- مواليد سوريا - حلب
- ماجستير في الاقتصاد – قسم السكان – جامعة حلب كلية الاقتصاد .
- مدرسة في جامعة حلب كلية التربية – كلية الاداب قسم علم الاجتماع
- تحضير رسالة الدكتوراه في السكان – واقع التمييز ضد المرأة العاملة – دراسة ميدانية في محافظات دمشق –حلب – اللاذقية
اصدارات:
- الرحيل في العيون الخضر – شعر – دار المرساة للطباعة والنشر – اللاذقية – 1999
- رسائل من أوراق الدمع – شعر – دار المقدسية – حلب – 2002
تحت الطبع:
- محترقة بالورد – شعر
- أبجدية فراشة - شعر
الرحيل في العيون الخضر ـ القسم الأول
المقدمة والاهداء وقصائد أخرى
إهداء
إلى الذي اتهمته بالنسيان … ووجدت نفسي أغفو في عينيه كما يغفو الجنين في رحم أمه …
ليلى
مقدمة
بقلم الدكتور عبد الرحمن دركزللي
إذا صح ما قيل من أن الشعر مشتق من الشعور فإن هذه الباقة من القصائد تحتل مكتنها في هيكل الشعر الخالد . ذلك أنها ضرب من البوح العاطفي الجميل ، أرادت الشاعرة الآنسة ليلى من خلاله أن تفصح لنا عن رؤيتها الخاصة ، وهي رؤية مثالية للحب ، لم يعد لها في حياتنا المعاصرة أثر، خصوصاً بعد أن غلب تيار المادة على الانسان حتى سحق روحه وخنق ضميره وتركه هائماً تائهاً لا يلوي على شيء . وإذاً فالشاعرة لا تتوخّى إصلاحاً اجتماعياً ولا تبغي هدفاً سياسياً ، وإنما تحاول أن تعبّر عما يختلج في صدرها وأن تبوح بمكنونات نفسها ، واثقة أن هذه المشاعر جديرة بالبوح ، حرية بالنشر برغم القيود والسدود .
وقيمة هذه القصائد ترجع عندي إلى أنها تصوير لتجربة الحب من نظر الأنثى ( حارسة الحياة ) وكم تعرضت في مجتمعنا – وفي سائر المجتمعات – للاضطهاد والقمع حتى غدا تعبيرها عن مشاعرها ضرباً من الوقاحة أو نوعاً من الصفاقة . على أن شعلة الحياة لا يمكن أن تخمد ، وليس لأحد أن يطفئها مادامت إنسانية وصادقة ونبيلة .
فإذا ضربنا صفحاً عن مسألة الغاية من قرض الشعر ، ويممنا وجهنا شطر الفن وجدنا لدى صاحبة القصائد – وإن كانت متأثرة بشعر نزار قباني – كثيراً من الجوانب والخصائص الفنية التي تؤهلها بحق للفوز بلقب شاعرة ، وهو لقب أصبح – مع الأسف – يخلع اليوم مجّاناً على من لا يستحقه أو يستأهله .
وأبرز هذه الجوانب تلك الوحدة العضوية التي تشد القصائد إلى بعضها لتجعل منها سمفونية متكاملة ، تتناثر أنغامها وتتباعد ، ثم لا تلبث أن تتآلف وتتآزر ، حتى تخلّف لدى سامعها لحناً موحداً لا نشوز فيه . فضلاً عن هذا هنالك اللغة العفوية البسيطة تنساب من ينبوع العاطفة الدفاق لتترجم عن صفاء النفس ورهافة المشاعر ونبل الأحاسيس . وهي لغة أنيقة رصينة لا تحوجك إلى معجم ، ولا تستوقفك للتساؤل عن معنى لفظة ، أي أنها من السهل الممتنع :
أبحث عن لغة حب
لم يعرفها العالم
لأجل حبك
أبحث عن كلمات حب
لم تعرفها سوى المراعي
وأشجار الليمون
كلمات خضراء بلون الزيتون
بلون عينيك
ومما هو جدير بالتنويه تلك الصور الفنية البديعة التي تناثرت في القصائد واختبأت في ظلالها وبين فروعها ، بل تناثرت تناثر النجوم على صفحة السماء ، فيها ذوق رفيع وحسّ مرهف وشفافية بالغة . فأنت لا ترى فيها نتوءاً أو تكلفاً ، وإنما هي صور عفوية تنساب برقة ووداعة ، لا لترصع القصيدة ، وتبرهن على اقتدار الشاعرة ، وإنما لتحمل إليك شعراً وتعمّق في نفسك انطباعاً كانت اللغة قد عجزت عن حمله :
كقرع الطبول الأفريقية
في عمق الغابات
تصبح دقات قلبي عند رؤيتك
فأحلم حينها
باقتطاف غيمة برتقالية
لأقدمها إليك
ولو أنك حاولت الوقوف على الحقول الدلالية التي تنتسب إليهاألفاظ الشاعرة لوجدت أنها ألفاظ تؤول إلى الطبيعة ، فهي دائماً تمتح من معانيها وتنهل من سحرها فإذا بك في غابة أو شاطئ أو بحر أو كهف وربما يمعت عصف الريح وانهمار المطر :
