتي فهي تحتفظ بكل دمشق، وربما تكون دمشق هي المدينة الوحيدة في العالم التي مهما غبت عنها فإنني لا أضيع في حواريها، حتى التي أدخلها للمرة الأولى، ربما كانت خريطتها في جينات السوريين، وأنا واحد منهم.
كيف استطعت على الرغم من سنين سفرك الطويلة أن تنجز أعمالك وتكون بهذه الحميمية والقرب من الشارع السوري؟
بالنسبة لحياتي فقد عشت ما يقارب من نصفها (حتى الآن) في سوريا وهي الفترة التي تكون فيها ذاكرة الإنسان كقطعة الإسفنج، تغب كل شيء، ولذلك فإنني أعتقد أن لدي ما يكفي من مخزون لكي أكون على قرب كاف من الواقع السوري، إضافة إلى ذلك فإن وجودي بعيدا عن سوريا لا يقطع صلتي بالوطن، فأنا على احتكاك دائم بأصدقائي وبأهلي وبمعارفي، وعدا عن ذلك ما توفره وسائل الإعلام التي تجعل التعرف على الأحداث عملية سريعة جدا بحيث تمكن الإنسان من البقاء على إطلاع دائم، أما الحميمية، إن كانت موجودة فسببها على ما أعتقد سعيي لمخاطبة الإنسان فيما أريد قوله.
إعلامي ، مدرس في الجامعة ، مترجم .. وأخيراً كاتب درامي هذا التنوع ماذا أعطاك؟
أنا عملت في الكثير من المهن التي لم أعد أذكرها كلها، لأن بعضها عملت فيها أسابيع معدودة، وهذا كان يشكل أمراً مثيراً للفضول لدي، ويشكل متعة بالنسبة لي، في المرحلة الأولى من كل مهنة على أقل تقدير، أما ما الذي منحه ذلك لي، فهو قدرتي على التكلم بلسان هؤلاء جميعا بدون أن أتلعثم.
من أين استمد ممدوح حمادة الحس الكوميدي الساخر؟
هذا سؤال لا يمكنني الإجابة عليه، لأنني لا أعرف الإجابة.
البعض لقبك بعزيز نيسين الدراما السورية ... مارأيك بهذا اللقب ؟ وماأوجه الشبه بينك وبينه؟
ليس لدي علم أن أحداُ ما أطلق علي هذا اللقب، وإن كان ذلك كما ذكرت فربما أطلقه شخص يكن لي مودة، بغاية المديح، ولكن من وجهة نظري شخصياً، فأنا ضد هذه الألقاب والتصنيفات، لأنها تشكل مسبقاً فرزاً ظالماً لا داعي له، هناك الكثير من الكتاب السوريين الجديرين بالإحترام والذين لديهم الكثير مما يقدمونه، ربما لم تسنح لهم الفرصة للتعرف عليهم من قبل الجمهور، وقبل أن أستحق مثل هذا التصنيف "رغم عدم رغبتي به"، فإنه علي أن أنجز نصف ما أنجزه عزيز نيسين على الأقل فهو اسم عالمي في مجال الأدب، وليس من مجال لجمعي معه في مقارنة.، وحتى الآن فإن إطلاق مثل هذا اللقب يصلح للسخرية أكثر مما يصلح للمديح.
ماهو السبب في توجهك للكتابة الدرامية ؟
أنا أمارس كتابة القصة القصيرة منذ بداية الثمانينات، وعندما عدت إلى الوطن بعد تخرجي من كلية الصحافة كانت رغبتي هي العمل في الصحافة، ولكن هذا لم يكن متوفرًا في ذلك الوقت، الأمر الذي دفعني للتفكير بالبحث عن مجالات أخرى تتفق وتوجهاتي، وتظافرت الصدف حتى وجدت نفسي أكتب للدراما التلفزيونية، بإختصار يمكن القول أن الذي أوصلني إلى العمل في هذه المهنة هي رحلة البحث عن عمل.
ضيعة ضايعة عمل كوميدي البعض وصفه بالابتذال والبعض الأخر بالكوميديا الجادة ما مفهوم الكوميديا عند ممدوح حمادة ؟
الابتذال مفهوم يختلف من شخص إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى، وهناك من وصف ضيعة ضايعة بالإبتذال، وهي مهمة صعبة لمن يكتب للكوميديا، والإبتذال برأيي هو اللجوء إلى مفاتيح غير مطلوبة للحصول على رد فعل كوميدي لدى المشاهد، وغالباً ما يتم اللجوء إلى هذه المفاتيح عند غياب الموقف الكوميدي في الحدث، وهو أمر معقد.والكوميديا بحسب التعريف العلمي لها هي كل ما يولد إنطباع كوميدي (أي كل ما يؤدي إلى الضحك) ومنها تتفرع أنواعها الداخلية التي تختلف بحسب تصنيفها من مدرسة إلى أخرى، ولكن الضحك بحسب اعتقادي هو حامل لرسالة ما، وهنا يتوقف الأمر على الكاتب وما هي الرسالة التي يود إيصالها، ولكن في كافة الأحوال فإن الكوميديا يتحقق فيها شرط الكوميديا عندما تستطيع أن تولد رد الفعل الذي تكلمنا عنه بدون تكلف، وبدون إساءة إلى إنسانية الإنسان.
على ذكر" ضيعة ضايعة "علمنا أنك تحضر أيضاً فيلماً سينمائياً للمخرج الليث حجو .. ما هو سر الثقة المتبادلة بينك وبينه ؟
في الحقيقة هناك الكثير من المشاريع المحتملة مع المخرج الليث حجو، وليس فيلم واحد، ولكن الفيلم السينمائي يتطلب بعض الشروط الإنتاجية التي لم تتوفر بعد لخوض مثل هذه التجربة.
أما أسباب الثقة بالمخرج الليث حجو فهي كثيرة، أولها صفاته الإنسانية التي جعلتنا أصدقاء بغض النظر عن العمل المشترك الذي يجمعنا، وثانيها إخلاصه للنص واحترامه للكاتب من الناحية المهنية، فهو لا يقدم على أي تغيير في بنية النص من وراء ظهر الكاتب، رغم صعوبة مراسه كمخرج، فهو لا يقبل المساومة على عمله، وهو أمر لمسته منه في أول لقاء بيننا في الجزء الثاني من بقعة ضوء وكان وقتها لا يزال مخرجاً مغموراً في حين كان يقف أمام عدسته أشهر نجوم سوريا، وكان لدى الكثيرين منهم رغبة في التدخل في النصوص إلا أنه لم يرضخ لذلك، وعندما يقتنع معهم كان يناقش الكاتب أولاً لكي يقوم بالتعديل إذا اتفق معه على ذلك، هذا أيضا حصل مع المخرج الصديق هشام شربتجي الذي كان يتعامل مع النص باحترام كبير.من جهة أخرى فإنه أمر بالغ الأهمية عندما يتمكن مخرج من قراءة الفكرة وليس فقط من قراءة السطور، لأنه إن لم يقرأها فلن يوصلها عبر الشاشة، وأكثر شيء أكرهه وأعتقد أن جميع الكتاب يشاطرونني ذلك، هو عندما يتدخل مخرج ويقوم بتغييرات في النص دون الرجوع إلى الكاتب، ويكون البلاء عظيماً عندما يكون المخرج من النوع المغرور وقليل الثقافة، ففي هذه الحال تصل الفكرة إلى الشاشة معكوسة، وأنا شخصيا ارفض التعامل مع هذه النوعية من المخرجين، بعد أن تعرضت لعدة مواقف قام مخرج العمل فيها بتقديم صورة مقلوبة عما كتب في النص ، تصوري أن ترسلي رسالة لصديق تكتبين فيها (صباح الخير يا صديقي) فيفتحها ليرى (عليك اللعنة يا ...)، هذا ما يفلعه هؤلاء و هذا النمط من المخرجين بلاء على الدراما السورية، ربما كوادرهم جميلة، ولكن ثقافة المخرج لا تتوقف على العين، وإنما تطال الرأس أيضاً.
كان هناك مشروع فيلم رسوم متحركة لشركة " تايغر فيلم" إلى أين وصل .؟ ولماذا لم يبصر النور حتى الأن ؟
بدعوة من الصديق مناع حجازي ، عملت لفترات متقطعة في هذه الشركة التي كان يديرها، وبالإشتراك معه ومع أصدقاء آخرين وضعنا خططاً لسنة كاملة من أعمال الأطفال في مجال المسرح والتلفزيون وحتى السينما، وقد أثمر العمل لاحقاً عن عدة مشاريع شاهدت النور وكان لي مساهمة محورية فيها ومنها "مدينة المعلومات 1" و" مدينة المعلومات 2" و"بيتي العربي" ومسلسل الكرتون "كليلة ودمنة 1" الذي كتبت له السيناريو وعرض على الكثير من الشاشات، وفيلم " كليلة ودمنة" وغيرها من المشاريع التي لم تر النور بعد لأسباب إنتاجية على الأغلب، وحين تسنح الفرصة فأنا على ثقة أنها سترى النور.
بعد إنتهاء ضيعة ضايعة ماذا يخبئ ممدوح حمادة للمشاهد ؟
هناك محاولة الآن لكتابة عمل لا يزال في مراحله الأولى وسيقوم بإخراجه الصديق المخرج الليث حجو عندما نصل إلى قناعة أنه أصبح جاهزاً للعرض، وهناك مشاريع أخرى لا تزال في حالة الفكرة لايمكن أن أتكهن بأنها ستخرج إلى النور أم لا.