أخاف من يوم
تعبث فيه الريح بأضواء القنديل
وتطفئ السراج المغسول بالمطر
فيجف ّ نهر حياتي
وربما عمدت إلى جمع المتناقضات لكي تفجّر طاقات اللغة الكامنة وتسخّرها للتعبير عن المشاعر المعقدة :
ويوم عرفتك
عرفت شقاء السعادة
بجنوني وتعقلي
بغروري وتواضعي
بضعفي وثقتي
أحببتك
وللآنسة ليلى كلف شديد بالعيون ( ولا سيما الخضر ) ولكن لا عجب فالعيون قمة الإعجاز الإلهي فيها يكمن السحر والتأثير ، ولها تخفق القلوب ، وعنها تصدر المشاعر ، وهي ترجمان أمين يعبّر عن المشاعر المستترة في أعماق النفس :
لم أكن يوماً آبه للعيون
سوداء كانت أم خضراء
لكنّ عينا هذا الأسمر
أدهشتاني
ففي عمقهما ألم جرح
ينزف أبداً
في لونهما .. رحيل عمر
بين المروج والسهول
فيهما شيء رائع
أشبه باتصال البحر
بحقل من السنابل الخضر
وللشاعرة فلسفة خاصة في الحب ، فهي ترى أن الحب معبد ، بل مذبح عليه تراق دماء العشاق بل تسفك . الحب إذاً ليس نزوة عابرة أو رغبة عارضة أو شهوة جارفة ، إنه شيء لا يعرف الفناء ولا يدركه الموت ولا يعتريه الزوال . هو مفتاح باب الخلود . هو الذي يغدق على الانسان أسمى معاني الشرف وهو الذي يسمو به إلى مراقي السعادة . هو قدر لا مهرب منه :
وتسألني لماذا أحبك ؟
ولكن هل يسأل نفسه الشجر :
لماذا تعشق أوراقه المطر ؟!
وهل تسأل نفسها الشواطئ :
لماذا تعشق الأسماك البحر ؟!
إنه الوجود والقدر
فليس للحب قانون يشمل كل البشر
تلك هي الشاعرة الآنسة ليلى أورفه لي في ديوانها الأول فراشة ترفّ ، وعطر يسفح ، وشذى يتضوع … عاطفة سناها لا يخمد ، وأشواق إلى الحب المثالي لا حدود لها . د. عبد الرحم دركزللي
يتبع
- ماجستير في الاقتصاد – قسم السكان – جامعة حلب كلية الاقتصاد .
- مدرسة في جامعة حلب كلية التربية – كلية الاداب قسم علم الاجتماع
- تحضير رسالة الدكتوراه في السكان – واقع التمييز ضد المرأة العاملة – دراسة ميدانية في محافظات دمشق –حلب – اللاذقية
اصدارات:
- الرحيل في العيون الخضر – شعر – دار المرساة للطباعة والنشر – اللاذقية – 1999
- رسائل من أوراق الدمع – شعر – دار المقدسية – حلب – 2002
تحت الطبع:
- محترقة بالورد – شعر
- أبجدية فراشة - شعر
الرحيل في العيون الخضر ـ القسم الأول
المقدمة والاهداء وقصائد أخرى
إهداء
إلى الذي اتهمته بالنسيان … ووجدت نفسي أغفو في عينيه كما يغفو الجنين في رحم أمه …
ليلى
مقدمة
بقلم الدكتور عبد الرحمن دركزللي
إذا صح ما قيل من أن الشعر مشتق من الشعور فإن هذه الباقة من القصائد تحتل مكتنها في هيكل الشعر الخالد . ذلك أنها ضرب من البوح العاطفي الجميل ، أرادت الشاعرة الآنسة ليلى من خلاله أن تفصح لنا عن رؤيتها الخاصة ، وهي رؤية مثالية للحب ، لم يعد لها في حياتنا المعاصرة أثر، خصوصاً بعد أن غلب تيار المادة على الانسان حتى سحق روحه وخنق ضميره وتركه هائماً تائهاً لا يلوي على شيء . وإذاً فالشاعرة لا تتوخّى إصلاحاً اجتماعياً ولا تبغي هدفاً سياسياً ، وإنما تحاول أن تعبّر عما يختلج في صدرها وأن تبوح بمكنونات نفسها ، واثقة أن هذه المشاعر جديرة بالبوح ، حرية بالنشر برغم القيود والسدود .
وقيمة هذه القصائد ترجع عندي إلى أنها تصوير لتجربة الحب من نظر الأنثى ( حارسة الحياة ) وكم تعرضت في مجتمعنا – وفي سائر المجتمعات – للاضطهاد والقمع حتى غدا تعبيرها عن مشاعرها ضرباً من الوقاحة أو نوعاً من الصفاقة . على أن شعلة الحياة لا يمكن أن تخمد ، وليس لأحد أن يطفئها مادامت إنسانية وصادقة ونبيلة .
فإذا ضربنا صفحاً عن مسألة الغاية من قرض الشعر ، ويممنا وجهنا شطر الفن وجدنا لدى صاحبة القصائد – وإن كانت متأثرة بشعر نزار قباني – كثيراً من الجوانب والخصائص الفنية التي تؤهلها بحق للفوز بلقب شاعرة ، وهو لقب أصبح – مع الأسف – يخلع اليوم مجّاناً على من لا يستحقه أو يستأهله .
وأبرز هذه الجوانب تلك الوحدة العضوية التي تشد القصائد إلى بعضها لتجعل منها سمفونية متكاملة ، تتناثر أنغامها وتتباعد ، ثم لا تلبث أن تتآلف وتتآزر ، حتى تخلّف لدى سامعها لحناً موحداً لا نشوز فيه . فضلاً عن هذا هنالك اللغة العفوية البسيطة تنساب من ينبوع العاطفة الدفاق لتترجم عن صفاء النفس ورهافة المشاعر ونبل الأحاسيس . وهي لغة أنيقة رصينة لا تحوجك إلى معجم ، ولا تستوقفك للتساؤل عن معنى لفظة ، أي أنها من السهل الممتنع :
أبحث عن لغة حب
لم يعرفها العالم
لأجل حبك
أبحث عن كلمات حب
لم تعرفها سوى المراعي
وأشجار الليمون
كلمات خضراء بلون الزيتون
بلون عينيك
ومما هو جدير بالتنويه تلك الصور الفنية البديعة التي تناثرت في القصائد واختبأت في ظلالها وبين فروعها ، بل تناثرت تناثر النجوم على صفحة السماء ، فيها ذوق رفيع وحسّ مرهف وشفافية بالغة . فأنت لا ترى فيها نتوءاً أو تكلفاً ، وإنما هي صور عفوية تنساب برقة ووداعة ، لا لترصع القصيدة ، وتبرهن على اقتدار الشاعرة ، وإنما لتحمل إليك شعراً وتعمّق في نفسك انطباعاً كانت اللغة قد عجزت عن حمله :
كقرع الطبول الأفريقية
في عمق الغابات
تصبح دقات قلبي عند رؤيتك
فأحلم حينها
باقتطاف غيمة برتقالية
لأقدمها إليك
ولو أنك حاولت الوقوف على الحقول الدلالية التي تنتسب إليهاألفاظ الشاعرة لوجدت أنها ألفاظ تؤول إلى الطبيعة ، فهي دائماً تمتح من معانيها وتنهل من سحرها فإذا بك في غابة أو شاطئ أو بحر أو كهف وربما يمعت عصف الريح وانهمار المطر :
أخاف من يوم
تعبث فيه الريح بأضواء القنديل
وتطفئ السراج المغسول بالمطر
فيجف ّ نهر حياتي
وربما عمدت إلى جمع المتناقضات لكي تفجّر طاقات اللغة الكامنة وتسخّرها للتعبير عن المشاعر المعقدة :
ويوم عرفتك
عرفت شقاء السعادة
بجنوني وتعقلي
بغروري وتواضعي
بضعفي وثقتي
أحببتك
وللآنسة ليلى كلف شديد بالعيون ( ولا سيما الخضر ) ولكن لا عجب فالعيون قمة الإعجاز الإلهي فيها يكمن السحر والتأثير ، ولها تخفق القلوب ، وعنها تصدر المشاعر ، وهي ترجمان أمين يعبّر عن المشاعر المستترة في أعماق النفس :
لم أكن يوماً آبه للعيون
سوداء كانت أم خضراء
لكنّ عينا هذا الأسمر
أدهشتاني
ففي عمقهما ألم جرح
ينزف أبداً
في لونهما .. رحيل عمر
بين المروج والسهول
فيهما شيء رائع
أشبه باتصال البحر
بحقل من السنابل الخضر
وللشاعرة فلسفة خاصة في الحب ، فهي ترى أن الحب معبد ، بل مذبح عليه تراق دماء العشاق بل تسفك . الحب إذاً ليس نزوة عابرة أو رغبة عارضة أو شهوة جارفة ، إنه شيء لا يعرف الفناء ولا يدركه الموت ولا يعتريه الزوال . هو مفتاح باب الخلود . هو الذي يغدق على الانسان أسمى معاني الشرف وهو الذي يسمو به إلى مراقي السعادة . هو قدر لا مهرب منه :
وتسألني لماذا أحبك ؟
ولكن هل يسأل نفسه الشجر :
لماذا تعشق أوراقه المطر ؟!
وهل تسأل نفسها الشواطئ :
لماذا تعشق الأسماك البحر ؟!
إنه الوجود والقدر
فليس للحب قانون يشمل كل البشر
تلك هي الشاعرة الآنسة ليلى أورفه لي في ديوانها الأول فراشة ترفّ ، وعطر يسفح ، وشذى يتضوع … عاطفة سناها لا يخمد ، وأشواق إلى الحب المثالي لا حدود لها . د. عبد الرحم دركزللي
يتبع
Comment